تقاليد رمضانية لابد من تغييرها
صفحة 1 من اصل 1
تقاليد رمضانية لابد من تغييرها
أغلب البيوت تستقبل رمضان بقلق لأن ميدان التجارة يغزوه الكساد. وميدان
الزراعة يغزوه الجفاف. والأسعار جانحة إلي الغلاء! وتقاليد المسلمين جعلت
شهر الصيام شهر الطعام. وجعلت النفقة فيه أربي من غيرها في سائر الشهور..
ما العمل؟ لنكن صرحاء ولنقل: إن علي المسلمين تغيير تقاليدهم القائمة
علي الإسراف! ويجب أن تعود صبغة العبادة لشهر العبادة. وأن يبرز في الصيام
معني الجهاد والقدرة علي مقاومة شتي الرغبات!.. كنت أحب ممن صرعتهم عادة
"التدخين" أن ينتهزوا الفرصة فينسلخوا عن هذه العادة إما بإرادة قاهرة
ناجحة. وإما بتدرج مقرون بالعزم!!.
كنت أحب ممن يغلبهم الفتور في الدراسة أو في الإنتاج أن يتعودوا القراءة والتدبر والاجادة المثمرة لكل عمل..
إن البيت الإسلامي يقوم علي إعداد الطعام لأهله. وليست مهمته أن
يكوِّن عادات البطنة والتشبع. أو أن يدخل في منافسات مادية سفيهة لتقديم
الأشهي والأغلي.. والظروف السياسية والعسكرية التي تمر بأمتنا تفرض علينا
ألواناً من التقشف لا ألواناً من اللذات.. كان البيت الإسلامي في تاريخه
الأول ينشيء الأخلاق الزاكية والعبادات الوضيئة ويرعي أصول الفضائل حتي
تزهر كما ترعي الأرض الطيبة البذور الجيدة حتي تصير حبوباً وفواكه.
وكان الفتيات والفتيات يشبون علي إقام الصلاة وإيتاء الزكاة وقول
الحق ورعاية العهود والأمانات فكان البيت بهذه الوظيفة الرافد الأول
لمجتمع راشد طاهر يأمر بالمعروف وينهي عن المنكر..
وكان الطفل يتعلم في سنينه الأولي كيف يصلي مؤتماً بأهله. فإذا اشتد
عوده بدأ يصوم! والمرحلة الأولي في العمر هي أساس ما بعدها من مراحل.
ولذلك يقول الشاعر:
إذا المرء أعيته المروءة ناشئاً
فمطلبها كهلاً عليه شديد!
وعلم الأخلاق يفيدنا أن الصفات الحميدة لا تولد في الإنسان فجأة. ولا توجد كاملة.
والبيت المتخصص في تقديم العلف للأجساد إنما يخرج حيوانات. أما البيت الذي يحرس الشرف والطاعة والأدب فهو ينشيء بشراً سوياً..
ما أجمل أن تري في الوجوه الحياء النبيل وفي الألسنة الأدب الجم. وفي
المسالك كلها تقوي الله والتزام حدوده.. وما أجمل أن تلمح الترفع.
والابتعاد عن المزالق. كما يقول الشاعر:
وأعرض عن مطاعم قد أراها
فأتركها. وفي بطني انطواء!
فلا وأبيك ما في العيش خير!
ولا الدنيا إذا ذهب الحياء!
يعيش المرء ما استحيي بخير
ويبقي العود ما بقي اللحاء!
وفي شهر الروحانية والجهاد وتلاوة القرآن أريد أن أذكر بضعة أحاديث في قيام الليل أحتاج قبل سردها إلي تمهيد طويل..
كنا ونحن طلاب في المراحل الابتدائية والثانوية نذاكر دروسنا بحماس
ورغبة. وتقاضانا ذلك أن نسهر جزءاً من الليل نجدد ما نخاف نسيانه ونؤكد ما
استحضرناه. فينا من يخاف الرسوب وفينا من يريد التفوق!.
ولكن للنوم سلطاناً يميل بالرءوس بين الحين والحين. فماذا نصنع؟ كان
كثيرون يذهبون تحت صنابير الماء البارد ليطردوا النوم من الجفون. ويعودوا
أشد نشاطاً!. واستحضر الآن هذه العهود وأقول: لو وجدت موجهين مهرة لحفظت
في تلك الأيام كتاب كذا أو ديوان فلان! إأن التحصيل في أيام اليفاعة زاد
يبقي طول العمر!.
وفي عباد الله من يتأهب للقاد الله بكنوز من الباقيات الصالحات تتحول
يوم القيامة إلي نور يسعي بين يديه وعن يمينه ولعل التهجد بالقرآن الكريم
في طليعة تلك الصالحات!!.
وفي حديث سلمان الفارسي قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : "عليكم
بقيام الليل فإنه دأب الصالحين قبلكم. ومقربة إلي ربكم. ومكفرة للسيئات.
ومنهاة عن الإثم. ومطردة للداء عن الجسد"..
غير أن قيام الليل يحتاج إلي تعاون بين الزوجين كليهما لا ليتناوبا بل ليتشاركا!!.
فعن أبي هريرة وأبي سعيد قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : "إذا
أيقظ الرجل أهله من الليل فصليا ركعتين جميعاً كتبا في الذاكرين
والذاكرات".
وهذا مسلك لا يحسنه إلا بيت مؤمن. سكن اليقين والخشوع قلوب أهله وحفزهم إلي مغالبة النعاس!.
إن هذه الركعات قد تحفظ مستقبل الأولاد! فقد كان عبدالله بن مسعود
يصلي من الليل. وابنه الصغير نائم. فينظر إليه قائلاً: من أجلك يا بني!
ويتلو وهو يبكي قوله تعالي: "وكان أبوهما صالحاً.."..
وقد ذكر القرآن الكريم حال أولئك المتهجدين الساهرين وما أعد لهم في
بلاد الأفراح فقال: "تتجافي جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفاً وطمعاً
ومما رزقناهم ينفقون. فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاء بما
كانوا يعملون".
علي أن هذا القيام المنشود تعترضه صعاب. ولحظات استرخاء وفتور. وقد
بين الرسول الكريم ان الزوجين يستطيعان الانتصار علي لذة الرقاد ببعض
الماء!!.
انه عمل أساسه قبل كل شيء الرغبة السابقة في القيام. والاتفاق في
النهار عليه. وعلم كل من الزوجين بأن صاحبه سوف يسر بالصحو لمناجاة الله.
والتضرع إليه..
هل أذكر الحديث بعد هذه المقدمة؟ ليكن. ولو أني أذكره علي وجل خوفاً
من سخط مدمني النوم! يقول الرسول عليه الصلاة والسلام : "ورحم الله رجلاً
قام من الليل فصلي. وأيقظ امرأته فإن أبت نضح في وجهها الماء! ورحم الله
امرأة قامت من الليل فصلت. وأيقظت زوجها. فإن أبي نضحت في وجهه الماء"!!.
وفي رواية أخري "ما من رجل يستيقظ من الليل فيوقظ امرأته فإن غلبها
النوم نضح في وجهها الماء. فيقومان في بيوتهما. فيذكران الله عز وجل ساعة
من الليل إلا غفر لهما".
هذه البيوت التي صنعها صاحب الرسالة العظمي هي التي غيرت وجه العالم.
ونقلته نقلة هائلة من الحضيص إلي الأوج.. أين من هذه البيوت المنيرة بيوت
تسهر علي أحفال التلفاز اللاهية الساهية. ثم ترتمي في فرشها كأنها جثث لا
حراك بها. فلا تستيقظ إلا لأكل جديد أو سعي بليد؟.
إن رمضان يقبل وتقبل معه هموم النفقات المطلوبة للولائم المنصوبة!
وأحفال التسلية لحل ألغاز البطالة! والتسكع علي أفاريز المدنية الصاخبة
بالآثام!!.
إن أمتنا تعاني من هزائم علمية وخلقية وصناعية وتجارية. فهل نصحو من
الخدرالذي جمد أفكارنا وأطرافنا. وألقي بنا وراء قوافل الأمم السائرة؟؟.
بقلم الشيخ: محمد الغزالي-رحمه الله
الزراعة يغزوه الجفاف. والأسعار جانحة إلي الغلاء! وتقاليد المسلمين جعلت
شهر الصيام شهر الطعام. وجعلت النفقة فيه أربي من غيرها في سائر الشهور..
ما العمل؟ لنكن صرحاء ولنقل: إن علي المسلمين تغيير تقاليدهم القائمة
علي الإسراف! ويجب أن تعود صبغة العبادة لشهر العبادة. وأن يبرز في الصيام
معني الجهاد والقدرة علي مقاومة شتي الرغبات!.. كنت أحب ممن صرعتهم عادة
"التدخين" أن ينتهزوا الفرصة فينسلخوا عن هذه العادة إما بإرادة قاهرة
ناجحة. وإما بتدرج مقرون بالعزم!!.
كنت أحب ممن يغلبهم الفتور في الدراسة أو في الإنتاج أن يتعودوا القراءة والتدبر والاجادة المثمرة لكل عمل..
إن البيت الإسلامي يقوم علي إعداد الطعام لأهله. وليست مهمته أن
يكوِّن عادات البطنة والتشبع. أو أن يدخل في منافسات مادية سفيهة لتقديم
الأشهي والأغلي.. والظروف السياسية والعسكرية التي تمر بأمتنا تفرض علينا
ألواناً من التقشف لا ألواناً من اللذات.. كان البيت الإسلامي في تاريخه
الأول ينشيء الأخلاق الزاكية والعبادات الوضيئة ويرعي أصول الفضائل حتي
تزهر كما ترعي الأرض الطيبة البذور الجيدة حتي تصير حبوباً وفواكه.
وكان الفتيات والفتيات يشبون علي إقام الصلاة وإيتاء الزكاة وقول
الحق ورعاية العهود والأمانات فكان البيت بهذه الوظيفة الرافد الأول
لمجتمع راشد طاهر يأمر بالمعروف وينهي عن المنكر..
وكان الطفل يتعلم في سنينه الأولي كيف يصلي مؤتماً بأهله. فإذا اشتد
عوده بدأ يصوم! والمرحلة الأولي في العمر هي أساس ما بعدها من مراحل.
ولذلك يقول الشاعر:
إذا المرء أعيته المروءة ناشئاً
فمطلبها كهلاً عليه شديد!
وعلم الأخلاق يفيدنا أن الصفات الحميدة لا تولد في الإنسان فجأة. ولا توجد كاملة.
والبيت المتخصص في تقديم العلف للأجساد إنما يخرج حيوانات. أما البيت الذي يحرس الشرف والطاعة والأدب فهو ينشيء بشراً سوياً..
ما أجمل أن تري في الوجوه الحياء النبيل وفي الألسنة الأدب الجم. وفي
المسالك كلها تقوي الله والتزام حدوده.. وما أجمل أن تلمح الترفع.
والابتعاد عن المزالق. كما يقول الشاعر:
وأعرض عن مطاعم قد أراها
فأتركها. وفي بطني انطواء!
فلا وأبيك ما في العيش خير!
ولا الدنيا إذا ذهب الحياء!
يعيش المرء ما استحيي بخير
ويبقي العود ما بقي اللحاء!
وفي شهر الروحانية والجهاد وتلاوة القرآن أريد أن أذكر بضعة أحاديث في قيام الليل أحتاج قبل سردها إلي تمهيد طويل..
كنا ونحن طلاب في المراحل الابتدائية والثانوية نذاكر دروسنا بحماس
ورغبة. وتقاضانا ذلك أن نسهر جزءاً من الليل نجدد ما نخاف نسيانه ونؤكد ما
استحضرناه. فينا من يخاف الرسوب وفينا من يريد التفوق!.
ولكن للنوم سلطاناً يميل بالرءوس بين الحين والحين. فماذا نصنع؟ كان
كثيرون يذهبون تحت صنابير الماء البارد ليطردوا النوم من الجفون. ويعودوا
أشد نشاطاً!. واستحضر الآن هذه العهود وأقول: لو وجدت موجهين مهرة لحفظت
في تلك الأيام كتاب كذا أو ديوان فلان! إأن التحصيل في أيام اليفاعة زاد
يبقي طول العمر!.
وفي عباد الله من يتأهب للقاد الله بكنوز من الباقيات الصالحات تتحول
يوم القيامة إلي نور يسعي بين يديه وعن يمينه ولعل التهجد بالقرآن الكريم
في طليعة تلك الصالحات!!.
وفي حديث سلمان الفارسي قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : "عليكم
بقيام الليل فإنه دأب الصالحين قبلكم. ومقربة إلي ربكم. ومكفرة للسيئات.
ومنهاة عن الإثم. ومطردة للداء عن الجسد"..
غير أن قيام الليل يحتاج إلي تعاون بين الزوجين كليهما لا ليتناوبا بل ليتشاركا!!.
فعن أبي هريرة وأبي سعيد قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : "إذا
أيقظ الرجل أهله من الليل فصليا ركعتين جميعاً كتبا في الذاكرين
والذاكرات".
وهذا مسلك لا يحسنه إلا بيت مؤمن. سكن اليقين والخشوع قلوب أهله وحفزهم إلي مغالبة النعاس!.
إن هذه الركعات قد تحفظ مستقبل الأولاد! فقد كان عبدالله بن مسعود
يصلي من الليل. وابنه الصغير نائم. فينظر إليه قائلاً: من أجلك يا بني!
ويتلو وهو يبكي قوله تعالي: "وكان أبوهما صالحاً.."..
وقد ذكر القرآن الكريم حال أولئك المتهجدين الساهرين وما أعد لهم في
بلاد الأفراح فقال: "تتجافي جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفاً وطمعاً
ومما رزقناهم ينفقون. فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاء بما
كانوا يعملون".
علي أن هذا القيام المنشود تعترضه صعاب. ولحظات استرخاء وفتور. وقد
بين الرسول الكريم ان الزوجين يستطيعان الانتصار علي لذة الرقاد ببعض
الماء!!.
انه عمل أساسه قبل كل شيء الرغبة السابقة في القيام. والاتفاق في
النهار عليه. وعلم كل من الزوجين بأن صاحبه سوف يسر بالصحو لمناجاة الله.
والتضرع إليه..
هل أذكر الحديث بعد هذه المقدمة؟ ليكن. ولو أني أذكره علي وجل خوفاً
من سخط مدمني النوم! يقول الرسول عليه الصلاة والسلام : "ورحم الله رجلاً
قام من الليل فصلي. وأيقظ امرأته فإن أبت نضح في وجهها الماء! ورحم الله
امرأة قامت من الليل فصلت. وأيقظت زوجها. فإن أبي نضحت في وجهه الماء"!!.
وفي رواية أخري "ما من رجل يستيقظ من الليل فيوقظ امرأته فإن غلبها
النوم نضح في وجهها الماء. فيقومان في بيوتهما. فيذكران الله عز وجل ساعة
من الليل إلا غفر لهما".
هذه البيوت التي صنعها صاحب الرسالة العظمي هي التي غيرت وجه العالم.
ونقلته نقلة هائلة من الحضيص إلي الأوج.. أين من هذه البيوت المنيرة بيوت
تسهر علي أحفال التلفاز اللاهية الساهية. ثم ترتمي في فرشها كأنها جثث لا
حراك بها. فلا تستيقظ إلا لأكل جديد أو سعي بليد؟.
إن رمضان يقبل وتقبل معه هموم النفقات المطلوبة للولائم المنصوبة!
وأحفال التسلية لحل ألغاز البطالة! والتسكع علي أفاريز المدنية الصاخبة
بالآثام!!.
إن أمتنا تعاني من هزائم علمية وخلقية وصناعية وتجارية. فهل نصحو من
الخدرالذي جمد أفكارنا وأطرافنا. وألقي بنا وراء قوافل الأمم السائرة؟؟.
بقلم الشيخ: محمد الغزالي-رحمه الله
abdelhamid- مشرف (ة)
- عدد الرسائل : 4741
العمر : 67
Localisation : SUD
تاريخ التسجيل : 01/03/2007
مواضيع مماثلة
» تقاليد وعادات أصبحت من الماضي
» قيلولة رمضانية
» أذكار رمضانية
» دعوات رمضانية يوم بيوم
» **ملامح رمضانية من مدينة وزان الجميلة**
» قيلولة رمضانية
» أذكار رمضانية
» دعوات رمضانية يوم بيوم
» **ملامح رمضانية من مدينة وزان الجميلة**
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى