رمضان يدعوك إلى ترك التدخين

من المؤكد أن فوائد التوقف عن التدخين تبدأ منذ اليوم الأول الذي يقلع فيه
المرء عن التدخين، فمتى توقف عن التدخين يبدأ الدم في امتصاص الأكسجين
بدلا من غاز أول أكسيد الكربون السام، وهو ما سيرفع من تشبع الدم
بالأكسجين، وبالتالي تخف الأعباء الملقاة على القلب تدريجيا.
ولا
تخفى مضار التدخين وعواقبه الوخيمة، فقد علا صوت الأطباء وهم يصيحون
بفداحة الضرر الذي تلحقه السجائر بالمدخن وبمن يجالسه أيضا. وفي المقابل
كثرت حجج من لا يستطيع ترك التدخين. ولكن لي هنا وقفة مع رحلة المدخن في
شهر رمضان المبارك، وهو كما تعلمون شهر يمنع فيه الاكل والشرب والتدخين
لأكثر من 11ساعة.
فرصة
المدخنون الذين يريدون الإقلاع عن هذه
العادة الذميمة سيجدون في رمضان فرصة جيدة للتدرب على ذلك. فإذا كنت أيها
الصائم تستطيع الاقلاع عن التدخين لساعات طويلة أثناء النهار، فلماذا لا
تداوم على ذلك؟ فكل ما يتطلبه الامر هو عزيمة صادقة، والايمان القوي بما
تسببه السيجارة من مصائب لك ولمن حولك.
وقت الصوم
في أول يوم من
رمضان، عادة ما يشكو المدخن من تحوله إلى بركان يغلي بسبب عدم تدخينه ولو
سيجارة واحدة طوال الساعات الطويلة للصيام. ولكن ما يجب ان يعيه المدخن ان
ما يشعر به خلال الأيام الأولى من رمضان هو نتيجة لعملية التطهير التي
تحدث في أجسامنا. فالصوم يسبب إفراز الجسم لسمومه التي تكدست فيه على مدى
فترة طويلة من الأشهر. ولكون السموم في جسد المدخن كثيرة، فإن غسل جسمه من
السموم هو ما يسبب له صداعا فظيعا ونرفزة وتوترا. فالسموم التي يحاول
الصوم غسلها من جسمه كثيرة ومتنوعة، وسريانها في دمائه قبل خروجها من
الجسم يسبب ظهور كل هذه الآثار.
وقت الإفطار
كما نلاحظ حينما يؤذن
لصلاة المغرب ويفطر الصائمون، تجد المدخن منهم يبحث عن السيجارة والولاعة
أو الشيشة والفحم والمعسل. فبدلا من ان يساعد جسمه على التخلص من السموم،
نجده يكدسها أكثر فأكثر. بالإضافة إلى ان بعض المدخنين يكون همهم الأكبر
هو كيفية قضاء الليلة وهم يستمتعون بالتدخين لأنهم كانوا محرومين منه طوال
فترات الصوم. ولذا يلتقي الأصدقاء ويدور بينهم نقاش حول أي مقهى أو خيمة
رمضانية سيذهبون إليها، وأي منها تقدم أفضل أنواع التبغ وأنظف شيشة. أي ان
العنصر الأهم في جمعتهم وراحتهم هو الشيشة.
وهنا يمكن عزيزي القارئ أن
تعرف لماذا لا نندهش كأطباء من زيادة المشاكل التنفسية في رمضان. وذلك
لأنه في الوقت نفسه الذي يتخم فيه البعض بطونهم بالطعام بكميات وأنواع
كثيرة وفي وقت واحد، تزداد أيضا نوعية أخرى من الصائميين ممن يتخمون
رئاتهم بأنواع عديدة من التبغ وكيميائياته.
لكن هذا ليس حال الكل،
فهناك ممن يجب تحيتهم وتشجيعهم على وقفتهم الحاسمة والشجاعة أمام التدخين،
ذلك لأنهم امتنعوا عنه، أو على الأقل اكتفوا بالتقليل منه إلى سيجارة او
اثنتين. فالتفتوا إلى أعمال رمضان الكريمة وجعلوه بداية لتنظيف الجسد من
السموم.

قف مع نفسك
عزيزي المدخن اجعل من
رمضان بداية لفترة خالية من التدخين تمتد الى آخر يوم من عمرك. فلا احد
يريد ان يموت منقوص العمر، او أن يصاب بأمراض فتاكة ومؤلمة. لذا فبمثل ما
امتنعت عن التدخين أثناء صومك، أكمل المشوار بعد إفطارك. وواظب على ممارسة
الرياضة لأن فيها نشاطا وتفريغا لطاقتك.
وإن لم تستطع ذلك، توجه إلى
أخذ الاستشارة والعلاج من جمعيات النفع العام المختصة بالتدخين، فعياداتها
مفتوحة لك ولمساعدتك، وبالمجان.
ألم يئن لك أن تقف مع نفسك وقفة شجاعة وتنصر بدنك نصرة الحق؟ فإذا لم تستمع وتلبي نداء أنين وشكوى جسدك، فمن سيلبيها غيرك؟.

هل التدخين.. رقي؟
يعتبر
البعض التدخين مظهرا من مظاهر الرفاهية أو مؤشرا للطبقة الراقية، وآخرون
يعتبرون تقديم السجاير للضيف على إنه من حسن الضيافة والإكرام. لكن إذا
كان ذلك صحيحا، فهل شاهدتم مرة أي رئيس دولة يدخن أو يقدم هدية علبة سجائر
من الذهب الخالص والماس لضيف عنده؟

مدخنو الدرجة الثانية
التدخين
السلبي، أو مدخنو الدرجة الثانية، هم من يعيشون مع المدخن (كأفراد
الاسرة)، يصاحبون المدخن في تعرضه للخطر من الأمراض الفتاكة. فعلى سبيل
المثال، اكد العديد من الدراسات الطبية على إن شريك المدخن أكثر عرضه
بنسبة 40% للإصابة بسرطان الرئة مقارنة بمن يعيش مع غير المدخنين، ذلك
بالإضافة إلى ارتفاع خطر التعرض للأمراض التالية:
- نهيج العين والأذن.
- صداع.
- احتقان في البلعوم.
- دوخة.
- غثيان.
- السعال أو الكحة.
تأثيره على الأطفال
والأهم
هنا هو الضرر الذي يتعرض له الأطفال، حيث أن الرئة وجهاز المناعة عندهم
اصغر حجما واقل تطورا، مما يجعلهم أكثر عرضه لمشاكل الجهاز التنفسي. كما
إن استنشاقهم للمواد الضارة والسامة بالدخان يكون أكثر سمية لقلة أوزانهم،
مما يصيبهم بالأمراض التالية:
- ضيق التنفس.
- التهاب الرئة.
- الربو والحساسية.
- التهاب الأذن الوسطى.
لا ضرر ولا ضرار
لذا،
فيمكن اعتبار تدخين السجائر في المنزل هو الأكثر تدميرا وتخريبا لصحة
الأسرة. فبما إن المدخن يحب التدخين جدا ومستعد للتضحية بصحته من أجلها،
فليكمل تضحيته ويقوم بتدخين السيجارة في عزلة خارج المنزل أو في ممر
البناية أو في السيارة، حتى يجنب أهل بيته الضرر.
فلا ضرر ولا ضرار.

التدخين يغيـّر عمل الدماغ
كشف
أطباء من مستشفى هامرسميث في لندن وجامعة امبريال كولج البريطانية أن
الأمراض الرئوية التي تظهر بسبب التدخين تؤدي إلى تغييرات في طريقة عمل
الدماغ.
ويشيرون إلى أن نقص الأكسجين هو سبب هذه التغييرات. فمن
المعروف ان التدخين يؤدي بعد فترة طويلة إلى مرض انتفاخ الرئة، وهو مرض
يسبب إعاقة تدفق الهواء من الرئتين واليها، بما يجعل المدخنين ضيقي النفس،
لتقلص قدرة الجهاز التنفسي على التخلص من ثاني اكسيد الكربون، ودخول
الأكسجين إليه. وهذا التقلص في تدفق الأكسجين لا تقتصر أضراره على الجهاز
التنفسي فقط، بل يترك آثارا سلبية على جميع أعضاء الجسم، بما فيها الدماغ.
وفي
هذه الدراسة استخدم فريق البحث تقنية تعرف اختصارا باسم «م ار اس»، لفحص
أداء الدماغ في المدخنين ممن يعانون من مرض رئوي خطير. وتوقع الباحثون
العثور على حامض اللكتيك وبيئة حمضية في الدماغ، كما هو الحال في الأعضاء
التي تتعرض لنقص الأكسجين. ولكنهم لاحظوا بدل ذلك وجود معدلات من المواد
القلوية في الخلايا الدماغية، مما يعني أن الدماغ عوض عن النقص بالتغيير
في طرق عمله، وبمواجهة التغييرات الكيماوية الناتجة من نقص الأكسجين.
بعد التوقف عن التدخين
وبحسب
البحث، فالدماغ له القدرة على معاودة العمل بالطريقة الطبيعية بعد عودة
الأكسجين إلى معدلاته الطبيعية. فعندما أعطى الباحثون الأكسجين للمرضى
لاحظوا تلاشي تلك التغيرات، وعودة الدماغ لسابق عهده، أي ان التوقف عن
التدخين يلغي من هذه التغيرات.
ويقول الباحث الدكتور سيمون: «أثبتنا ان
للدماغ قدرة على التأقلم مع آثار التدخين من خلال إعادة ترتيب بيئته
الكيماوية على نحو يضمن استمرار قيامه بمهامه في الظروف غير الملائمة».

دراسات
علاقة التدخين بالصحة النفسية
علاقة
التدخين بتدهور الصحة العامة معروفة، غير أن دوره في الصحة النفسية لا
يزال غير واضح لدى الكثيرين، بل هناك من يعتقد جزافا بأن التدخين يساعد في
تخفيف التوتر العصبي. ولكن لنستعرض الحقائق العلمية لهذا الموضوع:
تعتبر
مادة النيكوتين مادة منبهة ومنشطة للجهاز العصبي تماما كالكافيين، بيد أن
التدخين يحمل اضعاف مخاطر القهوة. فهو يسبب ردة فعل فسيولوجية مضادة
للتوتر النفسي التي تشمل إفراز الهرمونات، ونشاطا مستمرا لخلايا الجسم
المسؤولة عن الدفاع عن الصحة الداخلية والتوازن العاطفي.
وعلى الرغم من
كون ردة فعل هذه للنيكوتين هي ردة الفعل نفسها التي تحدث في حالة التعرض
للضغوط النفسية، فإنها تختلف عنها بكونها تحدث في غياب الضغوط النفسية،
وبالتالي فإن ارتفاع درجة النشاط الأيضي في الخلايا وزيادة النشاط العصبي
تصبح هي الحالة الطبيعية بالنسبة للمدخن. بما معناه، أن غياب النيكوتين عن
الجسم يؤدي إلى ردة فعل فسيولوجية عصبية، وإلى مشاعر اكتئاب خفيفة تؤدي
إلى التوتر، وهو ما يولد الرغبة الشديدة في التدخين، حتى يستعيد الجسم
الحالة الطبيعية التي تعوّد عليها المدخن.
لكن من المهم لفت الانتباه
إلى أن التدخين لمدة طويلة يؤدي إلى تقليل الاستجابة النفسية للنيكوتين
وهو ما يؤدي إلى زيادة الكمية المطلوبة، حتى نصل إلى الحالة النشطة
والمتهيجة ذاتها. وذلك بالرغم من إن التأثير السلبي للتدخين على الجسم
وخاصة الرئتين يبقى ساري المفعول ويزداد مع ارتفاع عدد السجائر.
رمضان يدعوك إلى ترك التدخين 216856Pictures_2008_09_24_7052acfe_a1a7_4dcf_b9fb_a0b0cf1babbc

رمضان يدعوك إلى ترك التدخين 216856Pictures_2008_09_24_7052acfe_a1a7_4dcf_b9fb_a0b0cf1babbc

رمضان يدعوك إلى ترك التدخين 733375Pictures_2008_09_24_c51aa699_baa4_4898_9111_226447efae97