ملوك يتعاقبون على عرش تاريخي وزعماء سياسة لا صقون!!

أمر زعماء السياسة عجيب في المغرب..

يزدهر العالم الثالث بسياسات لها رأس على عقب , تغلق أبواب كل أنواع الديمقراطيات في الديانات والسياسة أمام وجه شعوبها ولهذا العالم الغريب جمهوريات أبانت عن سلوك ديماغوجي ينسف التطور ولكنه يبتكر ما يقمع شعوبها ويشعل البلبلة بين صفوفه مستغلا العرقية والطائفية والطبقية والثراء والفقر لصالح هيمنته وهيمنة مؤيديه..ظروفه متوحشة وأسلوبه شفرة تمزق متطلبات المواطنين , فزعماء العالم الثالث يدومون أكثر مدة لا يقضي أقل من ربعها في أعلى الحالات زعماء العالم الراقي المتمدن ..علما بأن الملوك لا يشبهون الزعماء لأنهم ورثة , فأنا شخصيا أحب الملكية رغم أني مواطن عادي لم أكتسب منها سوى ما وهبته لي ثقافتي وقدري ولكني استفدت من حمايتهم لنا وإبعاد ما ينغص حياتنا ..ولكي أباشر موضوعي وأفيد قراء صدى الزواقين الموقر ..أوضح وبدون تملق أو نفاق أني عشت إلى الآن سبعين سنة مرت عبر سنوات الاستعمار الفرنسي ..وعشت بعضها في عهد ملك الاستقلال والتحرير محمد الخامس رحمه الله وانتقلت سنوات أخرى من حياتي لتعيش التحول الذي سيره الحسن الثاني قدس الله روحه باني السدود وحامي الحدود ومبدع سلمية مسيرة حررت جنوب المغرب واليوم أحيي عهد محمد السادس حفظه الرب العظيم..ملك الموانئ والمطارات والتطور العصري فكما رأيت الحسن الثاني وليا للعهد رأيت محمد السادس وليا للعهد وها أنا أرى الحسن الثالث وليا للعهد ..

فملوكنا يتربعون على عرش أسلافهم المنعمين قانونيا ودينيا وتاريخيا , يتعاقبون والشعب المغربي ورائهم بالروح والبيعة , لكن الزعماء السياسيين ومن وهبت لهم البلاد نفوذا لصقوا وأصبحوا مسامير جحا في الأحزاب والحكومات والبرلمانات ..عهود المغرب تتغير عبر القرون , لكن الغريب والعجيب في دولتنا الحبيبة أن زعماء السياسة لا ينسحبون من معترك الصراع السياسي الذي يوجب تنافسا سياسيا لا صراعات الأطماع , يتمسكون بأحزابهم وإن وقعوا في تذمر مناضليهم تقمصوا حركة الجرادة للطيران نحو تأسيس حزب آخر أو الانضمام لحزب يلبي شهواتهم...ومن عبقرياتهم ضد التغيير الديمقراطي يورثون التنسيق ومناصب الأحزاب وإدارات الدولة والمؤسسات المهمة أثناء حصولهم على كراسي وزارية لأبنائهم وإخوانهم ..لحد الآن لا أفهم لماذا يدوم شيوخ الأحزاب والحكومات المتعاقبة فوق رؤوسنا ..وكلما رأيت ميركل وكامرون وهولاند وأوباما وغيرهم من الصغار في السياسة استغربت وقارنت بينهم وبين ( شيبانيين في أحزابنا وحكوماتنا) لم يخجلوا أمام ملك شاب هو الثالث من الملوك الذين حضروهم ..فملوكنا الشرفاء الأعزاء نتمتع بطلعتهم ويستقبلهم الشعب المغربي عبر مراحل من حياة الأمة.. والزعماء السياسيون والمهيمنون على لب ودواليب الدولة لا يتركون مناصبهم إلا بعد مرض أو موت أو الخرقة أو سجن ..سياسيون لا يزعزعون كأضراس البغل ..

من الآداب السياسية أن يساير زعماء أحزابنا السنوات المتجددة وهم يتحدثون عن الطاقة المتجددة ..ففي بريطانيا الملكية مرت تاتشر وكان ميدجر والآن كامرون ويمكن للقراء أن يقارنوا التجدد في الغرب والأقدمية السياسية لأحزابنا وحكوماتنا في المغرب ....

يجب على (الشارفين ) أن يتنحوا عن كل المراكز المسيرة للبلاد سياسيا لأن السياسة ليست مهنة أو حرفة لأنها ترتبط بالحيل والنفاق والبهلوانية حول المناصب العليا والباقي ينتظر التقاعد لأنه في منصب خدماتي ...