راه كيحوم ..!

جمعتني الصدفة معه بإحدى مقاهي العاصمة وجرنا الحديث إلى تناول الشأن المحلي الزواقي الذي يرزح تحت ما راكمه الفساد والتهميش والإقصاء منذ عشرات السنين .أخبرني جليسي أن التزاحم بين الأحزاب في البلد قد انطلق موازاة مع اقتراب استحقاق الإنتخابات الجماعية بالمغرب ..قلت له بل هو بالتحديد تزاحم بين الأشخاص / المصالح أما الأحزاب فما هي سوى ماركات ذات صلاحية مغشوشة !..أحسست أن ردي لم يرق السي "م" حيث قال لي: اذن الأحزاب لم تعد لها قيمة؟! عهدي بك تناصر حزبا بعينه..اذا لم تصوت على الحزب على من ستصوت ؟ ..لم أتردد في القول :نعم كنت اناصر ذلك الحزب يوم كنت أعده حزبا بل أحسن الأحزاب أما الآن فلا هو ولا غيره يستطيع أن يحرك في ساكنا ..ماتت الأحزاب يا رفيقي وتشوهت السياسة وتميعت...إذا كان ضروريا أن أصوت في البلدفإنني سأعطي صوتي للشخص الذي أفترض أنه يستحقه ..قاطعني السي "م" قائلا : وإذا لم تجد هذا الشخص ؟ قلت :ساحتفظ بالصوت لنفسي..قال لي ضاحكا : شباط يحوم حول المنطقة !! قلت ضاحكا ايضا :راه كيحوم اهاه ! ثم أردفت قائلا :ليس وحده كلهم يحومون حولها..كلهم يسوقون الوعود للناخبين المفترضين..وما يسوقون سوى السراب ..السراب ..!

هل يحول هذا دون وصول منتخبين أميين الى منصب رئاسة المجلس؟ وهل يعد الحصول على شهادة البكالوريا معيارا للكفاءة ؟ ألا ترون معي أن البكالوريا أصبحت دون مستوى البروفي (شهادة الدروس الثانوية ) وأحيانا دون مستوى حتى شهادة الدروس الابتدائية ؟ رأيت بأم عيني وسمعت باذني شخصا حاصلا على البكالوريا يرأس بعض المجالس الجماعية لا يستطيع قراءة خطاب حرره له مساعده   الذي توقف  قطار تمدرسه عند محطة  الثالثة إعدادي..!