الهومارا...

كنت أسمع هذه الكلمة الدارجية منذ وعيت , فالهوماري هو ذلك الرجل الذي يحمل أكياس الطحين أو الزرع أو الإسمنت أو مواد غذائية وتموينية , يحملها على ظهره مستعينا بكتفيه , وربما يسميه آخرون طالب معاشو , كل الهومارا كانوا يعملون في الموانئ أو ينتظرون شاحنات محمّلة بما يحمل على الكتف كتهوميرة مقابل فرنكات أو حمل صناديق المشروبات والخضراوات ...ويسميهم آخرون حمّالة , تقريبا انقرضو أو قلّ عددهم بسبب ظهور وسائل النقل الحديثة ورغم التطوّر لا زال صاحب الطريقة الجديدة لنقل البضائع يستعمل يديه ويمكن كتفيه أيضا لحمل ما سيسلمه لتاجر أو صاحب منزل وصاحب فيلا ..
أردت هذه المقدمة لأنتقل من الهوماري الضائع أيام زمان إلى هوماري اليوم الذي يحمل على أكتافه مرشحين وسياسيين ليصلوا إلى مراتب عليا ..هوماري معاصر في الإدارات والمعامل والمصانع والأراضي الفلاحية العصرية والفنادق وفي المؤسسات الحرّة , بل هوماريون يعملون من أجل فتات دراهم يضربون من أجلها ويحتجون وقوفا فيقطر لهم أحزاب الوصولية نقطا سائلة كي لا تزهق أرواحهم ...كلنا هومارا ولو ربحنا المليون أو أقل لأن مستغلينا يعتمدون على الهومارا المنتشرين على أراضي العالم بأسره ...حقيقة أن الهوماري يفتخر بما وصل إليه لكنه لن يحقق الشبع ويضمن مستقبل أبنائه ..أكثر من 75 في المائة على سطح الأرض هومارا رغم وعيهم وذكائهم ...إنهم عبيد من حيث لا يشعرون ...