خمسة أخطاء في الاستخدام المفرط للأدوية الطبية

تكمن وظيفة الادوية اساسا في علاج الحالة المرضية، لكن تناولها لفترات
طويلة من شأنه ان يؤدي الى نتائج عكسية، فمن الممكن ان تترك هذه الادوية
آثاراً سلبية على صحة المريض. فقد توصلت المجلة العلمية الطبية البريطانية
الى ان واحداً من كل اربعة مرضى ممن يستخدمون الادوية حسب الوصفة الطبية،
يعانون اصابات جانبية. وتشير الدراسة إلى خمسة اخطاء يرتكبها المرضى آثناء
الافراط في تناولهم للادوية العلاجية، وهي:

1ـ عدم المعرفة بالآثار الجانبية للادوية
ان
الكثير من الناس ليس لديهم اي تصور عن الآثار الجانبية للادوية التي
يستخدمونها. فالدراسة التي اجريت حول الادوية التي تباع بصورة حرة او
الادوية التي تباع حسب الوصفة الطبية، تشير على سبيل المثال، الى ان 54%
ممن يستخدمونها، لا يعرفون أي شيء عن اعراضها الجانبية، فقد وجد ان ثلثهم
قد عانوا من آثار جانبية سببها الادوية المتناولة.

النصيحة:
لا
تستخدم ابدا الدواء من دون استشارة الطبيب وعند إذن الطبيب فقبل استخدام
الادوية القديمة، عليك ان تقرأ المعلومات المرفقة مع هذه الادوية، لانها
تشير الى تاريخ الانتهاء وآثارها الجانبية وما تتعارض معه من أدوية اخرى.
من بعض الاعراض الجانبية غير المتوقعة للدواء، البقع الجلدية او الامساك
او الرغبة في التقيؤ او الارق او غيرها، ومن الممكن جدا ان تعتقد ان هذه
المظاهر غير مرتبطة بتناول الادوية، ولكن عليك متى تعرضت الى مثل هذه
الحالات، مراجعة الطبيب. وعليك ايضا استغلال فرصة المواعيد مع الطبيب،
لسؤاله عن الآثار السلبية التي ترافق الادوية التي تتناولها، ويستحسن ان
تفعل ذلك قبل البدء في تناولها.

2ـ مخاطر تناول الادوية في وقت واحد
ان
تناول المريض كميات كبيرة من الادوية والفيتامينات والاعشاب الطبية
المختلفة سواء بالوصفة الطبية او من دونها وفي وقت واحد يزيد نطاق الخطر
واحتمال التأثير العكسي على صحة المريض.
فقد اشارت الدراسة الى ان
الخطر قد يهدد صحة المريض لمجرد تناوله اربعة انواع مختلفة من للادوية لذا
يجب الاطلاع على الوصفات الطبية للأدوية التي تضم معلومات عن المجاميع
التي تؤثر بصورة متعارضة بعضها مع بعض وتؤدي الى سوء الحالة الصحية.
النصيحة:
عليك اثناء البدء بتناول الادوية ان تتأكد من طبيبك الخاص او، على الاقل، الصيدلاني، عن هذه التأثيرات.
كما
ينبغي التأكد ايضا من تاثيرات بعض الاطعمة على هذه الادوية كالاحماض او
الاعشاب او غيرها. بالاضافة الى تعارضها مع بعض الماكولات الاخرى، مثل
الخضروات او السبانخ او الخس او القهوة وغيرها.

3ـ عدم الانتباه او الحرص على منطقية الوصفة الطبية
يجب
أن يعي المريض بان الاطباء هم مجرد بشر، والبشر قد يقعون في الخطأ، لذلك
قد يحصل ان يسهو الطبيب في كتابة الدواء المطلوب اثناء تحديد المدة
المطلوبة لتناوله، وعليه فان المريض يجب ان يتحلى بالفطنة وان يراجع
الوصفة الطبية بعد كتابتها ويوجه الاسئلة حولها الى الطبيب، حينما يشعر
بنوع من القلق او عدم الدقة في كتابة الادوية.
وتشير المجلة الى ان 45% من المرضى كانوا وقعوا في خطأ عدم مراجعة الوصفة ولم يتنبهوا الى عدم موافقتها لوصفة الطبيب.
هذه الوصفة تتضمن اخطاء مختلفة, في ما يتعلق بالادوية المقترحة. كما تؤكد المجلة أن 10% من المرضى قد تناولوا بحسبها اكثر من حاجتهم.

النصيحة:
يجب
عليك مراقبة الوصفة الطبية التي يكتبها لك الطبيب, والتأكد من النوعية
والمدة والجرعة, اما عن طريق الطبيب او على الاقل سؤال الصيدلي.
وحاول
ان تقارن بين الادوية تسلمتها في الوصفة الطبية والادوية التي تتسلمها من
الصيدلاني, واذا راودك القلق او الشك, فينبغي عليك سؤال الطبيب او
الصيدلاني عنها.

4- التخزين غير المناسب للادوية

بعض الادوية تتميز بحساسيتها البالغة تجاه الحرارة او الرطوبة او الضوء.
كما ان بعض الادوية يجب التخلص منها بعد انتهاء الكورس العلاجي مثل المضادات الحيوية التي يضاف لها الماء.
لذلك
يصبح موضوع تخزين الادوية مرتبطاً الى درجة كبيرة بهذه المؤثرات, حيث يمكن
لها ان تفقد فعاليتها العلاجية وقدرتها على الذوبان في داخل جسم المريض.
ومن
غير المناسب وضع الادوية في جيوب الملابس, فحرارة الجسم تعتبر حرارة غير
مناسبة للادوية, وتعرض الدواء للفساد وعدم الفعالية مع مرور الوقت, كما ان
هناك البعض لا يولون هذه القضية اهتماماً, فيقومون بتخزين الادوية في
اماكن حارة او رطبة او مغبرة, كالحمامات والمطابخ والمرافق الاخرى.

النصيحة:
عليك التمسك بالتوجيهات المكتوبة في الورقة المرافقة للدواء والتي تنبهك الى طريقة التخزين.
وعليك
ان تضع بعض انواع الادوية, خصوصا السائلة او الدهنية, في ادراج الثلاجة,
فالانسولين على سبيل المثال, لا يمكن وضعه في مكان حار, لان الحرارة تفقده
الفعالية الطبية.

5- تجاهل نصائح الطبيب
تشير المجلة الطبية
البريطانية الى ان نصف عدد الذين يستخدمون الادوية, لا يلتزمون بتوجيهات
الاطباء, فالمرضى عادة لا يلتزمون بالجرعة المخصصة لهم من الدواء, بل ان
البعض لا يلتزم بتناول انواع محددة من الادوية التي يصفها له الطبيب.
ومن
ابشع الاخطاء, انقطاع (عدم استكمال) كورس العلاج الدوائي, بعد ان تبدأ
حالتهم الصحية بالتحسن, وهم يذلك لا يدركون مخاطر هذا الانقطاع, الا بعد
ان يعود اليهم المرض, فيعودون لتناول الدواء نفسه, ليكرروا مرة اخرى الخطأ
من جديد.
ان معاودة تناول الادوية القديمة بعد اختلاف ظروف المرض
والانقطاع عن تناولها لفترة من الزمن تثير الكثير من المخاطر, ومنها
تأثيرات المضادات الحيوية التي تتطلب في تناولها تحديد الوقت المناسب بحسب
توجيهات الطبيب, وان الانقطاع عنها ثم العودة اليها مرتبط بخطر انعدام
فعاليتها في علاج الامراض.
وعلى سبيل المثال, فان الانقطاع عن استكمال
تناول الدواء الخاص بعلاج مرض "العتمة الزرقاء", يمكن ان يؤدي الى ضرر
كبير في اعصاب الشبكية, وقد يتسبب بالاصابة بالعمى.

النصيحة:
في
كل الاحوال, عليك الالتزام بتوجيهات الطبيب في ما يخص الادوية او انواعها,
واذا اقتضى الامر اسأل الصيدلاني اذا راودك ثمة شك حولها.
واذا كنت
تحتفظ ببعض الادوية القديمة, فعليك التخلص منها, لانها ربما فقدت صلاحيتها
الطبية او انها لم تعد صالحة للعلاج, بانتهاء فترة المرض.
واذا كنت
تعتقد أن نوعاً من هذه الادوية, قد ساعدك في الماضي, وان صلاحيته مازالت
مستمرة, فعليك استشارة طبيبك قبل الشروع باستعماله, كي تتأكد وبصورة قطعية
من صلاحيته.