تدبير نفايات عيد الاضحى
صفحة 1 من اصل 1
تدبير نفايات عيد الاضحى
ماذا أعد المغرب للقضاء على التصريف السلبي لنفايات الأضاحي؟
سعيد منتسب
" يخلف عيد الأضحى، في كل عام، أطنانا من نفايات الأضاحي التي تتطلب من
شركات جمع الأزبال، وعمال البلديات المكلفين بالكنس، عناية واحترافية
خاصة، تختلف عن تلك التي يوفرونها في الأيام العادية• وذلك بتوفير فرق عمل
ودوريات تعمل على مدار الساعة من أجل مدن خالية من التبن وأمعاء الأكباش
ورائحة أحشائها• ذلك أن الكثيرين يحولون، نظرا لغياب ثقافةبيئية سليمة
وأيضا لعدم توفر حاويات (صناديق) القمامة، مداخل الأزقة والشوارع، وحتى
مداخل بعض العمارات والحدائق العمومية، إلى مطارح عشوائية في الهواء
الطلق• وهذا يتطلب، بطبيعة الحال- كما يقول سالم الروادي (إطار جماعي)-
وضع خطة مبنية على التوقع، وعلى معطيات السنة الماضية التي لامس المواطنون
نجاعتها، حيث رأينا كيف تعبأت شركات النظافة الثلاث في المناطق الخمس
(الدار البيضاء) من أجل تحويل عيد الأضحى إلى "اختبار للقدرة"!• أما عبد
الرحيم الرياحي (مهتم بقطاع النظافة)، فيرى أن "المغرب يتميز، في عيد
الأضحى، بخصوصية معقدة، ذلك أن كل بيت أو شقة تتحول إلى مسلخ خاص، مع ما
يستتبع ذلك من فوضى، ذلك أن أغلب المغاربة (وهذه حقيقة ثابتة) يفتقدون إلى
ثقافة جمع القمامة والتمييز بين موادها• فلا يفرقون بين النفايات الصلبة
والنفايات السائلة، ولا يميزون بين النفايات الصناعية وبين النفايات
المنزلية••إلخ"• ويرى نور الدين الغافي (باحث متخصص في التدبير الحضري) أن
ساكنة المدن المغربية تضع المسؤولين عن النفايات في مأزق حقيقي، ذلك أن
غياب التحسيس ينزع عن الكثيرين، لأسباب سوسيولوجية، صفة "القيم الحضرية"،
وهذا يمكن أن نلامسه في قيام بعض الناس تلقائيا بطرح أزبالهم بالأزقة
الفرعية لهذا الشارع أو ذاك، حيث يتحول الركام إلى مطارح صغيرة متقاربة،
مما يساهم في تشويه جمالية أحيائهم، هم الذين يحرصون على نظافة منازلهم
وغرف نومهم ودولاب ملابسهم، وهنا وجه المفارقة، فالانتماء إلى فضاء الشقة
عند هؤلاء لا يعني الانتماء إلى فضاء الحي"• وإذا كان بعض الساكنة يلجأ،
في عيد الأضحى، إلى رمي الأكياس البلاستيكية المملوءة بأحشاء الخرفان
وجلودها وأمعائها وفضلاتها عشوائيا، فهذا يعني- حسب خالد مدارك (عضو جمعية
مهتمة بالبيئة)- أن هؤلاء الناس يفتقدون لثقافة بيئية تؤهلهم لمعرفة خطورة
الطرح العشوائي لهذه النفايات• لكن علينا أيضا أن ننتبه إلى الدور السلبي
الذي قد تلعبه شركات النظافة التي لا تهتم إلا بالأحياء الراقية التي يقيم
بها المسؤولون• أما الأحياء الهامشية، فإنها تعاني الكثير، ذلك أن غياب
صناديق القمامة يعني، في المقام الأول، التصريف السلبي للنفايات المنزلية
(ومنها نفايات الأضاحي)، مما يؤثر سلبا على المحيط البيئي لمثل هذه
الأحياء• ويكفي القيام بجولة في أحياء مولاي رشيد أو التشارك أو ليساسفة
أو البرنوصي أو اسباتة ••• للوقوف على حجم الكارثة التي لا تتحمل
مسؤوليتها شركات النظافة لوحدها"• ومن أجل الوصول إلى "عيد أضحى أكثر
نظافة"، يقترح حسن الشوباني (جمعوي) أن تبادر شركات النظافة، كما فعلت قبل
ثلاث سنوات، بتوفير مطويات التوعية وكميات كبيرة من أكياس النفايات التي
يتم توزيعها على الساكنة من أجل وضع نفايات الأضاحي داخلها، مما يضمن عدم
اختلاطها بالمواد الأخرى، خاصة أثناء المعالجة• ما يقترحه الشوباني أقدمت
عليه مجموعة من الدول العربية مع فارق جوهري هو أن الأكياس توزع على
المسالخ ومواقع الذبح المختلفة، ذلك أن ذبح الأضاحي يتم في أماكن الذبح
العامة (المسالخ)، وأيضا داخل مسالخ خاصة بالوحدات السكنية، وليس داخل
الشقق! ولقد فطن مجموعة من المغاربة (خاصة من أصحاب الملكية المشتركة) إلى
الأمر، فقاموا بتحويل أسطح العمارات إلى مسالخ جماعية تذبح فيها الأضاحي
وتسلخ، ليتم، أخيرا، رمي "البقايا" بشكل جماعي في القمامة• ولأن صناديق
القمامة أصغر من أن تستوعب كل "البقايا"، يتساءل العربي خلدون (موظف):
"لماذا لا يتم التفكير في استبدالها، بشكل مؤقت، بصناديق أكبر أو حاويات
توضع على امتداد الأزقة والشوارع على أن يتم تفريغها زوالا في المطرح
الرئيسي، من خلال ضاغطات محددة المسارات؟"• إن ما يزيد من أهمية الحاجة
إلى الحاويات، بدل صناديق القمامة العادية، هو أن العديد من الأزقة مازال
غير مـعبد أو يعاني من الضيق ولا يسمح بمرور شاحنة جمع الأزبال، حيث يلجأ
عمال النظافة في بعض الأحيان إلى نقلها بصعوبة إلى الشاحنة، وهو الأمر
الذي يساهم في تراكم مخلفات النفايات وترسبها في طبقات سميكة مع ما يسببه
ذلك من نتانة وأمراض ومضايقات وناموس وذبان! ليس هذا فحسب، إذ ينبغي- حسب
رأي عبد الرحيم الرياحي- تخصيص معدات إضافية تشمل (الكانسات) ذات
المواصفات الخاصة، صغيرة الحجم وخفيفة الوزن وسهلة الحركة في المواقع
الضيفة وذات الكثافة، والتي تعمل على الأرصفة دون التأثير عليها لتقوم
بالكنس والإلتقاط• وأيضا زيادة عدد رحلات سيارات نقل وجمع النفايات من
رحلة واحدة في اليوم الواحد إلى ثلاث رحلات يومياً لمواجهة الضغط المتوقع،
خاصة أن المطارح العشوائية التي تتكاثر بمناسبة عيد الأضحى تصبح مرتعا
للكلاب الضالة والقطط التي تلجأ إلى هذه "الجلود" و"الكرشة" لتقـتات منها!
جمع النفايات إشكالية وطنية أكبر من نفايات عيد الأضحى• هذا صحيح• فتطور
كمية النفايات ونوعيتها، إلى جانب التطور السريع للعمران و"استقالة" ممثلي
السكان في البلديات والفاعلين الاقتصاديين•• كلها ساهمت في تأزيم الوضع•
والحل يكمن في وضع مخطط وطني لتجنب القنبلة البيئية•• وليس قنبلة جلود
الأضاحي وحوافرها فقط!
-----
الاتحاد الاشتراكي
2007/12/20
سعيد منتسب
" يخلف عيد الأضحى، في كل عام، أطنانا من نفايات الأضاحي التي تتطلب من
شركات جمع الأزبال، وعمال البلديات المكلفين بالكنس، عناية واحترافية
خاصة، تختلف عن تلك التي يوفرونها في الأيام العادية• وذلك بتوفير فرق عمل
ودوريات تعمل على مدار الساعة من أجل مدن خالية من التبن وأمعاء الأكباش
ورائحة أحشائها• ذلك أن الكثيرين يحولون، نظرا لغياب ثقافةبيئية سليمة
وأيضا لعدم توفر حاويات (صناديق) القمامة، مداخل الأزقة والشوارع، وحتى
مداخل بعض العمارات والحدائق العمومية، إلى مطارح عشوائية في الهواء
الطلق• وهذا يتطلب، بطبيعة الحال- كما يقول سالم الروادي (إطار جماعي)-
وضع خطة مبنية على التوقع، وعلى معطيات السنة الماضية التي لامس المواطنون
نجاعتها، حيث رأينا كيف تعبأت شركات النظافة الثلاث في المناطق الخمس
(الدار البيضاء) من أجل تحويل عيد الأضحى إلى "اختبار للقدرة"!• أما عبد
الرحيم الرياحي (مهتم بقطاع النظافة)، فيرى أن "المغرب يتميز، في عيد
الأضحى، بخصوصية معقدة، ذلك أن كل بيت أو شقة تتحول إلى مسلخ خاص، مع ما
يستتبع ذلك من فوضى، ذلك أن أغلب المغاربة (وهذه حقيقة ثابتة) يفتقدون إلى
ثقافة جمع القمامة والتمييز بين موادها• فلا يفرقون بين النفايات الصلبة
والنفايات السائلة، ولا يميزون بين النفايات الصناعية وبين النفايات
المنزلية••إلخ"• ويرى نور الدين الغافي (باحث متخصص في التدبير الحضري) أن
ساكنة المدن المغربية تضع المسؤولين عن النفايات في مأزق حقيقي، ذلك أن
غياب التحسيس ينزع عن الكثيرين، لأسباب سوسيولوجية، صفة "القيم الحضرية"،
وهذا يمكن أن نلامسه في قيام بعض الناس تلقائيا بطرح أزبالهم بالأزقة
الفرعية لهذا الشارع أو ذاك، حيث يتحول الركام إلى مطارح صغيرة متقاربة،
مما يساهم في تشويه جمالية أحيائهم، هم الذين يحرصون على نظافة منازلهم
وغرف نومهم ودولاب ملابسهم، وهنا وجه المفارقة، فالانتماء إلى فضاء الشقة
عند هؤلاء لا يعني الانتماء إلى فضاء الحي"• وإذا كان بعض الساكنة يلجأ،
في عيد الأضحى، إلى رمي الأكياس البلاستيكية المملوءة بأحشاء الخرفان
وجلودها وأمعائها وفضلاتها عشوائيا، فهذا يعني- حسب خالد مدارك (عضو جمعية
مهتمة بالبيئة)- أن هؤلاء الناس يفتقدون لثقافة بيئية تؤهلهم لمعرفة خطورة
الطرح العشوائي لهذه النفايات• لكن علينا أيضا أن ننتبه إلى الدور السلبي
الذي قد تلعبه شركات النظافة التي لا تهتم إلا بالأحياء الراقية التي يقيم
بها المسؤولون• أما الأحياء الهامشية، فإنها تعاني الكثير، ذلك أن غياب
صناديق القمامة يعني، في المقام الأول، التصريف السلبي للنفايات المنزلية
(ومنها نفايات الأضاحي)، مما يؤثر سلبا على المحيط البيئي لمثل هذه
الأحياء• ويكفي القيام بجولة في أحياء مولاي رشيد أو التشارك أو ليساسفة
أو البرنوصي أو اسباتة ••• للوقوف على حجم الكارثة التي لا تتحمل
مسؤوليتها شركات النظافة لوحدها"• ومن أجل الوصول إلى "عيد أضحى أكثر
نظافة"، يقترح حسن الشوباني (جمعوي) أن تبادر شركات النظافة، كما فعلت قبل
ثلاث سنوات، بتوفير مطويات التوعية وكميات كبيرة من أكياس النفايات التي
يتم توزيعها على الساكنة من أجل وضع نفايات الأضاحي داخلها، مما يضمن عدم
اختلاطها بالمواد الأخرى، خاصة أثناء المعالجة• ما يقترحه الشوباني أقدمت
عليه مجموعة من الدول العربية مع فارق جوهري هو أن الأكياس توزع على
المسالخ ومواقع الذبح المختلفة، ذلك أن ذبح الأضاحي يتم في أماكن الذبح
العامة (المسالخ)، وأيضا داخل مسالخ خاصة بالوحدات السكنية، وليس داخل
الشقق! ولقد فطن مجموعة من المغاربة (خاصة من أصحاب الملكية المشتركة) إلى
الأمر، فقاموا بتحويل أسطح العمارات إلى مسالخ جماعية تذبح فيها الأضاحي
وتسلخ، ليتم، أخيرا، رمي "البقايا" بشكل جماعي في القمامة• ولأن صناديق
القمامة أصغر من أن تستوعب كل "البقايا"، يتساءل العربي خلدون (موظف):
"لماذا لا يتم التفكير في استبدالها، بشكل مؤقت، بصناديق أكبر أو حاويات
توضع على امتداد الأزقة والشوارع على أن يتم تفريغها زوالا في المطرح
الرئيسي، من خلال ضاغطات محددة المسارات؟"• إن ما يزيد من أهمية الحاجة
إلى الحاويات، بدل صناديق القمامة العادية، هو أن العديد من الأزقة مازال
غير مـعبد أو يعاني من الضيق ولا يسمح بمرور شاحنة جمع الأزبال، حيث يلجأ
عمال النظافة في بعض الأحيان إلى نقلها بصعوبة إلى الشاحنة، وهو الأمر
الذي يساهم في تراكم مخلفات النفايات وترسبها في طبقات سميكة مع ما يسببه
ذلك من نتانة وأمراض ومضايقات وناموس وذبان! ليس هذا فحسب، إذ ينبغي- حسب
رأي عبد الرحيم الرياحي- تخصيص معدات إضافية تشمل (الكانسات) ذات
المواصفات الخاصة، صغيرة الحجم وخفيفة الوزن وسهلة الحركة في المواقع
الضيفة وذات الكثافة، والتي تعمل على الأرصفة دون التأثير عليها لتقوم
بالكنس والإلتقاط• وأيضا زيادة عدد رحلات سيارات نقل وجمع النفايات من
رحلة واحدة في اليوم الواحد إلى ثلاث رحلات يومياً لمواجهة الضغط المتوقع،
خاصة أن المطارح العشوائية التي تتكاثر بمناسبة عيد الأضحى تصبح مرتعا
للكلاب الضالة والقطط التي تلجأ إلى هذه "الجلود" و"الكرشة" لتقـتات منها!
جمع النفايات إشكالية وطنية أكبر من نفايات عيد الأضحى• هذا صحيح• فتطور
كمية النفايات ونوعيتها، إلى جانب التطور السريع للعمران و"استقالة" ممثلي
السكان في البلديات والفاعلين الاقتصاديين•• كلها ساهمت في تأزيم الوضع•
والحل يكمن في وضع مخطط وطني لتجنب القنبلة البيئية•• وليس قنبلة جلود
الأضاحي وحوافرها فقط!
-----
الاتحاد الاشتراكي
2007/12/20
المخلوطي- عدد الرسائل : 376
العمر : 59
Localisation : Salé
تاريخ التسجيل : 01/03/2007
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى