دوار القيطون Douar AL KAYTOUNE

...لست ادري لماذا احتفظت بالمقال التالي بين اوراقي كل هذه السنوات...ربما لانه يهم مسقط الراس-وان كنت في الواقع اشمئز من هذه العبارة لانها تذكرني بالمقصلة-...او ربما لان كاتبه احد اصدقائي الذين لم التق بهم منذ مدة طويلة جدا...ساعرض المقال متسائلا:هل تغيرت اوضاع القيطون خلال هذا العقد?
وزان/جماعة سيدي رضوان
قرية القيطون تبكي حالها
وانا في طريقي الى العاصمة الكوبية في غشت الاخير/1989/قصد الحضور في المهرجان العالمي للشباب والطلبة,صادفني بمطار العاصمة الاسبانية مواطن جزائري..وبعد تبادل اطراف الحديث اكتشفت انه يعرف بشكل دقيق منطقة وزان..بل سبق له ان عاش في الحقبة الاستعمارية سنوات بقرية القيطون..ونسج علاقات عميقة مع رجالاتها..امثالالمقاوم المعروف"بولد رحمة مسعودة" والعربي الخزاري وغيرهما ممن قضى نحبه ومنهم من ما زال ينتظر ان يرى وطنه يدخل عهد الديمقراطية من بابها الواسع.
انجاز/محمد حمضي-تصوير/مصطفى العمري

منذ حصول هذهالواقعة..فكرت في الانتقال الى ارض الاجداد ومسقط راسي..لنفض الغبار عن قرية كتب عليها ان تظل مغمورة..تئن تحت الضربات المتتالية للاختيارات اللاشعبية على مدى اربعة عقود ..مقاومة بكل قوة حتى تظل شامخة
رغم ما تتعرض له من تعتيم..
تقع قرية القيطون على بعد 30 كلم من مدينة وزان..على الطريق المؤدية الى تاونات..وهي تابعة اداريا لافليم سيدي قاسم ..ويقدر عدد سكانها بما يناهز 4000نسمة..
وعن التسمية يقول المواطن (ح.ر)..ان كل ما نعلمه من حكايات السابقين انه في القرون الماضية حطت جماعة من الرحل خيامها..وحفرت عينا بحثا عن الماء..ومنذ ذلك التاريخ اطلق اسم القيطون على القرية نسبة اللخيمة بالدارجة
المسارية..
واذا انتقلنا لالقاء نظرة سريعة وقصيرة على واقع هذه القرية اقتصاديا واجتماعيا وثقافيا..سنقف مشدوهين امام الخراب
والدمار الذي طالها..وما يتخبط فيه السكان من فقر مذقع حتى ليتخيل للمرء ان هذا التردي سببه يكمن في تشبث سكانها بهويتهم ووطنيتهم التي دفعوا فاتورتها غاليا منذ رفضهم الخنوع للمستعمر واعداء الخيار الديمقراطي..
* التعليم
تتوفر القيطون على مجموعة مدرسية"الزيتون" التي يعود تاريخ بنائها الى ثلاثة عقوداو اكثر..وتسنقطب المدرسة المركزية الواقعة وسط القرية ازيد من 250 تلميذا وتلميذة..الا ان الحالة التي توجد عليها المدرسة تقبر كل فعل تربوي..فالحجرلت ايلةللسقوط بسبب تقادمها ..لا تتوفر على مراحبض مما يجعل الاطفال يقضون حاجاتهم امام بعضهم..وعندما وقفنا على هذه الوضعية ..اكد لنا احد المربين ات مدير المؤسسة نفسه لا يتوفر على سكن مثله مثل باقي المدرسين..مما يزيد من عرقلة العملية التربوية..التي كثيرا ما لا تكون مردوديتها في مستوىطموحات المعلمين..
اما المطعم المدرسي ..فلا وجود لقاعة او مطبخ بالمدرسة..يسمح بطهي المواد امام اعين الادارة..وان تفويض العملية
لمواطن للقيام بذلك ببيته قد يعرض التلاميذ لكل الامراض والاوبئة بسبب غياب المراقبة الصحية...هذا نزر من بحر
المشاكل التي يغرق فيها التعليم بالقرية ناهيك عن انقطاع اغلب التلاميذ عن الدراسة بسبب عدم انجاز الاعدادية
بالقرية المجاورة-الزواقين-..
*الفلاحة:
تعتمد القرية على محاصيل الزيتون كمورد رئيسي لمواجهة الارتفاع المهول للمعيشة..كما ان السكان ما زالوا يعتمدون
في حرث اراضيهم على الوسائل التقليدية التي اصبحت موضوعة في المتاحف بالدول التي اختارت النهج الديمقراطي منذ قرون ولم تعاكس ارادة مواطنيها في اختيار اسلوب ادارة حياتهم العامة..وقد سبقت الاشارة على اعمدة هذه الجريدة
الى المرض الخطير الذي يضر باشجار الزيتون..مما يتطلب من مسؤولي وزارة الفلاحة تقديم كل الدعم حماية لهذا الانتاج المتميز على الصعيد الوطني.
سيلاحظ القاريء اننا قفزنا مباشرة من قطاع التعليم الى الحديث عن الفلاحة..دون ان نعرج على المرافق الاجتماعية الاخرى ..فلا داعس للاستغراب..فالقرية لا مكان بها لاي من هذه المرافق..فدار الشباب منعدمة..مما فسح المجال للشباب المعطل للتعاطي لكل انواع الرذائل التي تفتك بقيمه وعقله..والمحظوظ من هؤلاء انتقل الى كتامة للاشتغال مع بارونات المخدرات..انها قوارب اخرى من قوارب الانتحار...
الكهرباء مادة حيوية لانسان اليوم..لكن سكان القيطون لا ينعمون بهاالا اذا انتقل احدهم الى وزان..اما التلاميذ فعلاقتهم
بالكهرباء تنحصر في كتاب التفتح العلمي..نفس الامرينطبق على الماء..فالقرية تتوفر على "عين بربر" لم تعد المياه التي تنبع منها كافية لتغطية هذه النسبة الهامة من السكان..كما انها تتطلب اصلاحا جذريا..والتنقيب الجدي عن المياه في جهات اخرى..دون اهدارالاموال كما وقع عند حفر بئر..ابانت الدراسات انه لم تتسرب اليه اي نقطة ماء...
وعند الحديث عن الطرق فان المسلك الوحيد الرابط بين القرية والطريق الئيسية غير معبد..حيث مسافته لا تتعدى 2 كلم على للاكثر..وما زال المجلس القروي يتلكا في انجازه..
كما ان السكان يطالبون بفتح مقاطعة تابعة للجماعة القروية في اطار الشعار الرسمي/تقريب الادارة من المواطن/..ومعاملتهممن طزف السلطة والحماعة بنوع من الاحترام...
ان ما قدمناه في هذه السطور لا يشكل سوى نقطة في يم من المشاكل والصعوبات..مما يستدعي من المجلس القروي اعطاء الاولوية لتوفير حاجيات السكان المختلفة.فهل ستشكل سنة 1998 سنة الورش الكبير بقرية المرحوم المقاوم"ولد رحمة مسعودة"?
المصدر/جريدة الاتحاد الاشتراكي/1998
القيطوني/الى اي حد تغيرت الاوضاع بالقرية في ظل العهد الجديد..وفي ظل الخطة الوطنية من اجل التنمية البشرية?!!
موضوع سنعود اليه...ونتمنى من ابناء القيطون خاصة..وابناء المنطقة عامة..المساهمة في مناقشته....

اخي القيطوني سلام الله عليك وعلى جميع رواد هدا المنتدى كنا ننتظر منك اكثر لكي تقربنا من القيطون ومن هدا الدوار الدي انجب رجالات في شتى الميادين .

اهلا الصديق عبد النور...انا قيطوني الاصل لكنني لا اعرف احسن منك عن القيطون..لانني غادرت الدوار نهائيا منذ سنوات واستقر بي الحال بعيدا..حتى ان فكرت في زيارة البلد يوما ساكون غريبا عنه..وحين بادرت بطرح موضوع القيطون كنت امل ان اجذب بعض ابناء المنطقة لمناقشة هذا الموضوع عسى ان اتعرف من خلالهم عن احوال دواري..لكن دون جدوى حتى الان...مرة اخرى اهلا وسهلا ..

لاتيأس اخي قريبا نجد مخرجا ان وفقنا الله

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته،وبعد بعد قرائتي لمقالق اخي الكريم تسائبة عن هذه الشخصية "المقاومة" التي تحدث عنها وهو ولد "رحمة مسعودة" الذي قاومه جدي وجدتي رحمهم الله جميعا عندما ساند هو السلطان الذي وضعه الاستعمار وهوالسلطان بن عرفة،وتم نفي محمد الخامس الى مدغشقر،كما وعد ولد رحمة مسعودة الناس بانهم ان قبلوا بهذا السلطان سوف يتم تقديم مقدار مالي لكل مواطن،اهذا هو المقاوم!ما تعريف المقاوم او المجاهد بعبارة ادق.
هذا ما حكته لي امي وهي تتذكر اجتماع الجماعة في دار جدي سي طيب بن علي بن قاسم بن حساين "الكديوي "وهم يتحاورون ويتناقشون حول هذا الوضع الحرج من تاريخ القيطون خاصة والمغرب عامة،وقام جدي والجماعة بمهاجمة وليمة كان يعتزم ولد رحمة مسعمودة،مما يدل على حدة التوتر خلال هذه الفترة،ويدل على ضعف هذا "المقاوم"وقلة شعبيته،اذن اتسائل ما معنى المقاومة؟وارجوا هنا كل من له معلومات او وثائق ان يحررها ويقدم معلومات والمعطيات التي تحتويها،لعلنا نلقي كثير من الضوء على تاريخ القيطون ودورها ونسب سكانها....والسلام

السلام عليكم........ وبعد
انا مواطن من دوار القيطون زكرياء حمضي.
في البداية شكرا اخي العزيز على هدا المقال الغني والشامل لجميع المعلومات المتعلقة بدوار القيطون.عند قراءتي للمقال اندهشت كثيرا ...
اول شيء اني لم اعرفك.
تاني شيء انت تتحدث عن القيطون كانك تعيش فيها الى حد الان.
ثالث شيء انني اكتسبت من خلال قراءتي لمقالك مجموعة من المعارف التي لم اكن اعرفها بتاتا شكرا اخي الكريم.
ولكي اطمئنك فان حالة دوار القيطون تحسنت كثيرا والحمد لله [/b]