تهريب الحشيش في علب 'الكونفيتير'

أحبطت فرقة مكافحة المخدرات التابعة للشرطة القضائية لأمن أنفابالدارالبيضاء، ليلة السبت الماضي، محاولة تهريب حوالي طنين و472كيلوغراما من مخدر الشيرا، كانت مدسوسة على شكل صفائح في 618 علبة مربى(كونفيتير)، موجهة للتصدير إلى إسبانيا.وتمكنت عناصر الفرقة، بعد التحريات التي أنجزتها،من اعتقال المتهم الرئيسي، وهو مواطن إسباني، يدعى بلانكو فرانسيسكو، أولأمس الاثنين، وحددت هوية متهمين آخرين من الجنسية ذاتها، يجري البحث عنهما.وعاشت"المغربية" تفاصيل هذه العملية مع فرقة مكافحة المخدرات، ليلة السبتالماضي، وأرجأت نشر الخبر إلى اليوم، حفاظا على سرية البحث، فيما ستنشرالربورتاج كاملا في وقت لاحق.انطلقت العملية من المنطقة الصناعيةلعين السبع إلى مستودع يقع بضواحي المحمدية، يعتبر المختبر الذي جرى فيهحشو العلب بقطع الحشيش، ويتخذ منه المواطن الإسباني مخزنا لسلعه، منذ أناكتراه، قبل حوالي أربعة أشهر، بمبلغ 7 آلاف درهم.وذكر مصدر أمنيأن مواطنا إسبانيا طلب من إحدى الشركات تعبئة المربى "الكونفيتير" في علبسلمها لها فارغة، وهو من تكلف بإعدادها مع علامة شركته المصدرة، مشيرا إلىأن الشركة تعاقدت معه على هذا الأساس، ونفذت الطلب.وأضاف المصدرأن الإسباني صرح للشركة بأنه هو من سيتكلف بإجراءات تصدير السلعة، وتسلم،الأربعاء الماضي، بضاعته حسب الاتفاق، وبعد مرور بعض الوقت، عاود الاتصالبالشركة، وتراجع عن اتفاقه، فطلب منها أن تتكلف هي بالتصدير، وأرجع إليهاالعلب، الخميس الماضي.وراودت أصحاب الشركة شكوك حول ملابساتالعملية، فسارعوا إلى إخطار فرقة مكافحة المخدرات بالشرطة القضائية لقطاعأنفا، لتنطلق فصول عملية التحقيق والتمحيص في محتوى هذه العلب، في حين،رفضت الشركة عرض المتهم، وأرجعت له السلعة المذكورة، السبت الماضي، بعددخول عناصر الأمن على الخط.وصاغ عناصر فرقة مكافحة المخدراتالشباب، بمعية رئيس الشرطة القضائية لأنفا، ورئيس الفرقة، خطة محكمة،ونصبوا كمينا للإسباني وشركائه.وبعد فتح علبة، تبين أن بها 14 صفيحة من الشيرا (4 كلغ)، مدون عليها رقم "واحد"، أي من النوع الممتاز. وانتقلضابطان مع الشاحنتين، اللتين أعادتا السلع إلى المخزن، متنكرين في صفةمستخدمين، وبعد تلقي حارس المستودع التعليمات من الإسباني صاحب السلعة،البالغ عددها 2000 علبة، عبر مكالمة هاتفية، تسلمها، وأفرغ حمولةالشاحنتين، ليتبين بعد عملية التفتيش بالمستودع، أن هناك ما يربو عن 618علبة، تحتوي على مخدر الشيرا. واتضح أن المتهم استبدل 618 علبة معبأةبـ"الكونفتير"، بأخرى معبأة بالشيرا أعدها سلفا، بعد أن تسلم العلب منالشركة، ونقلها إلى مستودعه، بضواحي المحمدية، وعمل على دسها وسط الكميةالتي كان ينوي تصديرها. واكتشف المحققون، أيضا، أن حجم العلبالمحشوة بالشيرا أطول ببضعة سنتيمترات من الأخرى العادية، ولا يمكناكتشافها إلا بعد التدقيق فيها، إضافة إلى اكتشاف اختلاف في الغطاء، فيحين، أن العلامة التجارية لم تتغير.وباشرت مصالح الأمن على الفورالتحقيق مع حارس المستودع، ومع مستخدم آخر تكلف بإفراغ السلع بواسطة"كلاك"، كما استدعي صاحب المستودع، الذي أكد أن إسبانيا هو من اكتراه منه،وأنه يتوفر على عقد كراء مصحح الإمضاء لدى المصالح المختصة.اشتغلتعناصر الفرقة، من دون عناء أو ملل، طيلة 3 أيام، إذ كانت لا تفوت أي صغيرةأو كبيرة في رصد وتتبع مسار المتهم، وظروف كراء المستودع، وظلت رابضة فيالمستودع، في انتظار ما سيقرره الإسباني في مصير السلعة، للإيقاع به وضبطهمتلبسا.ولم يذهب مجهود المحققين سدى، إذ تمكنوا في الأخير، بفضلالتنسيق المشترك بينهم، والخبرة التي راكموها في عمليات سابقة، من اعتقالالمتهم الرئيسي، ويدعى بلانكو فرانسيسكو، في كمين نصبوه له، أول أمسالاثنين، ونجحوا، كذلك، في تحديد هوية شريكين له، حررت في حقهما مذكرتابحث على الصعيد الوطني.ويرجح أن يكون المتهم أنجز عمليات تهريبسابقة، خاصة وأنه عثر بالمستودع على علب فارغة تستعمل في تصبير السمك.وانتقل عناصر فرقة الدرك، التي يقع المستودع تحت نفوذها، لإجراء بحث موازحول ظروف كراء المستودع، وملابسات العملية.ونقلت المخدرات المحجوزة من قبل عناصر الأمن، لوضعها رهن إشارة إدارة الجمارك، بهدف إتلافها في وقت لاحق.
20:00 | 12.11.2008

الدارالبيضاء: فؤاد اليماني | المغربية

	الصفائح مختومة برقم واحد في إشارة إلى أنها من النوع الجيد