المكبّل
صفحة 1 من اصل 1
17012015
المكبّل
نص :
المكبّل....
( يرفع الستار على مكتب فاخر ويجلس على كرسيه الوثير رجل سمين بعضلات رياضية , يفوق الخمسين سنة , يحمل سماعة الهاتف بتوتر ويدير الأرقام بعنف...)
الرجل السمين : ألو ..
ابنته : نعم ..بابا
الرجل السمين : هل اتصلت بخطيبك ؟!
ابنته : وصّيته وأكّد تلبية أمرك ..
الرجل السمين : حسنا ..
يضع السماعة على الهاتف ...يدخل الشاوش يعد طرق الباب ..
الشاوش : سيدي ..حضر خطيب ابنتك
الرجل السمين : هيا عجّل اللقاء ..
يظهر خطيب ابنة الرجل السمين ...يصيح في وجهه ..
الرجل السمين : أين الموظف اللص ؟
سامح غلظة الفاسي...
الخطيب : لا بأس ..زرته في بيته وأكّد أنه قادم ...
الرجل السمين : ابن حرام , أحسنت إليه ووضعت فيه ثقة عمياء وفي تصرفاته ..
الخطيب : نصحتك مرارا كي تراقبه أو تطرده ..
الرجل السمين : لا تستعجل نهايته ...أعدك أنه سيلقى جزاءه ...إنه كلب لا يساوي فلسا مخروما
الخطيب : أعتقد أنه خلف الباب يسأل الشاوش عنك ..
يبدو لهما الموظف مرتعدا ...
الرجل السمين : اجلس يا وجه النحس ..
الخطيب : اعترف ولا تعذب سيدك ..
الموظف : لم أرتكب ذنبا في حق سيدي
الرجل السمين : انتبه جيدا , المعمل خال من الموظفين والعمال فإن لم تعترف سأقتلك هنا وأدفنك تحت آلة ساحقة ..اعترف أحسن لك ..
الخطيب : وضعت حبل الموت حول عنقك ...
الرجل السمين : دافع عن نفسك ...هات براءتك
الموظف : أخلصت لك منذ أن عينتني وعطفت علي ..
الرجل السمين : فكان جزائي سرقة أموالي ..(.وللخطيب ) نادي الشاوش لتكبلاه فوق الكرسي
الموظف : ارحمني ..أنا بريء ..أتجازيني بهذه الطريقة لأني فضحت خطيب ابنتك ....
الخطيب : لن يوسّخني كلامك
الرجل السمين : لا تهتم بالدناءة ...
الموظف : خوّنني خطيب ابنتك وفخّخني ليزيحني عن طريقه ...أهكذا تجازى الجدّيّة والنضال خدمة لك سيدي ...
الرجل السمين : هل لديك حجة ؟
الموظف : لا ...لأنه يتقن الاختلاس بوثائق قانونية ولمساعديه أرقام تدوّخ الشطّار في المحاسبة والمراقبة .. ...
الرجل السمين : ملعون يوم عطفت عليك ...( ولخطيب ابنته ) هل ربطته جيدا ؟؟
الخطيب : نعم , وبكل سرور ..
الموظف : أخلصت لك وللأخلاق فنلت الشر ..
الرجل السمين : اخرس !؟.
يطرق الشاوش باب المكتب , سمع ادخل ...
الشاوش : سيدي ...خمّار ينتظر الإذن ..
الرجل السمين : ليتفضل ..
خمّار : السلام عليكم ...
الرجل السمين : جئت في الوقت المناسب
خمّار : ما قصة المكبّل ؟!
الخطيب : افتضح أمره ! إنه المختلس الذي حكيت لك عنه ...
الموظف : سيدي , هذان الرجلان متعاونان للإيقاع بي وتوريطي بما لم أقترفه ...أنت رجل دولة ساعدني ليقدّمني سيدي إلى الشرطة ومنها إلى المحكمة ...أتوسّل إليك ...
الرجل السمين : اسكت , وماذا أستفيد من قوانين ستسجنك ولما يطلق سراحك ستتمتع بالمسروقات ...نهايتك قربت ...
الموظف : خمّار ... أنت رجل الدولة , دافع عني .....
خمّار : يصب كلامك في الحق , لكني أحب المال أي أبحث عن الفائض خارج القهر المادي في الإدارة , تريد حرماني من الربح البارد ..
الموظف : إذا وقعت بين مجرمين !
الرجل السمين : أنا لست مجرما وإن صرت كذلك غدا فأنت السبب ...لن أذنب في حقك إن اكتشفت المختلس الحقيقي ...
الموظف : أقسم بالربّ أنّي بريء ..
الخطيب : وكيف ستبرهن براءتك ضد الحجج التي تدينك ...
الرجل السمين : اهتف لبكر كي يدلي بشهادته ..
الخطيب : حاضر سيدي ...
الموظف : أنا لا أعرف بكر , ولمّا يحضر ستتأكد من براءتي ..
الرجل السمين : بكر هذا يعلم خطوات التصدير والتعامل مع دول أوروبا ...
الخطيب : إن كشف بكر ألاعيبك ستدفن هنا قانونيا ...
طرق على باب المكتب , يفتح ليتقدم بكر نحو الرجل السمين ..
الرجل السمين : بلا مقدمات , هل تعرف هذا الموظف ؟
بكر : لا سيدي ...لم أقابله أثناء تسيير صفقات البيع ..
الخطيب : وماذا تعلم عن الاختلاسات المالية من مبالغ التصدير ؟
بكر : هناك سمسار مرتبط بالعمليات الفاسدة وله معين هنا , فكل الفواتير مضبوطة لكن السمسار يحصل على الفائض ويقتسمه مع لص من مؤسساتك ...
الرجل السمين : هل تعرفهما ؟!
بكر : لا أعرف سوى السمسار الأشقر الذي رأيته مرة واحدة ...
الرجل السمين : وبمن كان يتصل ؟
بكر : لا أعرف ..
الموظف : أرجوك سيدي , لقد اطلعت على الحقيقة , أنا بريء , أتوسل إليك فكّ قيودي ..
الرجل السمين : بكر ..
بكر : نعم سيدي
الرجل السمين : انتهت مهمتك ...
غادر بكر المكتب ...
الرجل السمين : لازلت متمسكا باتهام هذا المجرم ....
خمّار : من الصعب أن يعترف السمسار , ومن الصعب أن تجد دليلا يدينه ومساعده هذا..
الخطيب : صدقت ...ويقيني أن الموظف محمي لأنه نقّى اختلاساته من آثار الفضيحة ...اقتله سيدي لترتاح من الشكوك ...
الرجل السمين : كلامك منطقي ...
خمّار : اتركه هنا داخل المؤسسة المعطلة ليومين وفي الليل أجهز عليه ...
الرجل السمين : كيف ؟
الخطيب : سنفكر ...هل ستتركه هنا في المكتب ؟
الرجل السمين : نعم
خمّار : والشاوش !!
الرجل السمين : عبد مطيع والمال يركّعه ....لنرحل الآن وموعدنا الليلة ...
افترق الجمع وبقي الموظف مكبلا وجالسا على الأرض الباردة ....يسدل الستار.....
.
المشهد الثاني .....
( يرفع الستار ليظهر نفس المكتب المظلم , ويدخله ثلاث أشخاص , الرجل السمين متبوعا بالخطيب وخمّار ..يضغط الرجل السمين على زر قرب باب المكتب على اليمين فتعم الإضاءة والموظف قابع في مكانه , استيقظ من رعبه لينظر إلى القتلة بعين ورمة ..)
الرجل السمين : صباح الخير في ليلتك السوداء ...
الخطيب : اعترف ...فالأفضل أن تسجن بدل الموت ..
الموظف : لي ربّ يعلم سيرتي ..
خمّار : إنه الرب الذي قدّر هلاكك بيد سيدك ...
يرن الهاتف .....
.الرجل السمين : ألو ...
ابنته : بابا ...سآتي إليك , عندي أخبار مهمّة ..
الرجل السمين : سأنتظرك ..
الخطيب : حان الوقت لتقتل الموظف ..
خمّار : لتنهي الوسواس ونستريح من المشكلة !
الرجل السمين : تمهلا قليلا , ريثما تحضر ابنتي ...
الخطيب : أعتقد أن حضورها عادي ولا دخل له في شؤوننا
خمّار : ربما تحتاج لمال أو موافقة على أمر ما إنها ابنته التي يحبها ....
الرجل السمين : لنؤخر القتل إلى ما بعد زيارتها ...
الخطيب : الوقت يمضي ...فما العمل إن تأخرت ؟..
الموظف : تسرّع الجريمة لتفلت من العقاب والإهانة !
خمّار : اسكت , ستكون ابنة سيدك خفيفة علينا... وإزهاق الروح بعدها أخف ....
الموظف : لن أصمت , أتعجّب منك ومن أفعالك الخبيثة وأنت رجل تعمل في إطار الدولة ..أراك تافها وحقيرا ...
خمّار : المال سترة للشبهات ..
الرجل السمين : كفى ...أبطأ التنفيذ وتوترت أعصابي ..
الخطيب : لا تنتظر ابنتك , لأنها ستؤخر طحن هذا الموظف تحت آلة من آليات مؤسساتك ..
الرجل السمين : لن يطول عمره الذي سيسيل بقانون الشغل ...
يفتح الشاوش باب المكتب ..ويطلّ منه ...
الشاوش : سيدي , حضرت المصونة ابنتكم ..
مال الشاوش إلى جهة أخرى ليفسح مجال الدخول لابنة الرجل السمين ...
الرجل السمين : أهلا ابنتي الغالية ...لقد اضطرب فكري قبل حضورك ..
الابنة : بابا ...أنت تعرفني جيدا ...لا أكذب ولا أنافق ولا أرتكب ما يزعجك
الرجل السمين : طبعا , ووافقت على خطبتك لهذا الشاب النبيل ..
الابنة : أخطأت أبي حين ربطت حياتي بلص
الرجل السمين : ماذا ؟ تتهمين خطيبك باللصوصية ؟!
الخطيب : ما بك !! هل جننت ؟ !
الابنة : نعم ....جننت لأنني تورطت في علاقة مبنية على الغش والدسائس .
الرجل السمين : اتهام مستحيل ...فخطيبك يساعدني ويخفّف ديوني ويسدّد الضرائب ..
الابنة : ألم تسأل عن مصدر ماله ؟
الرجل السمين : لا ...( وللخطيب ) أراك واجما , مصفرّ الوجه !
الابنة : لأنه المختلس
الموظف : الحمد للرب ...ظهر الحق وزهق عدوي...
الرجل السمين : وكيف عرفت سرّه ؟
الابنة : أوّلا , فكّ قيد الموظف ؟ فتلك الحبال لا تساوي هذا الخطيب اللئيم
الرجل السمين للخطيب : خلّصه منها !
الابنة : موظف صادق ...أمين ...صابر...مخلص ...وفيّ...مسكين ! يقع بيد مجرم منافق ...من العيب أن نصدّق الحرام ونكذّب الحلال ....الحمد للرب أنك لن تلطخ يديك بدم مواطن يضحي من أجلك...
الرجل السمين : دعينا من الغموض وأرينا المجرم إن كنت صادقة وبين يديك حجج لا غبار عليها ..
الابنة : لدي الدليل بالصوت والصورة لمّا كان خطيبي يناقش أمّه حول الطريقة التي اتّبعها كي يسيطر على مؤسساتك ...
الرجل السمين : وضّحي اتهامك لخطيبك ..
الابنة : سلّمت الدليل للشرطة وبعد إلقاء القبض على أمه اعترفت وأفاضت من الحجج ما لا نعلم , كانت البداية الوصول إليّ , تم المراد فالتحق بمؤسساتك كمدير للاستيراد والتصدير , ساعده مندوب أعملك في أوروبا ..
الرجل السمين : ليكن في علمك أن المندوب استقال ...
الابنة : حيلة من خطيبي ليبقى الاتهام مقتصرا على الموظف البريء ..لذلك استعمل كل الوسائل لستر اختلاساته وبعد تنحية الموظف يخلو له السبيل ليتمّم عمليته بالزواج مني والحصول على توكيل عام , يسهّل مأموريته ... يطلقني ويطردنا من كل ما تملك وهذا ما دار في حديثه مع والدته المحتالة ...
الرجل السمين : سأستدعي البوليس ..
الابنة : لا يا بابا ...إنهم قادمون وهدفهم خمّار خائن الدولة والقانون ..
الرجل السمين يعانق الموظف : سامحني ...وأرجوك أن تطلب ما تشاء لتعوّض ما ضيّعه الخوف ..
الموظف : لا أريد سوى سلامة مؤسساتك التي نعيش بفضلها ...
قبّل يد ابنة الرجل السمين ... أدخل الشاوش الشرطة ...
يسدل الستار ..
المكبّل....
مسرحية في فصل واحد ....
المشهد الأول ....( يرفع الستار على مكتب فاخر ويجلس على كرسيه الوثير رجل سمين بعضلات رياضية , يفوق الخمسين سنة , يحمل سماعة الهاتف بتوتر ويدير الأرقام بعنف...)
الرجل السمين : ألو ..
ابنته : نعم ..بابا
الرجل السمين : هل اتصلت بخطيبك ؟!
ابنته : وصّيته وأكّد تلبية أمرك ..
الرجل السمين : حسنا ..
يضع السماعة على الهاتف ...يدخل الشاوش يعد طرق الباب ..
الشاوش : سيدي ..حضر خطيب ابنتك
الرجل السمين : هيا عجّل اللقاء ..
يظهر خطيب ابنة الرجل السمين ...يصيح في وجهه ..
الرجل السمين : أين الموظف اللص ؟
سامح غلظة الفاسي...
الخطيب : لا بأس ..زرته في بيته وأكّد أنه قادم ...
الرجل السمين : ابن حرام , أحسنت إليه ووضعت فيه ثقة عمياء وفي تصرفاته ..
الخطيب : نصحتك مرارا كي تراقبه أو تطرده ..
الرجل السمين : لا تستعجل نهايته ...أعدك أنه سيلقى جزاءه ...إنه كلب لا يساوي فلسا مخروما
الخطيب : أعتقد أنه خلف الباب يسأل الشاوش عنك ..
يبدو لهما الموظف مرتعدا ...
الرجل السمين : اجلس يا وجه النحس ..
الخطيب : اعترف ولا تعذب سيدك ..
الموظف : لم أرتكب ذنبا في حق سيدي
الرجل السمين : انتبه جيدا , المعمل خال من الموظفين والعمال فإن لم تعترف سأقتلك هنا وأدفنك تحت آلة ساحقة ..اعترف أحسن لك ..
الخطيب : وضعت حبل الموت حول عنقك ...
الرجل السمين : دافع عن نفسك ...هات براءتك
الموظف : أخلصت لك منذ أن عينتني وعطفت علي ..
الرجل السمين : فكان جزائي سرقة أموالي ..(.وللخطيب ) نادي الشاوش لتكبلاه فوق الكرسي
الموظف : ارحمني ..أنا بريء ..أتجازيني بهذه الطريقة لأني فضحت خطيب ابنتك ....
الخطيب : لن يوسّخني كلامك
الرجل السمين : لا تهتم بالدناءة ...
الموظف : خوّنني خطيب ابنتك وفخّخني ليزيحني عن طريقه ...أهكذا تجازى الجدّيّة والنضال خدمة لك سيدي ...
الرجل السمين : هل لديك حجة ؟
الموظف : لا ...لأنه يتقن الاختلاس بوثائق قانونية ولمساعديه أرقام تدوّخ الشطّار في المحاسبة والمراقبة .. ...
الرجل السمين : ملعون يوم عطفت عليك ...( ولخطيب ابنته ) هل ربطته جيدا ؟؟
الخطيب : نعم , وبكل سرور ..
الموظف : أخلصت لك وللأخلاق فنلت الشر ..
الرجل السمين : اخرس !؟.
يطرق الشاوش باب المكتب , سمع ادخل ...
الشاوش : سيدي ...خمّار ينتظر الإذن ..
الرجل السمين : ليتفضل ..
خمّار : السلام عليكم ...
الرجل السمين : جئت في الوقت المناسب
خمّار : ما قصة المكبّل ؟!
الخطيب : افتضح أمره ! إنه المختلس الذي حكيت لك عنه ...
الموظف : سيدي , هذان الرجلان متعاونان للإيقاع بي وتوريطي بما لم أقترفه ...أنت رجل دولة ساعدني ليقدّمني سيدي إلى الشرطة ومنها إلى المحكمة ...أتوسّل إليك ...
الرجل السمين : اسكت , وماذا أستفيد من قوانين ستسجنك ولما يطلق سراحك ستتمتع بالمسروقات ...نهايتك قربت ...
الموظف : خمّار ... أنت رجل الدولة , دافع عني .....
خمّار : يصب كلامك في الحق , لكني أحب المال أي أبحث عن الفائض خارج القهر المادي في الإدارة , تريد حرماني من الربح البارد ..
الموظف : إذا وقعت بين مجرمين !
الرجل السمين : أنا لست مجرما وإن صرت كذلك غدا فأنت السبب ...لن أذنب في حقك إن اكتشفت المختلس الحقيقي ...
الموظف : أقسم بالربّ أنّي بريء ..
الخطيب : وكيف ستبرهن براءتك ضد الحجج التي تدينك ...
الرجل السمين : اهتف لبكر كي يدلي بشهادته ..
الخطيب : حاضر سيدي ...
الموظف : أنا لا أعرف بكر , ولمّا يحضر ستتأكد من براءتي ..
الرجل السمين : بكر هذا يعلم خطوات التصدير والتعامل مع دول أوروبا ...
الخطيب : إن كشف بكر ألاعيبك ستدفن هنا قانونيا ...
طرق على باب المكتب , يفتح ليتقدم بكر نحو الرجل السمين ..
الرجل السمين : بلا مقدمات , هل تعرف هذا الموظف ؟
بكر : لا سيدي ...لم أقابله أثناء تسيير صفقات البيع ..
الخطيب : وماذا تعلم عن الاختلاسات المالية من مبالغ التصدير ؟
بكر : هناك سمسار مرتبط بالعمليات الفاسدة وله معين هنا , فكل الفواتير مضبوطة لكن السمسار يحصل على الفائض ويقتسمه مع لص من مؤسساتك ...
الرجل السمين : هل تعرفهما ؟!
بكر : لا أعرف سوى السمسار الأشقر الذي رأيته مرة واحدة ...
الرجل السمين : وبمن كان يتصل ؟
بكر : لا أعرف ..
الموظف : أرجوك سيدي , لقد اطلعت على الحقيقة , أنا بريء , أتوسل إليك فكّ قيودي ..
الرجل السمين : بكر ..
بكر : نعم سيدي
الرجل السمين : انتهت مهمتك ...
غادر بكر المكتب ...
الرجل السمين : لازلت متمسكا باتهام هذا المجرم ....
خمّار : من الصعب أن يعترف السمسار , ومن الصعب أن تجد دليلا يدينه ومساعده هذا..
الخطيب : صدقت ...ويقيني أن الموظف محمي لأنه نقّى اختلاساته من آثار الفضيحة ...اقتله سيدي لترتاح من الشكوك ...
الرجل السمين : كلامك منطقي ...
خمّار : اتركه هنا داخل المؤسسة المعطلة ليومين وفي الليل أجهز عليه ...
الرجل السمين : كيف ؟
الخطيب : سنفكر ...هل ستتركه هنا في المكتب ؟
الرجل السمين : نعم
خمّار : والشاوش !!
الرجل السمين : عبد مطيع والمال يركّعه ....لنرحل الآن وموعدنا الليلة ...
افترق الجمع وبقي الموظف مكبلا وجالسا على الأرض الباردة ....يسدل الستار.....
.
المشهد الثاني .....
( يرفع الستار ليظهر نفس المكتب المظلم , ويدخله ثلاث أشخاص , الرجل السمين متبوعا بالخطيب وخمّار ..يضغط الرجل السمين على زر قرب باب المكتب على اليمين فتعم الإضاءة والموظف قابع في مكانه , استيقظ من رعبه لينظر إلى القتلة بعين ورمة ..)
الرجل السمين : صباح الخير في ليلتك السوداء ...
الخطيب : اعترف ...فالأفضل أن تسجن بدل الموت ..
الموظف : لي ربّ يعلم سيرتي ..
خمّار : إنه الرب الذي قدّر هلاكك بيد سيدك ...
يرن الهاتف .....
.الرجل السمين : ألو ...
ابنته : بابا ...سآتي إليك , عندي أخبار مهمّة ..
الرجل السمين : سأنتظرك ..
الخطيب : حان الوقت لتقتل الموظف ..
خمّار : لتنهي الوسواس ونستريح من المشكلة !
الرجل السمين : تمهلا قليلا , ريثما تحضر ابنتي ...
الخطيب : أعتقد أن حضورها عادي ولا دخل له في شؤوننا
خمّار : ربما تحتاج لمال أو موافقة على أمر ما إنها ابنته التي يحبها ....
الرجل السمين : لنؤخر القتل إلى ما بعد زيارتها ...
الخطيب : الوقت يمضي ...فما العمل إن تأخرت ؟..
الموظف : تسرّع الجريمة لتفلت من العقاب والإهانة !
خمّار : اسكت , ستكون ابنة سيدك خفيفة علينا... وإزهاق الروح بعدها أخف ....
الموظف : لن أصمت , أتعجّب منك ومن أفعالك الخبيثة وأنت رجل تعمل في إطار الدولة ..أراك تافها وحقيرا ...
خمّار : المال سترة للشبهات ..
الرجل السمين : كفى ...أبطأ التنفيذ وتوترت أعصابي ..
الخطيب : لا تنتظر ابنتك , لأنها ستؤخر طحن هذا الموظف تحت آلة من آليات مؤسساتك ..
الرجل السمين : لن يطول عمره الذي سيسيل بقانون الشغل ...
يفتح الشاوش باب المكتب ..ويطلّ منه ...
الشاوش : سيدي , حضرت المصونة ابنتكم ..
مال الشاوش إلى جهة أخرى ليفسح مجال الدخول لابنة الرجل السمين ...
الرجل السمين : أهلا ابنتي الغالية ...لقد اضطرب فكري قبل حضورك ..
الابنة : بابا ...أنت تعرفني جيدا ...لا أكذب ولا أنافق ولا أرتكب ما يزعجك
الرجل السمين : طبعا , ووافقت على خطبتك لهذا الشاب النبيل ..
الابنة : أخطأت أبي حين ربطت حياتي بلص
الرجل السمين : ماذا ؟ تتهمين خطيبك باللصوصية ؟!
الخطيب : ما بك !! هل جننت ؟ !
الابنة : نعم ....جننت لأنني تورطت في علاقة مبنية على الغش والدسائس .
الرجل السمين : اتهام مستحيل ...فخطيبك يساعدني ويخفّف ديوني ويسدّد الضرائب ..
الابنة : ألم تسأل عن مصدر ماله ؟
الرجل السمين : لا ...( وللخطيب ) أراك واجما , مصفرّ الوجه !
الابنة : لأنه المختلس
الموظف : الحمد للرب ...ظهر الحق وزهق عدوي...
الرجل السمين : وكيف عرفت سرّه ؟
الابنة : أوّلا , فكّ قيد الموظف ؟ فتلك الحبال لا تساوي هذا الخطيب اللئيم
الرجل السمين للخطيب : خلّصه منها !
الابنة : موظف صادق ...أمين ...صابر...مخلص ...وفيّ...مسكين ! يقع بيد مجرم منافق ...من العيب أن نصدّق الحرام ونكذّب الحلال ....الحمد للرب أنك لن تلطخ يديك بدم مواطن يضحي من أجلك...
الرجل السمين : دعينا من الغموض وأرينا المجرم إن كنت صادقة وبين يديك حجج لا غبار عليها ..
الابنة : لدي الدليل بالصوت والصورة لمّا كان خطيبي يناقش أمّه حول الطريقة التي اتّبعها كي يسيطر على مؤسساتك ...
الرجل السمين : وضّحي اتهامك لخطيبك ..
الابنة : سلّمت الدليل للشرطة وبعد إلقاء القبض على أمه اعترفت وأفاضت من الحجج ما لا نعلم , كانت البداية الوصول إليّ , تم المراد فالتحق بمؤسساتك كمدير للاستيراد والتصدير , ساعده مندوب أعملك في أوروبا ..
الرجل السمين : ليكن في علمك أن المندوب استقال ...
الابنة : حيلة من خطيبي ليبقى الاتهام مقتصرا على الموظف البريء ..لذلك استعمل كل الوسائل لستر اختلاساته وبعد تنحية الموظف يخلو له السبيل ليتمّم عمليته بالزواج مني والحصول على توكيل عام , يسهّل مأموريته ... يطلقني ويطردنا من كل ما تملك وهذا ما دار في حديثه مع والدته المحتالة ...
الرجل السمين : سأستدعي البوليس ..
الابنة : لا يا بابا ...إنهم قادمون وهدفهم خمّار خائن الدولة والقانون ..
الرجل السمين يعانق الموظف : سامحني ...وأرجوك أن تطلب ما تشاء لتعوّض ما ضيّعه الخوف ..
الموظف : لا أريد سوى سلامة مؤسساتك التي نعيش بفضلها ...
قبّل يد ابنة الرجل السمين ... أدخل الشاوش الشرطة ...
يسدل الستار ..
أوباها حسين- عدد الرسائل : 286
العمر : 81
تاريخ التسجيل : 11/10/2011
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى