الاعجاز العلمي في القرآن الكريم
صفحة 1 من اصل 1
الاعجاز العلمي في القرآن الكريم
إن القرآن الكريم هو كتاب هداية وموعظة وإرشاد، قال تعالىإِنَّ هَذَا الْقُرْآَنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا).كما أنه كتاب علم وبحث وتفكير حيث نجد فيه كل ما نشاء من الحقائق العلمية في شتى الميادين.( سَنُرِيهِمْ آَيَاتِنَا فِي الآَفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ ..صدق الله العظيم.) لذا حثنا القرآن الكريم على طلب العلم والتحصيل: (اقْرَأْ وَرَبُّكَ الأَكْرَمُ ، عَلَّمَ الإنسان مَا لَمْ يَعْلَمْ .) وهذا هو ما يعرف بالاعجاز العلمي في القرآن والسنة.
من الملاحظ أن في جميع الآيات القرآنية الكريمة التي يتحدث فيها سبحانه وتعالى عن السماوات والأرض ، نجده يذكر السماوات قبل الأرض ( يسبح لله ما في السماوات وما في الأرض.. ) ونجده يذكرالليل قبل النهار: (... وخلق الليل والنهار... ) والموت قبل الحياة (...وخلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا.) وهذا لا يعني أنه سبحانه وتعالى خلق السماوات قبل الأرض ، والليل قبل النهار ، والموت قبل الحياة، لأنه في أية أخرى يؤكد سبحانه على أن الليل غير سابق للنهار، (لا الشمس ينبغي لها أن تدرك القمر ولا الليل سابق النهار....). اذن من هنا يتبين لناأن الله خلق السماوات والأرض وخلق الليل والنهار، والموت والحياة دفعة واحدة وفي وقت واحد ، وليس بينهما فرق زمني، فالفرق فقط في الرتبة.السماوات في الرتبة الأولى والأرض في الرتبة الثانية ،الليل في الرتبة الاولى والنهار في الرتبة الثانية، وهكذا... مصداقا لقوله تعالى (الم ير الذين كفروا أن السماوات والأرض كانتا رتقا ففتقناهما وجعلنامن الماء كل شيء حي افلا يومنون. صدق الله العظيم).
نقول: صنع النجار الطاولة والكرسي، بمعنى أنه صنع الطاولة ثم الكرسي ، ولا يمكننا القول : ولا الكرسي سابق الطاولة. لأن النجار مهما بلغت درجة براعته وعبقريته فلا يمكنه أن يصنع الطاولة والكرسي دفعة واحدة ، وفي آن واحد، فلا بد من وجود فرق زمني بينهما. فمن هنا تظهر عظمة الخالق وقدرته على كل شيء.
ولكن لماذا ذكر سبحانه وتعالى في كتايه العزيز،السماوات قبل الأرض والليل قبل النهار والموت قبل الحياة وهكذا...؟
فهذا لا يعني أن الله يفضل السماوات على الأرض، والموت على الحياة، والليل على النهار، وانما يتحدث عن الكل أولا ثم الجزء ثانية.اذن السماوات والليل والموت هي الكل بينما الأرض والنهار والحياة هي الجزء.
ان الدكتور علي منصور كيالي يؤكد على أن الليل هو مادة ، مصداقا لقوله تعالى (... وخلق الليل والنهار...) (...وجعل الظلمات والنور...) اذن حسب هاتين الآيتين الكريمتين فان الليل هو مادة ، بينما العلم الحديث لم يتوصل لحد الآن الى اثبات أن الليل هو كذلك ، فالليل بالنسبة للعلم هو لاشيئ.
ويضيف الدكتور علي منصور كيالي قائلا بأن الليل هو مادة سوداء مستدلا على ذلك بقوله تعالى في سورة الانفطار الآيتين 16 و17:(والليل اذا عسعس والصبح اذا تنفس...)
فيقول بأن كلمة (عسعس) تتكون من مقطعين مكررين، عس، عس ، وذلك يدل على أن هذه الكلمة تحمل في طياتها حركة اهتزازية، قياسا في ذلك على كلمات أخرى وردت في القرآن الكريم كقوله تعالى في سورة الزلزلة (اذا زلزلة الأرض زلزالها....) والزلزلة هي حركة اهتزازية وفي اعصار قوم عاد يقول تعالى في سورة الحاقة الآية5 ( وأما عاد فاهلكوا بريح صرصر عاتية) صرصرهي حركة اهتزازية أي الرياح القادمة من كل اتجاهات . وفي سورة ال عمران نجد كلمة (صر) أي الرياح القادمة من اتجاه واحد. وفي سورة يوسف قالت امرآة العزيزالآن حصحص الحق وانه لمن الصادقين ) حصحص تعني غربلة وازالة الحصى. وفي سورة الرحمان يقول تعالى: ( متكئين فيها على رفرف...) رفرف هوذلك الاهتزاز الذي يحصل عند جلوسنا على الكرسي في الجنة لمزيد من المتعة ،وهكذا....
اذن كلمات ( عسعس- تنفس - زلزل- صرص- صر- حصحص- رفرف- دمدم- زمزم.....) حسب الدكتور علي منصور كيالي تتضمن في طياتها حركات اهتزازية. وهذا دليل على أن الليل هو مادة سوداء.
أما في آيات النهار فيقول تعالى: (هو الذي جعل الشمس ضياء والقمر نورا) وفي سورة النبا الآيتين 11 و12 يقول تعالى : (...وبنينا فوقكم سبعا شدادا وجعلنا سراجا وهاجا.)
ان أكثر القواميس اللغوية لا تفرق بين الضياء والنور، بل تعتبرهما مرادفين لمعنى واحد، الا ان الله سبحانه وتعالى فرق بينهما حيث قال: ( هو الذي جعل الشمس ضياء والقمر نورا) وقال أيضا: (...وبنينا فوقكم سبعا شدادا وجعلنا سراجا وهاجا. )
أن الله تعالى شبه الشمس بالسراج الوهاج . والسراج الوهاج هو المصباح او القنديل الذي يضيء بالزيت أو غيره ، فالشمس والمصباح والقنديل يعتبرون مصادر مباشرة للضوء، كما أن هذه المصادر لها حرارة تنبعث منها ، لذلك شبه الله سبحانه وتعالى الشمس بالمصباح الوهاج . ولم يشبه القمر بالمصباح لأنه مصدر غير مباشر للضوء حيث يستمد نوره من الشمس وليست له حرارة، فهو يعكس ضوء الشمس ، لذا فأشعة القمر سماها الله تعالى بالنور، وأشعة الشمس سماها بالضياء. وهذا الكلام جاء على لسان رجل أمي هو محمد(ص) قبل أربعة عشر قرنا من الزمان، والعلم أثبت ذلك اليوم ، والقرآن سبق العلم، وهذا يدل على أن القرآن من عندالله وليس من تأليف بشر.
اذا تأملنا كلمات: ضياء - السبع الشداد – سراجا وهاجا،التي جاءت في الأيتين السابقتين، نجدها تحمل بين ثناياها ضياء الشمس.
ويقول تعالى في سورة يوسف عليه السلام: (... ثم ياتين بعد ذلك سبع شداد يأكلن ما قدمتم لهن الا قليلا ماتحصنون) فالسبع الشداد المذكورة في هذه السورة تعني عدد السنين التي سينحبس فيها المطر عن الأرض (أي السنوات العجاف)والسنين ترتبط دائما بالشمس ومن هنا يتضح لنا جليا أن السبع الشداد المذكورة في الآيتين الكريمتين تدل على ضياء الشمس وليس السموات السبع كما هو في التفسيرات القديمة.اذن السبع الشداد ما هي الا ألوان الطيف السبعة المشكلة للنهار.
ان النهار هو تلك القشرة الرقيقة من ضوء الشمس (ألوان الطيف السبعة الغير المنظورة):التي تحيط بالكرة الأرضية ، وبعدها ندخل في المادة السوداء . فهذه الألوان الغير المنظورة تمتزج فيما بينها بفعل سرعة دوران الغازات المكونة للشمس ، مشكلة بذلك لونا واحدا هو اللون الأبيض الذي يصل الى عين المشاهد .هذا اللون تعكسه الأرض على الفضاء ، فيقوم الغلاف الجوي للكرة الأرضية بتشتيت هذا الضوء في الفضاء مشكلا بذلك النهار الذي يجلي الشمس ويظهرها (...والنهار اذا جلاها...) ونحن على الأرض لا نرى الليل يحيط بالشمس ولكن القرآن الكريم منذ أزيد من الف وأربعمائة سنة قال أن الليل يحيط بالشمس فيغشاها ويغطيها ( ... والليل اذا يغشاها...)
لماذا لا يوجد نهار على سطح القمر ؟
على سطح القمر هناك ضياء، ولكن لا يوجد نهار، لأن القمر رغم أنه جسم عاكس لأشعة الشمس ، فهو ليس له غلاف جوي يقوم بتشتيت تلك ألأشعة المعكسة، على الفضاء ، لهذا لا يوجد به نهار، بحيث لا نرى سماء زرقاء ، والذي نراه هو سماء سوداء، ونرى الشمس كقرص باهث في السماء، وتحيط به المادة السوداء ، أي الليل . هذا الكلام في القرآن الكريم ثبت علميااليوم ، والقرآن سبق العلم وهذا يدل على أن القرآن من عندالله وليس من تأليف بشر.
لماذا تبدو السماء زرقاء ؟
ان الغلاف الجوي للأرض يتكون بالأساس من ذرات الأوزون والأكسجين ، فبمجرد سقوط أشعة الشمس على الذرات ترسله في جميع الاتجاهات فينتشر الضوء في الغلاف الجوي ، وبحكم أن اللون الأزرق هو الأكثر قوة ونفاذا فانه ينتشر بكثافة فتظهر السماء زرقاء.
كيف يتعاقب الليل والنهار؟
ان المادة السوداء يحدث فيها اهتزاز فتتسع كثافتها (والليل اذا عسعس...) مما يتسبب ذلك في تضييق الخناق على النهار) وكأن النهار يكون غارقا في هذه المادة السوداء، فيتنفس شهيق/زفير) (....والصبح اذا تنفس...).
فعند الصباح يلج الله سبحانه وتعالى الليل في النهار والنهار في الليل ، أي يدخل المادة السوداء في في ضياء الشمس (الوان الطيف) وضياء الشمس في المادة السوداء وهكذا... قال تعالى( يولج الليل في النهار ويولج النهار في الليل.....) وهذا الولوج يصبح مكتملا عند الظهيرة، حيث تكون الشمس وسط السماء. وبعدها ، يبدأ سبحانه وتعالى في سلخ ضوء النهار من المادة السوداء. ( وآية لهم الليل نسلخ منه النهار فاذا هم مظلمون صدق الله العظيم) فعملية السلخ هذه تستمر الى حدود صلاة العشاء، حيث يصبح السلخ تاما، وتصبح الظلمة خالية من ضياء الشمس مصداقا لقوله تعالى (... فاذاهم مظلمون) في هذا الصدد يقول الدكتور علي منصور كيالي: لو أضأنا غرفة ما بضوء 100/100 لا نحصل على ظلال.أمافي الخارج أي تحت أشعة الشمس فاننا نحصل على ظلال.ولو كان النهار مضاء 100/100 لعمت ابصارنا من شدة الضياء ، ولما كانت هناك حياة على وجه الكرة الأرضية.وهذا دليل على أنه ليس عندنا نهارا مطلقا، الذي عندنا هو الليل النسبي. أما الليل المطلق فيبدأ بعد صلاة العشاء حتى اقتراب طلوع الفجر حيث تكون الظلمة خالية من ضياء الشمس (... فاذا هم مظلمون)اذن عندنا الليل المطلق والليل النسبي.وليس عندنا نهارا مطلقا.
واذا تأملنا الآية 22/23 من سورة المدثر: ( والليل اذ ادبر والصبح اذا أسفر.)
نجدأن كلمة {اذْ} ساكنة، والسكون في اللغة يفيد التقصير والقطيعة.
التقصير يظهر في قصر مدة زمن الليل المطلق، والذي يبدأ بعد صلاة العشاء مباشرة ويستمر الى ما قبل الفجر بقليل.اذن، فهو يمثل 6/24 من اليوم أي حوالي ست ساعات. أما القطيعة فتفيد نهايةالليل المطلق وادباره، وبداية نهار جديد .
أما{اذا} ممدودة بالألف،والمد في اللغة يفيدالتطويل والاستمرارية وفي الرياضيات فهو بمثابة الخط المستقيم الذي لا نهاية له. وهذا يعني ان زمن الليل النسبي طويل حيث يمثل حوالي 18/24 من اليوم والاستمرارية تظهر في عدم انقطاع ضوء الشمس عن الأرض نهائيا.
اذن الليل المطلق يشكل 1/4 من اليوم أي بنسبة 25/100 والليل النسبي يشكل 3/4 من اليوم أي بنسبة 75/100 وهذه النسب تعادل نسبة الماء واليابسة في الكرة الأرضية، وهي أيضا تعادل نسبة الماء والتراب في جسم الانسان.
من هنا نستنتج أن المادة السوداء(الليل) تتكون من التراب والماء.
فلنتأمل المعطيات التالية:
اذا كان متوسط المسافة بين الشمس والأرض هو : 400 سنة ضوئية أي 146 مليون كلم من مركز الأرض إلى مركز الشمس )وتقدر درجة حرارة الشمس: ب 5500 درجة مئوية، وتصل أشعتها إلى الأرض في خلال 400 ثانية أي 6.66 دقيقة وتبعد عن الأرض أربعمائة مرة بعد القمر عن الأرض .
فمن هذه المعطيات نستنتج أن خلال ست دقائق ونصف تنخفض درجة الحرارة من 5500 درجة مئوية إلى أدنى مستوياتها على الأرض. إذن كيف تنخفض درجة الحرارة بهذه السرعة ؟
هناك عدة عوامل تؤدي إلى انخفاض درجة حرارة الشمس ،وأهمها المادة السوداء،أي (الليل) وكذا الغازات الموجودة في الفضاء الخارجي والغلاف الجوي للأرض والسحب ومياه البحار والغابات وغيرها....
إذن المادة السوداء هي المسؤولة بالدرجة الأولى عن انخفاض درجة حرارة الشمس.
كما نجد حرارة الشمس على سطح القمر هي أيضا منخفضة وتصل حوالي 100 درجة مئوية خلال النهار و-150 تحت الصفر ليلا .
من الملاحظ أن في جميع الآيات القرآنية الكريمة التي يتحدث فيها سبحانه وتعالى عن السماوات والأرض ، نجده يذكر السماوات قبل الأرض ( يسبح لله ما في السماوات وما في الأرض.. ) ونجده يذكرالليل قبل النهار: (... وخلق الليل والنهار... ) والموت قبل الحياة (...وخلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا.) وهذا لا يعني أنه سبحانه وتعالى خلق السماوات قبل الأرض ، والليل قبل النهار ، والموت قبل الحياة، لأنه في أية أخرى يؤكد سبحانه على أن الليل غير سابق للنهار، (لا الشمس ينبغي لها أن تدرك القمر ولا الليل سابق النهار....). اذن من هنا يتبين لناأن الله خلق السماوات والأرض وخلق الليل والنهار، والموت والحياة دفعة واحدة وفي وقت واحد ، وليس بينهما فرق زمني، فالفرق فقط في الرتبة.السماوات في الرتبة الأولى والأرض في الرتبة الثانية ،الليل في الرتبة الاولى والنهار في الرتبة الثانية، وهكذا... مصداقا لقوله تعالى (الم ير الذين كفروا أن السماوات والأرض كانتا رتقا ففتقناهما وجعلنامن الماء كل شيء حي افلا يومنون. صدق الله العظيم).
نقول: صنع النجار الطاولة والكرسي، بمعنى أنه صنع الطاولة ثم الكرسي ، ولا يمكننا القول : ولا الكرسي سابق الطاولة. لأن النجار مهما بلغت درجة براعته وعبقريته فلا يمكنه أن يصنع الطاولة والكرسي دفعة واحدة ، وفي آن واحد، فلا بد من وجود فرق زمني بينهما. فمن هنا تظهر عظمة الخالق وقدرته على كل شيء.
ولكن لماذا ذكر سبحانه وتعالى في كتايه العزيز،السماوات قبل الأرض والليل قبل النهار والموت قبل الحياة وهكذا...؟
فهذا لا يعني أن الله يفضل السماوات على الأرض، والموت على الحياة، والليل على النهار، وانما يتحدث عن الكل أولا ثم الجزء ثانية.اذن السماوات والليل والموت هي الكل بينما الأرض والنهار والحياة هي الجزء.
ان الدكتور علي منصور كيالي يؤكد على أن الليل هو مادة ، مصداقا لقوله تعالى (... وخلق الليل والنهار...) (...وجعل الظلمات والنور...) اذن حسب هاتين الآيتين الكريمتين فان الليل هو مادة ، بينما العلم الحديث لم يتوصل لحد الآن الى اثبات أن الليل هو كذلك ، فالليل بالنسبة للعلم هو لاشيئ.
ويضيف الدكتور علي منصور كيالي قائلا بأن الليل هو مادة سوداء مستدلا على ذلك بقوله تعالى في سورة الانفطار الآيتين 16 و17:(والليل اذا عسعس والصبح اذا تنفس...)
فيقول بأن كلمة (عسعس) تتكون من مقطعين مكررين، عس، عس ، وذلك يدل على أن هذه الكلمة تحمل في طياتها حركة اهتزازية، قياسا في ذلك على كلمات أخرى وردت في القرآن الكريم كقوله تعالى في سورة الزلزلة (اذا زلزلة الأرض زلزالها....) والزلزلة هي حركة اهتزازية وفي اعصار قوم عاد يقول تعالى في سورة الحاقة الآية5 ( وأما عاد فاهلكوا بريح صرصر عاتية) صرصرهي حركة اهتزازية أي الرياح القادمة من كل اتجاهات . وفي سورة ال عمران نجد كلمة (صر) أي الرياح القادمة من اتجاه واحد. وفي سورة يوسف قالت امرآة العزيزالآن حصحص الحق وانه لمن الصادقين ) حصحص تعني غربلة وازالة الحصى. وفي سورة الرحمان يقول تعالى: ( متكئين فيها على رفرف...) رفرف هوذلك الاهتزاز الذي يحصل عند جلوسنا على الكرسي في الجنة لمزيد من المتعة ،وهكذا....
اذن كلمات ( عسعس- تنفس - زلزل- صرص- صر- حصحص- رفرف- دمدم- زمزم.....) حسب الدكتور علي منصور كيالي تتضمن في طياتها حركات اهتزازية. وهذا دليل على أن الليل هو مادة سوداء.
أما في آيات النهار فيقول تعالى: (هو الذي جعل الشمس ضياء والقمر نورا) وفي سورة النبا الآيتين 11 و12 يقول تعالى : (...وبنينا فوقكم سبعا شدادا وجعلنا سراجا وهاجا.)
ان أكثر القواميس اللغوية لا تفرق بين الضياء والنور، بل تعتبرهما مرادفين لمعنى واحد، الا ان الله سبحانه وتعالى فرق بينهما حيث قال: ( هو الذي جعل الشمس ضياء والقمر نورا) وقال أيضا: (...وبنينا فوقكم سبعا شدادا وجعلنا سراجا وهاجا. )
أن الله تعالى شبه الشمس بالسراج الوهاج . والسراج الوهاج هو المصباح او القنديل الذي يضيء بالزيت أو غيره ، فالشمس والمصباح والقنديل يعتبرون مصادر مباشرة للضوء، كما أن هذه المصادر لها حرارة تنبعث منها ، لذلك شبه الله سبحانه وتعالى الشمس بالمصباح الوهاج . ولم يشبه القمر بالمصباح لأنه مصدر غير مباشر للضوء حيث يستمد نوره من الشمس وليست له حرارة، فهو يعكس ضوء الشمس ، لذا فأشعة القمر سماها الله تعالى بالنور، وأشعة الشمس سماها بالضياء. وهذا الكلام جاء على لسان رجل أمي هو محمد(ص) قبل أربعة عشر قرنا من الزمان، والعلم أثبت ذلك اليوم ، والقرآن سبق العلم، وهذا يدل على أن القرآن من عندالله وليس من تأليف بشر.
اذا تأملنا كلمات: ضياء - السبع الشداد – سراجا وهاجا،التي جاءت في الأيتين السابقتين، نجدها تحمل بين ثناياها ضياء الشمس.
ويقول تعالى في سورة يوسف عليه السلام: (... ثم ياتين بعد ذلك سبع شداد يأكلن ما قدمتم لهن الا قليلا ماتحصنون) فالسبع الشداد المذكورة في هذه السورة تعني عدد السنين التي سينحبس فيها المطر عن الأرض (أي السنوات العجاف)والسنين ترتبط دائما بالشمس ومن هنا يتضح لنا جليا أن السبع الشداد المذكورة في الآيتين الكريمتين تدل على ضياء الشمس وليس السموات السبع كما هو في التفسيرات القديمة.اذن السبع الشداد ما هي الا ألوان الطيف السبعة المشكلة للنهار.
ان النهار هو تلك القشرة الرقيقة من ضوء الشمس (ألوان الطيف السبعة الغير المنظورة):التي تحيط بالكرة الأرضية ، وبعدها ندخل في المادة السوداء . فهذه الألوان الغير المنظورة تمتزج فيما بينها بفعل سرعة دوران الغازات المكونة للشمس ، مشكلة بذلك لونا واحدا هو اللون الأبيض الذي يصل الى عين المشاهد .هذا اللون تعكسه الأرض على الفضاء ، فيقوم الغلاف الجوي للكرة الأرضية بتشتيت هذا الضوء في الفضاء مشكلا بذلك النهار الذي يجلي الشمس ويظهرها (...والنهار اذا جلاها...) ونحن على الأرض لا نرى الليل يحيط بالشمس ولكن القرآن الكريم منذ أزيد من الف وأربعمائة سنة قال أن الليل يحيط بالشمس فيغشاها ويغطيها ( ... والليل اذا يغشاها...)
لماذا لا يوجد نهار على سطح القمر ؟
على سطح القمر هناك ضياء، ولكن لا يوجد نهار، لأن القمر رغم أنه جسم عاكس لأشعة الشمس ، فهو ليس له غلاف جوي يقوم بتشتيت تلك ألأشعة المعكسة، على الفضاء ، لهذا لا يوجد به نهار، بحيث لا نرى سماء زرقاء ، والذي نراه هو سماء سوداء، ونرى الشمس كقرص باهث في السماء، وتحيط به المادة السوداء ، أي الليل . هذا الكلام في القرآن الكريم ثبت علميااليوم ، والقرآن سبق العلم وهذا يدل على أن القرآن من عندالله وليس من تأليف بشر.
لماذا تبدو السماء زرقاء ؟
ان الغلاف الجوي للأرض يتكون بالأساس من ذرات الأوزون والأكسجين ، فبمجرد سقوط أشعة الشمس على الذرات ترسله في جميع الاتجاهات فينتشر الضوء في الغلاف الجوي ، وبحكم أن اللون الأزرق هو الأكثر قوة ونفاذا فانه ينتشر بكثافة فتظهر السماء زرقاء.
كيف يتعاقب الليل والنهار؟
ان المادة السوداء يحدث فيها اهتزاز فتتسع كثافتها (والليل اذا عسعس...) مما يتسبب ذلك في تضييق الخناق على النهار) وكأن النهار يكون غارقا في هذه المادة السوداء، فيتنفس شهيق/زفير) (....والصبح اذا تنفس...).
فعند الصباح يلج الله سبحانه وتعالى الليل في النهار والنهار في الليل ، أي يدخل المادة السوداء في في ضياء الشمس (الوان الطيف) وضياء الشمس في المادة السوداء وهكذا... قال تعالى( يولج الليل في النهار ويولج النهار في الليل.....) وهذا الولوج يصبح مكتملا عند الظهيرة، حيث تكون الشمس وسط السماء. وبعدها ، يبدأ سبحانه وتعالى في سلخ ضوء النهار من المادة السوداء. ( وآية لهم الليل نسلخ منه النهار فاذا هم مظلمون صدق الله العظيم) فعملية السلخ هذه تستمر الى حدود صلاة العشاء، حيث يصبح السلخ تاما، وتصبح الظلمة خالية من ضياء الشمس مصداقا لقوله تعالى (... فاذاهم مظلمون) في هذا الصدد يقول الدكتور علي منصور كيالي: لو أضأنا غرفة ما بضوء 100/100 لا نحصل على ظلال.أمافي الخارج أي تحت أشعة الشمس فاننا نحصل على ظلال.ولو كان النهار مضاء 100/100 لعمت ابصارنا من شدة الضياء ، ولما كانت هناك حياة على وجه الكرة الأرضية.وهذا دليل على أنه ليس عندنا نهارا مطلقا، الذي عندنا هو الليل النسبي. أما الليل المطلق فيبدأ بعد صلاة العشاء حتى اقتراب طلوع الفجر حيث تكون الظلمة خالية من ضياء الشمس (... فاذا هم مظلمون)اذن عندنا الليل المطلق والليل النسبي.وليس عندنا نهارا مطلقا.
واذا تأملنا الآية 22/23 من سورة المدثر: ( والليل اذ ادبر والصبح اذا أسفر.)
نجدأن كلمة {اذْ} ساكنة، والسكون في اللغة يفيد التقصير والقطيعة.
التقصير يظهر في قصر مدة زمن الليل المطلق، والذي يبدأ بعد صلاة العشاء مباشرة ويستمر الى ما قبل الفجر بقليل.اذن، فهو يمثل 6/24 من اليوم أي حوالي ست ساعات. أما القطيعة فتفيد نهايةالليل المطلق وادباره، وبداية نهار جديد .
أما{اذا} ممدودة بالألف،والمد في اللغة يفيدالتطويل والاستمرارية وفي الرياضيات فهو بمثابة الخط المستقيم الذي لا نهاية له. وهذا يعني ان زمن الليل النسبي طويل حيث يمثل حوالي 18/24 من اليوم والاستمرارية تظهر في عدم انقطاع ضوء الشمس عن الأرض نهائيا.
اذن الليل المطلق يشكل 1/4 من اليوم أي بنسبة 25/100 والليل النسبي يشكل 3/4 من اليوم أي بنسبة 75/100 وهذه النسب تعادل نسبة الماء واليابسة في الكرة الأرضية، وهي أيضا تعادل نسبة الماء والتراب في جسم الانسان.
من هنا نستنتج أن المادة السوداء(الليل) تتكون من التراب والماء.
فلنتأمل المعطيات التالية:
اذا كان متوسط المسافة بين الشمس والأرض هو : 400 سنة ضوئية أي 146 مليون كلم من مركز الأرض إلى مركز الشمس )وتقدر درجة حرارة الشمس: ب 5500 درجة مئوية، وتصل أشعتها إلى الأرض في خلال 400 ثانية أي 6.66 دقيقة وتبعد عن الأرض أربعمائة مرة بعد القمر عن الأرض .
فمن هذه المعطيات نستنتج أن خلال ست دقائق ونصف تنخفض درجة الحرارة من 5500 درجة مئوية إلى أدنى مستوياتها على الأرض. إذن كيف تنخفض درجة الحرارة بهذه السرعة ؟
هناك عدة عوامل تؤدي إلى انخفاض درجة حرارة الشمس ،وأهمها المادة السوداء،أي (الليل) وكذا الغازات الموجودة في الفضاء الخارجي والغلاف الجوي للأرض والسحب ومياه البحار والغابات وغيرها....
إذن المادة السوداء هي المسؤولة بالدرجة الأولى عن انخفاض درجة حرارة الشمس.
كما نجد حرارة الشمس على سطح القمر هي أيضا منخفضة وتصل حوالي 100 درجة مئوية خلال النهار و-150 تحت الصفر ليلا .
cavalier de reve- عدد الرسائل : 2
العمر : 61
تاريخ التسجيل : 05/05/2013
مواضيع مماثلة
» الاعجاز العلمي في القرآن الكريم
» الاعجاز العلمي في القرآن الكريم
» التين والزيتون في الاعجاز العلمي للقرآن الكريم
» صفحات من الإعجاز العلمي في القرآن الكريم
» مشروعه الثاني الكبير «مدخل إلى القرآن الكريم» و«تفسير القرآن».. معنى أن يصبح الجابري ابن رشد القرن العشرين / لحسن العسبي
» الاعجاز العلمي في القرآن الكريم
» التين والزيتون في الاعجاز العلمي للقرآن الكريم
» صفحات من الإعجاز العلمي في القرآن الكريم
» مشروعه الثاني الكبير «مدخل إلى القرآن الكريم» و«تفسير القرآن».. معنى أن يصبح الجابري ابن رشد القرن العشرين / لحسن العسبي
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى