عبدالرحيم شيخي رئيسا لحركة التوحيد والإصلاح
صفحة 1 من اصل 1
izarine- عدد الرسائل : 1855
العمر : 64
Localisation : khémissat
Emploi : travail
تاريخ التسجيل : 03/08/2006
عبد الرحيم الشيخي ذلك البرزخ بين الريسوني وبنكيران !
كثيرون يعرفون أن بين زعيم إسلاميي السلطة، رئيس الحكومة المغربية، والمؤسس الفعلي للإسلام السياسي المغربي، السيد عبد الإله بنكيران، وبين الفقيه المقاصدي، نائب رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، السيد أحمد الريسوني، برزخ لا يلتقيان، لكن قليلين هم أولئك الذين يعرفون أن هذا البرزخ هو المهندس الإحصائي السيد عبد الرحيم الشيخي، الذي وضعته "المنهجية الديمقراطية" رئيسا لحركة التوحيد والإصلاح المغربية.
والشيخي هو الابن البار لجمعية الشروق الإسلامية، التي أسسها المرحوم عبد الرزاق المروري، وهي مدرسة عرفت بهواجسها الوحدوية إلى درجة نكران الذات التنظيمية والاستعداد للانخراط في أي إطار وحدوي يلم شتات الإسلاميين المغاربة.
وبالفعل انصهرت جمعية الشروق في تجربة وحدوية أولى بداية تسعينيات القرن الماضي، عرفت باسم رابطة المستقبل الإسلامي، التي توحدت بدورها، صيف 1996 مع حركة الإصلاح والتجديد في إطار حركة التوحيد والإصلاح، بقيادة الدكتور أحمد الريسوني، الذي استمر في زعامة هذه الحركة حتى سنة 2004، حيث اضطرته تداعيات أحداث 16 ماي الإرهابية سنة 2003، إلى تقديم الاستقالة.
كان المهندس عبد الرحيم الشيخي من أشد المعارضين لهذه الاستقالة، وهو الأمر الذي أدى ثمنه غاليا: الطرد من حزب العدالة والتنمية !
ففي أوج المحنة التي عاشها حزب الدكتور الخطيب، بسبب الضغوط الرهيبة التي مورست عليه مباشرة بعد أحداث 16 ماي المشؤومة، التأم بقاعة سمية بالرباط، المجلس الوطني للبيجدي، حيث لفت انتباه المؤتمرين صراخ الدكتور عبد الكريم الخطيب مطالبا بطرد شاب وضع على صدره لافتة كتب عليها: "كلنا أحمد الريسوني رمز العلم والعلماء"، ولم يكن هذا الشاب سوى عبد الرحيم الشيخي الرئيس الحالي للإطار الذي اختاره الحزب الخطيبي، من بين كل إطارات العمل الإسلامي، شريكه الاستراتجي !
عاد عبد الرحيم الشيخي فيما بعد لممارسة نشاطه السياسي داخل هياكل حزب العدالة والتنمية بعدما تبين للدكتور الخطيب ومن معه أن الوشاية التي وصلته عنه وشاية جائرة وأن حادثة الطرد كانت فعلا متسرعا وعملا غير لائق.
لكن حضور الشيخي داخل الهياكل القيادية لحركة التوحيد والإصلاح كان أكثر قوة وبروزا، ربما بسبب ميوله الشخصية التي تفضل دائما النضال بمنطق الجندية المجهولة، التي تنأى بصاحبها بعيدا عن الأضواء والإعلام، مما سمح للرجل أن يراكم بهدوء تجربة تنظيمية مهمة تجعله مؤهلا، أكثر من غيره، لقيادة الحركة في المقبل من الأيام.
العارفون بالشيخي يعلمون أنه ليس مجرد كائن تنظيمي – تكنوقراطي، كما هو حال الرئيس المنتهية ولايته، السيد محمد الحمداوي، ولكنه صاحب فكر ورؤية وتخطيط واستراتيجة، من شأنهما أن يضفيا على العمل الإسلامي بالمغرب لمسة حداثية وعقلانية تدشن قطيعة نهائية مع كل أنماط التسلف التي تهدد مجتمعنا بأشكال بئيسة من التصحر الديني جعلت العديد من شبابنا لقمة سائغة لتجار التشدد والتطرف.
لاشك أن هذه المهمة ليست سهلة ولا يسيرة، وطريق الشيخي لإنجازها ستكون شاقة وعسيرة وتتطلب مضاعفة الحيطة والحذر من أوراق الموز التي سترميها جهات متعددة في طريق تنزيل أفكاره الإصلاحية.
من بين تلك الأفكار رؤية الشيخي المنفتحة على التعاون مع كل القوى الوطنية، اليسارية واليمينية، حيث لا يعتبر "الآخر الإيديولوجي" خصما ونقيضا، بل ينظر إليه كشريك في البناء والإصلاح، وهو من هذه الجهة متأثر بأطروحة "الكتلة التاريخية" التي أصل لها المفكر المغربي محمد عابد الجابري.
ومن بين أفكاره إيمانه العميق بالخط الإصلاحي الديمقراطي، لا كتكتيك مرحلي ولكن كاختيار استراتيجي، وهو هنا متحرر من أطر التفكير "الإخوانية" ورواسبها السلفية التقليدية، المتوجسة من الفكرة الديمقراطية، وما يرتبط بها من آاليات عقلانية وقيم حداثية.
وإذا كان من غير المتوقع أن تعرف طبيعة العلاقة بين "الدعوي" و"السياسي" تغيرا في عهده فإنه من المرجح جدا أن تشهد مزيدا من الفصل المؤسسي الواضح بين الحركة والحزب، يعطي للحركة شخصيتها المستقلة، بدل وضعيتها الحالية التي تجعلها أقرب إلى كونها "ذراعا دعويا" للبيجيدي.
وإذا كانت بعض الانطباعات المتسرعة قد ذهبت إلى أن انتخاب الشيخي على رأس الحركة يمثل امتدادا لهيمنة بنكيران على هذه الحركة وتأبيدا لوصايته عليها، وفي المقابل يرى البعض الآخر أن هذا الانتخاب يمثل عودة مهذبة ولطيفة لإدارة السيد أحمد الريسوني للحركة من وراء ستار.
فالحقيقة أن معرفة الرجل عن قرب تبين أنه مختلف عن الرجلين معا، فكرا و مزاجا، ومستقل عن كليهما، مما يجعله مؤهلا أكثر بأن يلعب دورا برزخيا في تحديد طبيعة العلاقة الملتبسة بينهما.
عبدالنبي الحري
هسبريس / 11غشت 2014
والشيخي هو الابن البار لجمعية الشروق الإسلامية، التي أسسها المرحوم عبد الرزاق المروري، وهي مدرسة عرفت بهواجسها الوحدوية إلى درجة نكران الذات التنظيمية والاستعداد للانخراط في أي إطار وحدوي يلم شتات الإسلاميين المغاربة.
وبالفعل انصهرت جمعية الشروق في تجربة وحدوية أولى بداية تسعينيات القرن الماضي، عرفت باسم رابطة المستقبل الإسلامي، التي توحدت بدورها، صيف 1996 مع حركة الإصلاح والتجديد في إطار حركة التوحيد والإصلاح، بقيادة الدكتور أحمد الريسوني، الذي استمر في زعامة هذه الحركة حتى سنة 2004، حيث اضطرته تداعيات أحداث 16 ماي الإرهابية سنة 2003، إلى تقديم الاستقالة.
كان المهندس عبد الرحيم الشيخي من أشد المعارضين لهذه الاستقالة، وهو الأمر الذي أدى ثمنه غاليا: الطرد من حزب العدالة والتنمية !
ففي أوج المحنة التي عاشها حزب الدكتور الخطيب، بسبب الضغوط الرهيبة التي مورست عليه مباشرة بعد أحداث 16 ماي المشؤومة، التأم بقاعة سمية بالرباط، المجلس الوطني للبيجدي، حيث لفت انتباه المؤتمرين صراخ الدكتور عبد الكريم الخطيب مطالبا بطرد شاب وضع على صدره لافتة كتب عليها: "كلنا أحمد الريسوني رمز العلم والعلماء"، ولم يكن هذا الشاب سوى عبد الرحيم الشيخي الرئيس الحالي للإطار الذي اختاره الحزب الخطيبي، من بين كل إطارات العمل الإسلامي، شريكه الاستراتجي !
عاد عبد الرحيم الشيخي فيما بعد لممارسة نشاطه السياسي داخل هياكل حزب العدالة والتنمية بعدما تبين للدكتور الخطيب ومن معه أن الوشاية التي وصلته عنه وشاية جائرة وأن حادثة الطرد كانت فعلا متسرعا وعملا غير لائق.
لكن حضور الشيخي داخل الهياكل القيادية لحركة التوحيد والإصلاح كان أكثر قوة وبروزا، ربما بسبب ميوله الشخصية التي تفضل دائما النضال بمنطق الجندية المجهولة، التي تنأى بصاحبها بعيدا عن الأضواء والإعلام، مما سمح للرجل أن يراكم بهدوء تجربة تنظيمية مهمة تجعله مؤهلا، أكثر من غيره، لقيادة الحركة في المقبل من الأيام.
العارفون بالشيخي يعلمون أنه ليس مجرد كائن تنظيمي – تكنوقراطي، كما هو حال الرئيس المنتهية ولايته، السيد محمد الحمداوي، ولكنه صاحب فكر ورؤية وتخطيط واستراتيجة، من شأنهما أن يضفيا على العمل الإسلامي بالمغرب لمسة حداثية وعقلانية تدشن قطيعة نهائية مع كل أنماط التسلف التي تهدد مجتمعنا بأشكال بئيسة من التصحر الديني جعلت العديد من شبابنا لقمة سائغة لتجار التشدد والتطرف.
لاشك أن هذه المهمة ليست سهلة ولا يسيرة، وطريق الشيخي لإنجازها ستكون شاقة وعسيرة وتتطلب مضاعفة الحيطة والحذر من أوراق الموز التي سترميها جهات متعددة في طريق تنزيل أفكاره الإصلاحية.
من بين تلك الأفكار رؤية الشيخي المنفتحة على التعاون مع كل القوى الوطنية، اليسارية واليمينية، حيث لا يعتبر "الآخر الإيديولوجي" خصما ونقيضا، بل ينظر إليه كشريك في البناء والإصلاح، وهو من هذه الجهة متأثر بأطروحة "الكتلة التاريخية" التي أصل لها المفكر المغربي محمد عابد الجابري.
ومن بين أفكاره إيمانه العميق بالخط الإصلاحي الديمقراطي، لا كتكتيك مرحلي ولكن كاختيار استراتيجي، وهو هنا متحرر من أطر التفكير "الإخوانية" ورواسبها السلفية التقليدية، المتوجسة من الفكرة الديمقراطية، وما يرتبط بها من آاليات عقلانية وقيم حداثية.
وإذا كان من غير المتوقع أن تعرف طبيعة العلاقة بين "الدعوي" و"السياسي" تغيرا في عهده فإنه من المرجح جدا أن تشهد مزيدا من الفصل المؤسسي الواضح بين الحركة والحزب، يعطي للحركة شخصيتها المستقلة، بدل وضعيتها الحالية التي تجعلها أقرب إلى كونها "ذراعا دعويا" للبيجيدي.
وإذا كانت بعض الانطباعات المتسرعة قد ذهبت إلى أن انتخاب الشيخي على رأس الحركة يمثل امتدادا لهيمنة بنكيران على هذه الحركة وتأبيدا لوصايته عليها، وفي المقابل يرى البعض الآخر أن هذا الانتخاب يمثل عودة مهذبة ولطيفة لإدارة السيد أحمد الريسوني للحركة من وراء ستار.
فالحقيقة أن معرفة الرجل عن قرب تبين أنه مختلف عن الرجلين معا، فكرا و مزاجا، ومستقل عن كليهما، مما يجعله مؤهلا أكثر بأن يلعب دورا برزخيا في تحديد طبيعة العلاقة الملتبسة بينهما.
عبدالنبي الحري
هسبريس / 11غشت 2014
izarine- عدد الرسائل : 1855
العمر : 64
Localisation : khémissat
Emploi : travail
تاريخ التسجيل : 03/08/2006
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى