غزوة بدر الكبرى
4 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
غزوة بدر الكبرى
بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور
أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهدي الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي
له، وأشهد ان لا إله الا الله وأن محمد عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى
آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا..
( ياأيها الناس اتقو ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث
منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام ان الله
كان عليكم رقيبا).( ياأيها الذين آمنو اتقو الله حق تقاته ولا تموتن الا
وأنتم مسلمون).( يا أيها الذين آمنو اتقو الله وقولو قولا سديدا يصلح لكم
أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما ).
أما بعد:
شهر رمضان شهر النصر , وشهر الصبر , حقق المسلمون فيه النصر المؤزر على
أعدائهم وقهروهم في معارك عديدة في بدر وفتح مكة وحطين وعين جالوت وغيرها
.
لكن لغزوة بدر خصوصية مطلقة حيث كانت أول تجربة نصر للمسلمين وأول طعم
للغنائم للمسلمين سماها الله سبحانه يوم الفرقان لأنه فرق بين الحق
والباطل وبانت لأول مرة في تاريخ الإسلام بوارق الحق بصورتها الجديدة .
نحن على موعد اقتراب وقوع غزوة بدر الكبرى التي وقعت في هذا الشهر
المبارك، أردت أن أذكر القراء الكرام به هذه الغروة. وهكذا طرحت على نفسي
الاسئلة التالية:
متى كانت غزوة بدر، و ما هي أسبابها، و لماذا سميت بهذا الاسم، و كم كان عدد المشاركين فيها من الطرفين ؟
فكان الجواب في كتب السنة والموسوعة الإسلامية المعاصرة و موسوعات أخرى
استعملتها لاخذ منها هذا الملخص : تعتبر غزوة بدر الكبرى أول معركة عسكرية
حصلت بين المسلمين و بين كفار قريش، و تُعدُّ هذه الغزوة من اشهر الغزوات
التي قادها الرسول صلى الله عليه و سلم ضد الكفار . لعل أعظم انتصار أحرزه
المسلمون، كان في رمضان، فيوم الفرقان, وهو في غزوة بدر, كان في السابع
عشر من رمضان في السنة الثانية، وفتح مكة، وهو الفتح الأعظم، كان صبيحة
يوم الجمعة لعشرين خلت من رمضان في السنة الثامنة.
ما هي نقاط الأهمية في هذه الغزوة ؟
لهذه الغزوة مكانة رفيعة ومتميزة في تاريخ الإسلام إذا ما قيست بغيرها من
الغزوات ، فقد وَسَمَت المجاهدين الذين اشتركوا فيها بوسام متميز من
التقدير و الاحترام ، و سجل التاريخ بطولاتهم في صفحات مشرقة بحيث صار
المجاهد البدري يُعرف بطلاً مقداماً يتمنى المسلمون أن لو كانوا مكانه ،
فكان يكفي المسلم قدراً آنذاك أن يقال عنه انه بدري .
أما السبب في أهمية هذه الغزوة فيعود إلى حجم الانتصارات التي حققها
المسلمون في هذه الغزوة بقيادة النبي محمد صلى الله عليه و سلم من جانب ،
و إلى التأثيرات الإيجابية التي خلّفتها هذه الغزوة في نفوس المسلمين من
جانب آخر ، إذ رفعت من معنوياتهم و زادت في إيمانهم ، و هزَّت كيان العدو
و ضعضعت عزيمته ، كما و غيّرت وجهة نظر الأعداء إذ صاروا بعدها ينظرون إلى
المسلمين أنهم قدرة لا يستهان بها .
لماذا سمّيت هذه الغزوة ببدر ؟
أما سبب تسمية هذه الغزوة ببدر فيعود إلى أن الكثير من الغزوات و الحروب
سميت بأسماء الأمكنة و البقاع التي دارت عليها المعارك و الحروب ، و من
هذه الغزوات غزوة بدر التي سميت باسم مكان المعركة إذ أن المعركة وقعت على
ارض بدر ، و بدر اسم لوادٍ يقع بين مكة المكرمة و المدينة المنورة ، و هو
أحد أسواق العرب و أحد مراكز تجمعهم للتبادل التجاري و المفاخرة ، و كان
العرب يقصدونه كل عام .
عدد المشاركين في هذه الغزوة :
استعد رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم للخروج ومعه ثلاثمائة وبضعة عشر
رجلاً 313، أو 314، 317 رجلاً 82 أو 83 أو 86 من المهاجرين و 61 من الأوس
و 170 من الخزرج. ولم يحتفلوا لهذا الخروج احتفالاً بليغاً، ولا اتخذوا
أهبتهم كاملة، فلم يكن معهم من الخيل إلا فرسان، فرس للزبير بن العوام،
وفرس للمقداد بن الأسود الكندي، وكان معهم سبعون بعيراً ليتعاقب الرجلان
والثلاثة على بعير واحد، وكان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وعلي ومرثد
بن أبي مرثد الغنوي يتعاقبون بعيرا واحدا. بينما بلغ عدد قريش ما بين
التسعمائة والألف.
واستخلف النبي صلى الله عليه و سلم على المدينة و على الصلاة ابن أم
مكتوم. ودفع اللواء إلى مصعب بن عمير، والراية إلى علي، وراية الأنصار إلى
سعد بن معاذ.
تاريخ وقوع هذه الغزوة :
أما تاريخ وقوع هذه الغزوة فقد كان صباح يوم 17 شهر رمضان المبارك سنة 2
هجرية ، حيث بدأ القتال بين المسلمين و الكفار بعد زحف الكفار نحو مواقع
المسلمين ، و استمر القتال حتى ظهر ذلك اليوم ، و عنده كتب الله النصر
للمسلمين بعد أن سقط من الكفار 70 قتيلاً و أُسر منهم 70، و انجلت الغبرة
بهزيمة الأعداء و فرارهم .
بعد ذلك أمر النبي صلى الله عليه و سلم بدفن الشهداء و مواراة القتلى من
الأعداء ، ثم صلى بالمسلمين صلاة العصر ، ثم توجه المسلمون إلى المدينة
المنورة و هم فرحون مستبشرون بما كتب الله لهم من النصر و بما رزقهم من
الأموال و الغنائم ـ التي كانوا في اشد الحاجة إليها ـ و بما صحبوا معهم
من الأسرى .
أسباب وقوع هذه الغزوة :
أما أسباب اندلاع القتال في غزوة بدر فتعود إلى أن قريشاً كانت قد صادرت
أموال المهاجرين مع رسول الله صلى الله عليه وسلم, وتربصت للنيل منهم بكل
وسيلة ، إمعاناً في الصد عن سبيل الله وإيذاء المؤمنين, فأراد المهاجرون
إضعافها والضغط عليها من خلال التعرض لقوافلها التجارية التي تمر بالقرب
من المدينة في طريقها إلى الشام ، وكان المسلمون قد علموا أن قافلة كبيرة
يحرسها ثلاثون رجلاً - كانت تحمل أموالاً عظيمة لقريش - في طريقها من
الشام إلى مكة - وأنها ستمر بهم ، فندب الرسول - صلى الله عليه وسلم -
أصحابه للخروج لأخذها ، فخرج ثلاثمائة وتسعة عشر رجلاً ، معهم سبعون بعيرا
يتعاقبون على ركوبها، لكنهم أرادوا شيئا وأراد الله غيره قال سبحانه:{
وَإِذْ يَعِدُكُمُ اللَّهُ إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ أَنَّهَا لَكُمْ
وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذَاتِ الشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ وَيُرِيدُ
اللَّهُ أَنْ يُحِقَّ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَيَقْطَعَ دَابِرَ
الْكَافِرِينَ} (لأنفال 7).ولما بلغ أبا سفيان - الذي كان يقود القافلة
القرشية - خبر خروج المسلمين,سلك بها طريق الساحل,وأرسل يطلب النجدة
ويستنفر قريش , فخرجت قريش بقضِّها وقضيضها،ولم يتخلف من فرسانها ورجالها
إلا القليل,ومن تخلَّف منهم أرسل بدله رجلاً،حتى بلغ جيش قريش ألف مقاتل
معهم القيان يضربن بالدفوف ويغنين بهجاء المسلمين ، ولما بلغوا الجحفة
علموا بنجاة القافلة , فأصروا على المضي ومقاتلة النبي صلى الله عليه وسلم
وأصحابه بطراً ورئاء الناس فقال أبو جهل لعنه الله : والله لا نرجع حتى
نقدم بدْراً فنقيم بها ونطعم من حضرنا ، وتخافنا العرب.وكان المسلمون قد
وصلوا إلى بدر وعلموا بنجاة القافلة وقدوم جيش المشركين , فاستشار النبي -
صلى الله عليه وسلم - أصحابه , وكان يهمه معرفة رأي الأنصار على وجه
الخصوص لأنهم كانوا قد بايعوه على الدفاع عنه داخل المدينة ، ولم يبايعوه
على القتال خارجها ، فوقف المقداد بن عمرو من المهاجرين وقال : يا رسول
الله امض لما أراك الله فنحن معك , والله لا نقول لك كما قال بنو إسرائيل
لموسى :اذهب أنت وربك فقاتلا إنا ها هنا قاعدون, ولكن اذهب أنت وربك
فقاتلا إنا معكما مقاتلون , فو الذي بعثك بالحق لو سرت بنا إلى برك الغماد
- مكان باليمن - لجالدنا معك من دونه حتى تبلغه،وقام سعد بن معاذ - زعيم
الأوس - فقال :والله لكأنك تريدنا يا رسول الله ؟ قال : أجل ، قال : فإنا
قد آمنا بك وصدقناك وشهدنا أن ما جئت به هو الحق , وأعطيناك على ذلك
عهودنا ومواثيقنا على السمع والطاعة لك , فامض يا رسول الله لما أردت فنحن
معك , فوالذي بعثك بالحق لو استعرضت بنا البحر فخضته لخضناه معك ما تخلف
منا رجل واحد , وما نكره أن تلقى بنا عدونا غداً , إنا لصبر في الحرب ,
صدق عند اللقاء , لعل الله يريك منا ما تقر به عينك , فسِر على بركة الله.
فلما رأى النبي - صلى الله عليه وسلم - اجتماعهم على القتال بدأ بتنظيم
الجيش ، فأعطى اللواء الأبيض مصعب بن عمير , وأعطى رايتين سوداوين لعلي و
سعد بن معاذ رضي الله عنهما ، وترك المسلمون مياه بدر وراءهم لئلا يستفيد
منها المشركون. وقبيل المعركة ، أشار - صلى الله عليه وسلم - إلى مكان
مصارع جماعة من زعماء قريش ، فما تحرك أحدهم عن موضع يد رسول الله- صلى
الله عليه وسلم - ، وأنزل الله تعالى في هذه الليلة مطراً طهر به المؤمنين
وثبت به الأرض تحت أقدامهم ، وجعله وبالاً شديدًا على المشركين.وقام رسول
الله - صلى الله عليه وسلم - ليلته تلك , فكان يصلي إلى شجرة ، فلم يزل
يدعو ربه ويتضرع حتى أصبح ، وكان من دعائه:اللهم أنجز لي ما وعدتني ،
اللهم آت ما وعدتني ، اللهم إنك إن تهلك هذه الفئة لا تعبد بعدها في الأرض
فما زال يهتف بربه حتى سقط رداؤه عن منكبيه ، فأتاه أبوبكر ، فأخذ رداءه
فألقاه على منكبيه ثم التزمه من ورائه،وقال : يا نبي .الله كفاك مناشدتك
ربك فإنه سينجز لك ما وعدك وفي صبيحة يوم السابع عشر من رمضان سنة اثنتين
للهجرة , رتب صلى الله عليه وسلم الجيش في صفوف كصفوف الصلاة ، وبدأ
القتال بين الفريقين بمبارزات فردية ثم كان الهجوم والتحام الصفوف ، وأمد
الله المسلمين بمدد من الملائكة قال تعالى : { إِذْ تَسْتَغِيثُونَ
رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنَ
الْمَلائِكَةِ مُرْدِفِينَ ، وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ إلا بُشْرَى
وَلِتَطْمَئِنَّ بِهِ قُلُوبُكُمْ ...} ( لأنفال 9 - 10 ) ، ونصر الله
رسوله والمؤمنين رغم قلة عددهم وعدتهم . وكانت نتيجة المعركة مقتل عدد من
زعماء المشركين منهم أبو جهل عمرو بن هشام , وأمية بن خلف ، والعاص بن
هشام ، وبلغ عدد قتلى المشركين يومئذ سبعين رجلاً , وأسر منهم سبعون , وفر
من تبقى من المشركين تاركين غنائم كثيرة في ميدان المعركة , وأقام - صلى
الله عليه وسلم - ببدر ثلاثة أيام ، ودَفن شهداء المسلمين فيها , وهم
أربعة عشر شهيداً ، وقد تمت مفاداة الأسرى بالمال , فعاتب الله تعالى
رسوله - صلى الله عليه وسلم - لقبوله الفداء . لقد كانت موقعة بدر من
المعارك الفاصلة في تاريخ الإسلام , ولذا سماها الله تعالى في كتابه بـ
يوم الفرقان لأنه فرق بها بين الحق والباطل , وكان لها أعظم الأثر في
إعلاء شأن الإسلام وإعزاز المسلمين .
و هكذا فقد تمكن أبو سفيان من الفرار بالقافلة إلى مكة و نجا بنفسه و
الأموال التي كانت معه ، لكن مقاتلو قريش عزموا على قتال المسلمين ، فكانت
النتيجة أنهم خرجوا منها بالعار و الخزي و الهزيمة و الخسائر الجسيمة ، و
هكذا نصر الله تعالى نبيه الكريم .
ومن أحسن المواقع وأروع الصُّدف أن أول عيد تعيد به المسلمون في حياتهم هو
العيد الذي وقع في شوال سنة 2هـ إثر الفتح المبين الذي حصلوا عليه في غزوة
بدر، فما أروق هذا العيد السعيد الذي جاء به اللَّه بعد أن توج هامتهم
بتاج الفتح والعز، وما أروع منظر تلك الصلاة التي صلوها بعد أن خرجوا من
بيوتهم يرفعون أصواتهم بالتكبير والتوحيد والتحميد، وقد فاضت قلوبهم رغبة
إلى اللَّه، وحنينا إلى رحمته ورضوانه بعد ما أولاهم من النعم، وأيدهم به
من النصر، وذكرهم بذلك قائلاً: {وَاذْكُرُوا إِذْ أَنْتُمْ قَلِيلٌ
مُسْتَضْعَفُونَ فِي الأَرْضِ تَخَافُونَ أَنْ يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ
فَآوَاكُمْ وَأَيَّدَكُمْ بِنَصْرِهِ وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ
لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} [الأنفال: 26].
إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور
أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهدي الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي
له، وأشهد ان لا إله الا الله وأن محمد عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى
آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا..
( ياأيها الناس اتقو ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث
منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام ان الله
كان عليكم رقيبا).( ياأيها الذين آمنو اتقو الله حق تقاته ولا تموتن الا
وأنتم مسلمون).( يا أيها الذين آمنو اتقو الله وقولو قولا سديدا يصلح لكم
أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما ).
أما بعد:
شهر رمضان شهر النصر , وشهر الصبر , حقق المسلمون فيه النصر المؤزر على
أعدائهم وقهروهم في معارك عديدة في بدر وفتح مكة وحطين وعين جالوت وغيرها
.
لكن لغزوة بدر خصوصية مطلقة حيث كانت أول تجربة نصر للمسلمين وأول طعم
للغنائم للمسلمين سماها الله سبحانه يوم الفرقان لأنه فرق بين الحق
والباطل وبانت لأول مرة في تاريخ الإسلام بوارق الحق بصورتها الجديدة .
نحن على موعد اقتراب وقوع غزوة بدر الكبرى التي وقعت في هذا الشهر
المبارك، أردت أن أذكر القراء الكرام به هذه الغروة. وهكذا طرحت على نفسي
الاسئلة التالية:
متى كانت غزوة بدر، و ما هي أسبابها، و لماذا سميت بهذا الاسم، و كم كان عدد المشاركين فيها من الطرفين ؟
فكان الجواب في كتب السنة والموسوعة الإسلامية المعاصرة و موسوعات أخرى
استعملتها لاخذ منها هذا الملخص : تعتبر غزوة بدر الكبرى أول معركة عسكرية
حصلت بين المسلمين و بين كفار قريش، و تُعدُّ هذه الغزوة من اشهر الغزوات
التي قادها الرسول صلى الله عليه و سلم ضد الكفار . لعل أعظم انتصار أحرزه
المسلمون، كان في رمضان، فيوم الفرقان, وهو في غزوة بدر, كان في السابع
عشر من رمضان في السنة الثانية، وفتح مكة، وهو الفتح الأعظم، كان صبيحة
يوم الجمعة لعشرين خلت من رمضان في السنة الثامنة.
ما هي نقاط الأهمية في هذه الغزوة ؟
لهذه الغزوة مكانة رفيعة ومتميزة في تاريخ الإسلام إذا ما قيست بغيرها من
الغزوات ، فقد وَسَمَت المجاهدين الذين اشتركوا فيها بوسام متميز من
التقدير و الاحترام ، و سجل التاريخ بطولاتهم في صفحات مشرقة بحيث صار
المجاهد البدري يُعرف بطلاً مقداماً يتمنى المسلمون أن لو كانوا مكانه ،
فكان يكفي المسلم قدراً آنذاك أن يقال عنه انه بدري .
أما السبب في أهمية هذه الغزوة فيعود إلى حجم الانتصارات التي حققها
المسلمون في هذه الغزوة بقيادة النبي محمد صلى الله عليه و سلم من جانب ،
و إلى التأثيرات الإيجابية التي خلّفتها هذه الغزوة في نفوس المسلمين من
جانب آخر ، إذ رفعت من معنوياتهم و زادت في إيمانهم ، و هزَّت كيان العدو
و ضعضعت عزيمته ، كما و غيّرت وجهة نظر الأعداء إذ صاروا بعدها ينظرون إلى
المسلمين أنهم قدرة لا يستهان بها .
لماذا سمّيت هذه الغزوة ببدر ؟
أما سبب تسمية هذه الغزوة ببدر فيعود إلى أن الكثير من الغزوات و الحروب
سميت بأسماء الأمكنة و البقاع التي دارت عليها المعارك و الحروب ، و من
هذه الغزوات غزوة بدر التي سميت باسم مكان المعركة إذ أن المعركة وقعت على
ارض بدر ، و بدر اسم لوادٍ يقع بين مكة المكرمة و المدينة المنورة ، و هو
أحد أسواق العرب و أحد مراكز تجمعهم للتبادل التجاري و المفاخرة ، و كان
العرب يقصدونه كل عام .
عدد المشاركين في هذه الغزوة :
استعد رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم للخروج ومعه ثلاثمائة وبضعة عشر
رجلاً 313، أو 314، 317 رجلاً 82 أو 83 أو 86 من المهاجرين و 61 من الأوس
و 170 من الخزرج. ولم يحتفلوا لهذا الخروج احتفالاً بليغاً، ولا اتخذوا
أهبتهم كاملة، فلم يكن معهم من الخيل إلا فرسان، فرس للزبير بن العوام،
وفرس للمقداد بن الأسود الكندي، وكان معهم سبعون بعيراً ليتعاقب الرجلان
والثلاثة على بعير واحد، وكان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وعلي ومرثد
بن أبي مرثد الغنوي يتعاقبون بعيرا واحدا. بينما بلغ عدد قريش ما بين
التسعمائة والألف.
واستخلف النبي صلى الله عليه و سلم على المدينة و على الصلاة ابن أم
مكتوم. ودفع اللواء إلى مصعب بن عمير، والراية إلى علي، وراية الأنصار إلى
سعد بن معاذ.
تاريخ وقوع هذه الغزوة :
أما تاريخ وقوع هذه الغزوة فقد كان صباح يوم 17 شهر رمضان المبارك سنة 2
هجرية ، حيث بدأ القتال بين المسلمين و الكفار بعد زحف الكفار نحو مواقع
المسلمين ، و استمر القتال حتى ظهر ذلك اليوم ، و عنده كتب الله النصر
للمسلمين بعد أن سقط من الكفار 70 قتيلاً و أُسر منهم 70، و انجلت الغبرة
بهزيمة الأعداء و فرارهم .
بعد ذلك أمر النبي صلى الله عليه و سلم بدفن الشهداء و مواراة القتلى من
الأعداء ، ثم صلى بالمسلمين صلاة العصر ، ثم توجه المسلمون إلى المدينة
المنورة و هم فرحون مستبشرون بما كتب الله لهم من النصر و بما رزقهم من
الأموال و الغنائم ـ التي كانوا في اشد الحاجة إليها ـ و بما صحبوا معهم
من الأسرى .
أسباب وقوع هذه الغزوة :
أما أسباب اندلاع القتال في غزوة بدر فتعود إلى أن قريشاً كانت قد صادرت
أموال المهاجرين مع رسول الله صلى الله عليه وسلم, وتربصت للنيل منهم بكل
وسيلة ، إمعاناً في الصد عن سبيل الله وإيذاء المؤمنين, فأراد المهاجرون
إضعافها والضغط عليها من خلال التعرض لقوافلها التجارية التي تمر بالقرب
من المدينة في طريقها إلى الشام ، وكان المسلمون قد علموا أن قافلة كبيرة
يحرسها ثلاثون رجلاً - كانت تحمل أموالاً عظيمة لقريش - في طريقها من
الشام إلى مكة - وأنها ستمر بهم ، فندب الرسول - صلى الله عليه وسلم -
أصحابه للخروج لأخذها ، فخرج ثلاثمائة وتسعة عشر رجلاً ، معهم سبعون بعيرا
يتعاقبون على ركوبها، لكنهم أرادوا شيئا وأراد الله غيره قال سبحانه:{
وَإِذْ يَعِدُكُمُ اللَّهُ إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ أَنَّهَا لَكُمْ
وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذَاتِ الشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ وَيُرِيدُ
اللَّهُ أَنْ يُحِقَّ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَيَقْطَعَ دَابِرَ
الْكَافِرِينَ} (لأنفال 7).ولما بلغ أبا سفيان - الذي كان يقود القافلة
القرشية - خبر خروج المسلمين,سلك بها طريق الساحل,وأرسل يطلب النجدة
ويستنفر قريش , فخرجت قريش بقضِّها وقضيضها،ولم يتخلف من فرسانها ورجالها
إلا القليل,ومن تخلَّف منهم أرسل بدله رجلاً،حتى بلغ جيش قريش ألف مقاتل
معهم القيان يضربن بالدفوف ويغنين بهجاء المسلمين ، ولما بلغوا الجحفة
علموا بنجاة القافلة , فأصروا على المضي ومقاتلة النبي صلى الله عليه وسلم
وأصحابه بطراً ورئاء الناس فقال أبو جهل لعنه الله : والله لا نرجع حتى
نقدم بدْراً فنقيم بها ونطعم من حضرنا ، وتخافنا العرب.وكان المسلمون قد
وصلوا إلى بدر وعلموا بنجاة القافلة وقدوم جيش المشركين , فاستشار النبي -
صلى الله عليه وسلم - أصحابه , وكان يهمه معرفة رأي الأنصار على وجه
الخصوص لأنهم كانوا قد بايعوه على الدفاع عنه داخل المدينة ، ولم يبايعوه
على القتال خارجها ، فوقف المقداد بن عمرو من المهاجرين وقال : يا رسول
الله امض لما أراك الله فنحن معك , والله لا نقول لك كما قال بنو إسرائيل
لموسى :اذهب أنت وربك فقاتلا إنا ها هنا قاعدون, ولكن اذهب أنت وربك
فقاتلا إنا معكما مقاتلون , فو الذي بعثك بالحق لو سرت بنا إلى برك الغماد
- مكان باليمن - لجالدنا معك من دونه حتى تبلغه،وقام سعد بن معاذ - زعيم
الأوس - فقال :والله لكأنك تريدنا يا رسول الله ؟ قال : أجل ، قال : فإنا
قد آمنا بك وصدقناك وشهدنا أن ما جئت به هو الحق , وأعطيناك على ذلك
عهودنا ومواثيقنا على السمع والطاعة لك , فامض يا رسول الله لما أردت فنحن
معك , فوالذي بعثك بالحق لو استعرضت بنا البحر فخضته لخضناه معك ما تخلف
منا رجل واحد , وما نكره أن تلقى بنا عدونا غداً , إنا لصبر في الحرب ,
صدق عند اللقاء , لعل الله يريك منا ما تقر به عينك , فسِر على بركة الله.
فلما رأى النبي - صلى الله عليه وسلم - اجتماعهم على القتال بدأ بتنظيم
الجيش ، فأعطى اللواء الأبيض مصعب بن عمير , وأعطى رايتين سوداوين لعلي و
سعد بن معاذ رضي الله عنهما ، وترك المسلمون مياه بدر وراءهم لئلا يستفيد
منها المشركون. وقبيل المعركة ، أشار - صلى الله عليه وسلم - إلى مكان
مصارع جماعة من زعماء قريش ، فما تحرك أحدهم عن موضع يد رسول الله- صلى
الله عليه وسلم - ، وأنزل الله تعالى في هذه الليلة مطراً طهر به المؤمنين
وثبت به الأرض تحت أقدامهم ، وجعله وبالاً شديدًا على المشركين.وقام رسول
الله - صلى الله عليه وسلم - ليلته تلك , فكان يصلي إلى شجرة ، فلم يزل
يدعو ربه ويتضرع حتى أصبح ، وكان من دعائه:اللهم أنجز لي ما وعدتني ،
اللهم آت ما وعدتني ، اللهم إنك إن تهلك هذه الفئة لا تعبد بعدها في الأرض
فما زال يهتف بربه حتى سقط رداؤه عن منكبيه ، فأتاه أبوبكر ، فأخذ رداءه
فألقاه على منكبيه ثم التزمه من ورائه،وقال : يا نبي .الله كفاك مناشدتك
ربك فإنه سينجز لك ما وعدك وفي صبيحة يوم السابع عشر من رمضان سنة اثنتين
للهجرة , رتب صلى الله عليه وسلم الجيش في صفوف كصفوف الصلاة ، وبدأ
القتال بين الفريقين بمبارزات فردية ثم كان الهجوم والتحام الصفوف ، وأمد
الله المسلمين بمدد من الملائكة قال تعالى : { إِذْ تَسْتَغِيثُونَ
رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنَ
الْمَلائِكَةِ مُرْدِفِينَ ، وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ إلا بُشْرَى
وَلِتَطْمَئِنَّ بِهِ قُلُوبُكُمْ ...} ( لأنفال 9 - 10 ) ، ونصر الله
رسوله والمؤمنين رغم قلة عددهم وعدتهم . وكانت نتيجة المعركة مقتل عدد من
زعماء المشركين منهم أبو جهل عمرو بن هشام , وأمية بن خلف ، والعاص بن
هشام ، وبلغ عدد قتلى المشركين يومئذ سبعين رجلاً , وأسر منهم سبعون , وفر
من تبقى من المشركين تاركين غنائم كثيرة في ميدان المعركة , وأقام - صلى
الله عليه وسلم - ببدر ثلاثة أيام ، ودَفن شهداء المسلمين فيها , وهم
أربعة عشر شهيداً ، وقد تمت مفاداة الأسرى بالمال , فعاتب الله تعالى
رسوله - صلى الله عليه وسلم - لقبوله الفداء . لقد كانت موقعة بدر من
المعارك الفاصلة في تاريخ الإسلام , ولذا سماها الله تعالى في كتابه بـ
يوم الفرقان لأنه فرق بها بين الحق والباطل , وكان لها أعظم الأثر في
إعلاء شأن الإسلام وإعزاز المسلمين .
و هكذا فقد تمكن أبو سفيان من الفرار بالقافلة إلى مكة و نجا بنفسه و
الأموال التي كانت معه ، لكن مقاتلو قريش عزموا على قتال المسلمين ، فكانت
النتيجة أنهم خرجوا منها بالعار و الخزي و الهزيمة و الخسائر الجسيمة ، و
هكذا نصر الله تعالى نبيه الكريم .
ومن أحسن المواقع وأروع الصُّدف أن أول عيد تعيد به المسلمون في حياتهم هو
العيد الذي وقع في شوال سنة 2هـ إثر الفتح المبين الذي حصلوا عليه في غزوة
بدر، فما أروق هذا العيد السعيد الذي جاء به اللَّه بعد أن توج هامتهم
بتاج الفتح والعز، وما أروع منظر تلك الصلاة التي صلوها بعد أن خرجوا من
بيوتهم يرفعون أصواتهم بالتكبير والتوحيد والتحميد، وقد فاضت قلوبهم رغبة
إلى اللَّه، وحنينا إلى رحمته ورضوانه بعد ما أولاهم من النعم، وأيدهم به
من النصر، وذكرهم بذلك قائلاً: {وَاذْكُرُوا إِذْ أَنْتُمْ قَلِيلٌ
مُسْتَضْعَفُونَ فِي الأَرْضِ تَخَافُونَ أَنْ يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ
فَآوَاكُمْ وَأَيَّدَكُمْ بِنَصْرِهِ وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ
لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} [الأنفال: 26].
الشلخة 1- عدد الرسائل : 298
العمر : 63
Localisation : jawal
Emploi : mastoura
تاريخ التسجيل : 30/08/2006
رد: غزوة بدر الكبرى
وقع خطأ مطبعي في الآية الأولى من سورة النساء مطلع الخطبة أعلاه ، حيث كتبت كلمة (بكم ) عوض (عليكم ) ، ولذلك وجب التنبيه . وبهذه المناسبة أدعو أعضاء المنتدى الكرام إلى مراجعة النصوص القرآنية والأحاديث النبوية ، ومقابلتها بالمصادر، قبل نقلها ، والله لا يضيع أجر المحسنين...
وبارك الله في جهودك أخي الشلخة 1 ، وجعل كل ذلك في ميزان حسناتك ، آمين آمين آمين .
يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَتَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً
وبارك الله في جهودك أخي الشلخة 1 ، وجعل كل ذلك في ميزان حسناتك ، آمين آمين آمين .
يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَتَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً
بنت الفقيه- مشرف (ة)
- عدد الرسائل : 212
العمر : 60
تاريخ التسجيل : 07/12/2007
رد: غزوة بدر الكبرى
الشلخة 1 كتب:بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور
أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهدي الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي
له، وأشهد ان لا إله الا الله وأن محمد عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى
آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا..
( ياأيها الناس اتقو ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث
منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام ان الله
كان عليكم رقيبا).( ياأيها الذين آمنو اتقو الله حق تقاته ولا تموتن الا
وأنتم مسلمون).( يا أيها الذين آمنو اتقو الله وقولو قولا سديدا يصلح لكم
أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما ).
.[/size]
الســــــــــــــــلام عليكـــــــــم ورحمة الله تعـــــــــالــــى وبــركــــــــــاته
أين هو الخطأ يا أختي الفاضلة فالآية الكريمة التي كتبها الزميل الشلخة صحيحة ولا وجود للخطأ
رد: غزوة بدر الكبرى
لقد كان هناك خطا فعلا في كتابة الاية وتم تصحيحه لانه لا يعقل ترك الخطا من بعد العلم به.شكرا لكم جميعا.
رد: غزوة بدر الكبرى
الســــــــــــــــلام عليكـــــــــم ورحمة الله تعـــــــــالــــى وبــركــــــــــاته
من المفروض يا أخي فصاحب المقال أوالموضوع هو من يتولى تصحيحه وليس أنت، لأنه في حالة تصحيح الخطأ من طرف المعني بالأمر يظهر أسفل الموضوع بأن صاحبه قام بتغيير ما، الشيء الذي لم ألحظه فظننت أن الأ خت أخطأت. المهم أنا أعتذر للأخت بنت الفقيه لأن الخطأ ليس خطأها وإنما خطأ المشرف الذي لم يخبرنا إلا بعد فوات الأوان. وأتمنى أن لا تتكرر مثل هذه الأمور يا أخي. والســــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــلام
من المفروض يا أخي فصاحب المقال أوالموضوع هو من يتولى تصحيحه وليس أنت، لأنه في حالة تصحيح الخطأ من طرف المعني بالأمر يظهر أسفل الموضوع بأن صاحبه قام بتغيير ما، الشيء الذي لم ألحظه فظننت أن الأ خت أخطأت. المهم أنا أعتذر للأخت بنت الفقيه لأن الخطأ ليس خطأها وإنما خطأ المشرف الذي لم يخبرنا إلا بعد فوات الأوان. وأتمنى أن لا تتكرر مثل هذه الأمور يا أخي. والســــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــلام
مواضيع مماثلة
» **17 رمضان ذكرى غزوة بدر الكبرى..
» شر البلية.. الشيخ المغراوي و”غزوة باريس”
» الاختراعات الكبرى
» اللائحة الرسمية للعائلات الكبرى في فاس
» اللائحة الرسمية للعائلات الكبرى في الرباط
» شر البلية.. الشيخ المغراوي و”غزوة باريس”
» الاختراعات الكبرى
» اللائحة الرسمية للعائلات الكبرى في فاس
» اللائحة الرسمية للعائلات الكبرى في الرباط
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى