عالم الغيب وقضاياه/بقلم الدكتور: محمد أحمد المسير-رحمه الله
صفحة 1 من اصل 1
عالم الغيب وقضاياه/بقلم الدكتور: محمد أحمد المسير-رحمه الله
"1"
العالم: الخلق كله أو هو ما سوي الله
تعالي. وكل صنف من أصناف الخلق فهو عالم. فهناك عالم النبات. وعالم
الحيوان. وعالم الأفلاك. وعالم البحار. والجمع: عالمون.
وقد جاء في القرآن الكريم "الحمد لله رب العالمين" "الفاتحة: 1".
"تبارك الله رب العالمين" "الأعراف: 54". فالله تعالي هو وحده الذي يتولي
الملك والملكوت بالإيجاد والحفظ والرعاية والتدبير.
والله سبحانه في ذلك كله منزه عن النقص. متعال عن العجز. عزيز لا
يقهر. قوي لا يغلب. قيوم لا يغفل. ذو الجلال والإكرام.. ويقال في اللغة:
غاب غيباً. وغيبوبة. وغياباً. وغيبة: خلاف شهد وحضر..
ويقال: غاب فلان عن بلاده: سافر. وغابت الشمس وغيرها: غربت واستترت عن العين.
وغاب الشيء في الشيء: تواري فيه. وغاب عنه الأمر: خفي. وغاب وعي فلان أو حسه غيبوبة: فقده.
وغاب فلان فلاناً غِيبة: ذكر من ورائه عيوبه التي يسترها ويسوؤه ذكرها
فالغيب ما خفي أو ما استتر عن الحس أو العقل.. والغائب عن الحس موجود لكنه
لا يري. والغائب عن العقل قد يكون مستحيلاً لا يقبل الوجود. وقد يكون
جائزاً موجوداً أو قابلاً للوجود. فشريك الله تعالي أو كون الشيء أبيض
وأسود في لحظة واحدة مستحيل. يرفضه العقل ولا يقبله بحال من الأحوال. فهو
غير موجود أصلاً.
وبعث الإنسان بعد موته جائز عقلاً. غير موجود الآن. لكنه سيقع يوم
القيامة لخبر المعصوم بذلك.. ووجود الملائكة جائز عقلاً. واقع الآن بلا
رؤية. لخبر المعصوم بذلك..
وعندما يطلق "عالم الغيب" يقصد به ما غاب عن الإنسان. لكنه ليس غيباً
بالنسبة لله تعالي.. فما نسميه غيباً هو معلوم لله تعالي. مشاهد له
سبحانه. ليس فيه خفاء. قال الله تعالي: "وما من غائبة في السماء والأرض
إلا في كتاب مبين" "النمل: 75". ولذا يوصف الله تعالي بأنه عالم الغيب أو
علام الغيوب. فكل ما يغيب عن الإنسان معلوم لله عز وجل. لا يعزب عن علمه
شيء مطلقاً.
قال الله تعالي: "وهو الذي خلق السماوات والأرض بالحق ويوم يقول كن
فيكون قوله الحق وله الملك يوم ينفخ في الصور عالم الغيب والشهادة وهو
الحكيم الخبير" "الأنعام: 73".
وقد اصطلح علماء العقيدة علي تسمية عالم الغيب بالسمعيات وأرادوا
بها: الأمور الغيبية التي لا تخضع لمقاييس الحس والعقل. ولا نستطيع التحقق
من وجودها بوسائل المعرفة البشرية المجردة. وهي أمور تتعلق بما وراء
المادة كالملأ الأعلي وأحوال القيامة والبعث وأمور الحساب والجزاء..
فهذه الأمور في ذاتها جائزة عقلاً. لا يترتب عليها مستحيل وجوداً أو
عدماً. لكن اعتقاد وجودها مرتبط بإخبار المعصوم الذي يتلقي الوحي الإلهي
ويؤيده الله تعالي بالمعجزات..
فالإيمان بهذه الأمور جاء نتيجة السمع من المعصوم. ولذا سميت سمعيات.
والعقائد السمعية لا تؤخذ إلا من النص الصحيح قرآناً كان أو سنة. ولا
مجال للاجتهاد فيها. ومن الخطورة أن يدع الإنسان لخياله العنان في تصورات
لم ترد في الشرع.. والاجتهاد الممكن في السمعيات محصور في دائرة تحقيق
النص وفهمه الفهم السوي في إطار ضوابط الفكر والاستدلال..
فالعقل الإنساني له مجاله في أمور المادة والطبيعة. يستطيع أن يبحث
ويمحص ويفترض ويحقق. أما أمور ما وراء الطبيعة وما كان خارج نطاق المادة
فلا يستطيع العقل البشري أن يقدم شيئاً ذا بال» لأن هذا المجال لا يخضع
لمقاييس البشر.
فلسنا نتمكن من إجراء بحث ميداني علي الموتي لنعلم ماذا يجري لهم في
القبر. ولسنا نتمكن من تسجيل أو تصوير ما يحدث من نعيم أو عذاب في البرزخ.
ولسنا نتمكن من استشراف المستقبل لمعرفة ما قد يقع في القيامة من أهوال
وما يلاقي الناس من حساب وجزاء.
فالعقل يقف عاجزاً عن تقديم جواب حقيقي في هذه المجالات وغيرها مما
هو خارج نطاق الطبيعة والمادة.. فإذا جاء الوحي الإلهي الصحيح علي لسان
النبي المؤيد بالمعجزة وأخبر الخبر الصادق بما هو كائن أو يكون من عالم
الملأ الأعلي والقيامة والبعث وجب التصديق حينئذ بهذا الخبر إذعاناً لصدق
النبي في انه لا ينطق عن الهوي. وإدراكاً بأن ما أخبر به يقع في دائرة
الممكنات العقلية.
العالم: الخلق كله أو هو ما سوي الله
تعالي. وكل صنف من أصناف الخلق فهو عالم. فهناك عالم النبات. وعالم
الحيوان. وعالم الأفلاك. وعالم البحار. والجمع: عالمون.
وقد جاء في القرآن الكريم "الحمد لله رب العالمين" "الفاتحة: 1".
"تبارك الله رب العالمين" "الأعراف: 54". فالله تعالي هو وحده الذي يتولي
الملك والملكوت بالإيجاد والحفظ والرعاية والتدبير.
والله سبحانه في ذلك كله منزه عن النقص. متعال عن العجز. عزيز لا
يقهر. قوي لا يغلب. قيوم لا يغفل. ذو الجلال والإكرام.. ويقال في اللغة:
غاب غيباً. وغيبوبة. وغياباً. وغيبة: خلاف شهد وحضر..
ويقال: غاب فلان عن بلاده: سافر. وغابت الشمس وغيرها: غربت واستترت عن العين.
وغاب الشيء في الشيء: تواري فيه. وغاب عنه الأمر: خفي. وغاب وعي فلان أو حسه غيبوبة: فقده.
وغاب فلان فلاناً غِيبة: ذكر من ورائه عيوبه التي يسترها ويسوؤه ذكرها
فالغيب ما خفي أو ما استتر عن الحس أو العقل.. والغائب عن الحس موجود لكنه
لا يري. والغائب عن العقل قد يكون مستحيلاً لا يقبل الوجود. وقد يكون
جائزاً موجوداً أو قابلاً للوجود. فشريك الله تعالي أو كون الشيء أبيض
وأسود في لحظة واحدة مستحيل. يرفضه العقل ولا يقبله بحال من الأحوال. فهو
غير موجود أصلاً.
وبعث الإنسان بعد موته جائز عقلاً. غير موجود الآن. لكنه سيقع يوم
القيامة لخبر المعصوم بذلك.. ووجود الملائكة جائز عقلاً. واقع الآن بلا
رؤية. لخبر المعصوم بذلك..
وعندما يطلق "عالم الغيب" يقصد به ما غاب عن الإنسان. لكنه ليس غيباً
بالنسبة لله تعالي.. فما نسميه غيباً هو معلوم لله تعالي. مشاهد له
سبحانه. ليس فيه خفاء. قال الله تعالي: "وما من غائبة في السماء والأرض
إلا في كتاب مبين" "النمل: 75". ولذا يوصف الله تعالي بأنه عالم الغيب أو
علام الغيوب. فكل ما يغيب عن الإنسان معلوم لله عز وجل. لا يعزب عن علمه
شيء مطلقاً.
قال الله تعالي: "وهو الذي خلق السماوات والأرض بالحق ويوم يقول كن
فيكون قوله الحق وله الملك يوم ينفخ في الصور عالم الغيب والشهادة وهو
الحكيم الخبير" "الأنعام: 73".
وقد اصطلح علماء العقيدة علي تسمية عالم الغيب بالسمعيات وأرادوا
بها: الأمور الغيبية التي لا تخضع لمقاييس الحس والعقل. ولا نستطيع التحقق
من وجودها بوسائل المعرفة البشرية المجردة. وهي أمور تتعلق بما وراء
المادة كالملأ الأعلي وأحوال القيامة والبعث وأمور الحساب والجزاء..
فهذه الأمور في ذاتها جائزة عقلاً. لا يترتب عليها مستحيل وجوداً أو
عدماً. لكن اعتقاد وجودها مرتبط بإخبار المعصوم الذي يتلقي الوحي الإلهي
ويؤيده الله تعالي بالمعجزات..
فالإيمان بهذه الأمور جاء نتيجة السمع من المعصوم. ولذا سميت سمعيات.
والعقائد السمعية لا تؤخذ إلا من النص الصحيح قرآناً كان أو سنة. ولا
مجال للاجتهاد فيها. ومن الخطورة أن يدع الإنسان لخياله العنان في تصورات
لم ترد في الشرع.. والاجتهاد الممكن في السمعيات محصور في دائرة تحقيق
النص وفهمه الفهم السوي في إطار ضوابط الفكر والاستدلال..
فالعقل الإنساني له مجاله في أمور المادة والطبيعة. يستطيع أن يبحث
ويمحص ويفترض ويحقق. أما أمور ما وراء الطبيعة وما كان خارج نطاق المادة
فلا يستطيع العقل البشري أن يقدم شيئاً ذا بال» لأن هذا المجال لا يخضع
لمقاييس البشر.
فلسنا نتمكن من إجراء بحث ميداني علي الموتي لنعلم ماذا يجري لهم في
القبر. ولسنا نتمكن من تسجيل أو تصوير ما يحدث من نعيم أو عذاب في البرزخ.
ولسنا نتمكن من استشراف المستقبل لمعرفة ما قد يقع في القيامة من أهوال
وما يلاقي الناس من حساب وجزاء.
فالعقل يقف عاجزاً عن تقديم جواب حقيقي في هذه المجالات وغيرها مما
هو خارج نطاق الطبيعة والمادة.. فإذا جاء الوحي الإلهي الصحيح علي لسان
النبي المؤيد بالمعجزة وأخبر الخبر الصادق بما هو كائن أو يكون من عالم
الملأ الأعلي والقيامة والبعث وجب التصديق حينئذ بهذا الخبر إذعاناً لصدق
النبي في انه لا ينطق عن الهوي. وإدراكاً بأن ما أخبر به يقع في دائرة
الممكنات العقلية.
abdelhamid- مشرف (ة)
- عدد الرسائل : 4741
العمر : 67
Localisation : SUD
تاريخ التسجيل : 01/03/2007
مواضيع مماثلة
» الاعتصام بحبل الله .. طريق النصر/بقلم الدكتور: أحمد عمر هاشم
» الإسلام دعوة إلي السخاء والكرم/بقلم الدكتور: أحمد عمر هاشم
» حماية كل الناس في المجتمع الإسلامي/بقلم الدكتور: أحمد عبدالرحيم السايح
» محمد شوقي (ولد علي بن عبدالسلام رحمه الله) في ذمة الله
» الأسباب الشرعية وأثرها في الفقه الإسلامي للشيخ العلامة محمد التاويل رحمه الله
» الإسلام دعوة إلي السخاء والكرم/بقلم الدكتور: أحمد عمر هاشم
» حماية كل الناس في المجتمع الإسلامي/بقلم الدكتور: أحمد عبدالرحيم السايح
» محمد شوقي (ولد علي بن عبدالسلام رحمه الله) في ذمة الله
» الأسباب الشرعية وأثرها في الفقه الإسلامي للشيخ العلامة محمد التاويل رحمه الله
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى