شهر بلا نهاية
صفحة 1 من اصل 1
شهر بلا نهاية
يظن بعض الناس أن شهر رمضان له نهاية.
وهو ظن فيه كثير من الخطأ» لأن رمضان إذا كانت له نهاية فإن هدفه يكون غير
قائم. والدليل علي ذلك في الآية الأولي من آيات الصيام في سورة البقرة.
فالله سبحانه وتعالي يقول فيها: "يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام
كما كتب علي الذين من قبلكم لعلكم تتقون".. والتقوي كما توحي الآية
الكريمة ليست ذات زمن محدود. وإنما هي ممتدة علي مدي الزمان. وهي مثال
للنموذجية في السلوك المعتمد علي طاعة الله وأداء العبادات والأخلاق التي
أمر بها. وإذن فالصيام له أثر ممتد علي مدي الزمان. والصيام ليس عبادة
شاقة بدليل أن الله سبحانه وتعالي ذكر أنه أيام معدودات. ولا يعني كونها
شهراً كاملاً أنها كثيرة. لأنها تأتي في كل عام مرة. فإذا حسبناها مقسمة
علي الشهور في السنة وجدنا أن نصيب كل شهر يومان ونصف اليوم تقريباً. لكن
تجميعها في شهر واحد يؤكد الالتزام بالتتابع فيها. وهو من شأنه يقوي العزم
علي الأداء للطاعات. فإذا كان الصيام هو الامتناع عن تناول أسباب الحياة
فإنه يقوي عزم الإنسان المؤمن علي اجتياز المصاعب والأزمات وعلي التغلب
علي المشكلات التي تعترض مسار الحياة الملتزمة.. وهذا يوجب علي المؤمن أن
يتذكر دائماً هدف الصيام وهو التقوي.
ولقد تحدث أهل العلم كثيراً عن التقوي. ومعانيها ليست عسيرة التحقيق.
لأنها تعني أولاً وقبل كل شيء: الوقاية. والوقاية كما تكون بالامتناع.
تكون أيضاً بالإقبال. يعني بالسلب والإيجاب معاً. وهذا يؤكد أن الإيمان
يقين في نفس المؤمن وحركة في جوارحه. وهو معني يلتقي مع تعريف أهل العلم
للإسلام بأنه عقيدة وعمل. وهو تعريف عندما نسقطه علي الصيام يعني أن هذه
العبادة امتناع وإقبال معاً. وإذا نظرنا بفهم واع إلي حديث الصيام: "من لم
يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه" نجد أن
ترك ذلك يعني عمل المقابل له. وهو قول الحق والعمل به. وهذا إذا ساد سلوك
الصائمين أثناء شهر رمضان وما بعده من شهور العام فإن الدنيا تكون عامرة
بالخير والتعاون علي البر والتقوي.
وإذا كانت أيام شهر رمضان تقترب من نهايتها فإن أثر صيام هذا الشهر
يبدأ العطاء والمعونة علي اجتياز العقبات وعلي عمل الخير من أجل حياة
أفضل. فالصيام ليس عبادة سلبية. وإنما هو عبادة إيجابية لأنه يربي الإنسان
علي الالتزام بالخير وترك المعصية. وهو معني التقوي التي هي هدف الصيام.
ويخطئ من يظن أن معني التقوي ينحصر في العبادة. لأن معني التقوي يشمل كل
نشاط في الحياة. حتي تربية البدن علي النشاط والحركة لأن نشاط البدن يجب
أن يكون من أجل العبادة وتقديم الخير للناس وليس فقط من أجل تقوية العضلات
لمجرد التقوية وإنما لاستخدام هذه القوة في كل عمل يعود بالخير علي كل
مستحق للخير وعلي الناس جميعاً.
إن شهر رمضان بهذه المعاني هو شهر الخيرات والبركات. فمن فاته تقديم
الخير فيه وتحقيق البركة له من صيامه فإن في هذه الأيام الأخيرة منه
متسعاً لمن يريد العمل. فالأيام الأخيرة من شهر الصيام فيها خير كثير» لأن
معاني الصيام تكون قد تعمقت في النفس وتأصلت في جذورها وأوشكت أن تؤتي
ثمارها.. وليس معني انتهاء أيام شهر رمضان انتهاء الخير بذلاً وعطاءً» لأن
التقوي وهي هدف الصيام ليست موقوتة بزمن الصيام وإنما هي ممتدة في الزمن
كله عملاً في الحياة ومثوبة من الله سبحانه بعد الممات. ومن واجب المؤمن
أن تكون حياته كلها في الخير وللخير. تأكيد للمعني القرآني الذي ورد في
قول الله تعالي في الآية "110" من سورة آل عمران: "كنتم خير أمة أخرجت
للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله".
وهو ظن فيه كثير من الخطأ» لأن رمضان إذا كانت له نهاية فإن هدفه يكون غير
قائم. والدليل علي ذلك في الآية الأولي من آيات الصيام في سورة البقرة.
فالله سبحانه وتعالي يقول فيها: "يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام
كما كتب علي الذين من قبلكم لعلكم تتقون".. والتقوي كما توحي الآية
الكريمة ليست ذات زمن محدود. وإنما هي ممتدة علي مدي الزمان. وهي مثال
للنموذجية في السلوك المعتمد علي طاعة الله وأداء العبادات والأخلاق التي
أمر بها. وإذن فالصيام له أثر ممتد علي مدي الزمان. والصيام ليس عبادة
شاقة بدليل أن الله سبحانه وتعالي ذكر أنه أيام معدودات. ولا يعني كونها
شهراً كاملاً أنها كثيرة. لأنها تأتي في كل عام مرة. فإذا حسبناها مقسمة
علي الشهور في السنة وجدنا أن نصيب كل شهر يومان ونصف اليوم تقريباً. لكن
تجميعها في شهر واحد يؤكد الالتزام بالتتابع فيها. وهو من شأنه يقوي العزم
علي الأداء للطاعات. فإذا كان الصيام هو الامتناع عن تناول أسباب الحياة
فإنه يقوي عزم الإنسان المؤمن علي اجتياز المصاعب والأزمات وعلي التغلب
علي المشكلات التي تعترض مسار الحياة الملتزمة.. وهذا يوجب علي المؤمن أن
يتذكر دائماً هدف الصيام وهو التقوي.
ولقد تحدث أهل العلم كثيراً عن التقوي. ومعانيها ليست عسيرة التحقيق.
لأنها تعني أولاً وقبل كل شيء: الوقاية. والوقاية كما تكون بالامتناع.
تكون أيضاً بالإقبال. يعني بالسلب والإيجاب معاً. وهذا يؤكد أن الإيمان
يقين في نفس المؤمن وحركة في جوارحه. وهو معني يلتقي مع تعريف أهل العلم
للإسلام بأنه عقيدة وعمل. وهو تعريف عندما نسقطه علي الصيام يعني أن هذه
العبادة امتناع وإقبال معاً. وإذا نظرنا بفهم واع إلي حديث الصيام: "من لم
يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه" نجد أن
ترك ذلك يعني عمل المقابل له. وهو قول الحق والعمل به. وهذا إذا ساد سلوك
الصائمين أثناء شهر رمضان وما بعده من شهور العام فإن الدنيا تكون عامرة
بالخير والتعاون علي البر والتقوي.
وإذا كانت أيام شهر رمضان تقترب من نهايتها فإن أثر صيام هذا الشهر
يبدأ العطاء والمعونة علي اجتياز العقبات وعلي عمل الخير من أجل حياة
أفضل. فالصيام ليس عبادة سلبية. وإنما هو عبادة إيجابية لأنه يربي الإنسان
علي الالتزام بالخير وترك المعصية. وهو معني التقوي التي هي هدف الصيام.
ويخطئ من يظن أن معني التقوي ينحصر في العبادة. لأن معني التقوي يشمل كل
نشاط في الحياة. حتي تربية البدن علي النشاط والحركة لأن نشاط البدن يجب
أن يكون من أجل العبادة وتقديم الخير للناس وليس فقط من أجل تقوية العضلات
لمجرد التقوية وإنما لاستخدام هذه القوة في كل عمل يعود بالخير علي كل
مستحق للخير وعلي الناس جميعاً.
إن شهر رمضان بهذه المعاني هو شهر الخيرات والبركات. فمن فاته تقديم
الخير فيه وتحقيق البركة له من صيامه فإن في هذه الأيام الأخيرة منه
متسعاً لمن يريد العمل. فالأيام الأخيرة من شهر الصيام فيها خير كثير» لأن
معاني الصيام تكون قد تعمقت في النفس وتأصلت في جذورها وأوشكت أن تؤتي
ثمارها.. وليس معني انتهاء أيام شهر رمضان انتهاء الخير بذلاً وعطاءً» لأن
التقوي وهي هدف الصيام ليست موقوتة بزمن الصيام وإنما هي ممتدة في الزمن
كله عملاً في الحياة ومثوبة من الله سبحانه بعد الممات. ومن واجب المؤمن
أن تكون حياته كلها في الخير وللخير. تأكيد للمعني القرآني الذي ورد في
قول الله تعالي في الآية "110" من سورة آل عمران: "كنتم خير أمة أخرجت
للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله".
نجيب- عدد الرسائل : 260
العمر : 54
تاريخ التسجيل : 15/07/2008
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى