هيَ دمعةٌ تمتدُّ في وجَع الحقيبةِ .. / مصطفى الشليح
صفحة 1 من اصل 1
هيَ دمعةٌ تمتدُّ في وجَع الحقيبةِ .. / مصطفى الشليح
هيَ دمعةٌ تمتدُّ
في وجَع الحقيبةِ ..
في وجَع الحقيبةِ ..
أحملُ الأشياءَ منذُ اللوعةِ الأولى
أبي .. وكانَ الطفلُ يَحلمُ
كنتُ أحلمُ أنه يأتي كما الأطيافُ
كنتُ ألوِّنُ الأحلامَأبي .. وكانَ الطفلُ يَحلمُ
كنتُ أحلمُ أنه يأتي كما الأطيافُ
حينَ أنامُ بزُرقةِ البَحر النَّدِيِّ
أمدِّدُ الأحلامَ حينَ أنامُ
على بساط الأمنياتِ فتَرتخي الأعطافُ
كنتُ ألملمُ الشَّمسَ العنيدةَ
مِنْ أشعتِها وأرسمُها بأفق وسادتي
وأعلِّمُ الأشياءَ أنَّى لوعتي
إذْ كسَّرتْ مَعنايَ بالفوضى. أخافُ
أخافُ حينَ متاهة الأشياءِ
تُمعنُ في احترافِ الليل قبضا
تكتفي أحلاميَ الأولى بمروحةٍ غفتْ
كالدَّمع في عَينيَّ يا أمِّي
أبي يَتأبط المعنى الخَفيَّ
ويَبسط الكلماتِ إما ترحلُ الكلماتُ
فوضى. لستُ أذكرُ لي
سوى أياميَ الأولى وإلا الموتِ يا أمِّي
أمَوْتٌ في الطريق إليَّ
إذا انتبهتُ سألتُه عني، وكيفَ أبي
إذا سألتُ، وكيفَ خالٌ شاعرٌ ؟
موتٌ أسائلُه أنا عنْ مَوْتِيَ الباقي وعَنْ أمِّي ..
.. وأمِّي تَستحِثُّ صَباحَها
حتى يكونَ. كموجةٍ بيضاءَ يَضحكُ
في يديْ أمِّي هذا الصَّباحُ
كأنها، إذ أيقظتني، دثَّرته وشاحَها
كحَمامةٍ منذورةٍ للحُلم
بالرقراق يأتي صوتُ أمِّي
موجةً بيضاءَ تَضحكُ حينَ تَضحكُ
غيمةً رفرافةً لا تَستردُّ جناحَها
تعلو لتعلو بالوضاءةِ والتَّداني
تَستردُّ جناحَها حتى تكونَ حديقةً
للعُمْر في عِزِّ الصّبا
وتمدَّ للعطر الرَّخيم غُدُوَّها ورَواحَها
الله .. يا أمِّي .. كبُرتُ فُجاءةً
تعدو الخُيولُ بداخلي
أعدو لأدركني فتلتبسُ الخُيولُ
كبُرتُ طيَّ فُجاءةٍ ما كنتُ أعرفُ ساحَها
مَرَّ المُعزُّون / البكاءُ أمامَ قلبي
مَرَّ قلبي عاريًا بيني وبيني وانزَوى
يا وحدَه عند الزوايا المُهمله
وأمرُّ ألتقط الخُطى .. وأخطني ألواحَها
كانتْ يدي مَمدودةً لسِوايَ
ها إنِّي أقولُ ولستُ أعرفُ ما أقولُ
يدي أشدُّ بها على قلبٍ يَفرُّ إلى صَدايَ
وكنتُ أهتفُ: فيمَ صِرتُ رياحَها ؟
الله .. يا أمِّي .. استلمتُ رياحَها
السَّبْتُ يَجْرحُني بكلِّ جُموحِه القَدريِّ
يَجْرحُني كأنِّي وحديَ المَمدودُ
وحدي في يدٍ مَطروحةٍ .. وأنا استلمتُ جراحَها
وحدي وقد مَرَّ المُعزُّون اختلافا
أرصدُ الشَّكلَ العَميقَ لرحلةِ العُلويِّ
في طين، وعندَ حجارةٍ. مَرَّ المُعزُّون انصرافا
أرصدُ الشَّمسَ الخَفيَّةَ درعَها ورماحَها
لا درعَ لي. مَرَّ المُعزُّون انخطافا
مالتِ الطرقُ القديمةُ عنْ مدار العين
رُمحٌ جانحٌ يَطوي الطريقَ إليَّ .. يا أمِّي
فأنَّى أتَّقيه ؟
خذِ الحقيبةَ ..
واستلمكَ صباحَها ..
ص: 66 -70 ( 2009 )
عبدالله- عدد الرسائل : 1759
العمر : 53
تاريخ التسجيل : 26/06/2008
مواضيع مماثلة
» وطن / مصطفى الشليح
» أرى سلا / مصطفى الشليح
» عطر / أ. د. مصطفى الشليح
» التفاحة / مصطفى الشليح
» كأن لم تكن مني .. سلا / مصطفى الشليح
» أرى سلا / مصطفى الشليح
» عطر / أ. د. مصطفى الشليح
» التفاحة / مصطفى الشليح
» كأن لم تكن مني .. سلا / مصطفى الشليح
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى