الفخراني وفتح الباب
صفحة 1 من اصل 1
الفخراني وفتح الباب
غني عن الذكر ان الفنان يحيى الفخراني استطاع ان يحقق نجاحا كبيرا كبطل
تلفزيوني لأهم الأعمال الرمضانية التي عرضت خلال الأعوام الماضية، ومازلنا
نذكر له، ليس على سبيل الحصر، خماسية «ليالي الحلمية» و«الليل واخره»
و«زيزينيا» و«أوبرا عايدة» و«للعدالة وجوه أخرى» وقبلها «نصف ربيع الآخر»
وبعدها «عباس الأبيض» و«يتربى في عزو».
ومما يؤكد تفرد الفخراني هو
حجم مبيعات مسلسله «شرف فتح الباب» الذي يعرض هذه الأيام على غالبية
القنوات الفضائية العربية إلى جانب المحطات الأرضية.
وغني عن القول
ان نجومية الفخراني تأتي وتتأكد كل يوم من جدية اختياراته للأدوار آلتي
يقوم بأدائها ومن الارتباط الدائم بالموضوع الإنساني. ومن محاولته الدائمة
لتطوير نفسه وأدواته الفنية. لكن هناك شيئا غامضا ومحيرا في مسلسل
الفخراني الأخير .
البطل الدرامي طبقا للمفهوم الارسطي يصل إلى مصيره
البائس نتيجة وجود شيء معيب في شخصيته فهاملت مثلا كان شديد القلق وعطيل
كان شديد الغيرة وماكبث كان شديد الطموح. وعلى مر العصور ومع تطور العقل
البشري وتعقد الحياة تغيرت مفاهيم الدراما وتغير أيضا مفهوم البطل لكن
ستبقى هناك أساسيات وثوابت من الصعب تغييرها، ومن هذه الثوابت أننا في
الدراما لا نستطيع ان نقدم بطلا مصابا بالجنون ولا نستطيع أيضا ان نقدم
بطلا من المجرمين أو من اللصوص والمرتشين.
في «شرف فتح الباب» ومنذ
البداية قبل شرف ان يتقاضى الرشوة باعتبار انها حق مشروع له ولاولاده بعد
أن سرقته الدولة. ومهما كانت الدوافع فان منطق الدراما لا يجب ان يساير
الواقع. وإذا كان هناك في الواقع من يحللون الحرام تحت الكثير من الذرائع
فلا يجب ان تفعل الدراما ذلك لأنه ضد الطبيعة وضد القانون الاخلاقي
والقانون الوضعي.
قد يتوب شرف عما فعل في نهاية المسلسل وقد يستطيع
ان يلقي بالجناة الحقيقيين في السجن، وقد يرفض استخدام أموال الرشوة
المخبأة في خزان المياه فوق السطح، لكن كان من المهم التمهيد للانقلاب
الذي حدث في شخصية شرف والذي فاجأنا به.
في كل الأحوال علينا الانتظار
حتى نرى كيف سيتعامل الكاتب مع بطله، وكيف سيحل الكاتب المشكلة التي
أوجدها منذ البداية بقبول شرف الرشوة وتحليله لها باعتبارها حقا مشروعا.
ولا يقلل ذلك من إعجابنا بأداء الفخراني وتألق هالة فاخر وبثينة رشوان
وإصرار الفخراني الجميل على الدفع بمجموعة من الوجوه الجديدة التي تثبت
أنها كانت جديرة بالاختيار.
تلفزيوني لأهم الأعمال الرمضانية التي عرضت خلال الأعوام الماضية، ومازلنا
نذكر له، ليس على سبيل الحصر، خماسية «ليالي الحلمية» و«الليل واخره»
و«زيزينيا» و«أوبرا عايدة» و«للعدالة وجوه أخرى» وقبلها «نصف ربيع الآخر»
وبعدها «عباس الأبيض» و«يتربى في عزو».
ومما يؤكد تفرد الفخراني هو
حجم مبيعات مسلسله «شرف فتح الباب» الذي يعرض هذه الأيام على غالبية
القنوات الفضائية العربية إلى جانب المحطات الأرضية.
وغني عن القول
ان نجومية الفخراني تأتي وتتأكد كل يوم من جدية اختياراته للأدوار آلتي
يقوم بأدائها ومن الارتباط الدائم بالموضوع الإنساني. ومن محاولته الدائمة
لتطوير نفسه وأدواته الفنية. لكن هناك شيئا غامضا ومحيرا في مسلسل
الفخراني الأخير .
البطل الدرامي طبقا للمفهوم الارسطي يصل إلى مصيره
البائس نتيجة وجود شيء معيب في شخصيته فهاملت مثلا كان شديد القلق وعطيل
كان شديد الغيرة وماكبث كان شديد الطموح. وعلى مر العصور ومع تطور العقل
البشري وتعقد الحياة تغيرت مفاهيم الدراما وتغير أيضا مفهوم البطل لكن
ستبقى هناك أساسيات وثوابت من الصعب تغييرها، ومن هذه الثوابت أننا في
الدراما لا نستطيع ان نقدم بطلا مصابا بالجنون ولا نستطيع أيضا ان نقدم
بطلا من المجرمين أو من اللصوص والمرتشين.
في «شرف فتح الباب» ومنذ
البداية قبل شرف ان يتقاضى الرشوة باعتبار انها حق مشروع له ولاولاده بعد
أن سرقته الدولة. ومهما كانت الدوافع فان منطق الدراما لا يجب ان يساير
الواقع. وإذا كان هناك في الواقع من يحللون الحرام تحت الكثير من الذرائع
فلا يجب ان تفعل الدراما ذلك لأنه ضد الطبيعة وضد القانون الاخلاقي
والقانون الوضعي.
قد يتوب شرف عما فعل في نهاية المسلسل وقد يستطيع
ان يلقي بالجناة الحقيقيين في السجن، وقد يرفض استخدام أموال الرشوة
المخبأة في خزان المياه فوق السطح، لكن كان من المهم التمهيد للانقلاب
الذي حدث في شخصية شرف والذي فاجأنا به.
في كل الأحوال علينا الانتظار
حتى نرى كيف سيتعامل الكاتب مع بطله، وكيف سيحل الكاتب المشكلة التي
أوجدها منذ البداية بقبول شرف الرشوة وتحليله لها باعتبارها حقا مشروعا.
ولا يقلل ذلك من إعجابنا بأداء الفخراني وتألق هالة فاخر وبثينة رشوان
وإصرار الفخراني الجميل على الدفع بمجموعة من الوجوه الجديدة التي تثبت
أنها كانت جديرة بالاختيار.
بديعة- مشرف (ة)
- عدد الرسائل : 6241
العمر : 39
Localisation : الدارالبيضاء
Emploi : موظفة
تاريخ التسجيل : 03/04/2008
في «شرف فتح الباب» الفخراني يكرر أخطاءه ويستحل المال الحرام
قبل عدة سنوات تسبب مسلسل «المرسى والبحار» في فشل ذريع ليحيى الفخراني،
وكادت نجوميته تتهاوى من السماء السابعة الى سابع ارض. وقتها وصل الى حافة
اليأس، وفكر في الانزواء الدرامي والاختفاء الفني، لكنه تراجع بفعل ماكينة
الانتاج المسلسلاتي، التي اقنعته انه «خيرها في غيرها»، فمن قبل فشلت له
اعمال، ولم تجرح شهرته مثل «لما الثعلب فات»، و«جحا المصري».. والمؤكد انه
تمالك شجاعته من اجل ان يستمر ويتواصل مع الجمهور، واخذ منه الامر عامين
من اجل مداواة هذا الفشل، فقدم «عباس الابيض» و«سيرة الهلالي» اللذين جارى
فيهما هموم ومواجع الناس مع الحرب العراقية والحرية والديموقراطية، حتى
تخلص من الكبوة بنجاح منقطع النظير العام الماضي عبر المسلسل السهل
الممتنع، والسطحي والبسيط «يتربى في عزو».. لكن يبدو انه لم يستوعب درس
«المرسى والبحار» فهو يكاد يكوى بنيران الفشل مرة ثانية، ويكاد يهوى نجمه
بالفعل في مسلسله الجديد «شرف فتح الباب»!
شخصيات فاسدة
ازمة نجوم
المسلسلات المصرية ان الجمهور يبالغ في ردود افعاله تجاههم، يصنع لهم اذا
ادخلوا الفرحة على قلبه، ووضعوا البسمة على وجهه، تماثيل من الحلوى على
طريقة شكوكو المونولوجست الشهير الراحل، ويضيئون له القناديل اينما حل.
وتابعوا جيدا الحفاوة التي قابل بها سكان مدينة مرسى مطروح الساحلية يحيى
الفخراني وفريق مسلسل «شرف فتح الباب» لتصوير مشاهد العمل هناك، حتى نزلاء
«سجن الحضرة» الذي صور فيه عدد من المشاهد اعتبروا الفخراني رمزهم ومخلصهم.
لكن
حفاوة اهالي مطروح الآن لا محل لها من الاعراب وهم يتابعون حلقات المسلسل،
ويتهمون الفخراني بانه شوه صورة اهالي مرسى مطروح بشخصيات الفاسدين التي
يقدمها، ونزلاء السجون صدموا في أن شخصية «شرف فتح الباب» لا تمت لاحلامهم
في حياة كريمة بصلة، هو مجرد مرتشٍ تخدمه الظروف في الفرار من أيدي
العدالة.
ويحيى الفخراني عميد نجوم المسلسلات المصرية لا يملك أمام
مشاعر الجمهور الفياضة، التي تعطي الفرحة بلا حدود سوى تصديق أن أي شيء
يقدمه ممكن أن يحقق النجاح، من دون النظر إلى القيم الفنية والأدبية
والفكرية.
ورق ومفارقة
من الظلم البالغ أن نقول أن يحيى الفخراني
تساهل واستسهل، أو استرخى ونام ووجد نفسه يصور «شرف فتح الباب» من دون
تفكير أو تدبير، ومن دون استعداد وتمهيد. ربما تكون مشكلة الفخراني في أنه
لم يجد النص الجيد، لكن أيضاً لم يضربه أحد على يده.. فالمفارقة أن مؤلف
«المرسى والبحار» هو نفسه مؤلف «شرف فتح الباب» محمد جلال عبدالقوي، وهو
مؤلف كبير له صولات وجولات في الدراما، لكنه لا يريد أن يقتنع بأن الزمن
فاته، وأن القريحة لم تعد تمتلك شخصيات جديدة تستطيع أن تتعامل مع الواقع
أو تدهش الجمهور. والكاتب الكبير أسامة أنور عكاشة امتلك الشجاعة ليعتزل
الكتابة أو يقل من التناول الدرامي، فلكل زمان كتابه ومؤلفوه، لكن محمد
جلال عبدالقوي لا يمتلك هذا الذكاء، ولا فضيلة الابتعاد في صمت، فأتحفنا
بمسلسل الاستاذ «شرف فتح الباب»!!
مشكلة مسلسل «شرف فتح الباب» الخاصة
معي، أنني مع كل مشهد أتذكر إعلانات التلفزيون المصري لجريدة أخبار
الحوادث القاهرية في بداية التسعينات مع صدورها الأول، التي كان شعارها
«الجريمة لا تفيد»، وهو شعار في بلد كانت تعيش على الشعارات في ذاك الوقت،
كانت وزارة الصحة المصرية دشنت حملة للحفاظ على الصحة العامة للمواطنين من
خلال تنويهات أن «الحبل هو الحل» كدعوة لممارسة الجميع رياضة نط الحبل،
فركب الاخوان المسلمون الموجة لدخول مجلس الشعب المصري بشعار «الإسلام هو
الحل»، والآن «شرف فتح الباب» يعيدنا الى معكوس شعار الجريمة لا تفيد،
ويؤكد لنا أن الجريمة تفيد، والرشوة بوابة جديدة للفرج، والشهرة وتحقيق
الأحلام.
تناول أخلاقي
المسلسل الجديد يجعلنا نقع في فخ التناول الأخلاقي للدراما، فنحن أمام أفكار مريضة يقدمها المسلسل، من خلال قصة مملة وباردة.
«شرف»
البعيد تماماً عن الشرف (يؤدي دوره يحيي الفخراني)، رئيس المخازن في احدى
شركات القطاع العام، يعيش في أسرة متوسطة الحال، يفخر بتفوق الأبناء
ودخولهم أعلى الجامعات ما بين دراسة الهندسة والصيدلة، لكن الشركة تفسد
فرحته بقرارها الاستغناء عنه بعد 34 سنة وكل كبار الموظفين، وتخييرهم ما
بين المعاش المبكر أو الاستمرار مع تقاضي نصف المرتب بعمل آخر في مدينة
أخرى.
توقعنا مع هذه الحبكة الدرامية ان نرى ملحمة شرف في قيادة
الموظفين من أجل نيل حقوقهم من مخالب مافيا الخصخصة التي شهدتها مصر،
ويراها الاقتصاديون انها أكبر عملية نهب في تاريخ الوطن، والتي سمنت واثرت
رجال أعمال كل ما قاموا به في حياتهم أنهم اقتربوا فقط من دائرة الحكم
والنفوذ، تأهبنا ان يقوم شرف بالخلاص من لبس الميري والتمرغ بترابه، حسبما
تقول الأمثال المصرية، بابداع قصة كفاح خاصة يضرب بها المثل في الثراء
والنجاح من المال الحلال والتعب والكد للتدليل على ان فكرة الخصخصة في بيع
الشركات بأبخس الأسعار وتسريح الكفاءات العمالية كانت خطأ لا يمكن غفرانه،
لكن «شرف» فتح الباب للشياطين من اللحظة الأولى للعب برأسه، راودوا تشبثه
بالوظيفة واغووه بالتلاعب في أذونات المخازن بعشرة ملايين جنيه، مقابل ان
ينال مليونين، وتحمل شقاء السجن لسنوات قليلة.
وبعد ان تصارع داخلياً،
وجد الخلاص في مراودتهم بأخذ المال، ووضع لنفسه المبرر بان هذا المال يعد
نهاية خدمته، وانه يفعل مثل زملائه الذين اخذوا الكثير من المال الحرام
اثناء الخدمة، قبل الصفقة. لكن المحكمة لم ترحمه فحكمت عليه بـ15 عاماً،
والزوجة «هالة فاخر» تمسكت بالطلاق لانها تعرف الحلال، وتعرف سر صفقته،
وأوشكت عائلته على الانهيار، أو هي انهارت في عام واحد، حيث الابن «إسلام»
الذي يدرس الهندسة ترك الدراسة من أجل العمل، والاصغر «عبدالرحمن» خرج من
امتحان الثانوية العامة ولم يكمله لان المراقب سأله عن والده المتهم
بالرشوة.
وكاد شرف ان يتراجع ويعترف للشرطة بالصفقة التي دبرها مع رئيس
الشركة «العيسوي» (يلعب دوره أحمد خليل)، لكن كانت نيابة الأموال العامة
قد دبرت خطة للايقاع بالعيسوي عن طريق محامية الشركة (بثينة رشوان)،
وأوقعته متلبساً وعصابته، ليخرج بالتالي شرف بريئاً طاهراً وتقام
الاحتفالات بخروجه وامانته على أعلى المستويات.
لكن هل استوعب شرف الدرس ما بين الحلال والحرام؟ هل تعلم من المحنة وعرف ان مال الدنيا لا يكفي للحياة الشريفة الكريمة؟ الاجابة لا.
اجابة صعبة
للمرة
الثانية بعد خروج شرف فتح الباب من السجن فجعنا، توقعنا ان يتخلص من المال
الحرام، أو يتربع به للأعمال الخيرية، وان يتطهر من ذنوبه، أو يراجع نفسه
ويعترف بالخطأ ويتصالح مع نفسه، وزوجته، لكنه راوغنا واستمرأ الاحتفالات
على شرفه، وقبل الهدايا والعطايا، وبدأ رحلة الحفاظ على المال الحرام،
واقناع نفسه والزوجة بانه يستحقه، وتمادى في اعتلاء منبر المسجد ليخطب
صلاة الجمعة في المصلين، ويحدثهم عن الحياة مع الرزق الحلال.
ما الذي
يريد ان يقدمه شرف فتح الباب؟ الاجابة صعبة، لكن لا تزال أمام المسلسل
حلقات أخرى، وشرف بدأ صراعا على جبهتين الأولى مع «سيد» عامل اللحام الذي
صنع له خزان المياه ليخفي فيه ماله، والذي اكتشف خطة شرف في اخفاء المال،
والثانية مع «العيسوي» ورجاله في السجن الذين لا يريدون له ان يهنأ بالمال
وهم داخل السجن.
فهل سينتصر شرف في الحلقات القليلة الباقية للخير
وينظف نفسه وماله؟ ام سنفجع بفشل جديد ومروع للفخراني مع المخرجة رشا
شربتجي التي وقعت في عشرات الاخطاء الاخراجية في العمل من الاضاءة إلى
أداء الممثلين والكادرات؟!
وكادت نجوميته تتهاوى من السماء السابعة الى سابع ارض. وقتها وصل الى حافة
اليأس، وفكر في الانزواء الدرامي والاختفاء الفني، لكنه تراجع بفعل ماكينة
الانتاج المسلسلاتي، التي اقنعته انه «خيرها في غيرها»، فمن قبل فشلت له
اعمال، ولم تجرح شهرته مثل «لما الثعلب فات»، و«جحا المصري».. والمؤكد انه
تمالك شجاعته من اجل ان يستمر ويتواصل مع الجمهور، واخذ منه الامر عامين
من اجل مداواة هذا الفشل، فقدم «عباس الابيض» و«سيرة الهلالي» اللذين جارى
فيهما هموم ومواجع الناس مع الحرب العراقية والحرية والديموقراطية، حتى
تخلص من الكبوة بنجاح منقطع النظير العام الماضي عبر المسلسل السهل
الممتنع، والسطحي والبسيط «يتربى في عزو».. لكن يبدو انه لم يستوعب درس
«المرسى والبحار» فهو يكاد يكوى بنيران الفشل مرة ثانية، ويكاد يهوى نجمه
بالفعل في مسلسله الجديد «شرف فتح الباب»!
شخصيات فاسدة
ازمة نجوم
المسلسلات المصرية ان الجمهور يبالغ في ردود افعاله تجاههم، يصنع لهم اذا
ادخلوا الفرحة على قلبه، ووضعوا البسمة على وجهه، تماثيل من الحلوى على
طريقة شكوكو المونولوجست الشهير الراحل، ويضيئون له القناديل اينما حل.
وتابعوا جيدا الحفاوة التي قابل بها سكان مدينة مرسى مطروح الساحلية يحيى
الفخراني وفريق مسلسل «شرف فتح الباب» لتصوير مشاهد العمل هناك، حتى نزلاء
«سجن الحضرة» الذي صور فيه عدد من المشاهد اعتبروا الفخراني رمزهم ومخلصهم.
لكن
حفاوة اهالي مطروح الآن لا محل لها من الاعراب وهم يتابعون حلقات المسلسل،
ويتهمون الفخراني بانه شوه صورة اهالي مرسى مطروح بشخصيات الفاسدين التي
يقدمها، ونزلاء السجون صدموا في أن شخصية «شرف فتح الباب» لا تمت لاحلامهم
في حياة كريمة بصلة، هو مجرد مرتشٍ تخدمه الظروف في الفرار من أيدي
العدالة.
ويحيى الفخراني عميد نجوم المسلسلات المصرية لا يملك أمام
مشاعر الجمهور الفياضة، التي تعطي الفرحة بلا حدود سوى تصديق أن أي شيء
يقدمه ممكن أن يحقق النجاح، من دون النظر إلى القيم الفنية والأدبية
والفكرية.
ورق ومفارقة
من الظلم البالغ أن نقول أن يحيى الفخراني
تساهل واستسهل، أو استرخى ونام ووجد نفسه يصور «شرف فتح الباب» من دون
تفكير أو تدبير، ومن دون استعداد وتمهيد. ربما تكون مشكلة الفخراني في أنه
لم يجد النص الجيد، لكن أيضاً لم يضربه أحد على يده.. فالمفارقة أن مؤلف
«المرسى والبحار» هو نفسه مؤلف «شرف فتح الباب» محمد جلال عبدالقوي، وهو
مؤلف كبير له صولات وجولات في الدراما، لكنه لا يريد أن يقتنع بأن الزمن
فاته، وأن القريحة لم تعد تمتلك شخصيات جديدة تستطيع أن تتعامل مع الواقع
أو تدهش الجمهور. والكاتب الكبير أسامة أنور عكاشة امتلك الشجاعة ليعتزل
الكتابة أو يقل من التناول الدرامي، فلكل زمان كتابه ومؤلفوه، لكن محمد
جلال عبدالقوي لا يمتلك هذا الذكاء، ولا فضيلة الابتعاد في صمت، فأتحفنا
بمسلسل الاستاذ «شرف فتح الباب»!!
مشكلة مسلسل «شرف فتح الباب» الخاصة
معي، أنني مع كل مشهد أتذكر إعلانات التلفزيون المصري لجريدة أخبار
الحوادث القاهرية في بداية التسعينات مع صدورها الأول، التي كان شعارها
«الجريمة لا تفيد»، وهو شعار في بلد كانت تعيش على الشعارات في ذاك الوقت،
كانت وزارة الصحة المصرية دشنت حملة للحفاظ على الصحة العامة للمواطنين من
خلال تنويهات أن «الحبل هو الحل» كدعوة لممارسة الجميع رياضة نط الحبل،
فركب الاخوان المسلمون الموجة لدخول مجلس الشعب المصري بشعار «الإسلام هو
الحل»، والآن «شرف فتح الباب» يعيدنا الى معكوس شعار الجريمة لا تفيد،
ويؤكد لنا أن الجريمة تفيد، والرشوة بوابة جديدة للفرج، والشهرة وتحقيق
الأحلام.
تناول أخلاقي
المسلسل الجديد يجعلنا نقع في فخ التناول الأخلاقي للدراما، فنحن أمام أفكار مريضة يقدمها المسلسل، من خلال قصة مملة وباردة.
«شرف»
البعيد تماماً عن الشرف (يؤدي دوره يحيي الفخراني)، رئيس المخازن في احدى
شركات القطاع العام، يعيش في أسرة متوسطة الحال، يفخر بتفوق الأبناء
ودخولهم أعلى الجامعات ما بين دراسة الهندسة والصيدلة، لكن الشركة تفسد
فرحته بقرارها الاستغناء عنه بعد 34 سنة وكل كبار الموظفين، وتخييرهم ما
بين المعاش المبكر أو الاستمرار مع تقاضي نصف المرتب بعمل آخر في مدينة
أخرى.
توقعنا مع هذه الحبكة الدرامية ان نرى ملحمة شرف في قيادة
الموظفين من أجل نيل حقوقهم من مخالب مافيا الخصخصة التي شهدتها مصر،
ويراها الاقتصاديون انها أكبر عملية نهب في تاريخ الوطن، والتي سمنت واثرت
رجال أعمال كل ما قاموا به في حياتهم أنهم اقتربوا فقط من دائرة الحكم
والنفوذ، تأهبنا ان يقوم شرف بالخلاص من لبس الميري والتمرغ بترابه، حسبما
تقول الأمثال المصرية، بابداع قصة كفاح خاصة يضرب بها المثل في الثراء
والنجاح من المال الحلال والتعب والكد للتدليل على ان فكرة الخصخصة في بيع
الشركات بأبخس الأسعار وتسريح الكفاءات العمالية كانت خطأ لا يمكن غفرانه،
لكن «شرف» فتح الباب للشياطين من اللحظة الأولى للعب برأسه، راودوا تشبثه
بالوظيفة واغووه بالتلاعب في أذونات المخازن بعشرة ملايين جنيه، مقابل ان
ينال مليونين، وتحمل شقاء السجن لسنوات قليلة.
وبعد ان تصارع داخلياً،
وجد الخلاص في مراودتهم بأخذ المال، ووضع لنفسه المبرر بان هذا المال يعد
نهاية خدمته، وانه يفعل مثل زملائه الذين اخذوا الكثير من المال الحرام
اثناء الخدمة، قبل الصفقة. لكن المحكمة لم ترحمه فحكمت عليه بـ15 عاماً،
والزوجة «هالة فاخر» تمسكت بالطلاق لانها تعرف الحلال، وتعرف سر صفقته،
وأوشكت عائلته على الانهيار، أو هي انهارت في عام واحد، حيث الابن «إسلام»
الذي يدرس الهندسة ترك الدراسة من أجل العمل، والاصغر «عبدالرحمن» خرج من
امتحان الثانوية العامة ولم يكمله لان المراقب سأله عن والده المتهم
بالرشوة.
وكاد شرف ان يتراجع ويعترف للشرطة بالصفقة التي دبرها مع رئيس
الشركة «العيسوي» (يلعب دوره أحمد خليل)، لكن كانت نيابة الأموال العامة
قد دبرت خطة للايقاع بالعيسوي عن طريق محامية الشركة (بثينة رشوان)،
وأوقعته متلبساً وعصابته، ليخرج بالتالي شرف بريئاً طاهراً وتقام
الاحتفالات بخروجه وامانته على أعلى المستويات.
لكن هل استوعب شرف الدرس ما بين الحلال والحرام؟ هل تعلم من المحنة وعرف ان مال الدنيا لا يكفي للحياة الشريفة الكريمة؟ الاجابة لا.
اجابة صعبة
للمرة
الثانية بعد خروج شرف فتح الباب من السجن فجعنا، توقعنا ان يتخلص من المال
الحرام، أو يتربع به للأعمال الخيرية، وان يتطهر من ذنوبه، أو يراجع نفسه
ويعترف بالخطأ ويتصالح مع نفسه، وزوجته، لكنه راوغنا واستمرأ الاحتفالات
على شرفه، وقبل الهدايا والعطايا، وبدأ رحلة الحفاظ على المال الحرام،
واقناع نفسه والزوجة بانه يستحقه، وتمادى في اعتلاء منبر المسجد ليخطب
صلاة الجمعة في المصلين، ويحدثهم عن الحياة مع الرزق الحلال.
ما الذي
يريد ان يقدمه شرف فتح الباب؟ الاجابة صعبة، لكن لا تزال أمام المسلسل
حلقات أخرى، وشرف بدأ صراعا على جبهتين الأولى مع «سيد» عامل اللحام الذي
صنع له خزان المياه ليخفي فيه ماله، والذي اكتشف خطة شرف في اخفاء المال،
والثانية مع «العيسوي» ورجاله في السجن الذين لا يريدون له ان يهنأ بالمال
وهم داخل السجن.
فهل سينتصر شرف في الحلقات القليلة الباقية للخير
وينظف نفسه وماله؟ ام سنفجع بفشل جديد ومروع للفخراني مع المخرجة رشا
شربتجي التي وقعت في عشرات الاخطاء الاخراجية في العمل من الاضاءة إلى
أداء الممثلين والكادرات؟!
بديعة- مشرف (ة)
- عدد الرسائل : 6241
العمر : 39
Localisation : الدارالبيضاء
Emploi : موظفة
تاريخ التسجيل : 03/04/2008
مواضيع مماثلة
» «الصنارة» غناها عبد الهادي بلخياط وفتح الله لمغاري
» كم دخلتَ من هذا الباب ؟
» محمود الإدريسي وفلة الجزائرية يناديان بـفتح الباب 'في وجه الحباب'
» كم دخلتَ من هذا الباب ؟
» محمود الإدريسي وفلة الجزائرية يناديان بـفتح الباب 'في وجه الحباب'
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى