حشر الدين في كل شيء!
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
حشر الدين في كل شيء!
لقد اتّسعت دائرة ُ الزجّ بالدين في كل المسائل حتى وصلت إلى الأغاني. وبات الفردُ يخشى أن تَصدُر فتوى تكفيرية ضده لأنه تعطّر بالعطر الفلاني، أو قرأ رواية عالمية، أو حتى تأبط ذراعَ زوجته في الشانزليزيه!
أولاً: القضية المُثارة حول إحدى المطربات العربيات ليست الأولى ولن تكون الأخيرة. ولقد صدر قرارٌ من المرجعيات الثقافية في مصر بأن الصورة التي ظهرت فيها المطربة ليست للمسجد بل لصهريج السَبيل المُلحق بالمسجد. وبغضّ النظر عن خلفيات القضية التي يعرفها القريبون من القرار، فإن رجال الدين ليس لديهم عمل سوى «تصيّد» حركات الفنانات وصورهن!؟ ولنفترض أنه ظهرت فنانة أمام مسجد! لماذا تقوم الدنيا بهذه الصورة؟ كما أن تهمة الثياب غير اللائقة للمطربة أمرٌ نسبي. فيمكن أن يكون بنطلون الجينز – الذي تلبسه بناتُ بعض رجال الدين – غير لائق. أو أن مرور أي امرأة أمام المسجد وهي كاشفة الرأس أمرٌغير لائق دينياً! والقضية هنا نسبية وتعتمد على موقف (الحَكَم) منها.
ثانياً: لا أجدُ مُبرراً لحشر آراء الفنانات المُعتزلات أو «التائبات» في قضية المطربة الشابة، واتخاذهن «حُجة ً» لرجال الدين. والموقف يتطلب أن تنأى تينك «التائبات» بأنفسهن عن الدخول في مثل تلك القضايا ويبقين على «توبتهن»، خصوصاً أنهنَ تبن بعد أن وصلنَ إلى سن اليأس، وليس من حقهن الحكم على فنانة جميلة وصغيرة بأي أحكام دينية، خصوصاً أنهن – عندما كنّ في سنّها- لم يسمعن نصائح الوعاظ، رغم كثرتهم في أوج «ذروتهن» الفنية؟!
ثالثاً: نحن لا ندري لماذا يحشر بعضُ رجال الدين أنوفهم في كل مظهر من مظاهر الحياة؟ هنالك قضايا تتقاطع مع السياسة، فلماذا يغضّون الطرفَ عنها؟؟! لماذا يسكت هؤلاء عن قضايا الزجّ بالمواطنين في السجون دون أي تُهم؟ لماذا يسكتون عن قضايا الفساد وسوء الإدارة وسرقة أموال الدولة؟ لماذا لا يتحدثون عن تجارة المخدرات التي تقضي على الشباب؟! لماذا فقط يجلسون على الأرائك ويستمتعون بالفضائيات وجمال الفنانات والراقصات وأردافهن، ثم يُصدرون فتاويهم فقط على مظهر معين أو لقطة مسرحية أو رواية فيها سطرٌ يتحدث عن الجنس؟! لماذا لا يصلونَ إلى الحكام ويأمرونهم بإغلاق محطات التلفزيون والإذاعة والمسرح والمجلات والصحف. لأن كل هذه الوسائل تروّج للفساد وصور الفنانات وأخبارهن «الساذجة»؟! وبذلك يقضون على آلاف العائلات التي تعتمد فيها حياتها على مثل تلك الأعمال؟!
للأسف، إن الأوضاعَ «الحديدية» في بعض الدول الإسلامية وخوفَ بعض رجال الدين على مصالحهم وارتباطاتهم المالية مع الدولة يجعلهم يَغضّون الطرفَ عن قضايا الأمة الرئيسية والمُلحة. ويُضيّعون أوقاتهم وأعصابَهم وأعصابَ غيرهم في اللهاث وراء هذه الفنانة أو ذاك الراوي من أجل التقاط أي هفوة أو مشهد، ليقوموا بربطه بالدين والأخلاقيات العليا، وبذلك «يُلهُونَ» المجتمع في قضايا هامشية. ويقومون بالاجتراء على حرمات الآخرين والتسلط على رغيف خبزهم، لأن الدولة لا تعاقبهم على ذلك. بل نجدُ الدولة تستمرئ ذاك الاجتراء لإلهاء الناس عن قضايا بلادهم الداخلية المؤلمة. تماماً كما يفعلون في مباريات كرة القدم ويفرّقون المجتمع بين مُشجّع للأحمر ومتعصّب للأبيض أو الأخضر!
إن الموجة الجديدة من تصرفات رجال الدين سوف ترتدّ على الحكومات إن لم تبادر هذه الحكومات إلى «لجم» بعض المتمصلحين من وراء الدين، والذين ينافقون الدولة بالسكوت عما لا يجب السكوت عنه، والتلصص على الفضائيات لاقتناص حالة «تلّبس» ضد هذه الفنانة أو ذاك الفنان!
آخر موضات رجال الدين: أن رئيس قسم الحديث بجامعة الأزهر أفتى بشرعية إرضاع المرأة لزميل العمل منعاً للخلوة المُحرّمة! أليس هذا جنون الجنوح؟!
ألسنا على صواب إن قلنا: إن بعض رجال الدين فقدوا صوابَهم؟! أخشى أن يُكفّروني اليوم قبل الغد؟!
د. أحمد عبدالملك *
كاتب من قطر
أولاً: القضية المُثارة حول إحدى المطربات العربيات ليست الأولى ولن تكون الأخيرة. ولقد صدر قرارٌ من المرجعيات الثقافية في مصر بأن الصورة التي ظهرت فيها المطربة ليست للمسجد بل لصهريج السَبيل المُلحق بالمسجد. وبغضّ النظر عن خلفيات القضية التي يعرفها القريبون من القرار، فإن رجال الدين ليس لديهم عمل سوى «تصيّد» حركات الفنانات وصورهن!؟ ولنفترض أنه ظهرت فنانة أمام مسجد! لماذا تقوم الدنيا بهذه الصورة؟ كما أن تهمة الثياب غير اللائقة للمطربة أمرٌ نسبي. فيمكن أن يكون بنطلون الجينز – الذي تلبسه بناتُ بعض رجال الدين – غير لائق. أو أن مرور أي امرأة أمام المسجد وهي كاشفة الرأس أمرٌغير لائق دينياً! والقضية هنا نسبية وتعتمد على موقف (الحَكَم) منها.
ثانياً: لا أجدُ مُبرراً لحشر آراء الفنانات المُعتزلات أو «التائبات» في قضية المطربة الشابة، واتخاذهن «حُجة ً» لرجال الدين. والموقف يتطلب أن تنأى تينك «التائبات» بأنفسهن عن الدخول في مثل تلك القضايا ويبقين على «توبتهن»، خصوصاً أنهنَ تبن بعد أن وصلنَ إلى سن اليأس، وليس من حقهن الحكم على فنانة جميلة وصغيرة بأي أحكام دينية، خصوصاً أنهن – عندما كنّ في سنّها- لم يسمعن نصائح الوعاظ، رغم كثرتهم في أوج «ذروتهن» الفنية؟!
ثالثاً: نحن لا ندري لماذا يحشر بعضُ رجال الدين أنوفهم في كل مظهر من مظاهر الحياة؟ هنالك قضايا تتقاطع مع السياسة، فلماذا يغضّون الطرفَ عنها؟؟! لماذا يسكت هؤلاء عن قضايا الزجّ بالمواطنين في السجون دون أي تُهم؟ لماذا يسكتون عن قضايا الفساد وسوء الإدارة وسرقة أموال الدولة؟ لماذا لا يتحدثون عن تجارة المخدرات التي تقضي على الشباب؟! لماذا فقط يجلسون على الأرائك ويستمتعون بالفضائيات وجمال الفنانات والراقصات وأردافهن، ثم يُصدرون فتاويهم فقط على مظهر معين أو لقطة مسرحية أو رواية فيها سطرٌ يتحدث عن الجنس؟! لماذا لا يصلونَ إلى الحكام ويأمرونهم بإغلاق محطات التلفزيون والإذاعة والمسرح والمجلات والصحف. لأن كل هذه الوسائل تروّج للفساد وصور الفنانات وأخبارهن «الساذجة»؟! وبذلك يقضون على آلاف العائلات التي تعتمد فيها حياتها على مثل تلك الأعمال؟!
للأسف، إن الأوضاعَ «الحديدية» في بعض الدول الإسلامية وخوفَ بعض رجال الدين على مصالحهم وارتباطاتهم المالية مع الدولة يجعلهم يَغضّون الطرفَ عن قضايا الأمة الرئيسية والمُلحة. ويُضيّعون أوقاتهم وأعصابَهم وأعصابَ غيرهم في اللهاث وراء هذه الفنانة أو ذاك الراوي من أجل التقاط أي هفوة أو مشهد، ليقوموا بربطه بالدين والأخلاقيات العليا، وبذلك «يُلهُونَ» المجتمع في قضايا هامشية. ويقومون بالاجتراء على حرمات الآخرين والتسلط على رغيف خبزهم، لأن الدولة لا تعاقبهم على ذلك. بل نجدُ الدولة تستمرئ ذاك الاجتراء لإلهاء الناس عن قضايا بلادهم الداخلية المؤلمة. تماماً كما يفعلون في مباريات كرة القدم ويفرّقون المجتمع بين مُشجّع للأحمر ومتعصّب للأبيض أو الأخضر!
إن الموجة الجديدة من تصرفات رجال الدين سوف ترتدّ على الحكومات إن لم تبادر هذه الحكومات إلى «لجم» بعض المتمصلحين من وراء الدين، والذين ينافقون الدولة بالسكوت عما لا يجب السكوت عنه، والتلصص على الفضائيات لاقتناص حالة «تلّبس» ضد هذه الفنانة أو ذاك الفنان!
آخر موضات رجال الدين: أن رئيس قسم الحديث بجامعة الأزهر أفتى بشرعية إرضاع المرأة لزميل العمل منعاً للخلوة المُحرّمة! أليس هذا جنون الجنوح؟!
ألسنا على صواب إن قلنا: إن بعض رجال الدين فقدوا صوابَهم؟! أخشى أن يُكفّروني اليوم قبل الغد؟!
د. أحمد عبدالملك *
كاتب من قطر
بنت الريف- عدد الرسائل : 71
العمر : 42
Localisation : Assila
Emploi : employée
تاريخ التسجيل : 10/02/2008
رد: حشر الدين في كل شيء!
الان اخذت مقولة الدين افيون الشعوب مصداقيتها
nezha- عدد الرسائل : 6218
العمر : 61
Localisation : s/a/g
تاريخ التسجيل : 16/04/2008
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى