التعليق الرياضي وسخافته

النص :
اليوم في سبت جميل وبعد أن انسحبت من الفرجة الكروية في احتراف لا معنى له ولا ذوق تمتعت بالمقابلة التي دارت بين الرجاء والمغرب التطةاني وخصوصا بعد الإنجاز الرائع للبيضاء على ملعبي الجنوب ..وقد بدت لي المباراة أنها اقتربت جدا من الاحتراف وتمنيت أن يكثر الجمهور في هذه الحالة على مدرجات المدن المغربية ..وما أثارني للكتابة هنا هو المعلق الحريري الذي يعجبني دائما لأنه لا يتملق ولا يترك اللاعبين دون أن يصاحبهم بلسانه السلس ولا يختبئ وراء الكلمات التي نسمعها في القناة الرياضية حيث يتيه معلقوا قنوات الدار البيضاء في ( كرة أمامية ..كرة عالية  كرة مرفوعة .كرة في وسط الميدان ..من يفوز ..من يسجل ..منمنمن..جدا ...مجددا ..مرة أخرى ..إلخ ) ولا يمكن للمذيع البيضاوي في القناتين أن لا يعرج على ماضي الفريق فيطنب ويذكر لاعبي الماضي كلما علق على أي مباراة ولا يمكن لهم أن ينسوا الوداد والرجاء ولو كانوا يعلقون على مباراة في المريخ ومن شطحاتهم أنهم يحفظون فقط لاعبي الوداد والرجاء وفي المقابلات الأخرى لا تسمع من الأسماء سوى الكرة عند الكوكب ورجعت للمغرب الفاسي ومرة أخرى عند الحسنية ورجعت مرة أخرى عند أولامبيكين وهكذا تظهر حقيقة عدم حفظهم لأسماء الفرق الغريبة عن كازا , أما الأغرب فلهم باع طويل للتعليق على كرة السلة والسباحة وكرة اليد وقفز الخيول وسباق الدراجات والسيارات والريكبي وكرة المضرب ولهم اختصاص في التنقل بين التعليق في الأستوديو وملاعب المدن وكأن المغرب لا يلد أفواها مختصة في كل لعبة ..أعتقد أن معلقي الدار البيضاء لا يستمعون للحريري كيف يسرع لسانه مع المقابلة دون التيه فيما لا يهم المشاهد والسامع ..فكلما أردت الفرجة لأشاهد فريقي المفضل أو الفريق الوطني اعتمدت على كاتم الصوت لأغلق أفواه معلقين يضرون طبلة الأذن بسخافتهم ..وقد أعانني البرابول لأتابع مقابلات الخليج ومصر لأستمع التعليق المناسب في المباراة المناسبة , تحية للحريري ابن التعليق ..وأكبر أسف على القنوات المغربية أنها تعطي أوقاتا لأوروبا والقنوات الأوروبية لا تعلق على مباريات الدول العربية ..أظن جازما أن الصحف المغربية لا تنتقد المعلقين ولا تلومهم بسبب الزمالة ولقاءات قد تحرج بعضهم البعض لذلك اتحاماو على المغاربة وساروا على نهج كور واعطي للعور واسمحوا لي لأن قلبي لا يقبل ألسنة النفاق وأقلام الخداع ..