نجمة داوود...

كان سنّي بعد وعد بلفور خمس سنوات , وكنت موظفا قبل النكسة بسنة ( 67 ) غارقا في حياة الشباب والعمل علما بأنّي أعرف كلّ الأشكال الهندسية : مثلث ...مربع...شبه المنحرف , ورأيت الصليب لوجود كنيسة في مدينتي أيّام الحماية وفي الوثائقي أثناء عرض الأخبار في القاعات السنمائية قبل الفيلم شاهدت الصليب المعقوف للنازية ...وكان اهتمامي منصب على النجمة الخماسية المرسومة باخضرار على رايتنا ...أمّا السداسية لم أنتبه إليها إلا في أفلام مصرية ومسلسلات تواجه العدو الصهيوني ...وكثر اشمئزازي منها في هذه السنوات الأخيرة , لأنها تحرق خلال المظاهرات والتنديد بالأعمال الصهيونية ومجازرها ..وعلّقت رايات فوق سفاراتها في عدد من الدول وتصافح فلسطينيون مع إسرائليين وهم واقفون قرب العلمين الفلسطيني والإسرائيلي ويتوسطهم أمريكيون ..إلى هذا الحد أصبحت النجمة السداسية مكروهة , لا لشكلها الهندسي بل لرمزها الدالّ على الصهيونية ...أثرت الموضوع فقط لأسرد وجود هذه النجمة في أفلام مصرية ...فهي مطبوعة على خد أنور وجدي في فيلم ذهب وعلى جدار حائط بين أحمد مظهر وفاتن حمامة في دعاء الكروان وعلى جاكيت شويكار وتغطي صرر راقصات ومنهن تحية كريوكا ووجدت على أرض في مدخل بنك يشتغل فيه يوسف وهبي في فيلم الطريق المستقيم ولما دخل البنك لم يطأها بل تنحى عنها ...ورأيتها على كشكول حسن حسني في فيلم محامي خلع ..وعلى ألبسة عدد من الممثلين وأكثرها في نقوش المساجد والكراسي والشبابيك وربطات عنق وآخرها انتقدتها لما استقبل حسن نصر الحرب ضيفا ووضعت مزهرية بينهما وعليها ورود سداسية الورق وانتقدت مذيعة سورية تعلّق سلسلة ذهب تتوسطها نجمة سداسية ...
الحقيقة أنّ السداسية براء مما يفعلون لكنها أقحمت في سيل الدماء , لكن السؤال : هل السداسية كنجمة تحترم في جانب وتحرق في جانب آخر ...؟! المهم , أنّ العدو عدو بجميع شعاراته .ولو كان مسلما..