معركة بوغافر
صفحة 1 من اصل 1
معركة بوغافر
معركة بوغافر صفحة مشرقة وخالدة في سجل تاريخ المغرب الحافل بالأمجاد والبطولات
يخلد الشعب المغربي، وفي طليعته رجال الحركة الوطنية وأسرة المقاومة وجيش
التحرير وساكنة إقليم ورزازات، يوم غد الثلاثاء الذكرى الـ 75 لمعركة
بوغافر، التي خاض غمارها أبناء قبائل آيت عطا المجاهدة دفاعا عن حرية
الوطن ومقدساته، والتي تعتبر محطة بارزة في تاريخ كفاح الشعب المغربي
بقيادة العرش العلوي المجيد في سبيل الحرية والاستقلال.. وأشارت المندوبية
السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، في بلاغ بالمناسبة، إلى أن
معركة بوغافر، التي خاضتها المقاومة المغربية دفاعا عن الحرية والكرامة
والاستقلال وحماية مقدسات الوطن ووحدته الترابية، تعتبر من بين الصفحات
المشرقة والخالدة في سجل تاريخ المغرب الحافل بالأمجاد والبطولات.. وأضافت
أن هذه المعركة ستبقى بمثابة معلمة وضاءة بارزة تستلهم منها الأجيال
الحاضرة والمقبلة، الدروس والعبر القمينة بمساعدتها على بناء المستقبل
ومواجهة رهانات التشييد والنماء وترسيخ مبادئ المواطنة الإيجابية والصادقة
والإخلاص والتفاني في نفوس الناشئة والشباب وأجيال الوطن الصاعدة خدمة
للوطن وذودا عن مقدساته الدينية والوطنية. وفي سياق استعراض الظروف
التاريخية التي أدت إلى المعركة، ذكر البلاغ بأنه في 13 فبراير 1933،
حاولت القوات الاستعمارية الفرنسية التوغل في الجنوب الشرقي المغربي
والسيطرة على منطقة صاغرو وإخضاع قبائل آيت عطا، التي شكلت سدا منيعا أمام
توسعها، حيث شنت أول هجوم على المجاهدين الذين لجأوا إلى جبل صاغرو
باعتباره منطقة استراتيجية وعرة التضاريس تساعدهم على المواجهة، معلنين
بذلك عن رفضهم الخضوع للمحتل الأجنبي الذي لم يفلح في النيل من وحدة
المجاهدين وتفكيك صفوفهم المتراصة بفضل إيمانهم القوي بعدالة قضيتهم
وتمسكهم المتين بقيمهم الوطنية ومبادئهم الدينية حيث تلقت قوات الاحتلال
هزيمة نكراء. وأمام شراسة المقاومة واستماتة المجاهدين وشجاعتهم، التي
استحال معها على القوات الاستعمارية اقتحام جبل بوغافر، لم تجد هذه القوات
بدا من التراجع وإعادة ترتيب خططها ومحاولة تدارك إخفاقها في هذه المعركة
فاضطر الجنرال "هوري" وهو القائد العام للقوات الفرنسية إلى استدعاء
الجنرالين "كاترو" و"جيرو"، وتولى بنفسه تدبير العمليات بقصف مواقع
المجاهدين ومحاصرتها باستعمال المدفعية والطيران من 21 إلى 24 فبراير 1933
في محاولة فاشلة لإرغام المقاتلين وعائلاتهم على الاستسلام. وأمام هذه
الروح القتالية العالية للمجاهدين وما ترتب عنها من إصابات وخسائر فادحة
في صفوف جنود الاحتلال، توالت الهجومات على معاقل المقاومين واستمر القصف
ليل نهار واشتد الحصار بعد أن أغلقت كل الممرات، غير أن ذلك لم يزد
المجاهدين إلا إصرارا وثباتا على المقاومة والكفاح وازداد حماسهم بعد شيوع
خبر مصرع الضابط الفرنسي "برونازيل"، وما واكب ذلك من ارتباك وتصدع في
صفوف القيادة العسكرية الفرنسية التي تأكدت من عجزها على حسم الموقف
عسكريا، فعمدت إلى حصار اقتصادي، بمراقبة المياه ونقط عبور المقاومين..
وقد ترتب عن فرض هذا الحصار، يضيف البلاغ، كثرة الوفيات في صفوف الأطفال
والشيوخ، ولم يكن لهذه الوضعية أن تثبط من عزيمة المجاهدين وتنال من
صمودهم إلى أن قرر المستعمر الدخول في حوار مع القبائل الثائرة في 24 مارس
1933 وإعلان الهدنة وبدء المفاوضات مع البطل عسو باسلام زعيم المجاهدين،
الرجل المتمرس والمجاهد المغوار، الذي قاد بحنكة دفة المعارك ضد الجيوش
الجرارة للاستعمار، وقد أسفرت هذه المفاوضات عن قبول وضع السلاح من جانب
المجاهدين وفق شروط ضمن حرية قبائل آيت عطا وتصون كرامتهم وكرامة
عائلاتهم.. وأشارت المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير
إلى أنها وهي تخلد هذه الذكرى الوطنية المجيدة على غرار الاحتفاء بباقي
الذكريات الوطنية، تتوخى أن تكون هذه المناسبة محطة جديدة لتقوية ارتباط
الشباب والأجيال الصاعدة واللاحقة بذكرياتهم الوطنية وبما يساعدهم على
المشاركة في تعزيز مكتسبات الأمة وصيانة الوحدة الترابية ومواجهة تحديات
التنمية الشاملة والمستدامة لإعلاء صروح المغرب الجديد تحت القيادة
الحكيمة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس.
31 مارس (و•م•ع)
6/4/2008
izarine- عدد الرسائل : 1855
العمر : 65
Localisation : khémissat
Emploi : travail
تاريخ التسجيل : 03/08/2006
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى