ابغض الحلال...
صفحة 1 من اصل 1
ابغض الحلال...
انفلات في "الخلع"
زوجة تريد أن ترقص علي حريتها .. وأخري تضحي بأبنائها لتساير الموضة
علماء الدين والنفس: للأسف .. سيدات فهمن مقاصد الشريعة خطأ
اتسمت الشريعة الإسلامية بتحقيق العدالة
في كل شئون الحياة وفي السنوات الأخيرة تم تطبيق قانون الخلع كنظام شرعي
معتمد لتحقيق هذه العدالة.. لكن كثيرا من السيدات فهمن مقاصد الشريعة خطأ
وخرجن عن المغزي والهدف من هذا المقصد.
كانت الصحف قد نشرت في الآونة الأخيرة سلبيات عديدة للخلع.. فهذه
سيدة طلبت أن تخلع زوجها لترقص في الكباريهات علي حريتها.. وأخري تريد
الانفصال من أجل عيون ابن الجيران وثالثة لأنه كثير الحركة أثناء النوم
ويشخر.. ورابعة تريد الخلع من زوجها لأنه لا يساير الموضة ولا يتقبل حفلات
الهانم وصديقاتها في فنادق ال5 نجوم لضيق ذات اليد وغير ذلك الكثير
والكثير.
السؤال.. هل من حق هؤلاء السيدات طلب الخلع لهذه الأسباب البسيطة
خاصة ان معظمهن أكدن ان الأزواج لا يبخلون عليهن بشيء ولم تكن هناك خلافات
تستدعي ذلك.. وهل من الممكن أن تحدد ضوابط لكي يتحقق الخلع؟
"الهداية الدينية" ناقشت هذه القضية مع علماء الدين والنفس وكانت هذه آراءهم:
يقول الدكتور طه حبيشي رئيس قسم العقيدة والفلسفة بكلية أصول الدين
جامعة الأزهر ان التفريق بين الزوجين له أحكام وضوابط أودعها العلماء بطون
الكتب المعنية بالفقه خاصة فيما يتعلق بالأحوال الشخصية لكن الأمر الذي
ينبغي أن نلفت النظر إليه هو ان الشريعة الإسلامية لم تأت إلي الناس
لتحملهم علي العبث في التصرفات واللهو بالعلاقات إذ من كان عابثا بالشريعة
ومستغلا لأحكامها يلهو بها بعد أن يحتال عليها فإنه يعرض نفسه إلي قول
الله تعالي: "الذين اتخذوا دينهم لهوا ولعبا وغرتهم الحياة الدنيا فاليوم
ننساهم كما نسوا لقاء يومهم هذا وما كانوا بآياتنا يجحدون" الأعراف .51
أضاف د. حبيشي ان ما سمعناه ورأيناه بعد إتاحة حق الخلع للمرأة "وهو
حق ممنوح من الشريعة منذ أول أمرها" من أن المرأة متمثلة في بعض النماذج
من النساء قد استغلت الخلع استغلالاً غير مشروع لحل عقدة النكاح بقصد
تحقيق بعض الرغبات الشخصية. وهي كثيرة لا نطيل بذكرها من نحو ان تكون دخلت
في علاقة عاطفية جديدة لا يمكنها تلبيتها إلا عن طريق الخلع فتفتعل للخلع
أسبابه. ولا يعنيها بعد ذلك أن ينهدم معبد الأسرة وعلي رأس من فيه.
وإذا سئل الفقهاء عن مثل حل عقدة النكاح بهذا الغرض أو ما يشابهه
فماذا عسي أن يجيب الفقهاء به.. فلاشك أنهم سيلجأون إلي خاصية من خواص
الشريعة لا توجد في نظام آخر نعرفه.. وهذه الخاصية تتمثل في أن المشرع
العليم قد وجهنا إلي أن العقود انما وضعت لترتيب وتنظيم المعاملات بين
الأفراد.. والخلع عقد تلاقت فيه إرادتا الزوج وزوجه علي أن يفارقها شريطة
أن تدفع ما أخذته منه تفتدي به نفسها.
وما يترتب علي هذا العقد من الأحكام وإن اختلفت طبيعتها بين الرجل
والمرأة إلا أن قبول العقد وتنفيذ ما يترتب عليه من الأحكام أمور يجب
العمل بها.. ولكن ينبغي ان نفهم ان الشريعة بوصفها نظام صادر عن الله عز
وجل لها نظام آخر للمحاسبة تنبه له وتنص عليه.
وهذا النظام المحاسبي ليست الجماعة مأذونا لها في تطبيقه. وإنما شاء
الله المشرع أن يختص هو بتطبيقه في يوم لا حكم فيه سواه. ولا جزاء فيه إلا
أن يكون الجزاء جنة أو نارا.
ومن هذا العرض الموجز يعلم المسلم المستظل بمظلة الشريعة الإسلامية ان العقود لها وجهان: وجه اجتماعي. ووجه آخر ديني.
ومن خلال الوجه الاجتماعي نجد الجماعة المسلمة قد أُسند إليها التعامل
مع الأفراد علي أساس من هذه العقود التي تتلاقي الارادات فيها. ومن خلال
الوجه الديني يجد الأفراد أنفسهم أمام مسئولية حادة وصارمة بين يدي الله
عز وجل.
فلا يجوز للرجل بحال من الأحوال ان يتعسف مع زوجه كي يلجئها إلي الخلع وافتداء نفسها منه فمالها عليه حرام إلا في حالتين:
الأولي: ما قال الله عز وجل فيها: "فإن طبن لكم عن شيء منه نفساً
فكلوه هنيئاً مريئا".. والثانية: ما قال الله فيها: "يا أيها الذين آمنوا
لا يحل لكم أن ترثوا النساء كرها ولا تعضلوهن لتذهبوا ببعض ما آتيتموهن
إلا أن يأتين بفاحشة مبينة وعاشروهن بالمعروف".
يؤكد د. حبيشي أن الرجل والمرأة إن استطاع الواحد منهما ان يتحايل
بالعقود فدلف بحيلة أو بنشوز إلي ما يعكر صفو الجماعة بالنيل من أهم أسسها
فإن الله لن يتركه بغير عقوبة تناله في دنيا أو تترصد إليه في يوم لا يقاس
بأيام الدنيا.. والمرأة حين تسعي في خراب بيتها فإنها لن تجد ريح الجنة
يوم القيامة. وعَرفُها يُحسُّ من مسيرة خمسمائة عام.. ان التشريع نظام
ولكن خلف هذا النظام دين والمهم من الذي يُسُّر آخرا.
يقول د. منيع عبدالحليم محمود عميد كلية أصول الدين السابق بجامعة
الأزهر: الطلاق في الإسلام حق للرجل ولكن هذا الطلاق وهذا الحق الذي أعطاه
الله تعالي للإنسان المسلم يجب ان يمارس في أطر تتوافر فيها العدالة
والرحمة فلا يظلم من طلقها سواء في نفسها أو في أولادها منه خاصة عندما
نعلم أن رباط الزوجية عبر عنه القرآن الكريم بأنه ميثاق غليظ فهي رابطة
مقدسة وكذلك أمر الخلع فإذا كان الله تعالي أعطي للمرأة هذا الحق فإنه
أيضا لا يكون مجالا للاستهتار أو محاولة التلاعب بالرابطة الزوجية
المقدسة.
يؤكد د. منيع ان الزواج في الإسلام ليس مجرد علاقة بين رجل وامرأة ولكنه أيضا ارتباط بين أسرتين مع إنجاب أطفال لهم كثير من الحقوق.
أضاف أن التلاعب في هذا الأمر بدعوي عشق شخصي آخر أو بدعوي الانفلات
من أي قيود يفرضها الوضع العائلي الزوجي للانطلاق إلي مهاوي الحرام
والشهوات كل ذلك هو خطر علي المجتمع قبل أن يكون خطرا علي أي أفراد في هذه
الأسرة الصغيرة التي هي النواة الأولي للمجتمع.. فإضاعة الأطفال وحرمانهم
من الأمومة التي جعل الله الجنة تحت أقدامها والإقبال علي فسخ العلاقة
الزوجية لأجل شهوات تتراوح بين الكبائر والصغائر تحللا من الأخلاق التي
أتي بها القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة مع تحطيم علاقات أسرية
يترتب عليها خلافات لا حد لها في المجتمع.
إن مسألة الخلع لا يجوز الاستمرار فيها إلا إذا خافت الزوجة ألا تقيم
حدود الله علي صدق وقناعة وليس للافلات من واجباتها تجاه أسرتها وتجاه
مجتمعها.
أسباب نفسية
تقول د. درية عبدالرازق أستاذ علم النفس بجامعة عين شمس لجأت الكثيرات
إلي الخلع للتخلص من الحياة الزوجية.. ولهذا الخلع أسباب منطقية لدي البعض
منهن أدت لاستحالة العشرة الزوجية ولكن البعض الآخر اتخذ من ذلك الطريق
ذريعة لإنهاء تلك العشرة الزوجية دونما سبب مقنع وقد يرجع ذلك إلي عدة
أسباب أهمها:
* انها أجبرت علي هذه الزيجة ولم تستطع التكيف مع الحياة الزوجية.. أو انتقاما من تربية أسرية خاطئة.
* عدم تعامل الزوج برقي مع الزوجة فهو يري أنها إحدي ممتلكاته فلا
يراعي مشاعرها الانسانية ولا يعمل علي النظافة الشخصية الخاصة به مثلا.
* تعاني الزوجة من خلل نفسي نتيجة مشاعر نقص لتدني مستواها الاجتماعي أو الاقتصادي أو التعليمي عن الزوج.
* تنتمي الزوجة لشلة من الصديقات تعمل علي إفساد العلاقة الزوجية.
* الرغبة في السيطرة علي الزوج فإن فشلت ادعت ادعاءات كاذبة طلبا للخلع.
* الفشل في الحصول علي الطلاق بالقنوات الشرعية.
* حب الظهور والميل للفت نظر الآخرين بإظهار الإعجاب بها نتيجة إما لسوء تربية أو الافتقار لمشاعر الأمان الأسري.
* عدم وفاء الزوج بواجباته الزوجية.
* بخل الزوج.. وطمعه فيما تملك الزوجة.
* محاولة الزوج إفشال العلاقة بين الزوجة وأسرتها فتظهر الصور السلبية
لطلب الخلع منه وعدم تلبيته لرغبة قد تسيء إلي سمعة أسرته كالعمل في مهنة
لا يرتضيها عدم الاقتناع بشخصية الزوج والخجل من منظر الزوج وعدم شجاعتها
في التقائه بصديقاته.
* محاسبة الزوج علي تصرفاته عند النوم ككثرة الحركة أو الشخير مثلا.
* إنها أحبت صديقا للزوج ترغب في الارتباط به وتؤثر تلك الأساليب علي
الأسرة وخاصة الأبناء الذين يعانون فيما بعد من مشاكل نفسية ورغبة في عدم
الارتباط أو الفشل الزواجي.
حلول مقترحة
ومن الحلول المقترحة تري الدكتورة درية عبدالرازق أنه يجب ألا يتحقق
الخلع للمرأة علي أسباب واهية من الممكن إصلاحها حفاظا علي كيان الأسرة.
* عقد جلسات بين الزوجين مع صحبة من حكماء الأسرة لعرض وجهة نظر كل فرد منهما ومحاولة الوصول لحل يرضي الطرفين.
* التأهيل النفسي للزوجين قبل الزواج ليتقبل كل منهما الآخر في حضور من رجال الدين وعلم النفس والتربية والقانون والطب.
* إنشاء مراكز لاستقبال طلبات الخلع والالتقاء بأصحابها ومحاولة علاجها فور تفاقمها والوصول للنهاية.
* اخضاع الزوجة أو الزوج الذي يعاني نفسيا للعلاج النفسي.
* التقاء رجال الدين عبر وسائل الإعلام المختلفة والانترنت ومراكز
طلبات الخلع لتوضيح المعني الحقيقي للارتباط الزواجي ودور كل من الزوجين
في انجاح ذلك الرباط المقدس.
abdelhamid- مشرف (ة)
- عدد الرسائل : 4741
العمر : 67
Localisation : SUD
تاريخ التسجيل : 01/03/2007
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى