ورمضان على الابواب...
صفحة 1 من اصل 1
ورمضان على الابواب...
كيف يساهم المسلم .. في ترشيد الاستهلاك ؟ العلماء : الإسراف جريمة اقتصادية ودينية .. الأفضل الاعتدال والوسطية الشهر الكريم للعبادة .. وليس للإفراط في الطعام والشراب التوبة الصادقة .. قراءة القرآن .. صلة الأرحام .. في المقدمة |
أيام قليلة ويبدأ شهر رمضان المبارك الذي يعتبر فرصة لإعداد أنفسنا علي البذل والعطاء والصبر والتضحية لكن مايحدث غير ذلك فالكثيرون كل شغلهم الشاغل شراء مالذ وطاب من الأطعمة واللحوم والحلويات وغير ذلك وكأن هذا الشهر ليس للعبادة بل للطعام والشراب. أكد علماء الدين والاقتصاد أن هناك دروساً كثيرة يجب أن يستفيد منها المسلمون عند قدوم شهر رمضان المبارك في مقدمتها عدم الإسراف والتبذير في شراء الطعام والشراب لأن الله سبحانه وتعالي حرم ذلك.. بالإضافة إلي أن الشهر الكريم فرصة لصلة الأرحام ولم شمل الأسرة المسلمة وغير ذلك الكثير من الدروس المستفادة التي نتناولها في هذا التحقيق. إن هناك حديثاً رواه ابن خزيمة والبيهقي عن سلمان رضي الله عنه قال "خطبنا رسول الله صلي الله عليه وسلم في آخر يوم من شعبان فقال: يا أيها الناس قد أظلكم شهر عظيم مبارك شهر فيه ليلة القدر خير من ألف شهر جعل الله تعالي صيامه فريضة وقيام ليله تطوعاً من تقرب فيه بخصلة من الخير كان كمن أدي فريضة فيما سواه ومن أدي فريضة فيه كان كمن أدي سبعين فريضة فيما سواه وهو شهر الصبر والصبر ثوابه الجنة وشهر المواساة وشهر يزاد رزق المؤمن فيه من فطر فيه صائماً كان مغفرة لذنوبه وعتق رقبته من النار وكان له مثل أجره من غير أن ينقص من أجره شيء.. قالوا يارسول الله ليس كلنا يجد ما يفطر الصائم قال عليه الصلاة والسلام يعطي الله عز وجل هذا الثواب من فطر صائماً علي تمر أو شربة ماء أو مسقة لبن. وهذا شهر أوله رحمة وأوسطه مغفرة وآخره عتق من النار فمن خفف عن مملوكه فيه غفر الله تعالي له وأعتقه من النار.. استكثروا فيه من أربع خصال خصلتين ترضون بهما ربكم عز وجل وخصلتين لا غني لكم عنهما.. أما الخصلتان اللتان ترضون بهما ربكم فشهادة أن لا إله إلا الله وأن تستغفروا وأما الخصلتان اللتان لا غني لكما عنهما فتسألون الله تعالي الجنة وتعوذون به من النار ومن سقا صائماً سقاه الله من حوضه شربة لايظمأ حتي يدخل الجنة.. أن هذه الخطبة الجامعة لا تحتاج إلي تعديل فهي واضحة المعني جلية الأسلوب استوعبت كل مايمكن أن يوجه إلي المسلمين لاستقبال شهر رمضان والاستعداد لهذه العبادة الروحية السامية. الصلة بالله إن شهر رمضان من شهور الله تعالي التي يحسن الإنسان فيها صلته بالله سبحانه وتعالي ومع الملأ الأعلي ومع الناس جميعاً ومن هنا كانت أهمية حسن استقبال شهر رمضان المبارك وذلك بالتوبة والإنابة إلي الله سبحانه وتعالي عن كل الذنوب السابقة حتي يستحق الإنسان أن يعيش في رحمة ومغفرة الله تعالي وأن يعتق من النار في هذا الشهر المبارك. أنه بالإضافة إلي التوبة والإنابة أن يسامح المسلم من أساء إليه ويعيد صلته بذوي رحمه ولقد قالت الرحم لله تعالي "هذا مقام العائذ بك من القطيعة فقال تعالي: "أما يرضيك أن أصل من وصلك وأقطع من قطعك". إذن فصلة الرحم من أقرب الطرق الموصلة إلي الله تعالي والمؤدية إلي أن يكون شهر رمضان في حياة الإنسان فرصة لإعلاء كلمة الله في الأرض حيث إن الإسلام رحم بين أهله لأنه دين عالمي فإذا تراحم المسلمون كانوا أكبر قوة في العالم ولأستحق الجميع في هذا الشهر المبارك أن ينطبق عليهم قول الله تعالي "كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله". الإسراف في الشراء إن المتأمل في أحوالنا المعاصرة يري عجباً في استعداد الناس لرمضان فأنت تسمع وتري مايشبه حالة الطوارئ في مؤسسات بيع الطعام والشراب بمختلف أنواعه وأصنافه حتي ليخيل إليك أن رمضان قد انقلب لشهر الإفراط في الطعام والشراب وبمثل ذلك وعلي نفس المنوال يكون في أمور اللهو والترف وهكذا حال واقعنا يشهد ويعترف بأننا نخرج بالشهر عن مقصده. أن الصالحين كانوا يستقبلون رمضان بالتوبة إلي الله عز وجل فأول الطريق إلي الله تعالي التوبة وكانوا يستعدون بتنظيم أوقاتهم خلال هذا الشهر بين أعمالهم وعبادتهم بعيداً عن اللهو ومجالس الغيبة والنميمة مع الحرص علي صحبة الصالحين.. كذلك كانوا يحرصون علي البدء بتلاوة ختمة القرآن فإن لم يستطع البعض منهم فيكون بالحرص علي سماعه.. كما أنهم كانوا يسارعون بقضاء ماعليهم من صيام إذا كان أحدهما قد أفطر يوماً لعذر شرعي من رمضان السابق. كما أن الإكثار من الذكر والدعاء مع كثرة الاستغفار والتضرع لله عز وجل وسؤاله التوفيق كل ذلك وأكثر كان يفعله السابقون استعداداً للشهر الكريم وهم في شهر شعبان كي يتعودوا ويزيدوا عن ذلك في رمضان حتي يفوزوا بثواب الدنيا ونعيم الآخرة. جريمة اقتصادية أن الإسراف إذا كان محرماً شرعاً فإنه جريمة اقتصادية ودينية وقد ذم الإسلام المسرفين عندما قال سبحانه وتعالي في كتابه الكريم "وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين". أن الإسراف الذي حرمه الله لا يعني الأكل والشرب فقط بل الاسراف في الانتاج والاستهلاك وفي كل شيء حيث إن بنود الإسراف متنوعة وقد نهي الله عنها في كتابه الكريم وإذا كانت الآية الكريمة قد خصت الأكل والشرب فهناك آيات أخري وأحاديث نبوية نهت عن الإسراف حتي في العبادة وكلنا يعرف قصة الرجل الذي كان يجلس في المسجد بالساعات يصلي وقد لفت نظر رسول الله صلي الله عليه وسلم فسأله الرسول عن عمله فأجابه بأنه لا يعمل وأن شقيقه يعمل وينفق عليه فأخبره الرسول بأن شقيقه أفضل منه.. من هنا يتبين لنا أن الإسراف في العبادة ليس مطلوباً بل الاعتدال والتوازن هما المستحبان. أن الإسراف ينتج عنه تضخم ومديونية يعاني منهما البيت المسلم وهذه آفة من آفات الشعب المصري خاصة عندما يحل شهر رمضان نجد ربات البيوت تتسابق في شراء كل مالذ وطاب من الأكل والحلويات والمواد الغذائية المختلفة وكأن هذا الشهر ليس للعبادة بل للطعام والشراب وهذا مرفوض لأن الهدف من الصوم أنه يربي المسلم علي التقشف والصبر والزهد في الملذات فهو شهر العطاء وصلة الأرحام والصدقات والتكافل الاجتماعي وغير ذلك من الأعمال الصالحة التي أمرنا الله بها. أن علي كل مسلم ومسلمة لكي يستفيد من الشهر الكريم لابد أن يستفيد من حكمة الصيام في الإحساس بالفقراء عندما يشعر بالجوع ويمتنع عن الملذات. |
abdelhamid- مشرف (ة)
- عدد الرسائل : 4741
العمر : 67
Localisation : SUD
تاريخ التسجيل : 01/03/2007
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى