صدى الزواقين Echo de Zouakine
مرحبا بك عزيزي الزائر. المرجو منك أن تعرّف بنفسك و تدخل المنتدى معنا ...اذا لم تكن قد تسجلت بعد نتشرف بدعوتك للتسجيل في المنتدى.

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

صدى الزواقين Echo de Zouakine
مرحبا بك عزيزي الزائر. المرجو منك أن تعرّف بنفسك و تدخل المنتدى معنا ...اذا لم تكن قد تسجلت بعد نتشرف بدعوتك للتسجيل في المنتدى.
صدى الزواقين Echo de Zouakine
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

رحلةهنري دولامارتينيي

اذهب الى الأسفل

رحلةهنري دولامارتينيي Empty رحلةهنري دولامارتينيي

مُساهمة من طرف said الثلاثاء 5 أغسطس 2008 - 0:15


رحلات : رحلة مكتشف أطلال وليلي والليكسوس إلى المغرب سنة 1882••
لماذا تخذلنا إسبانيا دوما في المغرب؟!


كثيرا ما يثيرنا في المغرب، أمر معرفة كيف نظر إلينا الآخرون خلال النصف
الثاني من القرن 19، كيف سعوا إلى فهمنا وربط العلاقة معنا، وإلى
اختراقنا•• ذلك أن ما وقع يوم 30 مارس 1912 ( دخول المغرب زمن الإستعمار
المباشر وتقسيمه بين فرنسا وإسبانيا شمالا ووسطا وجنوبا، وجعل طنجة تحت
سلطة دولية بسبب موقعها الإستراتيجي بمضيق جبل طارق )، قد كانت له مقدمات
عدة، هيئت الأرضية السالكة لذلك الإحتلال• لهذا السبب، تدفق على مختلف
الجغرافيات المغربية، العديد من الرحالة والباحثين والعلماء ورجال المال
والجواسيس المحترفين، من أجل تمهيد الطريق وفهم أسس الدولة المغربية
الشريفة• وكانوا من كل الجنسيات، خاصة الأمريكيين والفرنسيين والإسبان
والإنجليز• من هذه الرحلات، رحلة العالم الأنثربولوجي والأركيولوجي
الفرنسي هنري دولامارتينيير، التي امتدت من سنة 1882 إلى سنة 1918• وكان
مجيئه إلى بلادنا أساسا من أجل مهمة أركيولوجية، مبعوثا في منحة خاصة من
قبل وزارة الأشغال العمومية بفرنسا، ولقد سمحت أبحاثه العلمية باكتشاف
مدينة وليلي ثم مدينة الليكسوس، ما منحه الجائزة الذهبية في معرض باريس
لسنة 1889• ولقد صادق هذا الرجل العديد من رجالات بلاط المولى الحسن
الأول• وما يهمنا في كتابه الضخم حول رحلته إلى المغرب، ذلك الكم الهائل
من المعطيات حول علاقات المغرب الدولية في النصف الثاني من القرن 19، وهي
العلاقات التي سنرافق تفاصيلها خلال هذه الفسحة الرمضانية، حيث سنطل على
تفاصيل سياسة إنجلترا بالمغرب ( كانت لندن هي الزبون الأول لبلادنا حتى
سنة 1908، ولم يكن هناك أي حضور قوي لفرنسا!! )، ثم على طبيعة العلاقات
المغربية مع كل من إسبانيا، البرتغال، النمسا وهنغاريا، إيطاليا، بلجيكا،
روسيا القيصرية، الولايات المتحدة الأمريكية ثم أخيرا تركيا• هي رحلة،
نعتقدها مفيدة، لفهم بعض من أسرار المسار الذي أخذنا إليه كبلد وكدولة
وكأمة، خلال القرن العشرين كله، والذي كانت مقدماته في ما رسم لنا بصمت
وهدوء خلال القرن 19• وكثيرا ما يتساءل الخاطر، إن لم يكن اليوم يشبه
البارحة؟! نا نعرف حدود التدخل [ المقصود، التدخل البريطاني لمنع النفوذ
الإسباني بالمغرب أثناء حرب تطوان سنة 1860 - م - ]، الذي تم باستعجال
وبدون تخطيط مسبق، والذي حددته تدخلات السفير البريطاني بمدريد السير
بوشانام• كان الستون ألف جندي إسباني، قد قطعوا بصعوبة 28 كلمترا عبر الشط
بين سبتة وتطوان، ثم نجحوا في احتلال تطوان، وبعدها جاءت معركة وادي
الراس، وفي الأخير توقفت مسيرة الجيش في طريقه إلى طنجة• لقد كانت النتيجة
هزيلة وبئيسة بالنسبة لشرف إسبانيا، وإنجلترا هي الوحيدة التي ربحت
الكثير، والأهالي المغاربة فهموا ذلك جيدا• لقد حكى لي شريف وزان الشيخ،
أنه في شبابه قد حارب بقوة على رأس قبائل جبالة الإسبان، وأن وضعية الجيش
الإسباني كانت كارثية، وأن المغامرة الإسبانية تلك كانت ستكون أكثر من
كارثية، بسبب قلة خبرة الضباط الإسبان بحروب إفريقيا• في الواقع، لقد جاءت
المفاوضة في توقيتها الأنجع، وأن بريطانيا قد قدمت خدمة لإسبانيا، حين
منعتها من الإستمرار في تلك المغامرة العسكرية، لأن المغاربة كانوا
مستعدين ويملكون الوسائل الكافية للرد بقوة، ذلك أنه في اليوم الموالي
للتدخل الإنجليزي ووقف التقدم الإسباني وصلت قوات هامة من قبائل الريف،
التي يعتبر أهلها محاربين أشداء، ولو دخلوا المعركة لألحقوا بالإسبان
خسارات كبرى• لقد شمل الإتفاق، أداء تعويض حدد في 100 مليون ( فرنك فرنسي
قديم )، ولقد سبق وأشرنا أن البريطانيين هم الذين منحوها للسلطان المغربي،
مع بعض التعديلات الخاصة بالجزر القريبة من سبتة، التي تم من خلالها توسيع
النفوذ الإسباني قليلا• مثلما حازت إسبانيا موقعا يسمى سانتا كروز دولامار
بيكينا ، الذي لم نستطع قط تحديده بشكل واضح، لكن التاريخ يفرض علينا سرد
ذلك• [ هي منطقة غير محددة بسبب أن المغاربة هدموا بناية كان قد بناها
الإسبان في مكان ما• وظل الإسبانيون، بالتالي، كلما أرادوا النزول
بالشواطئ المغربية يدعون أنه هذه هي سانتا كروز دولامار بيكينا التي تعني
الصليب المقدس في البحر الصغير • لهذا تشير إليها المصادر مرة على أنها
قرب أخفنير ومرة قرب أساكا ومرة قرب إيفني ومرة قرب أكادير ومرة قرب
طرفاية، والحال أنها كانت وهما استعماريا للإسبان، لم يقبل به قط المولى
الحسن الأول• أما أغلب المصادر الإسبانية فإنها تحدد الموقع عند مصب وادي
شبيكة، على جزيرة صغيرة قبالة المصب، بين طانطان وأخفنير• وحسب كتاب تاريخ
الصحراء للكاتب الإسباني إدييغو إيغيري ( ص 83 )، فإن ذلك البناء الذي
هدمه المغاربة قد يكون بني ما بين 1474 و 1477 - م - ] • كانت سلطات جزر
الكناري ( بالجنوب الأطلنتي، قبالة السواحل الصحراوية للمغرب )، قد نبهت
حكومة مدريد إلى ضخامة الثروة السمكية المتوفرة بالشواطئ الأطلنتية
المغربية• وهي تطلق على المنطقة إسم سانتا كروز دولامار بيكينا بدون تحديد
معلومات أكثر عنها، وكل ما يقال أنها منطقة كان بها البرتغال في ما بين
1476 و 1524• لقد قبل السلطان التنازل عن منطقة نائية صغيرة، لكنها ظلت
متبوعة بسلسلة طويلة من المفاوضات على مدى 27 سنة• لقد أعيت الحيلة بعثات
عسكرية عدة وبعثات علمية وهيدروغرافية من أجل تحديد موقع تلك الثروة
البحرية، بدون فائدة• وحين كانت تلك الأبحاث ( الإسبانية ) تتم عبر البحر،
كانت السلطات المغربية تبعث موفديها الذين كانوا يقومون بأبحاث أهم من على
اليابسة• ولم يستوعب المخزن، كل ذلك الحماس ( الإسباني ) حول تلك المنطقة
الخلاء• لكن، بعد لأي، تم الإتفاق على اعتبار سانتا كروز مجرد شاطئ رملي
كبير تسهل فيه عمليات الصيد، دون النجاح رغم ذلك في تحديد أن تلك الثروات
مغربية• ولقد سعت الحكومة المغربية إلى إنهاء الخلاف، وقدم المولى الحسن
الأول موقعا آخر بديلا، هو موقع البويضة الخطير، الذي لا ماء فيه• وبعد
مفاوضات ماراطونية متعبة تم الإتفاق سنة 1883، على خليج إيفني، المجاور
لوادي نون• اتفاق 1860 [ بعد حرب تطوان والتدخل الإنجليزي، والذي عرف ب
اتفاق وادي الراس - م - ]، منح للإسبان الحق في تأسيس بعثة دينية بفاس•
ونحن نعلم أن الفاتيكان قد منح لتيار الفرانسيسكان الإسبان حق ممارسة
العبادات بالمغرب، وهو القرار الذي كان قد صدر سنة 1208 من قبل سان
فرانسوا داسيز، الذي كان له طموح إدخال المسلمين إلى المسيحية بالأراضي
المغربية، والذي قاد الحملة بنفسه، قبل أن يقعده المرض بالشمال الإسباني•
لكن تلك البعثة الإسبانية بفاس لم يتم تأسيسها، وهو أمر محمود على كل حال،
لأنه لو تم الأمر، لكانت النتائج كارثية• ذلك أن ساكنة فاس، ما كانت لتقبل
بوجود قساوسة بينهم، علما أن الإسبان الثلاثة الذين كانوا يقيمون
بالمدينة، كانوا يقطنون بالحي اليهودي [ الملاح ]• مثلما حاز الإسبان حق
نقل بعتثهم الديبلوماسية إلى داخل المغرب، وتم إلحاق برتوكول تجاري
بالإتفاقية تلك، والذي كان يتضمن بند الأمة المفضلة • لكنه كان يتضمن عيبا
كبيرا، يتحدد في تقوية الحماية القنصلية، مما أضعف للأسف سلطات السلطان
الذي ادعى الإسبان حينها عملهم على حمايته من الخطر الأجنبي• ثم كان هناك
بند أخير، لم ينشر، كان ينص على مهمة طبوغرافية في المناطق القديمة بفاس•
لكن الأشغال لم تنطلق سوى سنة 1887، وشملت وضع خريطة لإقليم طنجة وجزء من
منطقة سهل الغرب• وفي نهاية هذه المرحلة زار البلاط السلطاني ضابطان
إسبانيان من ضباط التجسير، من أجل منافسة تطور التواجد التقني العسكري
الفرنسي بالمغرب، وكذا عمل الضباط الإيطاليين بمصنع الأسلحة بفاس، وعمل
مهندس عسكري ألماني بها• لا يمكننا الفكاك من إقامة مقارنة بين الموقف
الفرنسي سنة 1844 والموقف الإسباني سنة 1860• لقد أنهت معركة بوجو
الناجحة، المبادرة الصغيرة التي ياما ترددت حكومة لوي - فليب في القيام
بها• وبعد هذه المعركة الحاسمة، وبينما كانت البحرية الفرنسية لا تزال
راسية قبالة الصويرة وطنجة، فإن باريس لم تطالب بأي تعويض مادي ولا بتعديل
الحدود، بينما كان بالإمكان المطالبة بنهر ملوية الذي كانت كل المطالب
الماضية تنادي به• [ هنا مرة أخرى تظهر النزعة الإستعمارية للباحث
الإركيولوجي الفرنسي دولا مارتينيير، الذي ربما لم يكن يدور بخلده حينها،
أمام ما كان يشاهده من قوة النفوذ الإنجليزي بالمغرب، أن استراتيجيي بلاده
لم يكن يهمهم ماء ملوية، بل إن طموحهم كان هو وضع اليد على المغرب كله،
وهو ما تحقق لهم سنة 1912 - م - ]• بل إننا تخلينا حتى عن نص أولي
لاتفاقية تجارية، ولم نهتم بعد هزمنا الموفق لمتمردنا الكبير الأمير عبد
القادر، سوى بوضع حد للإهانة التي كانت تلحق الدنمارك، بأدائها غرامات
متوالية للسلطان المغربي منذ قرون• لقد كنا في الواقع نكتفي بانتصارات
وفوائد بئيسة• أما في المغامرة الإسبانية، التي كانت أساسا لإرواء ضمأ
عسكرييها، ما الذي نراه؟!•• عمليات عسكرية، تحولت إلى ورطة منذ البداية
بسبب استعداد متسرع، ولم تتجاوز انتصاراتها موقع كاستييخو • إسبانيا هذه،
التي كانت في موقع ضعف، طالبت بمائة مليون، التي جعلت الإنجليز يكبرون من
خلال إقراضهم ذلك المال للسلطان المغربي، وكانت تلك نتيجة هزيلة لحرب أكثر
هزالا، بسبب سياسة رعناء• أما الدعم الذي قدمناه للإسبان، من خلال مدها
بأدوات تخييم، ثم من خلال بعثنا لوحدة عسكرية إلى الجزيرة الخضراء، فإنه
سيتضاعف من خلال قصف بواخرنا للمدفعية المغربية عند نهاية وادي تطوان
والتي لم تكلف القوات الإسبانية نفسها دعمه• ولقد أقلق ذلك الموقف كثيرا
السلطان المغربي، فيما كان تمة امتعاض واضح في لندن ( إزاءنا )• بعد هذه
الحرب، التي كلفت إسبانيا الكثير وكذا المغرب، فإن فسحة قد فتحت للعمل
السياسي• لقد أعاد السلطان سيدي محمد [ هو السلطان سيدي محمد الرابع بن
عبد الرحمان الذي حكم المغرب بين سنتي 1859 و 1873 - م - ] بطابعه الخجول
الذي برز أثناء معركة إيسلي، أعاد قراءة المستجدات• أما في مدريد، فإنهم
في سنة 1871، قد بدأوا يرددون أن فرنسا التي أصيبت في كبريائها ستتخلى عن
اهتماماتها الإفريقية• ولقد سبق لنا، فعلا، أن تتبعنا السياسة التي
اتبعتها بعتثنا بطنجة غداة تلك السنة• ففي سنة 1884، كنا مضطرين إلى عمل
شبه إرهابي وتهديدي، من أجل حمل الحكومة الشريفة على احترام حدودنا من قبل
قبائلها، مثلما كان علينا إظهار صرامة واضحة في ما يتعلق بقضية وزان•
لكننا كنا، نسجل بامتعاض شديد، أن إسبانيا كانت دوما تصطف إلى جانب
خصومنا• شكر و تنويه مدنا الأستاذ الفاضل، الأديب المبدع، ورجل القضاء
النزيه، الأستاذ ماء العينين ماء العينين، العضو السابق بهيئة الإنصاف
والمصالحة، بمعلومات هامة ودقيقة حول موقع سانتا كروز دولامار بيكينا ،
أدرجناها في هذه الحلقة، وهي معلومات تاريخية وجغرافية قيمة• وعليه، نعبر
له هنا، عن كامل التقدير والإمتنان والشكر•

2007/3/10

لحسن العسبي-الاتحاد الاشتراكي
said
said
مشرف (ة)
مشرف (ة)

ذكر عدد الرسائل : 4523
العمر : 60
Emploi : موظف
تاريخ التسجيل : 01/03/2007

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى