هند المخزومية
صفحة 1 من اصل 1
هند المخزومية
أيم العرب هند المخزومية |
بقلم: د.إصلاح عبدالحميد ريحان دكتوراة في التاريخ الإسلامي- جامعة عين شمس |
هند المخزومية هي أم سلمة أم المؤمنين زوج النبي صلي الله عليه وسلم.. أبوها: أمية بن المغيرة المخزومي سيد من سادات بني مخزوم من أجود العرب كنيته "زاد الراكب" لأن القوافل والركبان كانتا لا تتزودان إذا بلغت منازله أو سارت في ركبه. أسلمت أم سلمة مع زوجها أبي سلمة وهو عبدالله بن عبدالأسد وهو من المبشرين بالجنة فكانت وزوجها من السابقين إلي الإسلام وما إن شاع خبر اسلامها حتي هاجت قريش وماجت وصبت فوق رؤوسهما من العذاب فلم يهنا ولم يستكينا ولما بالغ كفار قريش في أذاهم مع المستضعفين من المسلمين أذن لهم الرسول صلي الله عليه وسلم في الهجرة إلي الحبشة وهي الهجرة الأولي فكانت أم سلمة وزوجها في طليعة المهاجرين. ذهبت أم سلمة وزوجها إلي الحبشة دار الهجرة الأولي مع المهاجرين واستقرا بجانب الأصمح نجاشي الحبشة الرجل العادل الذي لا يظلم عنده أحد لأنه من اصحاب الديانات السماوية ومن أهل الكتاب وعاشا خير عيشة بجواره حتي إن الرسول الأعظم صلي الله عليه وسلم صلي عليه صلاة الغائب وذلك لإسلامه. ومرت سنوات من الغربة علي أم سلمة وزوجها فكانا يحنان إلي مكة مسقط الرأس وبلد الحبيب المصطفي وقد وردت الاخبار إلي مهاجري الحبشة أن المسلمين في مكة زاد عددهم وشد أزرهم إسلام حمزة بن عبدالمطلب وعمر بن الخطاب وبعد عنهم أذي المشركين فقرر بعض المهاجرين العودة إلي الوطن الحبيب وإلي الرسول مصدر الوحي الإلهي وكانت أم سلمة وزوجها علي رأس العائدين وما إن اقتربوا من مكة حتي تبينت لهم الحقيقة المؤلمة المحزنة وعرفوا أن المشركين أشد ما يكونون خصماً لله ورسوله وللمؤمنين وان عدوانهم لم ينقطع يوماً عن المسلمين الضعفاء وافتن المشركون في تعذيبهم بما لا طاقة لهم به حتي أذن الرسول صلي الله عليه وسلم للمستضعفين من المؤمنين بالهجرة إلي المدينة "يثرب" فكانت أم سلمة وزوجها في طليعة المهاجرين فراراً بدينهما من أذي المشركين. ولما عزم أبوسلمة علي الخروج إلي المدينة جهز بعيراً حمل عليه أم سلمة وابنها في حجرها ومضي يقود بعيره لا يقف عند شيء ولا ينتظر وقبل أن يخرج من مكة لمحه قوم من رجال بني مخزوم أهل أم سلمة فتصدوا له وقالوا له: هذه نفسك غلبتنا عليها أرأيت صاحبتنا هذه؟ علام نتركك تسير بها في البلاد ثم وثبوا عليه وانتزعوها منه انتزاعاً. ولما رأي بنو عبدالاسد أهل أبي سلمة ان بني مخزوم أخذوا أم سلمة وطفلها اشتد بهم الغضب وقالوا: لا والله لا نترك الولد عندها بعد أن انتزعوها من صاحبنا فهو ابننا ونحن أولي به ثم أخذ بنو أسد وبنو مخزوم يتجاذبون الطفل بينهم علي مرأي من أم سلمة حتي خلعوا يده وأخذوه ووجدت أم سلمة نفسها بلا زوج وهو الذي فر إلي المدينة بدينه ونفسه وبلا ولد والذي اختطفه بنو عبدالأسد. ومن ذلك اليوم كانت أم سلمة تخرج كل يوم مكان مأساتها وتظل تبكي حتي المساء واستمرت علي ذلك مدة عام تقريباً إلي أن مر بها رجل من أبناء عمومتها ورق لحالها وكلم بني مخزوم أن يتركوا هذه المسكينة!!.. وما زال بهم حتي قالوا لها الحقي بزوجك وكيف تلحق به وتترك فلذة كبدها لدي بني عبدالأسد ولا تعلم عنه شيئا إلي أن رأي البعض آلام أم سلمة وأحزانها فرقت قلوبهم لحالها وكلموا بني أسد في أن يردوا عليها ولدها سلمة فردوه عليها. هنا أسرعت أم سلمة وأعدت لها بعيراً وأخذت طفلها في حجرها وفرت هاربة متجهة نحو المدينة وما إن بلغت التنعيم حتي قابلت عثمان بن طلحة وكان مشركاً فقال لها إلي أين يابنت زاد الراكب قالت له أريد زوجي في المدينة فقال لها وحدك فقالت له معي الله ثم بني فقال لها: والله لا أتركك حتي تبلغي المدينة. ثم أحذ عثمان بن طلحة بخطام بعيرها وانطلق بها حتي بلغت المدينة فلما رأي قرية بالقرب من قباء قال لها: زوجك هنا في هذه القرية ادخليها علي بركة الله ثم انصرف إلي مكة. واجتمع شمل أم سلمة علي أبي سلمة الذي قرت عينه بابنه سلمة ثم مضت الأيام مسرعة فهذه غزوة بدر يشهدها أبو سلمة ويرجع منها منتصراً مع المسلمين ثم تأتي احداث غزوة أحد ويخوض غمارها ويبلي فيها بلاء حسناً ويخرج منها بجرح غائر فمازال يعالج منه حتي أصبح طريح الفراش. ثم قال أبوسلمة لأم سلمة إنه سمع رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول: لا تصيب أحد مصيبة فيسترجع ويقول اللهم أجرني في مصيبتي هذه واخلفني خيراً منها إلا أعطاه الله عز وجل وظل أبوسلمة علي فراش المرض حتي عاده رسول الله صلي الله عليه وسلم فلم يكد ينتهي من زيارته حتي فارق أبوسلمة الحياة فأغمض الرسول صلي الله عليه وسلم عينيه ودعا له دعاءً مباركاً عند نزوله قبره ثم تذكرت أم سلمة قول أبي سلمة ودعت ولم تقل اخلفني خيرا منه ولكنها عادت وقالت أن يخلفها خيرا منه. وحزن المسلمون كثيرا لمصاب أم سلمة وأطلقوا عليها أيم العرب- أي التي فقدت زوجها- وبعد أن انهت عدتها تقدم إليها أبو بكر ثم عمر بن الخطاب فردتهما رداً جميلاً ثم تقدم لها النبي صلي الله عليه وسلم فقالت له: إن فيَّ ثلاث خلال: أنا امرأة شديدة الغيرة وأخاف أن تري مني شيئاً يغضبك فيعذبني الله به وأنا امرأة كبيرة في السن- وذات عيال- فقال لها صلي الله عليه وسلم: أما ما ذكرت من غيرتك فإني أدعو الله عز وجل لك أن يذهبها عنك وأما ما ذكرت من كبر السن فإنه قد اصابني ما أصابك وأما ما ذكرت من العيال فإنما عيالك عيالي ثم تزوجها الرسول صلي الله عليه وسلم واخلفها الله خيرا من زوجها أبي سلمة ولم تبق أم سلمة أماً لسلمة وحده إنما اصبحت أماً لجميع المؤمنين. |
abdelhamid- مشرف (ة)
- عدد الرسائل : 4741
العمر : 67
Localisation : SUD
تاريخ التسجيل : 01/03/2007
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى