شقارة
صدى الزواقين Echo de Zouakine :: المنتدى الفني :: " مشموم " الاغنية المغربية :: " زهرة " الطرب الشعبي
صفحة 1 من اصل 1
شقارة
عبد الصادق شقارة
القصيد المقيم في الضفتين
إعداد سعيد عاهد
كُتبت "بنت بلادي" في 48 ساعة في 1979، وتظل خالدة اليوم وغدا "إذا كانت
مدينة تطوان المغربية تعرف في الساحة العربية والإفريقية والمتوسطية من
خلال بعض رجالاتها وشخصياتها التاريخية والسياسية والعلمية، مثل مجدد
بنائها سيدي علي المنظري، وزعمائها الوطنيين الحاج عبد السلام بنونة وعبد
الخالق الطريس، ومؤرخيها الفقيه أحمد الرهوني والأستاذ محمد داود،
وأدبائها وشعرائها سيدي التهامي الوزاني وعبد الواحد أخريف وغيرهم•••
فإنها في المجال الفني والموسيقي تعرف أكثر بفنانها الأصيل المرحوم عبد
الصادق شقارة الذي برز في القرن العشرين كظاهرة من الظواهر الإيجابية
والمؤثرة في مجال تخصصه، حيث كان محافظا ومجددا ومبدعا، كما ساهم كثيرا في
التعريف بحضارة المغرب وغنى تراثه، من خلال مشاركاته العديدة في الكثير من
الملتقيات والمنتديات والمهرجانات الدولية•••"
هكذا تتحدث
بشرى شقارة، رئيسة "جمعية عبد الصادق شقارة للمحافظة على التراث الموسيقي
الأندلسي والصوفي والشعبي بتطوان"• أما المناسبة، فقد كانت تكريم الفنان
المبدع الراحل من طرف "مهرجان الأندلسيات الأطلسية" خلال دورته الأخيرة،
وهو التكريم الذي رافقه صدور كتاب حول عبد الصادق شقارة أعده محمد أمسكان،
يتضمن شهادات وإضاءات بالعربية والفرنسية والإسبانية، وتزينه عدة صور
بعضها نادر• "في عمق مدينة تطوان العتيقة، يكتب أمسكان، وبالضبط في حي
الجامع الأكبر، رزق أحمد شقارة والسعدية الحراق بالطفل عبد الصادق في سنة
1931• ومنذ طفولته، تربى في رحم الأغاني الصوفية والموشحات الأندلسية من
طرف والديه، الأم المنحدرة من الزاوية الحراقية والمنتمية لها، والأب الذي
كان أستاذا للموسيقى في أحد أوائل المعاهد الموسيقية المغربية• بعد
الدراسة في "المسيد" ومؤسستي "الخيرية" و"النهضة"، سجل عبد الصادق نفسه في
المعهد الموسيقي حيث تلقى دروس "المعلمين" العياشي الورياغلي والعربي غازي
ومحمد بيسة ومحمد بن عياد وأحمد دويدب ولحبيب خراز••• لكن أستاذه وصديقه
وأباه الروحي يظل سيدي عرفة الحراق الذي أهداه أول آلة موسيقية (عود)
ولقنه تفاصيل فن الموسيقى، وذلك رغم والده الذي كان يبتغي له مسلكا مهنيا
مختلفا•"
نبتة حراقية أورقت في مجال الموسيقى
وإذا كان
عطاء شقارة الغنائي غنيا، وشم ذاكرة المغاربة وصقل بعضا من ذوقهم الفني،
فإن رائعته "بنت بلادي" تظل إبداعا استثنائيا بكل المقاييس• وعن الأغنية
والفنان المقيم في الضفتين، يكتب محمد العربي المساري: "تمثل تلك المقطوعة
بالفعل شيئا متميزا تحفل به الذاكرة الغنائية المغربية، نظرا للحيز الذي
تحتله في الربيرطوار الوطني، وباعتبارها من الأمثلة الدالة على التراث
المشترك فيما بين عدوتي المغرب والاندلس• فقد تغنى جيل بكامله بالأغنية
المذكورة، وبقيت مثالا للنكهة الشمالية التي يمتزج فيها الجبلي بالأندلسي
بالريفي• وانتشرت كذلك في الاندلس• "ولنذكر بادئ ذي بدء بشيء أساسي يوجد
خلف عطاء شقارة بكاملة• وهو التأثير الذي انطبع في عمله وذوقه، منذ خطواته
الأولى، وأعني ما تلقاه الفتى التطواني من زاوية الحراق• ونعني تلك النفحة
الروحانية التي خلفها الصوفي الشاعر ومؤسس الطريقة القطب الحراق• وشقارة
هنا نبتة حراقية أورقت في مجال الموسيقى، تماثل ما مثله في الأدب كل من
التهامي الوزاني وامحمد بنونة• "وحدث مع "بنت بلادي" ما يحدث عادة مع
الآثار الشائعة التي تتردد على كل لسان، دون أن يحفل مرددها بمن هو
مؤلفها، وكيف برزت الأغنية، وكيف انتشرت، حتى أنه لولا صوت شقارة الحاضر
في التسجيلات لأصبحت الطقطوقة منسوبة إلى النبوغ الشعبي المجهول مؤلفه،
مثل "ألالا يلا لي" أو "أرلا بويا"• "وبكل تأكيد، فإن تلك المقطوعة قد
احتلت مكانها بسبب اللحن• وأشعر كما لو أن الموسيقى سبقت الكلمات، وأن هذه
إنما تقمصت اللحن• وهذا ما حدث بكل تأكيد بالنسبة للكلمات التي أضيفت
للمقطوعة باللغة الإسبانية• "تساءلت حينما كنت أهيء تدخلي في برنامج
أمسكان عن ذاكرة الأغنية المغربية، لمن تكون الكلمات يا ترى، واتصلت بأسرة
المرحوم، فقيل لي أول الأمر إنها للشريف البقالي من الديوان الملكي• وسألت
الشاعر أحمد عبد السلام البقالي، فنفى ذلك• ونقل لي عن فؤاد الوافي أن
المؤلف هو محمد العلمي• وللتأكد اتصلت بالمكتب المغربي لحقوق المؤلفين،
فأفادني الصديق ع•ل• ودغيري ان المقطوعة مسجلة في اسم شقارة كملحن، وفي
اسم الزجال العلمي كصاحب كلمات، وهذا ما تتضمنه السجلات الرسمية المستندة
إلى ما تم التصريح به، بمعرفة كل من الملحن والمؤلف• وقال لي الأستاذ حسن
كناني، منسق لجان الكلمات والألحان في الاذاعة المغربية، إن المقطوعة
مسجلة في اسم عبد الرحمان العلمي العروسي كمؤلف• وأكد لي الاستاذ حسني
الوزاني، المحامي بتطوان، إنها فعلا من تأليف الزجال عبد الرحمان العلمي
وهي مضمنه في ديوانه "جوهر الزجل للحاضر والمستقبل"، ص 20، وهو مطبوع سنة
1997 في الدار البيضاء•"
القصيد المقيم في الضفتين
إعداد سعيد عاهد
كُتبت "بنت بلادي" في 48 ساعة في 1979، وتظل خالدة اليوم وغدا "إذا كانت
مدينة تطوان المغربية تعرف في الساحة العربية والإفريقية والمتوسطية من
خلال بعض رجالاتها وشخصياتها التاريخية والسياسية والعلمية، مثل مجدد
بنائها سيدي علي المنظري، وزعمائها الوطنيين الحاج عبد السلام بنونة وعبد
الخالق الطريس، ومؤرخيها الفقيه أحمد الرهوني والأستاذ محمد داود،
وأدبائها وشعرائها سيدي التهامي الوزاني وعبد الواحد أخريف وغيرهم•••
فإنها في المجال الفني والموسيقي تعرف أكثر بفنانها الأصيل المرحوم عبد
الصادق شقارة الذي برز في القرن العشرين كظاهرة من الظواهر الإيجابية
والمؤثرة في مجال تخصصه، حيث كان محافظا ومجددا ومبدعا، كما ساهم كثيرا في
التعريف بحضارة المغرب وغنى تراثه، من خلال مشاركاته العديدة في الكثير من
الملتقيات والمنتديات والمهرجانات الدولية•••"
هكذا تتحدث
بشرى شقارة، رئيسة "جمعية عبد الصادق شقارة للمحافظة على التراث الموسيقي
الأندلسي والصوفي والشعبي بتطوان"• أما المناسبة، فقد كانت تكريم الفنان
المبدع الراحل من طرف "مهرجان الأندلسيات الأطلسية" خلال دورته الأخيرة،
وهو التكريم الذي رافقه صدور كتاب حول عبد الصادق شقارة أعده محمد أمسكان،
يتضمن شهادات وإضاءات بالعربية والفرنسية والإسبانية، وتزينه عدة صور
بعضها نادر• "في عمق مدينة تطوان العتيقة، يكتب أمسكان، وبالضبط في حي
الجامع الأكبر، رزق أحمد شقارة والسعدية الحراق بالطفل عبد الصادق في سنة
1931• ومنذ طفولته، تربى في رحم الأغاني الصوفية والموشحات الأندلسية من
طرف والديه، الأم المنحدرة من الزاوية الحراقية والمنتمية لها، والأب الذي
كان أستاذا للموسيقى في أحد أوائل المعاهد الموسيقية المغربية• بعد
الدراسة في "المسيد" ومؤسستي "الخيرية" و"النهضة"، سجل عبد الصادق نفسه في
المعهد الموسيقي حيث تلقى دروس "المعلمين" العياشي الورياغلي والعربي غازي
ومحمد بيسة ومحمد بن عياد وأحمد دويدب ولحبيب خراز••• لكن أستاذه وصديقه
وأباه الروحي يظل سيدي عرفة الحراق الذي أهداه أول آلة موسيقية (عود)
ولقنه تفاصيل فن الموسيقى، وذلك رغم والده الذي كان يبتغي له مسلكا مهنيا
مختلفا•"
نبتة حراقية أورقت في مجال الموسيقى
وإذا كان
عطاء شقارة الغنائي غنيا، وشم ذاكرة المغاربة وصقل بعضا من ذوقهم الفني،
فإن رائعته "بنت بلادي" تظل إبداعا استثنائيا بكل المقاييس• وعن الأغنية
والفنان المقيم في الضفتين، يكتب محمد العربي المساري: "تمثل تلك المقطوعة
بالفعل شيئا متميزا تحفل به الذاكرة الغنائية المغربية، نظرا للحيز الذي
تحتله في الربيرطوار الوطني، وباعتبارها من الأمثلة الدالة على التراث
المشترك فيما بين عدوتي المغرب والاندلس• فقد تغنى جيل بكامله بالأغنية
المذكورة، وبقيت مثالا للنكهة الشمالية التي يمتزج فيها الجبلي بالأندلسي
بالريفي• وانتشرت كذلك في الاندلس• "ولنذكر بادئ ذي بدء بشيء أساسي يوجد
خلف عطاء شقارة بكاملة• وهو التأثير الذي انطبع في عمله وذوقه، منذ خطواته
الأولى، وأعني ما تلقاه الفتى التطواني من زاوية الحراق• ونعني تلك النفحة
الروحانية التي خلفها الصوفي الشاعر ومؤسس الطريقة القطب الحراق• وشقارة
هنا نبتة حراقية أورقت في مجال الموسيقى، تماثل ما مثله في الأدب كل من
التهامي الوزاني وامحمد بنونة• "وحدث مع "بنت بلادي" ما يحدث عادة مع
الآثار الشائعة التي تتردد على كل لسان، دون أن يحفل مرددها بمن هو
مؤلفها، وكيف برزت الأغنية، وكيف انتشرت، حتى أنه لولا صوت شقارة الحاضر
في التسجيلات لأصبحت الطقطوقة منسوبة إلى النبوغ الشعبي المجهول مؤلفه،
مثل "ألالا يلا لي" أو "أرلا بويا"• "وبكل تأكيد، فإن تلك المقطوعة قد
احتلت مكانها بسبب اللحن• وأشعر كما لو أن الموسيقى سبقت الكلمات، وأن هذه
إنما تقمصت اللحن• وهذا ما حدث بكل تأكيد بالنسبة للكلمات التي أضيفت
للمقطوعة باللغة الإسبانية• "تساءلت حينما كنت أهيء تدخلي في برنامج
أمسكان عن ذاكرة الأغنية المغربية، لمن تكون الكلمات يا ترى، واتصلت بأسرة
المرحوم، فقيل لي أول الأمر إنها للشريف البقالي من الديوان الملكي• وسألت
الشاعر أحمد عبد السلام البقالي، فنفى ذلك• ونقل لي عن فؤاد الوافي أن
المؤلف هو محمد العلمي• وللتأكد اتصلت بالمكتب المغربي لحقوق المؤلفين،
فأفادني الصديق ع•ل• ودغيري ان المقطوعة مسجلة في اسم شقارة كملحن، وفي
اسم الزجال العلمي كصاحب كلمات، وهذا ما تتضمنه السجلات الرسمية المستندة
إلى ما تم التصريح به، بمعرفة كل من الملحن والمؤلف• وقال لي الأستاذ حسن
كناني، منسق لجان الكلمات والألحان في الاذاعة المغربية، إن المقطوعة
مسجلة في اسم عبد الرحمان العلمي العروسي كمؤلف• وأكد لي الاستاذ حسني
الوزاني، المحامي بتطوان، إنها فعلا من تأليف الزجال عبد الرحمان العلمي
وهي مضمنه في ديوانه "جوهر الزجل للحاضر والمستقبل"، ص 20، وهو مطبوع سنة
1997 في الدار البيضاء•"
عدل سابقا من قبل في السبت 15 ديسمبر 2007 - 14:58 عدل 1 مرات
لبنى- عدد الرسائل : 171
العمر : 36
Localisation : بوزنيقة
Emploi : طالبة
تاريخ التسجيل : 15/12/2007
رد: شقارة
| |||
|
لبنى- عدد الرسائل : 171
العمر : 36
Localisation : بوزنيقة
Emploi : طالبة
تاريخ التسجيل : 15/12/2007
مواضيع مماثلة
» عبدالصادق شقارة
» تكريم الفنان المرحوم عبدالصادق شقارة ( ستوديو دوزيم )
» شقارة يحتفي بالزاوية الحراقية بأغنية «الحبيبة جرحتيني» سنة 1957
» عبدالصادق شقارة
» عبد الصادق شقارة ينقل التراث المغربي من المحلية إلى العالمية
» تكريم الفنان المرحوم عبدالصادق شقارة ( ستوديو دوزيم )
» شقارة يحتفي بالزاوية الحراقية بأغنية «الحبيبة جرحتيني» سنة 1957
» عبدالصادق شقارة
» عبد الصادق شقارة ينقل التراث المغربي من المحلية إلى العالمية
صدى الزواقين Echo de Zouakine :: المنتدى الفني :: " مشموم " الاغنية المغربية :: " زهرة " الطرب الشعبي
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى