لبيك اللهم لبيك...

12/7/2008 4:39:00 PM


متابعة أحمد الليثي - أفاض أكثر من مليوني حاج
من صعيد عرفات الطاهر إلى إلى مزدلفة بعد ان علت أصواتهم بالتلبية والدعاء
وسؤال الله المغفرة لهم وللمسلمين كافة وهم يقفون على جبل عرفات شرقي مكة
يوم الاحد.وبدأ بعد المغرب بتوقيت السعودية نفرة الحجيج حيث توجهوا الى المزدلفة لجمع الجمرات استعدادا لرمي الجمرات الاثنين.ولم
تشر السلطات السعودية حتى الآن الى وقوع أي مشاكل أو كوارث مثل التي شابت
الحج في أعوام سابقة من اندلاع حرائق وانهيار فنادق واشتباكات بين الشرطة
ومحتجين وتدافع بسبب الزحام الشديد.وقالت راوية محمد وهي سكرتيرة من مصر "وجودي هنا أفضل من أي شيء مررت به في حياتي... أفضل حتى من أول لحظة رأيت فيها أبنائي."وراوية واحدة من بين العديد من الحجاج الذين وصل بعضهم الى عرفات قبيل الفجر سيرا على الاقدام في حين ركب اخرون حافلات كما اعتلى الالاف سقف أي سيارة كانوا يرونها.وقال عمر صلاح وهو مهندس من مصر يبلغ من العمر 38 عاما "أنا واحد من
مليون مسلم أكرمهم الله بأداء فريضة الحج هذا العام. انها مكافأة."وأشار بعض الحجاج الى أنهم دعوا الله أيضا أن يضع نهاية للازمة المالية العالمية.وقال محمد فتيح الذي يعمل في شركة سمسرة في مصر "الازمة الاقتصادية في
ذهن معظم الحجاج. يدعون الله أن يخفف الازمة... انها كارثة غير متوقعة
والحل الوحيد هو الرحمة من السماء."وتابع "سيتأثر العالم العربي
والعالم الاسلامي بهذه الازمة. أدعو الله أن يرفع هذا البلاء" مضيفا أن
زملاءه ومستثمرين طلبوا منه الدعاء لهم.وكان اكثر من مليوني حاج قد تجمعوا منذ فجر يوم الاحد في صعيد عرفة للوقوف على جبل الرحمة لاداء الركن الاعظم من اركان الحج.ووصل
حجاج بيت الله الحرام بالحافلات التي تتحرك ببطء وسط الحشود او سيرا على
الاقدام وهم يحملون متعلقاتهم من شعير منى الى مشعر عرفات حيث انتشر رجال
الدفاع المدني وتمركزت دوريات في كافة مواقعه منذ ساعات الصباح الاولى.وبحلول صباح الاحد يكون قد جرى تصعيد كل الحجيج الى عرفات على بعد نحو 15 كيلومترا شرقي مكة.ومع
غروب الشمس تبدأ الجموع نفرتها الى المزدلفة لقضاء الليل او بعضه هناك قبل
التوجه الى منى في يوم عيد الاضحى الذي يوافق الاثنين حيث يرمون الجمرة
الكبرى.

دموع ودعواتوتردد جموع الحجاج الذين ارتدى الرجال منهم لباس الاحرام الابيض بلا انقطاع "لبيك اللهم لبيك ان الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك لبيك".ويقف الحجاج على صعيد عرفة للدعاء وطلب الرحمة.وكان بعض الحجاج يبكون تأثرا بهذا المشهد المهيب.ووصل أكثر من مليوني حاج الى مدينة مكة في الاسبوع الماضي لاداء فريضة الحجوقال
حسن السيد وهو حاج مصري "انه يشبه بعض الشيء الشرب من البحر.. مهما تشرب
لا يرتوي ظمؤك أبدا. وهذا هو السبب في أنني أجيء مرة بعد الاخرى."وقالت
امرأة مغربية اسمها سناء بعد زيارة الكعبة داخل الحرم المكي "انه شعور
طيب..طيب للغاية ولاسيما عندما ترى الكعبة. امل ان اعود ثانية بفضل الله."وقال احدهم لوكالة فرانس برس انه "يشعر بسعادة غامرة" لتمكنه من اداء الحج.من جهتها اكدت سعاد دسوقي وهي مصرية في الخمسين من العمر "اتمنى نصرة الاسلام والمسلمين وتوحيد صفوفهم".وقالت
ام حسن من مصر "أتيت الى هنا لانني كنت على الدوام ارغب في الحج وامل ان
يعطيني الله الصحة والمال لاتي الى هنا مرة ثانية وثالثة وحتى أكثر."اجراءات مشددةوفرضت
السلطات السعودية اجراءات أمنية مشددة لتفادي أي هجمات يشنها متشددون أو
تزاحم أو أنشطة سياسية يمكن أن تعرض المملكة العربية السعودية لحرج.من
جهته اكد امير منطقة مكة خالد الفيصل ان مشعر منى لم يشهد "اي حوادث تذكر
ولم تظهر اي حالات وبائية بين ضيوف الرحمن" كما نقلت عنه وكالة الانباء
السعودية.وقد اعلنت وزارة الصحة السعودية جاهزية مرافقها لتقديم كافة الخدمات الطبية.وذكرت
وكالة الانباء السعودية انه تم تجهيز ثلاث مستشفيات هي "جبل الرحمة"
و"مستشفى نمرة" ومستشفى "عرفات" بسعة 671 سريرا اضافة الى 46 مركزا صحيا
و65 فرقة طبية.وأجرت السلطات السعودية تجديدات خلال العام المنصرم لتسهيل حركة الحجيج داخل الحرم المكي وجسر الجمرات.وفي يناير عام 2006 سحق 362 شخصا تحت الاقدام أثناء رمي الجمرات في أسوأ كارثة شهدها الحج منذ عام 1990.

خطب سياسيةوبالرغم من حظر الانشطة السياسية خلال الحج عرض
التلفزيون الايراني لقطات توضح رجل دين ايرانيا يلقي خطبة على مجموعة من
الحجاج الذين كانوا يرددون "الموت لامريكا" و"الموت لاسرائيل". وقال
اية الله محمد محمدي ريشهري رئيس بعثة الحج الايرانية للحجاج ان بعض
المسلمين شعروا باليأس "في مواجهة هجوم الحضارة الغربية" الا أن اليوم
هناك "صحوة اسلامية."وكانت الحكومة السعودية قد طالبت الحجاج عدم اضفاء أي صبغة سياسية على الحج.وقال
وزير الشؤون الاسلامية والاوقاف والدعوة والارشاد صالح بن عبد العزيز ال
الشيخ في تصريحات نشرتها الصحف السعودية ان المملكة العربية السعودية
تترفع عن أي مآرب حزبية أو سياسية مشيرا الى ضرورة عدم رفع أي شعارات غير
شعار الاسلام.وكانت اشتباكات دامية وقعت بين الشرطة وحجاج ايرانيين في الماضي من جراء شعارات سياسية.وزادت
التوترات الطائفية في الاونة الاخيرة في العالم العربي مع تولي الشيعة
السلطة في العراق مما قوى موقف ايران وحلفائها من الشعية.رقم قياسيواعلن
وزير الداخلية الامير نايف بن عبد العزيز ان عدد الحجاج القادمين من
الخارج هذا العام بلغ مليونا و729 الفا و841 من 178 جنسية موضحا ان عدد
الحجاج هذا العام قياسي بالنسبة لسنوات الحج السابقة مع زيادة بنسبة 11 في
المائة عن العام الماضي.وفي انتظار الاعلان رسميا عن اجمالي عدد
حجاج الداخل والخارج تشير تقديرات الى ان عدد حجاج بيت الله الحرام هذا
العام يزيد عن ثلاثة ملايين.وكان تدفق المرور اكثر سلاسة عما كان
عليه في العام الماضي حيث تم نقل المزيد من الحجيج في حافلات وفرضت
السلطات عمليات تفتيش صارمة على نقاط الدخول لمكة لمنع دخول الاشخاص الذين
ليست لديهم تصاريح حج من الانضمام الى المشاعروتقول الحكومة انها ستمنع السعوديين والمقيمين في المملكة من الحج دون تصريح رسمي بالحج الامر الذي كان يزيد الزحام.ومنحت 1.75 مليون تأشيرة حج للمسلمين خارج السعودية وحصل 500 ألف مقيم على الاقل على تصاريح بالحج.وقال
احمد السليمي احد المنظمين فيما كانت قوات الامن توقف السيارات عند نقطة
تفتيش ان الهدف من ذلك هو معرفة مصير كل الحجيج سواء كانوا سعوديين او غير
سعوديين.حجاج محرمونوأرجأت الخلافات بين حركة فتح وحركة المقاومة الاسلامية (حماس) الفلسطينيتين وصول بعض الحجاج الفلسطينيين او حالت دون وصولهم مما يضيف جانبا خلافيا محتملا.وقال ان هذه هي المرة الاولى في تاريخ الشعب الفلسطيني التي يمنع فيها الحجيج مضيفا أن اسرائيل لم تمنعهم قط.وأنحى
الرئيس الفلسطيني محمود عباس في مكة المكرمة باللائمة على حماس فيما ردت
الحركة باتهامات لفتح بالتسبب في الازمة بعد ان منحت السعودية تأشيرات
الحجاج في غزة لحكومة رام وحرمت منها حكومة هنية المقالة التي تقول حماس
انها الحكومة الشرعية المنتخبة.