من طرف said السبت 27 سبتمبر 2008 - 21:45
أجمع عدد من المتدخلين، بطنجة خلال ندوة ثقافية ، أن فكر العلامة عبد الله كنون تميز بالعصامية والنبوغ والشمولية مع التنوع والانفتاح. وأبرز المتدخلون، خلال ندوة "عبد الله كنون: التنوع والانفتاح" التي ينظمها المنتدى الثقافي لطنجة على مدى يومين تخليدا للذكرى المائوية لميلاد هذا العلامة ، أن عبد الله كنون كان فقيها عالما وأديبا شاعرا ورجلا وطنيا مجاهدا. وفي هذا الإطار ، أبرز عميد كلية الحقوق بطنجة عبد السلام بن حدو ملكة النبوغ في فكر عبد الله كنون التي تجلت في كتابه الشهير "النبوغ المغربي" (سنة1937) والذي كان عبارة عن خلاصة دراسة قام بها كنون لأزيد من500 شخصية مغربية وعربية وأجنبية كتبت عن المغرب الأقصى. وأوضح أن الرجل كان ذو فكر ثاقب وسابق لعصره، تميز بالواقعية والعملية التي تطبع الفكر المغاربي الأندلسي، حيث تحدث في كتاباته ودراساته عن هوية المغرب العربية الأمازيغية، وتصدى لمحاولات المستشرقين بث الفرقة بأفكار علمية وواقعية. ووقف بنحدو على مجموعة من أبحاث عبد الله كنون حول فكرة "المدينة الفاضلة" وسبل تدبير الشأن العام ، ومساهماته في تجديد العلوم الشرعية وترسيخ فقه المقاصد ، بالإضافة إلى دواوينه وتراجمه لأعلام المغرب. ومن جانبه ، رصد الباحث الجامعي عبد السلام شقور "الوظيفة الإيحائية لتراث الشيخ عبد الله كنون" من خلال مسار حياة الرجل الأدبي والوطني انطلاقا من مدينة طنجة إلى باقي جهات المملكة. وأشار إلى أن كتابه "النبوغ المغربي" جاء في مرحلة شرع فيها رجالات الحركة الوطنية في تدوين تاريخ المغرب وتقاليده وأعلامه ردا على هجمة المستشرقين أثناء بدايات الاستعمار ومحاولاتهم النيل من تاريخ المغرب ووحدته. وأضاف أن جل رجال الحركة الوطنية وعلمائها كتبوا عن مناطقهم والمدن التي شبوا فيها ما عدا عبد الله كنون الذي كانت له نظرة شامله للواقع المغربي وحاول إبراز وجه التميز في تاريخ المغرب منذ الفتح الإسلامي. ومن جهته ، تحدث الأستاذ الجامعي محمد كنون الحسني عن ملامح العصامية والتكوين الذاتي في شخصية عبد الله كنون خلال مراحل حياته، مشيرا إلى مرحلة طفولته على الخصوص حيث لم يلتحق فيها بأية مدرسة نظامية بل تلقى العلم على يد عدد من المشايخ، من بينهم والده، قبل انطلاقه في شق طريقه الخاص. وأضاف أن الرجل تمكن من تكوين شخصيته الأدبية بمجهوده الخاص، ومن خلال مطالعاته لكتب ومجلات تصدر في المغرب وأخرى قادمة من المشرق، معتمدا على منطق المقارنة وتعدد المصادر في التكوين والتعلم والبحث. كما تطرق المشاركون في أشغال الندوة إلى مساهمة عبد الله كنون في تثبيت انتقال مدينة طنجة من وضعها الدولي إلى حظيرة الوطن، ورصد معالم الزهد والفكر الديني لهذا الرجل العلامة، وستختتم الندوة بجلسة مفتوحة حول "آفاق الثقافة في المدينة، أي دور للمثقف". وفي كلمة باسم الجهة المنظمة ، أبرز المنسق العام للمنتدى الثقافي لطنجة أحمد الفتوح أن تنظيم هذه التظاهرة يدخل في إطار أهداف المنتدى للتعريف بالشخصيات الثقافية وأعلام مدينة طنجة حيث سيتم تجميع أشغال هذه الندوة ونشرها في كتاب. وقد تم خلال الندوة ، المنظمة بتعاون مع مؤسسة عبد الله كنون للثقافة والبحث العلمي ، افتتاح معرض لصور هذا العلامة وإقامة رواق للتعريف بكتبه ومؤلفاته في مجالي الأدب والفقه وبعض الوثائق والمخطوطات التي كانت بحوزته. ولد عبد الله كنون بفاس عام1908 لينتقل رفقة أسرته أعواما بعد ذلك إلى طنجة حيث تعلم مبادئ القراءة والكتابة وهو في سن السادسة ، وشرع في قرض الشعر وكتابة المقالات الأدبية منذ صباه ، وتولى مسؤوليات إدارية بمدينة طنجة الدولية من بينها وزارة العدل وإدارة معهد مولاي الحسن للأبحاث ، كما مثل المغرب في عدد من المجامع اللغوية بمصر والأردن وسورية والعراق ، ومجمع البحوث الإسلامية بمصر ورابطة العالم الإسلامي بمكة المكرمة ، وساهم في تأسيس رابطة علماء المغرب ، وتولى أمانتها العامة منذ تأسيسها عام1961 إلى وفاته عام1989 . 2008/9/23 |
|
| |
|