عَـــــيْــــنــــــاك / محمد علي الرباوي

عَـــــيْــــنــــــاك
[إلى سارة]
تُطارِدُنِي عَيْنَاكِ فِي كُلِّ لَحْظَةٍ
وَفِي كُلِّ سَاحَةٍ
وَكُلِّ مَبَاءَةٍ
تُبَشِّرُنِي عَيْنَاكِ يَا سَارَتِي بِالْحُزْنِ
هَلْ فِي حَنَايَا أَضْلُعِي مَوْطِنٌ مَا مَسَّهُ الْحُزْنُ
إِنَّنِي تَعَرَّضْتُ لِلأَهْوَالِ مُنْذُ ﭐسَتَضَافَتْنِي غَلاَئِلُكِ الرَّطْبَهْ
****
تُكَبِّلُنِي أَصْوَاتُ صَوْتِكِ : بَابَا
تُكَبِّلُنِي عُضْواً فَعُضْواً فَأَعْضَاءَ ا
لِأَنَّ مَسَافَاتٍ أَنَاخَتْ عَلَى صَدْرِي
بِكَلْكَلِهَا الْمُرِّ
يُكَبِّلُنِي فِي فَاسَ صَوْتُكِ إِذْ يَجْتَازُ كُلَّ ﭐلْمَسَافَاتِ الَّتِي ٱنْتَصَبَتْ رَدْماً وَيَأْسِرُنِي إِصْرَارُهُ العَذْبُ أَسْراً إِذْ تَحَدَّى الْمَسَافَاتِ الطِّوَالَ لِكَيْمَا يَسْتَقِرَّ قَوِيًّا فِي قَرَارَةِ أُذْنِي حِينَ أَقْرَأُهُ فِي وَحْدَتِي جَسَدِي يَنْهَارُ قَلْبِي بِعُنْفٍ مُدْهِشٍ يَنْبُضُ النًبْضَ الْمُخَِيفَ أَحُبًّا فِي الْحَيَاةِ أَمَ ﭐنَّ القَلْبَ يَطْمَعُ فِي هَمٍّ جَدِيدٍ أَمَا يَدْرِي بِأَنِّـيَ أَعْطَيْتُ ﭐلْحَوَادِثَ حُكْمَهَا
****
تُطَارِدُنِي عَيْنَاكِ فِي كُلِّ لَحْظَةٍ
وَفِي كُلِّ سَاحَةٍ
لِأَجْلِهِمَا إِنِّي تَغَرَّبْتُ فَاكْبَرِي
تَحَدَّيْ فَيَافِي غُرْبَتِي ثُمَّ أَزْهِرِي
وَيَا طِفْلَتِي آلَيْتُ فِي غُرْبَتِي الدَّكْنَاءِ
أَلاَّ أَبِيعَكِ
وَأَلاَّ أَرَى غَيْرِي لَكِ الدَّهْرَ مَالِكَا
فاس: دجنبر 1982