كان لا بُدَّ مِن إِسكاتها وقَطْع لِسانها

إذا نَظَرتَ إلى وضع الأمة وهي في زِلزالها وانهيارها، فلا تَعجَب من السكاكين إذا تَكاثَرت وتعاوَنَت على قَطع لِسانها.
في هذا الزمن الرَّديء،
وقد تَمزَّقَ جَسَدُ الأمة، وضاعتْ كرامتُها، وصارت حالُها إلى ما صارتْ إليه، من ضَعفٍ وتَفَكُّكٍ وهُزالٍ، وأَلقِيَ للكلاب الضّارية ووُحوشِ الغاب، من كلِّ ذي مِخْلَبٍ أو نابٍ، بما تَبَقَّى من أَطرافها وأَشلائها،
فلا تَستغرِب أن يأتي الدَّورُ على لغةِ الأمة: ذُخْرِها وفَخْرِها ووِعاءِ ثَقافتها ولسانِ حَضارتها.
جِسمُ الأمة كُلُّه لم يَشْفِ الغَليل، فكان لا بُدَّ من إِسكاتِها وقَطْع لِسانها.
د.عبدالعلي الودغيري

أَيُّها الصامِتون، ما ذا أصابَكُم؟
صَرَختُ صَرخةً في وادٍ:
أَينَكَ أَيُّها السّاكِتُ عن الحقِ، أَيُّها الشيطانُ الأَخرَسُ؟
ثم صَرَختُ، وصَرَختُ: أَينَكُم أَيُّها المُزَيَّفون، أَينَكُم أَيها المُهَروِلون؟
لم يُجِبْ منهم أَحدٌ.
إنهم صامِتون صَمْتَ القُبور، لا يَستطيعون أَن يَنْبِسُوا ببِنْت شَفة.
إنهم يؤمنون بحِكمة الصَّمْت أكثرَ من إيمانهم بحِكمة الله، ويَعتقدون بأن رِزقَهم في الصَّمت أكثرَ من اعتقادهم بأن الرازِق هو اللهُ وحده، ويتشبَّثون بهذه العقيدة أكثرَ من تشبُّثهم بالحق والعدل.
وَيلٌ للأُمة من هؤلاء المُزيَّفين، الصامِتين، المُهَرْوِلين !!..
د.عبدالعلي الودغيري

كان لا بُدَّ مِن إِسكاتها وقَطْع لِسانها

كان لا بُدَّ مِن إِسكاتها وقَطْع لِسانها

رد: كان لا بُدَّ مِن إِسكاتها وقَطْع لِسانها