حكايات زمان
صفحة 1 من اصل 1
حكايات زمان
من زراب إلى كراب
خبزنا الحافي صور مكتوبة
طفل الأمس يحكي بلسان اليوم
ولدت في الأيام الأولى من الشهر الأخير من سنة ستين تسع مئة وألف خلال السنوات الست الأولى من حياتي قبل ولوج المدرسة كان بيتنا هو مركز الكون أو قل الكون كله حيث كانت إعمالي لا تختلف عن أطفال القرية رعي بقرة أو نعجة أو حمار أو بضع نعاج حسب الحال لم اخرج من محيط الدار المحاطة بصور والموجودة في هوتة إلا مرات معدودة مع إخواني أو أبائي حتى بلغت سن التمدرس اليوم سيقتصر الحديث عن هذه الفترة
الأمهات والحرب والأسلحة والكفاح الذي لا يعرف هدنة
حملن السلاح منذ البداية حتى اسلمن الروح إلى خالقها المعول والشاقور والإبرة والمدرات والركة و الغزل و النجل والشكوة والرزامة والخباطة وما إلى ذلك حملن هذه الأسلحة من اجل محاربة أعداء حاربها الإنسان من ادم إلى اليوم الجوع والعطش والأمية والبرد والخصاصة بكل إشكالها وألوانها فحويصلاتنا فارغة وظهورنا عارية وأقدامنا حافية إلا من القليل القليل القليل حبات زيتون اسود وكسرات من الخبز مشابه له خبز طاجين طيني كان دخانه مرهما لأعيننا وأعينهن مما كان يجعل عيوننا تسيل دمعا وقلوبهن يقطرن دما نتحلق حول الكانون المعبد الناري في انتظار نضج الخبزة الأولى الطاجين منصوب فوق المناصب الثلاث في دار العولة تنضج الخبزة الأولى فتفتت أوصالها قطعة قطعة ونحشو مصاريننا البرد فارس يلفح جلودنا قطرات الماء المتسلل من سقف البناية (دار العولة) المصنوع من قش التبن (السقاف) فيطفئ نار الكانون يزداد الدخان كثافة ظلام دامس يعم المكان بسرعة السهم يطير احدنا إلى داخل الدار قصد الإتيان بالنور الفتاشةاو القنديل أو الامبة (القنديل يشتغل بزيت الدرو إما الفتاشة والامبة فيشتغلان بالكاز )الوقت شتاء والريح يسوط ويكير يأتي على نورها تبحث الأم عن علبة عود الثقاب في سيلها حفاظا عليه من البرودة ومن التلف ومن عبثنا به ليل نهار من البرد كي لا تتبلل ملحته (الجانب الاحرش جانب العلبة قصد تسهيل عملية الاشتعال )وفي طيات كرزيتها أثناء ذلك الانكفاء على الركب والنفخ لايعرف توقفا عسى أن يكون فطواش عفية أو جمرة لا يزال مشتعلا تذهب مجهوداتنا ادراج الرياحنبحث في غرفة التبن عن كمشة من الهيشار قصد إحياء النار تشرف مرارة الأم على التفرقع من شدة الغيظ على برودة الطاجين وضياع الخبزة فيه
الأخت الكبرى منهمكة في تقصيص (تقطيع)سماميد (رزم)البقولة المغسولة سلفا والمقطرة فوق الزرب ينزل الطاجين وترد القزديرةوالكسكاس (برمة قصديرية والثاني أنية طينية )يتكرر الانطفاء والاشتعال تظن المسكينة إن الأول قد نضج تزيح القفالة (خرقة من ثوب تمسك الأولى بالثاني)بكناسين (م كناس)من الجانبين الأيمن والأيسر تفرغ محتواه في قرصية (قصعة)ننبري له خلسة مادين له الأيادي قصد الفوز ببعض الفوارات المملحة نكون حلفا ضد المسكينة السطو تناوبي حتى لايبلغ الواحد على الأخر في هذه الآونة الرحلة بين القصعة وشاشو لاتعرف التوقف تدير رأسها بغتة فتلاحظ نقصان الكمية بحراك في يدها تضرب الأقرب منها أثناء المضغ تحس بغزغزة بين الأسنان الرصاصة الثانية لاتزال مصوبة تنتظر الانفجار الأب في غرفته الخاصة وصل به طول الانتظار حد الحنق ينادي بصوته مجلجلاوا اخديجة وا اخديجة وازهرة وا ها دوك الكلاب تقوم الأم رحمة الله عليها مسرعة قصد تهدئة الجو يخاطبها وعلامة عدم الرضا بادية على محياه قائلا ما ل هذا العشاء تعطل ما لو شارف ولا كعادتها ورغبة منها في عدم نشوب فقصة (مشكلة )تنادي على الأخت الكبرى آمرة إياها بوضع الجمر في المجمار وتصنير العشاء (التصنير =وضع الزيت البلدي والثوم والفلفل الحار في الأكل) وهو التشحير
يأخذ الأب وجبته منفردا كما ينام في غرفة خاصة نتحلق مع الأم حول ما قسم الله لنا في الميدونة يوضع الرزق كل واحد وكسرته في يده نأكل حتى الشبع أو هكذا خيل لنا ماء الشرب في كنبورة تربعت في ركن البيت ذات قداسة منقطعة المثيل اعلق فمها بزفادة من خشب أوثوب نصب الماء في الطاس باحتراز شديد كي لاينككف وتتبلل الأرض ويضيع الماء شارفت الوجبة على الانتهاء يأمر الآمر الناهي في البيت الأب بإطعام الكلاب تعاطني كسرة خبز أوزعها دون تساو بينهم دون رغبة مني اخرج راسي من الباب المطل على القور وأنادي أش أش أش حمو ر حمور كحول كحول بيوض بيوض ماهي إلا برهة حتى يكون الجمع قد تم وكذلك قد انفض ارمي القطع من يدي وأنا واثق في فرارة النفس من عدم دمقرطة القسمة فهناك من أكل وهناك من اكتفى بشم رائحة الخبز الخوف من الظلام ومن المجهول يفترس أوصالي كالسهم أعود إلى حضن أمي تضع الأخوات كل حسب تخصصها ما تبقى من بقول وخبز في المكان ذو القداسة الكبرى يلف الخبز في المنديل ويوضع في قفة أو سلة معلقة في السطح وتقلب التورية على القصعة
يوضع المجمار فوق خشبة أو سيطوط وسطنا كلنا نرغب بالانفراد به نتجاذبه من آذانه الثلاث ينشب النزاع يأخذ المغلوب دبيزة ويقوم باكيا غاضبا تبدأ الأم أو الأخت الكبرى أو الجدة إن وجدت في قص الحكايات (ماما غولا –احد يدان الحرامي –اقريعو )لا اذكر التفاصيل والمضامين
تحدث الخرافات في أنفسنا خوفا حد الرعب ننام رعبا أو غلبة النعاس لا ادري ينام الكبار بعدما اخذ منهم الإنهاك قططنا ملتصقة تشتم رائحة الحرارة المنبعث من المجمار
حان وقت الخلود إلى النوم الإرادي يخرج المجمار ويتموضع قرب الكانون تقضي القطط بعض الليل فوق الرماد هناك في الصباح نجدها اتخذتنا فراشا واتخذناها غطاء الأب في محرابه الخاص والأم في غرفة مجاورة أو مع الكل الفراش سطحي تخيل الوضع يمر الليل بخيره وشره قبل نزول الدجاج تكون المكافحة الكبيرة أخذة في رسم الخطط وتنفيذ بعضها الكانون معسكرها الماء ساخن والوجبة الصباحية ما تبقى من العشاء وخبزة فطيرة قهوة أو شاي أو حريرة فلايو قصد استنباط الحرارة منه
الأدوار موزعة سلفا الأخت الكبرى بعد غسل الوجه أو دونه تحلب البقرة أو النعجة أو العنزة لاستكمال الوجبة بالحليب شعرية أو أرز أو حريرة أو شرود بالحليب
كل الفيلق الآن مستعد وستبدأ طاحونة الزمان في الدوران
يتبع
:أبو حاتم /الغرب/ الزواقي/ المساري /الكنوني /الحلوف .
خبزنا الحافي صور مكتوبة
طفل الأمس يحكي بلسان اليوم
ولدت في الأيام الأولى من الشهر الأخير من سنة ستين تسع مئة وألف خلال السنوات الست الأولى من حياتي قبل ولوج المدرسة كان بيتنا هو مركز الكون أو قل الكون كله حيث كانت إعمالي لا تختلف عن أطفال القرية رعي بقرة أو نعجة أو حمار أو بضع نعاج حسب الحال لم اخرج من محيط الدار المحاطة بصور والموجودة في هوتة إلا مرات معدودة مع إخواني أو أبائي حتى بلغت سن التمدرس اليوم سيقتصر الحديث عن هذه الفترة
الأمهات والحرب والأسلحة والكفاح الذي لا يعرف هدنة
حملن السلاح منذ البداية حتى اسلمن الروح إلى خالقها المعول والشاقور والإبرة والمدرات والركة و الغزل و النجل والشكوة والرزامة والخباطة وما إلى ذلك حملن هذه الأسلحة من اجل محاربة أعداء حاربها الإنسان من ادم إلى اليوم الجوع والعطش والأمية والبرد والخصاصة بكل إشكالها وألوانها فحويصلاتنا فارغة وظهورنا عارية وأقدامنا حافية إلا من القليل القليل القليل حبات زيتون اسود وكسرات من الخبز مشابه له خبز طاجين طيني كان دخانه مرهما لأعيننا وأعينهن مما كان يجعل عيوننا تسيل دمعا وقلوبهن يقطرن دما نتحلق حول الكانون المعبد الناري في انتظار نضج الخبزة الأولى الطاجين منصوب فوق المناصب الثلاث في دار العولة تنضج الخبزة الأولى فتفتت أوصالها قطعة قطعة ونحشو مصاريننا البرد فارس يلفح جلودنا قطرات الماء المتسلل من سقف البناية (دار العولة) المصنوع من قش التبن (السقاف) فيطفئ نار الكانون يزداد الدخان كثافة ظلام دامس يعم المكان بسرعة السهم يطير احدنا إلى داخل الدار قصد الإتيان بالنور الفتاشةاو القنديل أو الامبة (القنديل يشتغل بزيت الدرو إما الفتاشة والامبة فيشتغلان بالكاز )الوقت شتاء والريح يسوط ويكير يأتي على نورها تبحث الأم عن علبة عود الثقاب في سيلها حفاظا عليه من البرودة ومن التلف ومن عبثنا به ليل نهار من البرد كي لا تتبلل ملحته (الجانب الاحرش جانب العلبة قصد تسهيل عملية الاشتعال )وفي طيات كرزيتها أثناء ذلك الانكفاء على الركب والنفخ لايعرف توقفا عسى أن يكون فطواش عفية أو جمرة لا يزال مشتعلا تذهب مجهوداتنا ادراج الرياحنبحث في غرفة التبن عن كمشة من الهيشار قصد إحياء النار تشرف مرارة الأم على التفرقع من شدة الغيظ على برودة الطاجين وضياع الخبزة فيه
الأخت الكبرى منهمكة في تقصيص (تقطيع)سماميد (رزم)البقولة المغسولة سلفا والمقطرة فوق الزرب ينزل الطاجين وترد القزديرةوالكسكاس (برمة قصديرية والثاني أنية طينية )يتكرر الانطفاء والاشتعال تظن المسكينة إن الأول قد نضج تزيح القفالة (خرقة من ثوب تمسك الأولى بالثاني)بكناسين (م كناس)من الجانبين الأيمن والأيسر تفرغ محتواه في قرصية (قصعة)ننبري له خلسة مادين له الأيادي قصد الفوز ببعض الفوارات المملحة نكون حلفا ضد المسكينة السطو تناوبي حتى لايبلغ الواحد على الأخر في هذه الآونة الرحلة بين القصعة وشاشو لاتعرف التوقف تدير رأسها بغتة فتلاحظ نقصان الكمية بحراك في يدها تضرب الأقرب منها أثناء المضغ تحس بغزغزة بين الأسنان الرصاصة الثانية لاتزال مصوبة تنتظر الانفجار الأب في غرفته الخاصة وصل به طول الانتظار حد الحنق ينادي بصوته مجلجلاوا اخديجة وا اخديجة وازهرة وا ها دوك الكلاب تقوم الأم رحمة الله عليها مسرعة قصد تهدئة الجو يخاطبها وعلامة عدم الرضا بادية على محياه قائلا ما ل هذا العشاء تعطل ما لو شارف ولا كعادتها ورغبة منها في عدم نشوب فقصة (مشكلة )تنادي على الأخت الكبرى آمرة إياها بوضع الجمر في المجمار وتصنير العشاء (التصنير =وضع الزيت البلدي والثوم والفلفل الحار في الأكل) وهو التشحير
يأخذ الأب وجبته منفردا كما ينام في غرفة خاصة نتحلق مع الأم حول ما قسم الله لنا في الميدونة يوضع الرزق كل واحد وكسرته في يده نأكل حتى الشبع أو هكذا خيل لنا ماء الشرب في كنبورة تربعت في ركن البيت ذات قداسة منقطعة المثيل اعلق فمها بزفادة من خشب أوثوب نصب الماء في الطاس باحتراز شديد كي لاينككف وتتبلل الأرض ويضيع الماء شارفت الوجبة على الانتهاء يأمر الآمر الناهي في البيت الأب بإطعام الكلاب تعاطني كسرة خبز أوزعها دون تساو بينهم دون رغبة مني اخرج راسي من الباب المطل على القور وأنادي أش أش أش حمو ر حمور كحول كحول بيوض بيوض ماهي إلا برهة حتى يكون الجمع قد تم وكذلك قد انفض ارمي القطع من يدي وأنا واثق في فرارة النفس من عدم دمقرطة القسمة فهناك من أكل وهناك من اكتفى بشم رائحة الخبز الخوف من الظلام ومن المجهول يفترس أوصالي كالسهم أعود إلى حضن أمي تضع الأخوات كل حسب تخصصها ما تبقى من بقول وخبز في المكان ذو القداسة الكبرى يلف الخبز في المنديل ويوضع في قفة أو سلة معلقة في السطح وتقلب التورية على القصعة
يوضع المجمار فوق خشبة أو سيطوط وسطنا كلنا نرغب بالانفراد به نتجاذبه من آذانه الثلاث ينشب النزاع يأخذ المغلوب دبيزة ويقوم باكيا غاضبا تبدأ الأم أو الأخت الكبرى أو الجدة إن وجدت في قص الحكايات (ماما غولا –احد يدان الحرامي –اقريعو )لا اذكر التفاصيل والمضامين
تحدث الخرافات في أنفسنا خوفا حد الرعب ننام رعبا أو غلبة النعاس لا ادري ينام الكبار بعدما اخذ منهم الإنهاك قططنا ملتصقة تشتم رائحة الحرارة المنبعث من المجمار
حان وقت الخلود إلى النوم الإرادي يخرج المجمار ويتموضع قرب الكانون تقضي القطط بعض الليل فوق الرماد هناك في الصباح نجدها اتخذتنا فراشا واتخذناها غطاء الأب في محرابه الخاص والأم في غرفة مجاورة أو مع الكل الفراش سطحي تخيل الوضع يمر الليل بخيره وشره قبل نزول الدجاج تكون المكافحة الكبيرة أخذة في رسم الخطط وتنفيذ بعضها الكانون معسكرها الماء ساخن والوجبة الصباحية ما تبقى من العشاء وخبزة فطيرة قهوة أو شاي أو حريرة فلايو قصد استنباط الحرارة منه
الأدوار موزعة سلفا الأخت الكبرى بعد غسل الوجه أو دونه تحلب البقرة أو النعجة أو العنزة لاستكمال الوجبة بالحليب شعرية أو أرز أو حريرة أو شرود بالحليب
كل الفيلق الآن مستعد وستبدأ طاحونة الزمان في الدوران
يتبع
:أبو حاتم /الغرب/ الزواقي/ المساري /الكنوني /الحلوف .
nezha- عدد الرسائل : 6218
العمر : 61
Localisation : s/a/g
تاريخ التسجيل : 16/04/2008
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى