رجلان وامرأة أيام التخلف والسذاجة
صفحة 1 من اصل 1
رجلان وامرأة أيام التخلف والسذاجة
قصة قصيرة ...
رجلان وامرأة , أيام الخوف والسذاجة...
واقع من التخلف المدقع :.
تغير سنوات التخلف الإنسان وتفسد طبائعه فانتشار الأوبئة الفكرية والجسدية تعمق الانهيار الاجتماعي وتبعد المجتمع عن الحق والمنطق والعلم ..ليضطر الناس لارتكاب الأخطاء حسب التقاليد والعادات لذلك يرمون أنفسهم وعقولهم بين أيدي السحرة والمشعوذين وباعة الأدوية المصنعة من الأعشاب واعتقد العديد من المواطنين أيام التخلف أن حالات الإغماء والارتعاش وتغيرات الجسد والملامح مس من الشيطان أو ضرب من ضروب الجن فالتجأوا للأضرحة وذوي الكرامات حسب ظنونهم وساهم التخلف في نشر أمراض الجذري والسل والطاعون وبوحمرون وغيرها وأمراض جنسية كثيرة ومع قلة النظافة وتغلغل الفقر ازدادت العيوب والأغلاط بين العاديين وأشباه المثقفين وفي فضاء هؤلاء نمت ذات الشعر الأسود , الكثيف الذي تحرك نعومته رياح الدنيا المتغيرة ويخضع لضفائر تتقنها أم بدوية وجه دائري أبيض البشرة, فم بشفتين صغيرتين وأنف رقيق يتدلى من بين عينين عسليتين كلها صفات لملامح فتاة صبية تلبس روب أبيض تتخلله ألوان مختلفة ويطول ليقترب من صندلين بسواد أو بياض حسب المناسبات ولدت جميلة الحي بين الفقراء ونالت نصيبها الأخلاقي والفكري من تراثهم المهلهل ..كبرت عاديا وتعلمت لتصل إلى حد ألزمها الدار ,شاهدت تدني مستويات البسطاء عبر ألبستهم الذابلة ألوانها والمحزمة سراويلها بالقنب الغليظ الذي يخيط أكياس الحبوب والطحين ...رأت أحذية غير متناسقة وتلبس رغم كبرها.... أتعبها الكسل وأغضبها انتظار الحبيب , اشتاقت للعمل لكنه خانها لتنطوي تحت الملل وروتين الكادحات في زمن المغلوبين ..جحظت عيناها بحكم اللهفة والغيرة بلا حسد نحو السعيدات , وتطلعت لأمنيات بعيدة ومستقرة في خيالها ..تسير حياتها بما لا تشتهيه لكنها تتميز بالصبر وتتحلى بصد المغريات , قلب عامر بالرزانة وفارغ من الهوى , تحب الزهو بجسدها المنقوش بالأنوثة والمنفوش بالإغراء المتواضع الخائف من أفراد الأسرة والمعارف في الحي أو في أي مكان آخر.... عاشت وردة بين الأوحال طاهرة لا تمس بكلام زائغ أو تلمس بأجسام طائشة , فعطرها الطري يمتع ولا يجلب الأنوف المطولة بالجنس المحرم ..تحاط وردة بعائلة مثالية وغارقة في التقاليد ولها أخ يفقد صوابه إن تحرش أحد أو ضايقها فبالاحترام أصبحت سيدة الحي وكسبت سكانه كأفراد من أسرتها ..وبلغت مبلغ النساء حين وقف جسمها على عتبة العرائس بين دفوف تقرع في خاطرها معلنة تنافس الرجال للفوز بليلتها الوحيدة من العمر , وحماها الخوف من الإناث لأنهن يجلبن من يدافع عنهن من قريب أو بعيد , لهن حماية لا توصف وحتى الرجال ينتفخون قوة أمامهن وزادت الطوق حولهن بكارتهن فأعلت شأنهن كمقدسات تحت رايات الشرف فلا أحد يجرؤ لمغازلة المرأة لتبقى هذه الخصلة تمارس من بعيد عبر الأعين والإشارات الخفيفة فوق ميزان الخوف.. والمتزوجات أكثر صونا بحكم وقارهن واحترامهن...فالطريق الوحيد لتنفيس الرجال يؤدي إلى دور القوادة والعاهرات أو ابتكار ممارسات أخرى بعيدا عن النساء وكانت الأمراض المشهورة والمتداولة بين الذكور تمنع الأغلبية من اللجوء إلى الدعارة مصدرها ....ومن بين الخطوات المتأهبة للزواج من وردة سطع شاب أخفى إمكانيات الآخرين وأعدم المنافسة... أعجبها يونس...قوي البنية... طويل في التوسط ...عينان سوداوان ..وجه مليح استخلص معظم قسماته من أمه ...طار قلب وردة نحوه فسكن بين ضلوعها وكأنها تعرفه من زمان وتحس وجوده في روحها ..عشقته وربطت كيانه في عمقها وبين صوره التي سلبت عقلها ظهرت صورة أنوار وكادت أن تستقر في أحشائها لكنها تتبخر لما يطردها التنهد...وقبل الخطوبة خافت أن يضيع يونس ..توسلت الرب كي يحميه ويصونه لها ...سيطر على عقلها... فضمن الزواج منها حين زفوا حبها إليه ...تبعها من بعيد أثناء الأيام التي تمنع اللقاء بين الذكر والأنثى فكلما رآها تكونت طبقات الحب في وجدانه ..أعلنت الخطوبة وكملت طقوسها فذاع خبر الاقتران كي لا يفسده أحد ...وأصبح السير إلى جانب وردة مباحا ولا يزعج يونس أو يثير حوله عنف التقاليد وحماية الشرف , احترم الخاطب قوانين العلاقات المحتشمة وحافظ على سمعة وردة وهو يقطع ما بقي من مهلة الزواج بصبر وهدوء ...لاح عبر الأفق يوم القران , دونت وثيقة الزواج وأقيمت حفلة شعبية تخللتها خمور سرية تحت ظلام أزقة قريبة من درب يونس وداخل سيارات بعض المدعوين , سمع ( الداها والداها والله ما خلاها) أهازيج أطعمته بالرجولة والشجاعة فدخل بيت الليلة من أول عمر الزواج , وقف مبهورا أمام جمال وردة ...حرك يونس مشاعره الفوارة بدأ تباشير النكاح المباح , توكل على جسده الساخن بنار الشباب ..لكنه قضى الليلة المباركة دون أن ينجز رغبة وردة وما تنتظره العائلتان , بكى على صدر العروسة , اعتذر وخشي الإهانة , استعملت وردة كل الوسائل المباحة والمتاحة لإثارة شريك حياتها وإنقاذه من ورطة الاستهزاء والسخرية من فحولته المفقودة ..فكرا فيما يطمئن محاصريهما لمعرفة الطبعة الحمراء على سروال العذراء ..أخيرا أسالا دم الجرح لينفض الجمع وينتهي الحفل ..قبل يونس رأس وردة , فأصبحا زوجين يخفيان السر واعتمدا على النفاق طيلة شهر ليشرفا على الطلاق ويتم قهر المشاعر الفياضة ..حزن يونس رفض كشوف الأطباء داخل البلد وخارجه , خجول يخشى الفضيحة والنعوت المقللة للشخصية , لكنه أذعن لفكرة زوجته حين استأذنته لزيارة سحرة ومشعوذين من دون حضوره , قيل لها بخريه فبخرته وطلب منها أن تزور البحر ليتخطى سبعة أمواج ثم تشتري سمكة حية من صياد ليبول في فمها ويعيدها إلى البحر ...وهيأت له أشربة مختلفة الطعم واللون ليفرغها في بطنه عبر جوفه الغضبان , انقضى شهر النفاق وطال شهورا أخرى... تعطل الطلاق تمسكت وردة ببعلها وحنت عليه ,ما أصابه ليلة الحب أمر غريب ..حكمت عقلها وحضنت يونس بالثقة وأثناء الذهول وكتمان السر عن أفراد عائلتيهما أنجبت العلاقة المتوترة بلا نهاية أليمة أنوار ابن الحي وصديق يونس , شاب مفتول العضلات ...يحمل وجه ملاكم عليه آثار ضرب بسبب خشونته واندفاعاته المؤدية إلى العنف دون أن يفقد جماله العادي شاب مغرم بوردة ولا يعلم زواجها من يونس... بقي الولهان الجديد في هيامه الضائع لكنه أثار إحساس وردة وفرض وجوده ليؤثر عليها ويميلها نحوه ..ولما نهاه صديق وحكى قصة يونس وتعلقه بوردة زاد التمني واشتد الغزل بالعينين فاعتبرها امرأة كسائر الواقعات في شباك الرجال بالحلال أو الحرام ...اعتد أنوار بشخصيته وجسمه المعتدل الذي يغري الحسناوات وبوظيفته و عائلته الميسورة ...احتل قلب وردة واندس بينها وبين زوجها ..نال مكانته حين فقد يونس جسارته الجنسية ...وفي إحدى المقاهي....
الصديق : عيب عليك أن تتعلق بمتزوجة ...
أنوار : إنها امرأة مكوية بعادات النساء المختلفات , تشتهي الرجال وتفضل بعضهم عن الآخرين حسب رغبتها ..فالرجل مال وجنس في عيون المرأة والمرأة جمال وإثارة..
الصديق : أوافق كلامك لكن أخلاقنا تمنعنا من اصطياد المتزوجات , ان اقتربت منها ستجلب ما لا يحمد حقباه..
أنوار : دعك من التخريف ..أنا أحب وردة وأتمنى أن تدفئ سريري الخالي ..
الصديق : إياك أن تقع بين يدي زوجها أو حاميها من أفراد أسرتها
أنوار : هل نسيت قوتي ؟
الصديق : لا ..إن اجتمعوا سيحطمونك ..
أنوار : لا حياة بلا امرأة تلبي الغريزة الفطرية ..
الصديق : أودعك لأنك تغلق الأبواب أمام النصائح ..
استمر أنوار في عناد الأمر والنهي ..اتبع خططه ليوقع وردة في شباكه ...أتيحت الفرصة , كلمها وكان الحوار أسرع من تلغراف ...
أنوار : اسمحي لي كي أكلمك
وردة : لا تقترب مني , أنا متزوجة
أنوار : وأنا أشتاق لحنانك ..
ابتعدت عنه ..ولمس منها القبول الذي أتى من الرد ...ولما عادت إلى منزلها بكت وناقشت زوجها آفة الجنس الذي حرمت منه لأسباب مجهولة ..
وردة : زوجي العزيز , لن أتخلى عنك لكنني حرمت من كنه زواجنا ..أرجوك , جد حلا لا تعذبني..
يونس : سيزول فشلي وسأعالج ضعف جنسي , اصبري قليلا واعلمي أني لن أزور الطبيب ولن أعرض عليه فضيحتي ....
وردة : استعملنا كل الطرق الشعبية وبقيت حالتك كما هي....أصبح العلاج الطبي ضروريا...
يونس : لا أدري أين ضاعت القوة ؟؟ احذفي الطبيب من حياتنا..
وردة : ربما تعرفت على عاهرة أو امرأة تمنتك لنفسها فسحرتك أو تخطيت معمولا أثر فيك
يونس : لم أشعر بعشق من أخريات.. وكانت العاهرات كسحابات بخرهن النسيان
وردة : حيرتني ونحيت ما نعتمد عليه لعلاجك
يونس : منذ وعيي والحشمة تقهرني ظننت أني فحل مثل الشبان وما أملكه من جهد جعلني أثق بقدرات رجولتي , لكن ليلتنا الجميلة شوهت ما كنت أعتز به وبديت هزيلا بين أحضانك يا عزيزتي وقويا في ضعف...
وردة : من أين كسبت هذا الحد البسيط ؟؟ أنصحك مرة أخرى كي تزور الطبيب ..
يونس : اطلبي أي شيء ولو كان طلاقا واعفني من طبيب يكشف عورتي ..أرجوك , تريثي فربما سأعود إلى مصاف الرجال .
.وردة : أنت تعلم أني أحبك وأقبلك كما رأيتك ..لن أستعجل أمرا يجرح شعورك ..مضى شهران ونحن نمثل زوجين سعيدين ..سنحافظ على صورة الفرح إلى أن تحل المشكلة ...
يونس : أشكر تضحيتك من أجلي
وردة : أتعرف أنوار ؟
يونس : ومن يكون ؟
وردة : أنوار بن التاجر الحاج بلحاج
يونس : أوه ..أعرفه , إنه صديقي تعرفت عليه في مناسبات عديدة ....
وردة : يتبعني واليوم كلمني لكني تنصلت منه
يونس : كلب ...يعلم أنك متزوجة فتطاول عليك ...
وردة : لم تصدر منه إساءة لشرفي وشرفك كل ما تمناه هو الاهتمام به...
يونس : لن أهجرك ولينتظر الزواج من البرد ولن أطلقك كي يستفيد من حبي..
وردة : والرب , لن أخونك لأنك الحبيب الأول الناقص طبعا ..
يونس : سأكتمل لأعجبك ..لنصبر قليلا ...
استرسلت العلاقة المبتورة وصار تلاحمهما حتميا ومصيريا ...لكن أطماع أنوار لم تنكسر , حام حول وردة ليوقعها في غرامه دون أن يحرجها بين سكان الحي , فكان لقاء عاشقي وردة أساسا لفصم الخيال عن الواقع ..
يونس : أتوسل إليك , ابتعد عن حلالي ...
أنوار : اترك لوردة الخيار ثم حررها إن أبدت رأيها واختارت شريك عمرها ..
يونس : لا تتعب نفسك , يجمعني معها حب عميق ولا يمكن لها أن تميل إليك ....
أنوار : تبني كلامك على حلم مضبب بالخيانة , لن أغدرك وأنا أحترم نصيبك ...تحدثني مهجتي يوميا عنها وتبني قلبي بورود حول وردة غالية ..
يونس : إنها زوجتي وميولك لا منطق له , ألست صديقك ؟!
أنوار : لا صداقة في الحب لقد قتل العديد منهم ...شردهم وحمقهم
يونس : لا أقوى على القتال من أجلها لكني متمسك بزواجي منها ...انساها لترتاح وأرتاح ...
أنوار : لن تحد من هيامي ولن تبتر مصيري ...ستقدر وردة لي ..
يونس : أنت لا تفهم القدر لتحكم على الناس ..لقد قدرها الرب لتكون من نصيبي لكنه سلطك علي لتفسد نغمته الأبدية ...
أنوار : لنبقى حول وردة إلى أن تنمو في سريرك أو سريري ..فأنا أضعها داخل إلهامي وأوصد عليها باب روحي
يونس : أودعك يا أحمق و يا ناكر الصداقة
لا تغيير ...مناقشات منزلية ..حيرة تتخلل العشرة الشرعية ...فراش مغبون ونفور محتوم , آل كل شيء لوضعية لم تكن في الحسبان , فهل أنجزها القدر أم حيكت بعبدة الشعوذة ؟ تاه التفكير واحتار في الحل ..والزوجان تحت هلع الضياع تذكر يونس تلك الطرق المتبعة لدى بعض الديانات وعند المتشبثين بتقاليد غريبة لفض البكارة بواسطة الثقاب , ضحك وسخر من المعتمدين على التلاعب بالشرف ...تساءل عن كيفية الصبر والآخر يفض بكارة زوجته ؟ ..حبيبة عزباء بين يدي غاصب بالموافقة وعقلية أجداد ؟! تعجب لأن ما حدث له كان بسبب الخوف والخجل وشيء ضمني مبهم حال دون تتمة الليلة المباركة بالأهازيج والزغاريد ..وكانت قدرته الرجولية أسيرة أفكار متضاربة تضعفه وتثنيه أمام دور لم يتدرب عليه ولم يسأل أصدقاءه عن قوانينه تجنبا لفضيحة من وراء الشك , فالتخيلات كثيرة وفضفاضة عند الجهلاء , أخيرا اضطر ليصارح وردة ويسل رأيها من قلبها المتيم بحبه مستعملا أسلوبا لا ينحر كبريائها ...وفي ليلة مبنية على الفرق بين جسدين يكتويان بالحرمان , أثار موضوع المكلفين بفض البكرات ..
يونس : نزلت علي فكرة عجيبة أرفضها من أساسها ....ولكنها سبيل وحيد لفك عجزنا المحبط لسعادتنا....وعلينا أن نتحملها.
وردة : قلها ولا تخف فأنا لك ..
يونس : أنت لي ولكنك تميلين لأنوار كلما انهارت فحولتي أمامك ..
وردة : لأنه سيسد الفراغ إن طلقتني , إنه شاب ظريف عبر عن مشاعره نحوي بكل صدق وهيام...
يونس : أنصتي للفكرة أولا واتركي التعليق فيما بعد
وردة : حسنا , وماهي هذه الفكرة ؟
يونس : من غير المعقول أن لا تكوني على علم بما يحكى عن اعتماد العروسين على المختص والملزم بفض بكارة العروسة إن تعذرت على العريس في ليلة الدخلة ..
وردة : سمعت حكايات عن هذه العملية المقيتة ...
يونس : مقيتة لكنها الحل الوحيد لحالتنا واستمرار زواجنا ...
وردة : لنفرض أني وافقت ...فكيف ستتصرف ؟
يونس : أحتاج لوقت كي أفكر في طريقة لا تحرجنا
وردة : افعل ما تشاء ولا تنس أن الزوجين يحتاجان للنكاح وهو الأهم من الأكل والمال فعقد الزواج يثبته بصريح العبارة ...
يونس : أعلم وأعرف وأفهم جيدا القصد من لقائنا
وردة : إذا تصرف بجدية قبل الطلاق وتيقن أن الطلاق جائز ومفروض في هذه الحالة ..
يونس : سأموت إن طلقتك أو فرطت فيك إنك النصف الذي أحيا به ..
وردة : هات الوسيلة لأبقى معك ..
عاشا أيام الوجوم المنبثق عن تفكير جارح ...كيف سيفسح يونس المجال لفاض البكارة ؟ لن تقبل نفسيته دوس كرامته وكيف يمكن لوردة أن ترضخ لفاض غريب ؟ فنفسيتها المصقولة بتربية الوالدين والمحيط الصارم لن تذعن لخدش يجرح روحها ..
يونس : تعبت وسينفجر قلبي إن بقيت هكذا كالعاجز المحروم أمام شهية الجسد
وردة : أنت السبب ...نحن الإناث نخضع للرجال وفي حالتك سأتحرر بطلاق سهل إن تبخرت فكرتك..
يونس : ما يقلقني في حل المشكلة الجنسية تصوراتي التي تذبحني وتغمسني في الوحل ..
وردة : إذا وجدت منفذ العملية ..!
يونس : نعم...لكنني متردد ومشمئز..
وردة : أفصح عنه ..
يونس : سيكون بالتراضي أنوار وأظنه صادق وساتر لنا
وردة : هل أنت متيقن من إخلاصه ؟؟!
يونس : متيقن نسبيا ..وأفضله أمام غريب لا نعلم نواياه
وردة : يحبني أنوار , والحقيقة أميل إليه وألاحظ رجولته في كلامه وتصرفاته , لكني أخاف من أن تحلو له اللعبة فيلتصق ليزيحك عني بطلاق أمقته لحد الساعة ..
يونس : تعجبني صراحتك , ولا مخرج لنا من هذه الكارثة ...لنتحمله ونعتبره حبيبا سبقني فأكل الغلة ثم تخلى عنك لأتزوجك كمدافع عن شرفك ..
وردة : نبيه ومحلل ...
يونس : أتوافقين على مشروع الفض السري ؟؟؟!!
وردة : بكل سرور ونحن مجموعة أحبة نعرف بعضنا البعض
يونس : سأبحث عن طريقة لتهيئ المناسبة
وردة : احذر وصنا من الفضيحة
يونس : لا تنصحي مفضوحا يريد الخلاص ....
تمت برمجة أنوار ليشارك في تغطية العجز فالتف يونس حول الهدف ليوقعه في مقابلة مرغمة ..
يونس : أخي أنوار , أريدك في أمر مهم سينجيني ويحمي مستقبلي
أنوار : أنت تعلم عني كل شيء , أحب زوجتك وإن كان الأمر يوجب الطلاق , عول علي لأحمي وردة من تعسفات الزمان ..
يونس : لا طلاق بيني وبين محبوبتي وردة , لن أطيق بعدها عني
أنوار : وما الأمر ؟
يونس : احلف أنك ستكتمه إن اطلعت على فحواه ..
أنوار : أعدك ..والرب الجليل لن أخونك أو أغدر عزيزتي وردة ..
يونس : يا لك من صديق مخلص ! لقد غرست الثقة في قلبي
أنوار : هات السر
يونس : اسمع أخي , فشلت ليلة الدخلة ووردة لازالت عذراء ..
أنوار : وما دوري في المشكلة ؟؟
يونس : أطلب منك أن تفض بكارتها ليستمر زواجي منها
سخنت السعادة ذاته وتراقص الفرح داخل أحشائه ..وجدها فرصة ليقترب من أنثاه الغالية لأن البكارة مفتاح الغرام الأول عند المرأة , ووجدها فرصة لطرد يونس من على سرير فاتنته ..
أنوار بعد تفكير عميق : سألبي طلبك بعد أن أحلل هذا الدور
يونس : أرجوك لا تطيل الوقت فالحالة مستعجلة بالنسبة لشريكين قهرهما فراق وهما الأقرب جسدا وروحا ...
أنوار : عين موعدا وأنا رهن إشارتكما ...
أزاح يونس الستار عن ما أخفاه , وانتاب وردة شيء من التبرم لكن الفرحة طالت أنوار حين تصور الانفراد بغرضه المنشود , اختلفت التصورات حول الخطيئة , خطيئة سرية لا مفر منها وكانت السرية تسعد من أرادا إخفاء الفضيحة , داوم أنوار السؤال عن الليلة الموعودة ..
أنوار : متى أقوم بالواجب ؟!
يونس : لم نقرر الموعد... فالتردد يسيل وخزا في القلب ويدميه احتقارا , أرجوك أنوار انتظر قليلا ريثما نتقن غموضا حول العملية ..
أنوار : ألح كي أعيدك إلى صفة زوج يحافظ على وردة ...
يونس : أعلم ما في صدرك ولن تشمتني
أنوار : حاشا ...أتمنى لك السعادة ...
يونس : مجرد كلام ..قريبا سننهي القضية وسأخبرك ليرتاح طمعك ..
وفي غرفة النوم
وردة : ماذا قررت ؟
يونس : أتسرعين الليلة المنحوسة ؟!!
وردة : لا ...بالعكس لا أريد أن تضيع مني رغم تقديري لأنوار
يونس : سأخطط يوم سبت لطمس بكارة أفقدتني الرجولة ..
وردة : لا تقنط لأنك لن تضيعني ..
وبزغ السبت المشؤوم , حين استدعى أنوار لزيارته تحت جنح الظلام وأثناء غياب القمر ..تأكد أنوار من خلو الدرب , طرق الباب ولما فتح في وجهه فاحت رائحة وردة واستقبله نعيم الغرام , عانق يونس ليلطف خاطره المنزعج ..ثم صافح وردة والحمرة تعلو خدودهم ..
يونس : أتمنى أن لا تطيل العملية ! سأمهلك أقل من نصف ساعة
أنوار ووردة تتراجع إلى غرفتها : لن أتأخر فساعة واحدة تكفيني , ألم تسمع ابتسامة ولقاء وغرام ثم تنفيذ هدفك ..
يونس : وقعت بين يديك المهم خلصني ..
كانت الليلة دخلة مجانية لأنوار , قابل الجميلة وقدم فروض البداية , بادلته الغريزة فشعرت بأنه يليق لها زوجا بعد الطلاق , انسجمت وعند الممارسة فشل واندفع مرة أخرى ليثبت فحولته تراجع مع القذف لينهي دوره كرجل ممتاز فقد الخبر الذي سيقدمه لمن ينتظر فض بكارة ستعتق زواجه ....نزلت العملية المريضة كصاعقة مدوية رجت أعصاب يونس وزعزعت كيانه ...لكنه حمد الرب حين ترك أنوار غرفة زوجته الحبيبة مهزوما ويجر وراءه ذيل الخيبة , وحمد الرب أيضا لأنهما سيان في الفشل الجنسي متأكدا أن وردة تحمل أمرا يضعف الرجال ويجعل البكارة قلعة لا تنهار ..فرح يونس واختفى أنوار بعيدا عن قصتهما لتبدأ حكاية أخرى عنوانها أن وردة مصفحة أي مسحورة لتستعصي تحت الذكور...لم تخبر وردة والدتها بل لجأت إلى داهية الجنس ...
امرأة : اسألي كما تشائين لا حياء في الدين !
وردة : تمت الدخلة على يد شابين وبقيت البكارة في الحفظ والصون
امرأة : معمول لك عمل فأنت مصفحة بالشعوذة
وردة : وما العمل ؟!
امرأة : أعرف مشعوذة مختصة في هذه الحالات ..
وردة : وأين سأجدها ؟!
امرأة : في الدوار ( ....) قرب ضريح (....)
وردة : أعرف المنطقة لأني زرت الولي الصالح رفقة أمي ..
امرأة : سافري لوحدك أو رافقي زوجك ..
شكرت المرأة وأخبرت يونس الذي طار من الفرح ..سافرا إلى الدوار وزارا المرأة المشعوذة ثم تركها يونس , تلقت تعليمات اعتقدت أنها تفك الطلاسم المعقدة في الحياة البشرية منحتها المشعوذة قارورة ماء غريب لتغسل وترش فرجها ودونت لها بخورا ليصعد دخانها بين فخديها ..نشطت عقلية وردة وابتسم يونس الانتصار والعودة إلى كيانه الطبيعي ..وبعد عودتهما من زيارة المشعوذة والولي الصالح , استراحا وفي اليوم الموالي اغتسلا فشيدا الغرفة بأثاث جديد خوفا من سحر مدسوس وتبخرت وردة مرة أخرى ثم نظفت جهازها التناسلي بماء القارورة...عطرت الغرفة لتبدأ ليلة الدخلة , فض يونس البكارة وأمضى وثيقة النكاح بأسلوب الفحل والنقاوة , عادت المياه إلى الحبيبين ونجا يونس من التطليق المنبوذ . فاكتشف يونس أنه صان شرفه وأبعد أنوار الذى يمثل إساءة مشوهة للسمعة .
أشرقت الحضارة وانتشر الوعي ورشت المعلومات المنطقية عقول الناس لتنقي رواسب الشعوذة والخرافات.. كبر يونس وأنجب أطفالا من امرأة صانها القدر من بين رجلين...
رجلان وامرأة , أيام الخوف والسذاجة...
واقع من التخلف المدقع :.
تغير سنوات التخلف الإنسان وتفسد طبائعه فانتشار الأوبئة الفكرية والجسدية تعمق الانهيار الاجتماعي وتبعد المجتمع عن الحق والمنطق والعلم ..ليضطر الناس لارتكاب الأخطاء حسب التقاليد والعادات لذلك يرمون أنفسهم وعقولهم بين أيدي السحرة والمشعوذين وباعة الأدوية المصنعة من الأعشاب واعتقد العديد من المواطنين أيام التخلف أن حالات الإغماء والارتعاش وتغيرات الجسد والملامح مس من الشيطان أو ضرب من ضروب الجن فالتجأوا للأضرحة وذوي الكرامات حسب ظنونهم وساهم التخلف في نشر أمراض الجذري والسل والطاعون وبوحمرون وغيرها وأمراض جنسية كثيرة ومع قلة النظافة وتغلغل الفقر ازدادت العيوب والأغلاط بين العاديين وأشباه المثقفين وفي فضاء هؤلاء نمت ذات الشعر الأسود , الكثيف الذي تحرك نعومته رياح الدنيا المتغيرة ويخضع لضفائر تتقنها أم بدوية وجه دائري أبيض البشرة, فم بشفتين صغيرتين وأنف رقيق يتدلى من بين عينين عسليتين كلها صفات لملامح فتاة صبية تلبس روب أبيض تتخلله ألوان مختلفة ويطول ليقترب من صندلين بسواد أو بياض حسب المناسبات ولدت جميلة الحي بين الفقراء ونالت نصيبها الأخلاقي والفكري من تراثهم المهلهل ..كبرت عاديا وتعلمت لتصل إلى حد ألزمها الدار ,شاهدت تدني مستويات البسطاء عبر ألبستهم الذابلة ألوانها والمحزمة سراويلها بالقنب الغليظ الذي يخيط أكياس الحبوب والطحين ...رأت أحذية غير متناسقة وتلبس رغم كبرها.... أتعبها الكسل وأغضبها انتظار الحبيب , اشتاقت للعمل لكنه خانها لتنطوي تحت الملل وروتين الكادحات في زمن المغلوبين ..جحظت عيناها بحكم اللهفة والغيرة بلا حسد نحو السعيدات , وتطلعت لأمنيات بعيدة ومستقرة في خيالها ..تسير حياتها بما لا تشتهيه لكنها تتميز بالصبر وتتحلى بصد المغريات , قلب عامر بالرزانة وفارغ من الهوى , تحب الزهو بجسدها المنقوش بالأنوثة والمنفوش بالإغراء المتواضع الخائف من أفراد الأسرة والمعارف في الحي أو في أي مكان آخر.... عاشت وردة بين الأوحال طاهرة لا تمس بكلام زائغ أو تلمس بأجسام طائشة , فعطرها الطري يمتع ولا يجلب الأنوف المطولة بالجنس المحرم ..تحاط وردة بعائلة مثالية وغارقة في التقاليد ولها أخ يفقد صوابه إن تحرش أحد أو ضايقها فبالاحترام أصبحت سيدة الحي وكسبت سكانه كأفراد من أسرتها ..وبلغت مبلغ النساء حين وقف جسمها على عتبة العرائس بين دفوف تقرع في خاطرها معلنة تنافس الرجال للفوز بليلتها الوحيدة من العمر , وحماها الخوف من الإناث لأنهن يجلبن من يدافع عنهن من قريب أو بعيد , لهن حماية لا توصف وحتى الرجال ينتفخون قوة أمامهن وزادت الطوق حولهن بكارتهن فأعلت شأنهن كمقدسات تحت رايات الشرف فلا أحد يجرؤ لمغازلة المرأة لتبقى هذه الخصلة تمارس من بعيد عبر الأعين والإشارات الخفيفة فوق ميزان الخوف.. والمتزوجات أكثر صونا بحكم وقارهن واحترامهن...فالطريق الوحيد لتنفيس الرجال يؤدي إلى دور القوادة والعاهرات أو ابتكار ممارسات أخرى بعيدا عن النساء وكانت الأمراض المشهورة والمتداولة بين الذكور تمنع الأغلبية من اللجوء إلى الدعارة مصدرها ....ومن بين الخطوات المتأهبة للزواج من وردة سطع شاب أخفى إمكانيات الآخرين وأعدم المنافسة... أعجبها يونس...قوي البنية... طويل في التوسط ...عينان سوداوان ..وجه مليح استخلص معظم قسماته من أمه ...طار قلب وردة نحوه فسكن بين ضلوعها وكأنها تعرفه من زمان وتحس وجوده في روحها ..عشقته وربطت كيانه في عمقها وبين صوره التي سلبت عقلها ظهرت صورة أنوار وكادت أن تستقر في أحشائها لكنها تتبخر لما يطردها التنهد...وقبل الخطوبة خافت أن يضيع يونس ..توسلت الرب كي يحميه ويصونه لها ...سيطر على عقلها... فضمن الزواج منها حين زفوا حبها إليه ...تبعها من بعيد أثناء الأيام التي تمنع اللقاء بين الذكر والأنثى فكلما رآها تكونت طبقات الحب في وجدانه ..أعلنت الخطوبة وكملت طقوسها فذاع خبر الاقتران كي لا يفسده أحد ...وأصبح السير إلى جانب وردة مباحا ولا يزعج يونس أو يثير حوله عنف التقاليد وحماية الشرف , احترم الخاطب قوانين العلاقات المحتشمة وحافظ على سمعة وردة وهو يقطع ما بقي من مهلة الزواج بصبر وهدوء ...لاح عبر الأفق يوم القران , دونت وثيقة الزواج وأقيمت حفلة شعبية تخللتها خمور سرية تحت ظلام أزقة قريبة من درب يونس وداخل سيارات بعض المدعوين , سمع ( الداها والداها والله ما خلاها) أهازيج أطعمته بالرجولة والشجاعة فدخل بيت الليلة من أول عمر الزواج , وقف مبهورا أمام جمال وردة ...حرك يونس مشاعره الفوارة بدأ تباشير النكاح المباح , توكل على جسده الساخن بنار الشباب ..لكنه قضى الليلة المباركة دون أن ينجز رغبة وردة وما تنتظره العائلتان , بكى على صدر العروسة , اعتذر وخشي الإهانة , استعملت وردة كل الوسائل المباحة والمتاحة لإثارة شريك حياتها وإنقاذه من ورطة الاستهزاء والسخرية من فحولته المفقودة ..فكرا فيما يطمئن محاصريهما لمعرفة الطبعة الحمراء على سروال العذراء ..أخيرا أسالا دم الجرح لينفض الجمع وينتهي الحفل ..قبل يونس رأس وردة , فأصبحا زوجين يخفيان السر واعتمدا على النفاق طيلة شهر ليشرفا على الطلاق ويتم قهر المشاعر الفياضة ..حزن يونس رفض كشوف الأطباء داخل البلد وخارجه , خجول يخشى الفضيحة والنعوت المقللة للشخصية , لكنه أذعن لفكرة زوجته حين استأذنته لزيارة سحرة ومشعوذين من دون حضوره , قيل لها بخريه فبخرته وطلب منها أن تزور البحر ليتخطى سبعة أمواج ثم تشتري سمكة حية من صياد ليبول في فمها ويعيدها إلى البحر ...وهيأت له أشربة مختلفة الطعم واللون ليفرغها في بطنه عبر جوفه الغضبان , انقضى شهر النفاق وطال شهورا أخرى... تعطل الطلاق تمسكت وردة ببعلها وحنت عليه ,ما أصابه ليلة الحب أمر غريب ..حكمت عقلها وحضنت يونس بالثقة وأثناء الذهول وكتمان السر عن أفراد عائلتيهما أنجبت العلاقة المتوترة بلا نهاية أليمة أنوار ابن الحي وصديق يونس , شاب مفتول العضلات ...يحمل وجه ملاكم عليه آثار ضرب بسبب خشونته واندفاعاته المؤدية إلى العنف دون أن يفقد جماله العادي شاب مغرم بوردة ولا يعلم زواجها من يونس... بقي الولهان الجديد في هيامه الضائع لكنه أثار إحساس وردة وفرض وجوده ليؤثر عليها ويميلها نحوه ..ولما نهاه صديق وحكى قصة يونس وتعلقه بوردة زاد التمني واشتد الغزل بالعينين فاعتبرها امرأة كسائر الواقعات في شباك الرجال بالحلال أو الحرام ...اعتد أنوار بشخصيته وجسمه المعتدل الذي يغري الحسناوات وبوظيفته و عائلته الميسورة ...احتل قلب وردة واندس بينها وبين زوجها ..نال مكانته حين فقد يونس جسارته الجنسية ...وفي إحدى المقاهي....
الصديق : عيب عليك أن تتعلق بمتزوجة ...
أنوار : إنها امرأة مكوية بعادات النساء المختلفات , تشتهي الرجال وتفضل بعضهم عن الآخرين حسب رغبتها ..فالرجل مال وجنس في عيون المرأة والمرأة جمال وإثارة..
الصديق : أوافق كلامك لكن أخلاقنا تمنعنا من اصطياد المتزوجات , ان اقتربت منها ستجلب ما لا يحمد حقباه..
أنوار : دعك من التخريف ..أنا أحب وردة وأتمنى أن تدفئ سريري الخالي ..
الصديق : إياك أن تقع بين يدي زوجها أو حاميها من أفراد أسرتها
أنوار : هل نسيت قوتي ؟
الصديق : لا ..إن اجتمعوا سيحطمونك ..
أنوار : لا حياة بلا امرأة تلبي الغريزة الفطرية ..
الصديق : أودعك لأنك تغلق الأبواب أمام النصائح ..
استمر أنوار في عناد الأمر والنهي ..اتبع خططه ليوقع وردة في شباكه ...أتيحت الفرصة , كلمها وكان الحوار أسرع من تلغراف ...
أنوار : اسمحي لي كي أكلمك
وردة : لا تقترب مني , أنا متزوجة
أنوار : وأنا أشتاق لحنانك ..
ابتعدت عنه ..ولمس منها القبول الذي أتى من الرد ...ولما عادت إلى منزلها بكت وناقشت زوجها آفة الجنس الذي حرمت منه لأسباب مجهولة ..
وردة : زوجي العزيز , لن أتخلى عنك لكنني حرمت من كنه زواجنا ..أرجوك , جد حلا لا تعذبني..
يونس : سيزول فشلي وسأعالج ضعف جنسي , اصبري قليلا واعلمي أني لن أزور الطبيب ولن أعرض عليه فضيحتي ....
وردة : استعملنا كل الطرق الشعبية وبقيت حالتك كما هي....أصبح العلاج الطبي ضروريا...
يونس : لا أدري أين ضاعت القوة ؟؟ احذفي الطبيب من حياتنا..
وردة : ربما تعرفت على عاهرة أو امرأة تمنتك لنفسها فسحرتك أو تخطيت معمولا أثر فيك
يونس : لم أشعر بعشق من أخريات.. وكانت العاهرات كسحابات بخرهن النسيان
وردة : حيرتني ونحيت ما نعتمد عليه لعلاجك
يونس : منذ وعيي والحشمة تقهرني ظننت أني فحل مثل الشبان وما أملكه من جهد جعلني أثق بقدرات رجولتي , لكن ليلتنا الجميلة شوهت ما كنت أعتز به وبديت هزيلا بين أحضانك يا عزيزتي وقويا في ضعف...
وردة : من أين كسبت هذا الحد البسيط ؟؟ أنصحك مرة أخرى كي تزور الطبيب ..
يونس : اطلبي أي شيء ولو كان طلاقا واعفني من طبيب يكشف عورتي ..أرجوك , تريثي فربما سأعود إلى مصاف الرجال .
.وردة : أنت تعلم أني أحبك وأقبلك كما رأيتك ..لن أستعجل أمرا يجرح شعورك ..مضى شهران ونحن نمثل زوجين سعيدين ..سنحافظ على صورة الفرح إلى أن تحل المشكلة ...
يونس : أشكر تضحيتك من أجلي
وردة : أتعرف أنوار ؟
يونس : ومن يكون ؟
وردة : أنوار بن التاجر الحاج بلحاج
يونس : أوه ..أعرفه , إنه صديقي تعرفت عليه في مناسبات عديدة ....
وردة : يتبعني واليوم كلمني لكني تنصلت منه
يونس : كلب ...يعلم أنك متزوجة فتطاول عليك ...
وردة : لم تصدر منه إساءة لشرفي وشرفك كل ما تمناه هو الاهتمام به...
يونس : لن أهجرك ولينتظر الزواج من البرد ولن أطلقك كي يستفيد من حبي..
وردة : والرب , لن أخونك لأنك الحبيب الأول الناقص طبعا ..
يونس : سأكتمل لأعجبك ..لنصبر قليلا ...
استرسلت العلاقة المبتورة وصار تلاحمهما حتميا ومصيريا ...لكن أطماع أنوار لم تنكسر , حام حول وردة ليوقعها في غرامه دون أن يحرجها بين سكان الحي , فكان لقاء عاشقي وردة أساسا لفصم الخيال عن الواقع ..
يونس : أتوسل إليك , ابتعد عن حلالي ...
أنوار : اترك لوردة الخيار ثم حررها إن أبدت رأيها واختارت شريك عمرها ..
يونس : لا تتعب نفسك , يجمعني معها حب عميق ولا يمكن لها أن تميل إليك ....
أنوار : تبني كلامك على حلم مضبب بالخيانة , لن أغدرك وأنا أحترم نصيبك ...تحدثني مهجتي يوميا عنها وتبني قلبي بورود حول وردة غالية ..
يونس : إنها زوجتي وميولك لا منطق له , ألست صديقك ؟!
أنوار : لا صداقة في الحب لقد قتل العديد منهم ...شردهم وحمقهم
يونس : لا أقوى على القتال من أجلها لكني متمسك بزواجي منها ...انساها لترتاح وأرتاح ...
أنوار : لن تحد من هيامي ولن تبتر مصيري ...ستقدر وردة لي ..
يونس : أنت لا تفهم القدر لتحكم على الناس ..لقد قدرها الرب لتكون من نصيبي لكنه سلطك علي لتفسد نغمته الأبدية ...
أنوار : لنبقى حول وردة إلى أن تنمو في سريرك أو سريري ..فأنا أضعها داخل إلهامي وأوصد عليها باب روحي
يونس : أودعك يا أحمق و يا ناكر الصداقة
لا تغيير ...مناقشات منزلية ..حيرة تتخلل العشرة الشرعية ...فراش مغبون ونفور محتوم , آل كل شيء لوضعية لم تكن في الحسبان , فهل أنجزها القدر أم حيكت بعبدة الشعوذة ؟ تاه التفكير واحتار في الحل ..والزوجان تحت هلع الضياع تذكر يونس تلك الطرق المتبعة لدى بعض الديانات وعند المتشبثين بتقاليد غريبة لفض البكارة بواسطة الثقاب , ضحك وسخر من المعتمدين على التلاعب بالشرف ...تساءل عن كيفية الصبر والآخر يفض بكارة زوجته ؟ ..حبيبة عزباء بين يدي غاصب بالموافقة وعقلية أجداد ؟! تعجب لأن ما حدث له كان بسبب الخوف والخجل وشيء ضمني مبهم حال دون تتمة الليلة المباركة بالأهازيج والزغاريد ..وكانت قدرته الرجولية أسيرة أفكار متضاربة تضعفه وتثنيه أمام دور لم يتدرب عليه ولم يسأل أصدقاءه عن قوانينه تجنبا لفضيحة من وراء الشك , فالتخيلات كثيرة وفضفاضة عند الجهلاء , أخيرا اضطر ليصارح وردة ويسل رأيها من قلبها المتيم بحبه مستعملا أسلوبا لا ينحر كبريائها ...وفي ليلة مبنية على الفرق بين جسدين يكتويان بالحرمان , أثار موضوع المكلفين بفض البكرات ..
يونس : نزلت علي فكرة عجيبة أرفضها من أساسها ....ولكنها سبيل وحيد لفك عجزنا المحبط لسعادتنا....وعلينا أن نتحملها.
وردة : قلها ولا تخف فأنا لك ..
يونس : أنت لي ولكنك تميلين لأنوار كلما انهارت فحولتي أمامك ..
وردة : لأنه سيسد الفراغ إن طلقتني , إنه شاب ظريف عبر عن مشاعره نحوي بكل صدق وهيام...
يونس : أنصتي للفكرة أولا واتركي التعليق فيما بعد
وردة : حسنا , وماهي هذه الفكرة ؟
يونس : من غير المعقول أن لا تكوني على علم بما يحكى عن اعتماد العروسين على المختص والملزم بفض بكارة العروسة إن تعذرت على العريس في ليلة الدخلة ..
وردة : سمعت حكايات عن هذه العملية المقيتة ...
يونس : مقيتة لكنها الحل الوحيد لحالتنا واستمرار زواجنا ...
وردة : لنفرض أني وافقت ...فكيف ستتصرف ؟
يونس : أحتاج لوقت كي أفكر في طريقة لا تحرجنا
وردة : افعل ما تشاء ولا تنس أن الزوجين يحتاجان للنكاح وهو الأهم من الأكل والمال فعقد الزواج يثبته بصريح العبارة ...
يونس : أعلم وأعرف وأفهم جيدا القصد من لقائنا
وردة : إذا تصرف بجدية قبل الطلاق وتيقن أن الطلاق جائز ومفروض في هذه الحالة ..
يونس : سأموت إن طلقتك أو فرطت فيك إنك النصف الذي أحيا به ..
وردة : هات الوسيلة لأبقى معك ..
عاشا أيام الوجوم المنبثق عن تفكير جارح ...كيف سيفسح يونس المجال لفاض البكارة ؟ لن تقبل نفسيته دوس كرامته وكيف يمكن لوردة أن ترضخ لفاض غريب ؟ فنفسيتها المصقولة بتربية الوالدين والمحيط الصارم لن تذعن لخدش يجرح روحها ..
يونس : تعبت وسينفجر قلبي إن بقيت هكذا كالعاجز المحروم أمام شهية الجسد
وردة : أنت السبب ...نحن الإناث نخضع للرجال وفي حالتك سأتحرر بطلاق سهل إن تبخرت فكرتك..
يونس : ما يقلقني في حل المشكلة الجنسية تصوراتي التي تذبحني وتغمسني في الوحل ..
وردة : إذا وجدت منفذ العملية ..!
يونس : نعم...لكنني متردد ومشمئز..
وردة : أفصح عنه ..
يونس : سيكون بالتراضي أنوار وأظنه صادق وساتر لنا
وردة : هل أنت متيقن من إخلاصه ؟؟!
يونس : متيقن نسبيا ..وأفضله أمام غريب لا نعلم نواياه
وردة : يحبني أنوار , والحقيقة أميل إليه وألاحظ رجولته في كلامه وتصرفاته , لكني أخاف من أن تحلو له اللعبة فيلتصق ليزيحك عني بطلاق أمقته لحد الساعة ..
يونس : تعجبني صراحتك , ولا مخرج لنا من هذه الكارثة ...لنتحمله ونعتبره حبيبا سبقني فأكل الغلة ثم تخلى عنك لأتزوجك كمدافع عن شرفك ..
وردة : نبيه ومحلل ...
يونس : أتوافقين على مشروع الفض السري ؟؟؟!!
وردة : بكل سرور ونحن مجموعة أحبة نعرف بعضنا البعض
يونس : سأبحث عن طريقة لتهيئ المناسبة
وردة : احذر وصنا من الفضيحة
يونس : لا تنصحي مفضوحا يريد الخلاص ....
تمت برمجة أنوار ليشارك في تغطية العجز فالتف يونس حول الهدف ليوقعه في مقابلة مرغمة ..
يونس : أخي أنوار , أريدك في أمر مهم سينجيني ويحمي مستقبلي
أنوار : أنت تعلم عني كل شيء , أحب زوجتك وإن كان الأمر يوجب الطلاق , عول علي لأحمي وردة من تعسفات الزمان ..
يونس : لا طلاق بيني وبين محبوبتي وردة , لن أطيق بعدها عني
أنوار : وما الأمر ؟
يونس : احلف أنك ستكتمه إن اطلعت على فحواه ..
أنوار : أعدك ..والرب الجليل لن أخونك أو أغدر عزيزتي وردة ..
يونس : يا لك من صديق مخلص ! لقد غرست الثقة في قلبي
أنوار : هات السر
يونس : اسمع أخي , فشلت ليلة الدخلة ووردة لازالت عذراء ..
أنوار : وما دوري في المشكلة ؟؟
يونس : أطلب منك أن تفض بكارتها ليستمر زواجي منها
سخنت السعادة ذاته وتراقص الفرح داخل أحشائه ..وجدها فرصة ليقترب من أنثاه الغالية لأن البكارة مفتاح الغرام الأول عند المرأة , ووجدها فرصة لطرد يونس من على سرير فاتنته ..
أنوار بعد تفكير عميق : سألبي طلبك بعد أن أحلل هذا الدور
يونس : أرجوك لا تطيل الوقت فالحالة مستعجلة بالنسبة لشريكين قهرهما فراق وهما الأقرب جسدا وروحا ...
أنوار : عين موعدا وأنا رهن إشارتكما ...
أزاح يونس الستار عن ما أخفاه , وانتاب وردة شيء من التبرم لكن الفرحة طالت أنوار حين تصور الانفراد بغرضه المنشود , اختلفت التصورات حول الخطيئة , خطيئة سرية لا مفر منها وكانت السرية تسعد من أرادا إخفاء الفضيحة , داوم أنوار السؤال عن الليلة الموعودة ..
أنوار : متى أقوم بالواجب ؟!
يونس : لم نقرر الموعد... فالتردد يسيل وخزا في القلب ويدميه احتقارا , أرجوك أنوار انتظر قليلا ريثما نتقن غموضا حول العملية ..
أنوار : ألح كي أعيدك إلى صفة زوج يحافظ على وردة ...
يونس : أعلم ما في صدرك ولن تشمتني
أنوار : حاشا ...أتمنى لك السعادة ...
يونس : مجرد كلام ..قريبا سننهي القضية وسأخبرك ليرتاح طمعك ..
وفي غرفة النوم
وردة : ماذا قررت ؟
يونس : أتسرعين الليلة المنحوسة ؟!!
وردة : لا ...بالعكس لا أريد أن تضيع مني رغم تقديري لأنوار
يونس : سأخطط يوم سبت لطمس بكارة أفقدتني الرجولة ..
وردة : لا تقنط لأنك لن تضيعني ..
وبزغ السبت المشؤوم , حين استدعى أنوار لزيارته تحت جنح الظلام وأثناء غياب القمر ..تأكد أنوار من خلو الدرب , طرق الباب ولما فتح في وجهه فاحت رائحة وردة واستقبله نعيم الغرام , عانق يونس ليلطف خاطره المنزعج ..ثم صافح وردة والحمرة تعلو خدودهم ..
يونس : أتمنى أن لا تطيل العملية ! سأمهلك أقل من نصف ساعة
أنوار ووردة تتراجع إلى غرفتها : لن أتأخر فساعة واحدة تكفيني , ألم تسمع ابتسامة ولقاء وغرام ثم تنفيذ هدفك ..
يونس : وقعت بين يديك المهم خلصني ..
كانت الليلة دخلة مجانية لأنوار , قابل الجميلة وقدم فروض البداية , بادلته الغريزة فشعرت بأنه يليق لها زوجا بعد الطلاق , انسجمت وعند الممارسة فشل واندفع مرة أخرى ليثبت فحولته تراجع مع القذف لينهي دوره كرجل ممتاز فقد الخبر الذي سيقدمه لمن ينتظر فض بكارة ستعتق زواجه ....نزلت العملية المريضة كصاعقة مدوية رجت أعصاب يونس وزعزعت كيانه ...لكنه حمد الرب حين ترك أنوار غرفة زوجته الحبيبة مهزوما ويجر وراءه ذيل الخيبة , وحمد الرب أيضا لأنهما سيان في الفشل الجنسي متأكدا أن وردة تحمل أمرا يضعف الرجال ويجعل البكارة قلعة لا تنهار ..فرح يونس واختفى أنوار بعيدا عن قصتهما لتبدأ حكاية أخرى عنوانها أن وردة مصفحة أي مسحورة لتستعصي تحت الذكور...لم تخبر وردة والدتها بل لجأت إلى داهية الجنس ...
امرأة : اسألي كما تشائين لا حياء في الدين !
وردة : تمت الدخلة على يد شابين وبقيت البكارة في الحفظ والصون
امرأة : معمول لك عمل فأنت مصفحة بالشعوذة
وردة : وما العمل ؟!
امرأة : أعرف مشعوذة مختصة في هذه الحالات ..
وردة : وأين سأجدها ؟!
امرأة : في الدوار ( ....) قرب ضريح (....)
وردة : أعرف المنطقة لأني زرت الولي الصالح رفقة أمي ..
امرأة : سافري لوحدك أو رافقي زوجك ..
شكرت المرأة وأخبرت يونس الذي طار من الفرح ..سافرا إلى الدوار وزارا المرأة المشعوذة ثم تركها يونس , تلقت تعليمات اعتقدت أنها تفك الطلاسم المعقدة في الحياة البشرية منحتها المشعوذة قارورة ماء غريب لتغسل وترش فرجها ودونت لها بخورا ليصعد دخانها بين فخديها ..نشطت عقلية وردة وابتسم يونس الانتصار والعودة إلى كيانه الطبيعي ..وبعد عودتهما من زيارة المشعوذة والولي الصالح , استراحا وفي اليوم الموالي اغتسلا فشيدا الغرفة بأثاث جديد خوفا من سحر مدسوس وتبخرت وردة مرة أخرى ثم نظفت جهازها التناسلي بماء القارورة...عطرت الغرفة لتبدأ ليلة الدخلة , فض يونس البكارة وأمضى وثيقة النكاح بأسلوب الفحل والنقاوة , عادت المياه إلى الحبيبين ونجا يونس من التطليق المنبوذ . فاكتشف يونس أنه صان شرفه وأبعد أنوار الذى يمثل إساءة مشوهة للسمعة .
أشرقت الحضارة وانتشر الوعي ورشت المعلومات المنطقية عقول الناس لتنقي رواسب الشعوذة والخرافات.. كبر يونس وأنجب أطفالا من امرأة صانها القدر من بين رجلين...
أوباها حسين- عدد الرسائل : 286
العمر : 81
تاريخ التسجيل : 11/10/2011
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى