تفسير القران الكريم

ضوابط التفسير العلمي للقرآن الكريم

د. زغلول النجار

حدد الدكتور زغلول النجار ضوابط التفسير
العلمي للقرآن الكريم في كتابه "قضية الإعجاز العلمي للقرآن وضوابط
التعامل معها" ويمكن أن نلخص هذه الضوابط في الآتي:

1- الالتزام بحدود ما تعطيه الألفاظ القرآنية في استعمالاتها العربية
وعدم تحميل الألفاظ فوق ما يمكن أن تحتمل بحسب وضعها اللغوي والاستعانة
علي التفسير بعلوم النحو والصرف والبلاغة وغيرها مما يدخل في علوم العربية
وخاصة علم أسباب النزول والناسخ والمنسوخ بالإضافة إلي فهم الفرق بين
العام والخاص والمطلق والمقيد والمجمل والمفصل من آيات الكتاب الحكيم
والأخذ بمعني النص كاملاً دون اجزائه ومعرفة أن العبرة في القرآن الكريم
بعموم اللفظ لا بخصوص السبب.

فأنا إذا لم أفهم اللغة فهما صحيحا وكذلك كل ما سبق ذكره فلن أستطيع
فهم الاعجاز العلمي فإذا لم أفهم من اللغة ما معني نطفة أو مضغة أو علقة
أو عظام أو كسوة العظام لحماً فلن أفهم ما هي دلالات الآية فاللغة شرط
أساسي لفهم دلالات الآيات لكن أنا لا أقف عند حدود اللغة وحدها لأننا إذا
وقفنا عند حدود اللغة وحدها فلن نصل إلي الفهم الصحيح للآية فأنا لا
أستطيع أن أقف عند فهم الأقدمين.

2- جميع القراءات الصحيحة المتعلقة بالآية القرآنية إن وجدت ولابد
عند تفسيرها من فهم التفسير المأثور عن المصطفي صلي الله عليه وسلم
والرجوع إلي أقوال المفسرين من الصحابة والتابعين وتابعيهم إلي الزمن
الحاضر بالإضافة إلي جمع النصوص القرآنية المتعلقة بالموضوع الواحد ورد
بعضها علي بعض بمعني فهم دلالة كل منها في ضوء الآخر وذلك لأن القرآن يفسر
بعضه بعضا كما يفسره الصحيح من أقوال رسول الله صلي الله عليه وسلم.

3- عدم الاعتماد علي النظريات والفروض العلمية في الإعجاز العلمي مع
إمكانية تغليب إحدي النظريات أو الفروض العلمية في التفسير العلمي
والارتقاء بها في حالة موافقتها لوجه تحتمله آية قرآنية أو حديث شريف وذلك
في قضية لم يتم اكتشافها بعد وهذا التفسير يعتبر جهداً بشريا يحتمل الصواب
أو الخطأ واحتمال خطئه لا ينال من جلال القرآن في شيء والمفسر في هذه
الحالة كالمجتهد إن أصاب فله أجران وإن أخطأ فله أجر واحد.

ففي جانب الإعجاز لا نوظف إلا القضايا التي حسمها العلم والتي انتهي
منها والتي لا رجعة فيها وبما أن العلم لم يحسم كل قضية وهناك قضايا كثيرة
لم تحسم بعد وقضايا ذكرها القرآن الكريم لا نستطيع أن نتحدث فيها بإعجاز
ولكن نتحدث فيها بتفسير علمي والتفسير العلمي يجوز استخدام النظرية فيه
حتي ولو تغيرت ولا توجد حقيقة متاحة لنا ولكن توجد أربع أو خمس نظريات
فأنا أرجح إحداها بتفسير دلالة الآية ولا حرج في ذلك إن شاء الله.

4- عدم الخوض في أمور غيبية غيبة مطلقة كالذات الإلهية والروح
والملائكة والجن وحياة البرزخ وحساب القبر وقيام الساعة والبعث والحساب
والميزان والصراط والجنة والنار وغيرها والتسليم بالنصوص الواردة فيها
تسليماً كاملاً انطلاقاً من الإيمان الكامل بكتاب الله تعالي وسنة رسوله
صلي الله عليه وسلم يقينا راسخاً بعجز الإنسان عن الوصول إلي مثل هذه
الغيبيات المطلقة.

5- الحرص علي عدم الدخول في التفاصيل العلمية الدقيقة التي لا تخدم
قضية الإعجاز العلمي للآية أو الآيات القرآنية الكريمة مثل المعادلات
الرياضية المعقدة والرموز الكيميائية الدقيقة إلا في أضيق الحدود اللازمة
لإثبات وجه الإعجاز.

6- مع التزام المفسر بما سبق فإنه يجب عليه أن يقدم ما يعني له من
تفسير وليس إعجازاً مستوفياً للشروط السابقة علي أنه معني محتمل في الآية
لا علي أنه التفسيرالقطعي الذي أراده الله تعالي بها يقينا إنما يجب أن
يضع في اعتباره وأن يؤكد ذلك بالتصريح أن الله وحده هو العليم بمراده
علماً كاملاً يقينياً محيطاً لا يتيسر مثله أو - ما يقاربه - لمخلوق.

موقع بالإنجليزية للدكتور النجار

تم إطلاق موقع جديد علي شبكة المعلومات الدولية "الانترنت"
باللغة الإنجليزية يحتوي علي نفس المواد علي الموقع العربي للدكتور زغلول
النجار مضافا إليه مواد جديدة خاصة بالمسلمين الجدد وكل ما يحتاجون معرفته
عن الإسلام ومواد أخري عن كيفية الحوار مع الآخر.

يؤكد الدكتور زغلول النجار أن إطلاق هذا الموقع استغرق جهدا وعملا
متواصلا إيمانا منه بأهمية تفعيل دور اللغة في خدمة الإسلام والمسلمين
وتوسيع دائرة التواصل مع تنوع أكبر من المستخدمين غير العرب.

الموقع الجديد يحمل عنوان الموقع العربي نفسه وهو: www.elnaggarzr.com