الهراوة ....عدوى
صفحة 1 من اصل 1
21022015
الهراوة ....عدوى
مسرحية قصيرة...
الهراوة ...
( بيت عاديّ , فيه أريكة قديمة قرب باب غرفة ...يجلس عليها مواطن يدخّن ويفكّر ..طرق على الباب)
المواطن : أعوذ بالله , صباح منحوس
( يفتح الباب , يتراجع مذهولا إلى الخلف ...)
المواطن : هراوة ...يا لطيف ! ماذا تريدين ؟ وكيف دخلت بيتي ؟!
الهراوة : إنه بيتي وعلى أرض وطني ..
المواطن : احترمه واحترمني
الهراوة : لك منّي ما تريد ...وأنت تعرف قوتي وقدراتي
المواطن : نعم ...لأن الأوضاع تتغيّر ولكلّ زمان هراوته , لكنّني وعيت بالعصا من الوالدين وفي المدرسة والمسيد ( الكتّاب ) وحضرت المغلظة التي تنظم جموعا أمام دور السينما أو ملاعب الريّاضة أو تجمهر المواطنين لاستقبال الشخصيات , هذه هي أنواع العصيّ التي أعرفها , أمّا هراتك لا أدري من أين جلبتها وصنعتها ؟؟!
الهراوة : ولدت مع التكاثر وضخامة المشاكل وتشابك المصالح ..
المواطن : كانت العصيّ السالفة الذكر لا تكسّر ولا تعمّق جرحا , لأنّ آلامها تزول بعد العقاب أمّا هراوتك تفوق حقوق المواطنين ..
الهراوة : أنظر إليها فشكلها يميل نحوكم ومستعدة لملاحقتكم ولا تعرف سوى اتجاها واحدا , إلى الأمام
المواطن : لماذا لا تتراجع إلى الخلف لتضرب المرتشين والمزوّرين ؟ الأجدر أن تخلّصنا منهم ..
الهراوة : إن عادت إلينا أصبحت علينا وربّما هشمت جمجمتي كأوّل ضحية للمراجعة ..
المواطن : إذا ستبقى على حالها !
الهراوة : نعم ...فهي رهينة بقبضة اليد واليد قويّة
المواطن : وكيف نتحاشاها ؟
الهراوة : يستحيل على المواطنين الانفلات منها لأنها مرصودة ضدّهم
المواطن : سنناضل لنغيّر اليد
الهراوة : لن أعيش بدون يد , فحملتي حماة أنفسهم وأهدافهم ..
المواطن : سنناضل لنغيّر كل الأيادي التي تستعملك
الهراوة : ها....ها....أنت تحلم , ألا تعرف العدوى السياسية ؟!
المواطن : ماذا ؟ هل السياسة مكروب ؟!
الهراوة : بالتّأكيد ... هل رأيت يوما نضالا لا يواجه الهراوات ؟؟!
المواطن : لا ...النضالات والهراوات لا يفترقان ..
الهراوة : الآن فهمتني ...من يصل إلى السلطة أو الحكم يعتمد عليّ فلا يفرّق بين الحقّ والباطل وإن فشلت سيلجأ إلى إطلاق النيران ...
المواطن : أنت هراوة ذكية !
الهراوة : لأني أحافظ على سمعتي وأتنقّل بين السياسيين لخدمتهم فوجوههم تتبدّل بكل الوسائل وأنا لا أتغيّر ...
المواطن : كلّ الوجوه السياسية تؤازر وتعارض وتدافع عن الاشتراكية والديموقراطية والدين والبورجوازية وسائر الإيديولوجيات ...وأنت لا سيرة لك سوى القمع ..
الهراوة : أنا جماد وسيرتي من سيرهم لأنهم يعوّلون عليّ لنشر معتقداتهم على رؤوس المقهورين
المواطن : رطّبي دورك في الحملات على الأقل ..
الهراوة : إن فعلت سأفقد تسميتي وصفتي ...هل فهمت ؟
المواطن : نعم ...حتى التناوبات السياسية تحتاج إليك ..
الهراوة ...
( بيت عاديّ , فيه أريكة قديمة قرب باب غرفة ...يجلس عليها مواطن يدخّن ويفكّر ..طرق على الباب)
المواطن : أعوذ بالله , صباح منحوس
( يفتح الباب , يتراجع مذهولا إلى الخلف ...)
المواطن : هراوة ...يا لطيف ! ماذا تريدين ؟ وكيف دخلت بيتي ؟!
الهراوة : إنه بيتي وعلى أرض وطني ..
المواطن : احترمه واحترمني
الهراوة : لك منّي ما تريد ...وأنت تعرف قوتي وقدراتي
المواطن : نعم ...لأن الأوضاع تتغيّر ولكلّ زمان هراوته , لكنّني وعيت بالعصا من الوالدين وفي المدرسة والمسيد ( الكتّاب ) وحضرت المغلظة التي تنظم جموعا أمام دور السينما أو ملاعب الريّاضة أو تجمهر المواطنين لاستقبال الشخصيات , هذه هي أنواع العصيّ التي أعرفها , أمّا هراتك لا أدري من أين جلبتها وصنعتها ؟؟!
الهراوة : ولدت مع التكاثر وضخامة المشاكل وتشابك المصالح ..
المواطن : كانت العصيّ السالفة الذكر لا تكسّر ولا تعمّق جرحا , لأنّ آلامها تزول بعد العقاب أمّا هراوتك تفوق حقوق المواطنين ..
الهراوة : أنظر إليها فشكلها يميل نحوكم ومستعدة لملاحقتكم ولا تعرف سوى اتجاها واحدا , إلى الأمام
المواطن : لماذا لا تتراجع إلى الخلف لتضرب المرتشين والمزوّرين ؟ الأجدر أن تخلّصنا منهم ..
الهراوة : إن عادت إلينا أصبحت علينا وربّما هشمت جمجمتي كأوّل ضحية للمراجعة ..
المواطن : إذا ستبقى على حالها !
الهراوة : نعم ...فهي رهينة بقبضة اليد واليد قويّة
المواطن : وكيف نتحاشاها ؟
الهراوة : يستحيل على المواطنين الانفلات منها لأنها مرصودة ضدّهم
المواطن : سنناضل لنغيّر اليد
الهراوة : لن أعيش بدون يد , فحملتي حماة أنفسهم وأهدافهم ..
المواطن : سنناضل لنغيّر كل الأيادي التي تستعملك
الهراوة : ها....ها....أنت تحلم , ألا تعرف العدوى السياسية ؟!
المواطن : ماذا ؟ هل السياسة مكروب ؟!
الهراوة : بالتّأكيد ... هل رأيت يوما نضالا لا يواجه الهراوات ؟؟!
المواطن : لا ...النضالات والهراوات لا يفترقان ..
الهراوة : الآن فهمتني ...من يصل إلى السلطة أو الحكم يعتمد عليّ فلا يفرّق بين الحقّ والباطل وإن فشلت سيلجأ إلى إطلاق النيران ...
المواطن : أنت هراوة ذكية !
الهراوة : لأني أحافظ على سمعتي وأتنقّل بين السياسيين لخدمتهم فوجوههم تتبدّل بكل الوسائل وأنا لا أتغيّر ...
المواطن : كلّ الوجوه السياسية تؤازر وتعارض وتدافع عن الاشتراكية والديموقراطية والدين والبورجوازية وسائر الإيديولوجيات ...وأنت لا سيرة لك سوى القمع ..
الهراوة : أنا جماد وسيرتي من سيرهم لأنهم يعوّلون عليّ لنشر معتقداتهم على رؤوس المقهورين
المواطن : رطّبي دورك في الحملات على الأقل ..
الهراوة : إن فعلت سأفقد تسميتي وصفتي ...هل فهمت ؟
المواطن : نعم ...حتى التناوبات السياسية تحتاج إليك ..
أوباها حسين- عدد الرسائل : 286
العمر : 81
تاريخ التسجيل : 11/10/2011
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى