الـعــَصَافــِيــرُ تـَـنْـتــَفِــــض / محمد علي الرباوي

هَا هِيَ الأَشْجَارُ تَلْتَفُّ هُنَا. تَحْمِلُ فِي أَغْصَانِهَا الرُّعْبَ وَتَمْشِي. تَحْمِل الأَحْجَارَ فِي أَوْرَاقِهَا ﭐلْخُضْرِ وَتَمْشِي. تَحْمِلُ ﭐلنَّارَ وتَمشِي. ﭐلنُّورَ تَمْشِي. هِيَ ذِي تَدْنُو مِنَ القَلْعَةِ فَجْراً وَعَلَى الأَرْصَادِ هَا تُلْقِي سَحَاباً. مَعَ حَبَّاتِ النَّدَى تَدْخُلُ جَهْراً فَإِذَا الأَشْجَارُ أَطْفَالٌ. إِذَا الأَطْفَالُ مُرَّانٌ . إِذَا الْمُرَّانُ أَشْطَانُ دِلاَءٍ فِي لَبَانِ الأَدْهَمِ الْمُغْتَصَبِ.
هُمْ دُعُوا فِي سَهْلِ حِطِّينَ إِلَى مَمْلَكَةٍ مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ تَجْرِي عَرْضُهَا الأَنْوَارُ، وَالأَطْيَارُ. هَا هُمْ أرْقَلُوا اليَوْمَ إليْهَا مِثْلَ إِرْقَالِ البَعِيرِ الْمُصْعَبِ.
أَرَّجُوا مِنْ دَمِهِمْ ذَاكَ سُعَاراً قَاتِلاً.
طَارُوا إِلَى كُلِّ طُوَالٍ أَهْوَجَا.
لَبِسُوا لِلْجَنَّةِ الْخَضْرَاءِ جُلاًّ أَخْرَجَا .

………………………………

هُمْ جَمِيعاً بَايَعُوا فَـﭑجْتَمَعُوا فِي أَرْضِهمْ. لَمْ يَتْرُكُوهَا لِبُغَاثِ الطَّيْرِ. لَمْ يَنْسَحِبُوا.. لَمْ يَدْفِنُوا أَمْوَاتَهُمْ فِي بَلَدٍ غَيْرِ فِلَسْطِينَ. هُوَ الفَتْحُ أَتَى يَنْشُرُ أَعْلاَمَ الْهُدَى. هَا تَبْرُزُ الأَرْضُ عَرُوساً تَتَهَادَى فِي ثِيَابٍ قُشُبِ.

……………....................................

أيُّهَا الأَطْفَالُ يَا زَهرَ أرَاضِينَا السَّلِيبَهْ
أَنتُمُ الطيْرُ الأَبَابِيلُ الَّتِي
أَرْسَلَها الرَّحْمَانُ
تََرْمِي عَسْكَرَ الطَّاغُوتِ رَمْياً بِالْحَِِجَارَهْ.
أَنْتمُ الطَّيرُ الَّتِي فِي زَمَنِ الْمَحْلِ
تَرُشُّ الرَّمْلَةََ العَطْشَى بِأَنْدَاءِ البِشَارَهْ.
أَنْتُمُ الطَّيْرُ الأَبَابِيلُ ﭐقْذِفُوا
فِي رُكَبِ اللَّيْلِ الْحِجَارَهْ.
إِنَّهَا أَصْدَقُ أَنْباءً
مِنَ الشِّعْرِ وَكُلِّ الكُتُبِ.
هِيَ إِمَّا قَصُرَتْ
كَانَتْ جِهَاراً وَصْلُهَا خُطْوَاتِكُمْ.
هَا أَصْبَحَتْ تَأْخُذُ حَقّاً بِالأَنَامِلْ.
قَاتِلُوهُمْ وَٱتْرُكُوا جَدَّهُمُو فِي صَبَبِ .
قَاتِلُوهُمْ أيُّهَا الْمُرَّانُ ضَرَّابِي البُهَمْ .
وَﭐنْفُضُوا عَنْ وَجْهِنَا الْمَحْرُوقِ
أَدْغَالَ الأَلَمْ
وَﭐقْذِفُوا الضَّالِّينَ فِي جَوْفِ الرَّجَمْ
قَاتِلُوهُمْ.. قَاتِلُوا صُفْرَ العَمَائِمْ
قَاتِلُوهُمْ..
نَحْنُ مَعْكُمْ. مِنْ كَرَاسِينَا. نُقَاتِلْ.
نَحْنُ مِنْ شَاشَتِنَا ذُقْنَا قَلِيلاً
مِنْ تَجَاوِيفِ العَذَابَاتِ الَّتِي
تَسْكُنُكُمْ
ذُقْنَا قَلِيلاً مِنْ مَآسِيكُمْ.
قَلِيلاً مِنْ شَجَاكُمْ.
فَرَمَيْنَا، مِنْ كَرَاسِينَا، ٱلأَعَادِي بِالْقَنَابِلْ.

.............................

أيُّهَا الأَطْفَالُ يَا سِرْبَ سَنَابِلْ.
أيُّهَا الأَطْفَالُ يَا زَهْرَ أَرَاضِينَا الْحَبِيبَهْ.
يَوْمُكُمْ هَذَا ثِقَافٌ . غَدُكُمْ أَيْضاً ثِقَافٌ يَوْمُنَا نَحْنُ قُحَافٌ . فَأَضَعْنَاكُمْ صِغَاراً. ثُمَّ حُمِّلْتُمْ كِبَاراً ثِقْلَ مَا يَنْزِفُ مِنْ أَجْسَادِنَا الْمُرْتَبِكَهْ.
نَحْنُ يَا زَهْرَ أرَاضِينَا تَخَلَّفْنَا وَلَمْ نُسْرِجْ جِيَاداً. لَمْ نُسَافِرْ فِي تَضَارِيسِ الْجِرَاحَاتِ الَّتِي تَزْهَرُ فِي أَفْئِدَةِ الأَشْجَارِ جَهْراً نَحْنُ ضَيَّعْنَا بِلاَداً. نَحْنُ لَمْ نُسْرِجْ جِيَاداً نَحْنُ لَمْ نُرْسِلْ دِمَاءً نَحْنُ فِي كُلِّ صَلاَةٍ قَدْ دَعَوْنَا.. وَرَجَوْنَا الغَيْثَ لَكِنَّا نَسِينَاكمْ جَمِيعاً فِي دُعَانَا.. شَغَلَتْنَا عَنْ أَرَاضِيكُمْ أَرَاضِينَا. وَعَنْ كُلِّ أَهَالِيكُمْ أَهَالِينَا. وَعَنْكُمْ يَا أَحِبَّانَا شُغِلْنَا بِكَرَاسِينَا ﭐلَّتِي نَحْتَلُّهَا فِي الْبَرْلَمَانْ.
شَغَلَتْنَا عَنْكُمُو أنْفُسُنَا
شَغَلَتْنَا عَنْكُمُو أَوْلاَدُنَا
فَـﭑسْتَغْفِرُوا اللهَ لَنَا
اِسْتَغْفِرُوا الله لَنَا

وجدة:21/2/1988