نعيم الأبرار
صفحة 1 من اصل 1
نعيم الأبرار
يقول الله تعالي في محكم تنزيله: "إن الأبرار لفي نعيم" "الانفطار:13"
يقول المفسرون: الأبرار هم أهل أهل الإيمان الكامل الذين تحققوا بشعب الإيمان كلها ويقول تبارك وتعالي: "ربنا إننا سمعنا منادياً ينادي للإيمان أن آمنو بربكم فآمنا ربنا فاغفر لنا ذنوبناوكفر عنا سيئاتنا وتوفنا مع الأبرار""آل عمران: 193" أي: ألحقنا بالصالحين.
ويقول جل شأنه": إن الأبرار يشربون من كأس كان مزاجها كافوراً" "الانسان 5" وقد ذكر الله تعالي صفات الأبرار الذين هم دون المقربين في الرتبة والمقام فقال جل شأنه "والذين إذا فعلوا فاحشة" أي: ما فحش من المحرمات وهي: الكبائر " أو ظلموا أنفسهم" بارتكاب صغيرة "ذكروا الله" أي: لم يستمروا في فعل الذنب» بل فوراً تذكروا عظمة الله تعالي وكبرياءه. وتذكروا وقوفهم بين يدي الله تعالي. وتذكروا عذاب الله تعالي وذلك علي حسب مقامهم في التقوي "فاستغفروا لذنوبهم" أي: نتيجة تذكرهم لربهم وخوفهم منه. حملهم علي الاستغفار والتوبة. وذلك لأن الانسان متي وقع في ذنب توجه عليه اسم المنتقم. لأن للأسماء الإلهية آثاراً في الكائنات الخلقية. فاسم الخالق ظاهر في المخلوقات. واسم المصور ظاهر في المصورات. واسم الرزاق في المرزوقين وهكذا سائر الاسماء الإلهية. وان الذي ينجي العبد من الانتقام من عذاب الله وسخطه هو التوبة إلي الله تعالي. فلما قال الله تعالي: "فاستغفروا لذنوبهم" أي: تابوا إلي الله تعالي فغفر لهم بأن ستر عليهم الذنوب ووقاهم العقاب فأصبح اسم المنتقم لاينفذ إليهم وكأنهم لبسوا مغفراً واقياً لهم من السهام. يقول صاحب المعجم: المغفر هو زرد ينسج من الدروع علي قدر الرأس يلبس تحت القلنسوة.
"ومن يغفر الذنوب إلا الله" أي: ومن يقدر علي محو آثار الذنوب الظلمانية من القلب. ومن لوحة النفس. ومن الأرض والمخلوقات التي شهدت ذلك الذنب ومن صحف الملائكة. ومن يقدر علي محو ذلك وإزالته إلا الله سبحانه.
يقول العارفون: إن للذنوب آثاراً ظلمانية في القلوب. كما جاء في الحديث الشريف الذي رواه الترمذي في سننه: أن رسول الله صلي الله عليه وسلم: إن العبد إذا أخطأ خطيئة نكتت في قلبه نكتة سوداء. فإذا هو نزع واستغفر وتاب صقل قلبه. وإن عاد زيد فيها "أي نكتة بعدنكتة" حتي تعلو قلبه. وهو الران الذي ذكره الله تعالي بقوله: "كلا بل ران علي قلوبهم ما كانوا يكسبون" "المطففين:14"
أي: أظلم وخيم علي قلوبهم ما كانوا يعملون من المعاصي والفجور. وهم الكفار والفساق المصرون علي المعاصي. وكان عاقبة ذلك أن حجبوا عن ربهم وفي ذلك يقول الحق تبارك وتعالي:
"كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون" "المطففين: 15"
وقوله تعالي: "ولم يصروا علي ما فعلوا وهم يعلمون" "آل عمران: 135" أي: لم يستمروا في الذنب بل تابوا وأنابوا. وهم يعلمون أنهم إذا تابوا تاب الله عليهم. ويعلمون أن الذنوب قبائح ونقائص. فكيف يرضونها لأنفسهم. وهم يعلمون أنهم سيقفون بين يدي الله تعالي يوم العرض الأكبر: "يومئذ تعرضون لاتخفي منكم خافية" "الحاقة: 18".
ففيي ذلك اليوم تظهر الحقائق. وتبلي السرائر ولايستطيع الانسان ان يتكلم إلا بالحقيقة ولا ينطق إلا بالصدق. فمن كان مذنباً وادعي أنه غير مذنب فإن حاله يكذبه. لأن ظلمات الذنوب وآثارها القبيحة ظاهرة عليه قال الله تعالي: "ووجدوا ما عملوا حاضراً ولا يظلم ربك أحدا" "الكهف :49"
ولما نزلت هذه الآية صاح إبليس بالويل والثبور علي نفسه- يقول صاحب المعجم: الثبور: الهلاك -فسأله جماعته عن ذلك؟ فقال: نزلت آية من كتاب الله ما يضر المؤمن بعدها ذنب إن هو استغفر وتاب.
وفي قوله تعالي: "ومن يغفر الذنوب إلا الله" يقول الشيخ الإمام عبدالله سراج الدين: بيان من الله تعالي لسعة مغفرته. وأن من استغفر وتاب تاب الله عليه. ففي الحديث الشريف الذي رواه الإمام ابن ماجه في سننه. والإمام الطبراني في مجمع الزوائد أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال: التائب من الذنب كمن لا ذنب له ورواه الإمام البيهقي في شعب الإيمان بزيادة: والمستغفر من الذنب وهو مقيم عليه كالمستهزيء بربه.
يقول العارفون: إن الإصرار علي الذنب بريد الكفر. إذ أن اصراره وتماديه في فعل الذنوب ربما يحمله علي استحلال ماحرم الله تعالي. فيخرج عن الملة ويمرق عن الدين. وفي هذا يقول رسول الله صلي الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه الإمام أحمد في مسنده: ارحموا ترحموا. واغفروا يغفر الله لكم. ويل لأقماع القول. ويل للمصرين الذين يصرون علي ما فعلوا وهم يعلمون.
وأقماع القول: هم الذين يسمعون المواعظ ولايعملون بها. فكانوا كالأقماع التي يفرغ بها العسل والسمن والزيت. ولكن القمع لا يستفيد شيئاً. لعدم استقرار العسل والسمن والزيت فيه فهو أداة عبور لا استقرار. وفي هذا تنبيه للمؤمن أن لا يكون قمعاً. بل عليه أن يجعل نفسه آنية تئن في قلبه المعاني والمواعظ الإلهية ويستفيد منها. وفي هذا يقول رسول الله صلي الله عليه وسلم كما روي الامام الطبراني: إن لله آنية من أهل الأرض. وآنية ربكم قلوب عباده الصالحين.
فتنزل فيها أنوار رب العالمين. كما ينزل الماء في الإناء ويستقر فيه.
وقوله تعالي: "أولئك جزاؤهم مغفرة من ربهم" "آل عمران: 136" أي فليثق المؤمن وليطمئن أنه إذا استغفر وتاب تاب الله عليه. وشملته مغفرة الله تعالي. لأن الله تعالي لا يخلف وعده. ووعده الحق وقوله الصدق يقول سبحانه: "وعد الله لا يخلف الله وعده ولكن أكثرالناس لا يعلمون" "الروم: 6".
ولقد كان العبد في الأمم السابقة إذا أذنب ذنباً صغيراً فلا تضمن له التوبة والمغفرة. حتي ينزل الوحي علي نبي ذلك الزمان أن أخبر فلاناً المذنب أن يتصدق بنصف ماله. وإذا كان الذنب أكبر فيأمره بأن يقطع بعض أطرافه حتي يضمن المغفرة وهكذا علي حسب الذنب حتي يصل الأمر إلي قتل النفس.
أما رحمة الله الواسعة بهذه الأمة المحمدية. وإكراما لرسولها المصطفي صلي الله عليه وسلم فقد شرع الله تعالي لها أنها مهما فعل الإنسان من ذنوب ومهما عظمت ثم تاب إلي الله تعالي توبة نصوحاً تاب الله عليه وغفر له.
يقول المفسرون: الأبرار هم أهل أهل الإيمان الكامل الذين تحققوا بشعب الإيمان كلها ويقول تبارك وتعالي: "ربنا إننا سمعنا منادياً ينادي للإيمان أن آمنو بربكم فآمنا ربنا فاغفر لنا ذنوبناوكفر عنا سيئاتنا وتوفنا مع الأبرار""آل عمران: 193" أي: ألحقنا بالصالحين.
ويقول جل شأنه": إن الأبرار يشربون من كأس كان مزاجها كافوراً" "الانسان 5" وقد ذكر الله تعالي صفات الأبرار الذين هم دون المقربين في الرتبة والمقام فقال جل شأنه "والذين إذا فعلوا فاحشة" أي: ما فحش من المحرمات وهي: الكبائر " أو ظلموا أنفسهم" بارتكاب صغيرة "ذكروا الله" أي: لم يستمروا في فعل الذنب» بل فوراً تذكروا عظمة الله تعالي وكبرياءه. وتذكروا وقوفهم بين يدي الله تعالي. وتذكروا عذاب الله تعالي وذلك علي حسب مقامهم في التقوي "فاستغفروا لذنوبهم" أي: نتيجة تذكرهم لربهم وخوفهم منه. حملهم علي الاستغفار والتوبة. وذلك لأن الانسان متي وقع في ذنب توجه عليه اسم المنتقم. لأن للأسماء الإلهية آثاراً في الكائنات الخلقية. فاسم الخالق ظاهر في المخلوقات. واسم المصور ظاهر في المصورات. واسم الرزاق في المرزوقين وهكذا سائر الاسماء الإلهية. وان الذي ينجي العبد من الانتقام من عذاب الله وسخطه هو التوبة إلي الله تعالي. فلما قال الله تعالي: "فاستغفروا لذنوبهم" أي: تابوا إلي الله تعالي فغفر لهم بأن ستر عليهم الذنوب ووقاهم العقاب فأصبح اسم المنتقم لاينفذ إليهم وكأنهم لبسوا مغفراً واقياً لهم من السهام. يقول صاحب المعجم: المغفر هو زرد ينسج من الدروع علي قدر الرأس يلبس تحت القلنسوة.
"ومن يغفر الذنوب إلا الله" أي: ومن يقدر علي محو آثار الذنوب الظلمانية من القلب. ومن لوحة النفس. ومن الأرض والمخلوقات التي شهدت ذلك الذنب ومن صحف الملائكة. ومن يقدر علي محو ذلك وإزالته إلا الله سبحانه.
يقول العارفون: إن للذنوب آثاراً ظلمانية في القلوب. كما جاء في الحديث الشريف الذي رواه الترمذي في سننه: أن رسول الله صلي الله عليه وسلم: إن العبد إذا أخطأ خطيئة نكتت في قلبه نكتة سوداء. فإذا هو نزع واستغفر وتاب صقل قلبه. وإن عاد زيد فيها "أي نكتة بعدنكتة" حتي تعلو قلبه. وهو الران الذي ذكره الله تعالي بقوله: "كلا بل ران علي قلوبهم ما كانوا يكسبون" "المطففين:14"
أي: أظلم وخيم علي قلوبهم ما كانوا يعملون من المعاصي والفجور. وهم الكفار والفساق المصرون علي المعاصي. وكان عاقبة ذلك أن حجبوا عن ربهم وفي ذلك يقول الحق تبارك وتعالي:
"كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون" "المطففين: 15"
وقوله تعالي: "ولم يصروا علي ما فعلوا وهم يعلمون" "آل عمران: 135" أي: لم يستمروا في الذنب بل تابوا وأنابوا. وهم يعلمون أنهم إذا تابوا تاب الله عليهم. ويعلمون أن الذنوب قبائح ونقائص. فكيف يرضونها لأنفسهم. وهم يعلمون أنهم سيقفون بين يدي الله تعالي يوم العرض الأكبر: "يومئذ تعرضون لاتخفي منكم خافية" "الحاقة: 18".
ففيي ذلك اليوم تظهر الحقائق. وتبلي السرائر ولايستطيع الانسان ان يتكلم إلا بالحقيقة ولا ينطق إلا بالصدق. فمن كان مذنباً وادعي أنه غير مذنب فإن حاله يكذبه. لأن ظلمات الذنوب وآثارها القبيحة ظاهرة عليه قال الله تعالي: "ووجدوا ما عملوا حاضراً ولا يظلم ربك أحدا" "الكهف :49"
ولما نزلت هذه الآية صاح إبليس بالويل والثبور علي نفسه- يقول صاحب المعجم: الثبور: الهلاك -فسأله جماعته عن ذلك؟ فقال: نزلت آية من كتاب الله ما يضر المؤمن بعدها ذنب إن هو استغفر وتاب.
وفي قوله تعالي: "ومن يغفر الذنوب إلا الله" يقول الشيخ الإمام عبدالله سراج الدين: بيان من الله تعالي لسعة مغفرته. وأن من استغفر وتاب تاب الله عليه. ففي الحديث الشريف الذي رواه الإمام ابن ماجه في سننه. والإمام الطبراني في مجمع الزوائد أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال: التائب من الذنب كمن لا ذنب له ورواه الإمام البيهقي في شعب الإيمان بزيادة: والمستغفر من الذنب وهو مقيم عليه كالمستهزيء بربه.
يقول العارفون: إن الإصرار علي الذنب بريد الكفر. إذ أن اصراره وتماديه في فعل الذنوب ربما يحمله علي استحلال ماحرم الله تعالي. فيخرج عن الملة ويمرق عن الدين. وفي هذا يقول رسول الله صلي الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه الإمام أحمد في مسنده: ارحموا ترحموا. واغفروا يغفر الله لكم. ويل لأقماع القول. ويل للمصرين الذين يصرون علي ما فعلوا وهم يعلمون.
وأقماع القول: هم الذين يسمعون المواعظ ولايعملون بها. فكانوا كالأقماع التي يفرغ بها العسل والسمن والزيت. ولكن القمع لا يستفيد شيئاً. لعدم استقرار العسل والسمن والزيت فيه فهو أداة عبور لا استقرار. وفي هذا تنبيه للمؤمن أن لا يكون قمعاً. بل عليه أن يجعل نفسه آنية تئن في قلبه المعاني والمواعظ الإلهية ويستفيد منها. وفي هذا يقول رسول الله صلي الله عليه وسلم كما روي الامام الطبراني: إن لله آنية من أهل الأرض. وآنية ربكم قلوب عباده الصالحين.
فتنزل فيها أنوار رب العالمين. كما ينزل الماء في الإناء ويستقر فيه.
وقوله تعالي: "أولئك جزاؤهم مغفرة من ربهم" "آل عمران: 136" أي فليثق المؤمن وليطمئن أنه إذا استغفر وتاب تاب الله عليه. وشملته مغفرة الله تعالي. لأن الله تعالي لا يخلف وعده. ووعده الحق وقوله الصدق يقول سبحانه: "وعد الله لا يخلف الله وعده ولكن أكثرالناس لا يعلمون" "الروم: 6".
ولقد كان العبد في الأمم السابقة إذا أذنب ذنباً صغيراً فلا تضمن له التوبة والمغفرة. حتي ينزل الوحي علي نبي ذلك الزمان أن أخبر فلاناً المذنب أن يتصدق بنصف ماله. وإذا كان الذنب أكبر فيأمره بأن يقطع بعض أطرافه حتي يضمن المغفرة وهكذا علي حسب الذنب حتي يصل الأمر إلي قتل النفس.
أما رحمة الله الواسعة بهذه الأمة المحمدية. وإكراما لرسولها المصطفي صلي الله عليه وسلم فقد شرع الله تعالي لها أنها مهما فعل الإنسان من ذنوب ومهما عظمت ثم تاب إلي الله تعالي توبة نصوحاً تاب الله عليه وغفر له.
بقلم: فؤاد الدقس
كاتب سوري
كاتب سوري
abdelhamid- مشرف (ة)
- عدد الرسائل : 4741
العمر : 67
Localisation : SUD
تاريخ التسجيل : 01/03/2007
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى