كارثة جديدة ستحل بالمغرب

انهيار السدود وارد في أية لحظة و مهندسو المغرب يطلبون المساعدة من نظرائهم بمدينة مليلية المحتلة
أدى فتح بوابات الأمان الثانية والثالثة لسد عبد الكريم الخطابي إلى فيضانات قوية، جرفت على إثرها المياه المتدفقة بشكل مرعب، كل ما وجدته في طريقها بجماعة آيت يوسف أوعلي، بمنطقة السواني، التابعة لإقليم الحسيمة.
ففي حدود الساعة الحادية عشرة صباحا تجاوزت حقينة سد عبد الكريم الخطابي الواقع على وادي النكور، نسبة 100%، أي 20 مليون متر مكعب. وخشية انهيار السد، عمدت مندوبية وزارة التجهيز إلى إعطاء أوامرها بفتح بوابات الأمان، إلا أن الأمر سيتعذر رغم المحاولات العديدة، ليلجأ مهندسو المندوبية إلى طلب المساعدة من نظرائهم بمدينة مليلية المحتلة، الذين ما أن نجحوا في مهمتهم، حتى اندفعت المياه بقوة نحو أراضى جماعة يوسف أوعلي، جارفة المحاصيل والمواشي والممتلكات.
وخلال لقاء تواصلي، عقب الكارثة، أعلن والي جهة تازة الحسيمة تاونات وعامل عمالة الحسيمة، أن مياه السد أدت إلى إتلاف الأراضي الفلاحية وإلى انهيار عدد من القناطر، خاصة قنطرتي وادي النكور وتازولاخت على الطريق الوطنية رقم 2 الرابطة بين قسيطة والحسيمة، وكذا إلى انهيار جزء من الطريق الرابطة بين الحسيمة وإمزورن، فضلا عن انجراف التربة بأربعاء تاوريرت وشقران ونفوق عدد من رؤوس الماشية وتضرر بعض المنازل والمحلات التجارية.
ووفق الأخبار الواردة من عين المكان، تم إجلاء حوالي 800 شخص (30 أسرة) من ساكنة السواني وبعض الدواوير المجاورة لسد محمد بن عبد الكريم الخطابي حفاظا على سلامة المواطنين.
من جهته، أوضح المدير المساعد لمديرية الطرق بوزارة التجهيز والنقل، أن سوء أحوال الطقس تعيق عملية إصلاح القناطر التي جرفتها مياه الفيضانات، مضيفا أن الوزارة سخرت كل الإمكانيات من عمال ورافعات وشاحنات لإزاحة الأوحال وبقايا الإنجرافات وتساقط الأحجار من الجبال بمنطقة بوعرمة على طول الطريق المقطوعة.
بموازاة مع هذا الحادث،و تشهد مديريات الماء والتجهيز، في مختلف مناطق المغرب، حالة استنفار قصوى، عزاها مصدر مسؤول بوزارة التجهيز والنقل، إلى كثافة التساقطات المطرية التي جاوزت المتوسط المتوقع وأدت إلى خسائر بشرية ومادية جسيمة، موضحا أن وزارة كريم غلاب أصدرت دورية داخلية تشدد على ضرورة رفع مندوبياتها تقارير دورية بخصوص حقينة السدود المنتشرة عبر التراب الوطني، مع فتح خط مباشر لفائدة ثلة من المهندسين القائمين على سد الحسن الداخل الذي جاوزت نسبة امتلاء مائة بالمائة.
وعلى خلاف هذا التصريح المتفائل تتداول ساكنة المناطق المتاخمة للسدود، منذ بداية الأسبوع، أخبارا ومخاوف بخصوص ما باتت تشكله التجمعات المائية من تهديد للأرواح والممتلكات في حال حدوث انهيار تخت ضغط المياه.
وتذهب تصريحات بعض الجمعيات إلى التساؤل الصريح حول نسبة الأوحال داخل السدود المغربية ومدى توفرها على الشروط الضرورية قبل البناء كالانحدار أو الميل، ومسافة البعد عن المناطق السكنية ونسبة الهدوء التكتوني والأخذ بعين الاعتبار تعرض المنطقة التي يقام عليها لهزات أرضية أو بركانية سابقة، بالإضافة إلى طبيعة الطبقات الأرضية بالنسبة لأرضية السد من حيث النفاذية وعدم القابلة للانتفاخ.
وفي ظل هذه التخوفات وما يقابلها من تطمينات فضلت مديرية الأرصاد الجوية الوطنية توخي مزيدا من الحذر في مراقبة كل السدود المغربية، خاصة تلك الممتلئة حقينتها، تفاديا لانهيار تنجم عنه بالتأكيد فواجع لا يمكن تصورها، مشددة على ضرورة الانتباه لحدوث أي طارئ مهما كان صغيراً والعمل على تلافيه في الوقت المناسب.
H.A. Nadorcity



NadorCity