شخصيات تاريخية...
+9
للا رحالة
منصور
slimani
sabil
mohamed
said
kaytouni
السعدية الجبلية
بنت جبالة
13 مشترك
صفحة 2 من اصل 4
صفحة 2 من اصل 4 • 1, 2, 3, 4
رد: شخصيات تاريخية...
Elizabeth II, un demi-siècle de règne
Le 6 février 1952, à la mort de son père, Elizabeth Windsor accède au trône d'Angleterre. Découvrez un demi-siècle de règne en images. En savoir plus | Diaporama
Le 6 février 1952, à la mort de son père, Elizabeth Windsor accède au trône d'Angleterre. Découvrez un demi-siècle de règne en images. En savoir plus | Diaporama
slimani- عدد الرسائل : 579
العمر : 66
Localisation : SALE
تاريخ التسجيل : 12/08/2006
رد: شخصيات تاريخية...
Jeanne d'Arc, une femme dans l'histoire
Elle aida Charles VII à devenir roi de France et libéra son pays de l'envahisseur anglais au XVème siècle. Découvrez le parcours de Jeanne d'Arc, de Domrémy, où elle entendit des voix, au bûcher de Rouen. Biographie
Elle aida Charles VII à devenir roi de France et libéra son pays de l'envahisseur anglais au XVème siècle. Découvrez le parcours de Jeanne d'Arc, de Domrémy, où elle entendit des voix, au bûcher de Rouen. Biographie
said- مشرف (ة)
- عدد الرسائل : 4523
العمر : 60
Emploi : موظف
تاريخ التسجيل : 01/03/2007
رد: شخصيات تاريخية...
HISTOIRE
Napoléon, figure historique et ambiguë
Napoléon dérange et fascine. Premier Consul puis Empereur, génie militaire et bâtisseur, il a régné sur l'Europe en despote et a contribué à la modernisation des nations, la France en premier lieu. Biographie
Napoléon, figure historique et ambiguë
Napoléon dérange et fascine. Premier Consul puis Empereur, génie militaire et bâtisseur, il a régné sur l'Europe en despote et a contribué à la modernisation des nations, la France en premier lieu. Biographie
بنت جبالة- مشرف (ة)
- عدد الرسائل : 1428
العمر : 48
تاريخ التسجيل : 11/07/2006
رد: شخصيات تاريخية...
الاميرة ديانا
Lady Di, 10 ans après sa mort : son mythe vit encore
Dix ans déjà que Diana nous a quittés ! L'occasion de revenir sur une icône qui était loin d'être lisse.
Rendez-lui hommage Ses amours et désamours La saga Diana
Dix ans déjà que Diana nous a quittés ! L'occasion de revenir sur une icône qui était loin d'être lisse.
Rendez-lui hommage Ses amours et désamours La saga Diana
بنت جبالة- مشرف (ة)
- عدد الرسائل : 1428
العمر : 48
تاريخ التسجيل : 11/07/2006
رد: شخصيات تاريخية...
حسن البنا.. رحلة لم تنته
18/02/2001
د.إبراهيم غانم
هذه السطور ليست من نسج الخيال، ولكنها واقعة حقيقية حدثت منذ أكثر من نصف قرن من الزمان، وربما تتكرر، ومن يدري.
المكان: القاهرة - منطقة الحلمية.
الزمان: بعد منتصف الليل يوم 12 فبراير من عام 1949.
الوقائع: تتقدم قافلة من عربات الشرطة في سكون الليل، تصل إلى أحد شوارع الحلمية بمدينة القاهرة، تتوقف السيارات، يندفع الجند بأسلحتهم لحصار الشارع كله، وتُشدد الحراسة، حول بيت متواضع في منتصف الشارع، تتقدم إحدى سيارات الشرطة إلى هذا البيت، صف من الجنود ينقُلون جسد ميتٍ من السيارة إلى البيت في سرعة، يطرقون بابًا في أعلاه، يفتح الباب شيخ جاوز التسعين من عمره، يدخل عدد من الضباط إلى البيت قبل دخول الجثمان للتأكد من عدم وجود آخرين به، التعليمات صارمة للشيخ، لا صوت، لا عزاء، ولا حتى أحد من المتخصصين في إعداد الموتى، فقط أنت وأهل البيت، في تمام التاسعة صباحًا يتم دفن الميت.
كان الشيخ هو والد المتوفّى، ورغم الفجيعة، ورغم شيخوخته، قام بإعداد ابنه للدفن، ويمسح الشيخ دماء ابنه من أثر الرصاصات التي سكنت جسده.
ويأتي الصباح، ويأتي الضباط في موعدهم، هلمّ بابنك لتدفنه، فيصرخ الأب ذو التسعين عامًا، كيف لي بحمله؟ فليحمله الجنود! فيرفض الضباط، ويكون الرد فليحمله أهل البيت، وكان المُتوفّى له بنات وصبي صغير.
ويتقدم الجثمان في الطريق تحمله زوجته وبناته، وخلفه فقط والده، ومن تجرأ على السير في الجنازة كان المعتقل مآله، وتصل الجنازة إلى المسجد للصلاة على الفقيد، فإذا به خاليًا حتى من خدمه، فيصلي الوالد ومن خلفه أهل البيت من النساء، ويقومون بإنزاله إلى قبره، ويعود الجميع إلى البيت في حراسة مشددة، هذه هي جنازة الإمام الشهيد "حسن البَنَّا"، ويتم إلقاء القبض على كثير من الجيران، لا لشيء إلا لمجرد كلمة عزاء قالوها لهذه الأسرة، ويستمر الحصار ليس على البيت خشية ثورة من يأتي للعزاء، ولكن أيضًا يستمر الحصار حول القبر، خشية أن يأتي من يُخرج الجثة ويفضح الجريمة، بل وانتشرت قوات الشرطة في المساجد؛ لتأمر بغلقها عقب كل صلاة، خشية أن يتجرأ أحد بالصلاة على الفقيد.
وعلى الجانب الآخر كان ملك البلاد قد أجّل الاحتفال بعيد ميلاده من 11 فبراير إلى 12 فبراير؛ ليحتفل مع من يحتفل بموت هذا الرجل، ويروي أحد المفكرين أنه شاهد احتفالات في أحد الفنادق في الولايات المتحدة الأمريكية، وعندما تقصّى سبب هذا الاحتفال، عرف أنه ابتهاجٌ بموت هذا الرجل. وإن كان الحق ما يشهد به الأعداء فإن مراكز الأبحاث في فرنسا وأمريكا اشتركت في وضع قائمة بأهم مائة شخصية أثّرت في العالم في القرن العشرين، فكان من العالم العربي اثنان هما: الإمام الشهيد "حسن البنا"، والآخر هو جمال عبد الناصر.
المولد و النشأة
هو حسن أحمد عبد الرحمن البنا، ولد في المحمودية، من أعمال محافظة البحيرة بدلتا النيل، وذلك يوم الأحد 25 شعبان سنة 1324هـ الموافق 14 أكتوبر سنة 1906م، وهو ينتسب إلى أسرة ريفية متوسطة الحال من صميم الشعب المصري، كانت تعمل بالزراعة في إحدى قرى الدلتا هي قرية "شمشيرة" [قرب مدينة رشيد الساحلية. ومطلة على النيل في مواجهة بلدة إدفينا، تابعة لمركز فوة بمحافظة البحيرة].
كان جده عبد الرحمن فلاحاً ابن فلاح من صغار الملاّك، وقد نشأ الشيخ أحمد - أصغر أبنائه ووالد حسن البَنّا - نشأةً أبعدته عن العمل بالزراعة؛ تحقيقًا لرغبة والدته، فالتحق بكتاب القرية حيث حفظ القرآن الكريم وتعلّم أحكام التجويد، ثم درس بعد ذلك علوم الشريعة في جامع إبراهيم باشا بالإسكندرية، والتحق أثناء دراسته بأكبر محل لإصلاح الساعات في الإسكندرية حيث أتقن الصنعة، وأصبحت بعد ذلك حرفة له وتجارة، ومن هنا جاءت شهرته بـ "الساعاتي".
وقد أهّل الشيخ نفسه ليكون من علماء الحديث، فبَرَع فيه، وله أعمال كثيرة خدم بها السنة النبوية أشهرها كتابه "الفتح الرباني في ترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني"، وفي كنفه نشأ "حسن البَنّا" فتطبع بالكثير من طباعه، وتعلم على يديه حرفة "إصلاح الساعات" وتجليد الكتب أيضًا.
بداية الرحلة
بدأ "حسن البَنّا" تعليمه في مكتب تحفيظ القرآن بالمحمودية، وتنقل بين أكثر من كُتّاب حتى أن أباه أرسله إلى كتّاب في بلدة مجاورة للمحمودية. وكانت المدة التي قضاها في الكتاتيب وجيزة لم يتم حفظ القرآن خلالها؛ إذ كان دائم التبرم من نظام "الكُتّاب"، ولم يُطِق أن يستمر فيه، فالتحق بالمدرسة الإعدادية رغم معارضة والده الذي كان يحرص على أن يحفّظه القرآن، ولم يوافق على التحاقه بالمدرسة إلا بعد أن تعهّد له "حَسَن" بأن يتم حفظ القرآن في منزله.
وبعد إتمامه المرحلة الإعدادية التحق بمدرسة "المعلمين الأولية" بدمنهور، وفي سنة 1923 التحق بكلية "دار العلوم" بالقاهرة، وفي سنة 1927 تخرج فيها، وقد قُدّر له أن يلتحق بها وهي في أكثر أطوارها تقلبًا وتغيرًا، خاصة في مناهجها الدراسية التي أضيفت إليها آنذاك، دروس في علم الحياة، ونظم الحكومات، والاقتصاد السياسي، فكان نصيبه أن يتلقى تلك الدروس إلى جانب الدروس الأخرى في اللغة والأدب والشريعة وفي الجغرافيا والتاريخ.
وكان لديه مكتبة ضخمة تحتوي على عدة آلاف من الكتب في المجالات المذكورة، إضافة إلى أعداد أربع عشرة مجلة من المجلات الدورية، التي كانت تصدر في مصر مثل مجلة المقتطف، ومجلة الفتح، ومجلة المنار وغيرها، ولا تزال مكتبته إلى الآن في حوزة ولده الأستاذ "سيف الإسلام".
أمضى البَنّا تسعة عشر عامًا مدرسًا بالمدارس الابتدائية؛ في الإسماعيلية، ثم في القاهرة، وعندما استقال من وظيفته كمدرس في سنة 1946 كان قد نال الدرجة الخامسة في الكادر الوظيفي الحكومي، وبعد استقالته عمل لمدة قصيرة في جريدة "الإخوان المسلمون" اليومية، ثم أصدر مجلة "الشهاب" الشهرية ابتداءً من سنة 1947؛ لتكون مصدراً مستقلاً لرزقه، ولكنها أغلقت بحل جماعة الإخوان المسلمين في 8 ديسمبر 1948.
مؤثرات و تأثيرات
تأثر الشيخ حسن البَنّا بعدد كبير من الشيوخ والأساتذة، منهم والده الشيخ أحمد والشيخ محمد زهران – صاحب مجلة الإسعاد وصاحب مدرسة الرشاد التي التحق بها حسن البَنّا لفترة وجيزة بالمحمودية – ومنهم أيضاً الشيخ طنطاوي جوهري صاحب تفسير القرآن"الجواهر"، ورأس تحرير أول جريدة أصدرها الإخوان المسلمون سنة 1933، عَمِلَ حسن البَنّا بعد تخرجه في دار العلوم سنة 1927 مدرسًا بإحدى المدارس الابتدائية بمدينة الإسماعيلية، وفي السنة التالية 1928 أسس جماعة الإخوان المسلمين، ولكنه قبل أن يؤسسها كان قد انخرط في عدد من الجمعيات والجماعات الدينية مثل "جمعية الأخلاق الأدبية"، و"جمعية منع المحرمات" في المحمودية، و"الطريقة الحصافية" الصوفية في دمنهور، وشارك أيضاً في تأسيس جمعية الشبان المسلمين سنة 1927، وكان أحد أعضائها. أما جماعة الإخوان المسلمين التي أسسها فقد نمت وتطورت وانتشرت في مختلف فئات المجتمع، حتى أصبحت في أواخر الأربعينيات أقوى قوة اجتماعية سياسية منظمة في مصر، كما أصبح لها فروع في كثير من البلدان العربية والإسلامية.
وكان البَنّا يؤكد دومًا على أن جماعته ليست حزبًا سياسيًّا، بل هي فكرة تجمع كل المعاني الإصلاحية، وتسعى إلى العودة للإسلام الصحيح الصافي، واتخاذه منهجًا شاملاً للحياة.
ويقوم منهجه الإصلاحي على "التربية"، و"التدرج" في إحداث التغيير المنشود، ويتلخص هذا المنهج في تكوين "الفرد المسلم" و"الأسرة المسلمة"، ثم "المجتمع المسلم"، ثم "الحكومة المسلمة"، فالدولة، فالخلافة الإسلامية، وأخيرًا يكون الوصول إلى "أستاذية العالم".
قاد البَنّا جماعة الإخوان المسلمين على مدى عقدين من الزمان [1928-1949]، وخاض بها العديد من المعارك السياسية مع الأحزاب الأخرى، وخاصة حزب الوفد والحزب السعدي، ولكنه وجّه أغلب نشاط الجماعة إلى ميدان القضية الوطنية المصرية التي احتدمت بعد الحرب العالمية الثانية، ونادى في ذلك الحين بخروج مصر من الكتلة الإسترلينية للضغط على بريطانيا حتى تستجيب للمطالب الوطنية. وفي هذا السياق قام الإخوان بعقد المؤتمرات، وتسيير المظاهرات للمطالبة بحقوق البلاد، كما قاموا بسلسلة من الاغتيالات السياسية للضباط الإنجليز، ولجنود الاحتلال، وخاصة في منطقة قناة السويس.
وقد أولى البَنّا اهتمامًا خاصًّا بقضية فلسطين، واعتبرها "قضية العالم الإسلامي بأسره"، وكان يؤكد دومًا على أن "الإنجليز واليهود لن يفهموا إلا لغة واحدة، هي لغة الثورة والقوة والدم"، وأدرك حقيقة التحالف الغربي الصهيوني ضد الأمة الإسلامية، ودعا إلى رفض قرار تقسيم فلسطين الذي صدر عن الأمم المتحدة سنة 1947، ووجه نداءً إلى المسلمين كافة - وإلى الإخوان خاصة - لأداء فريضة الجهاد على أرض فلسطين حتى يمكن الاحتفاظ بها عربية مسلمة، وقال: "إن الإخوان المسلمين سيبذلون أرواحهم وأموالهم في سبيل بقاء كل شبر من فلسطين إسلاميًّا عربيًّا حتى يرث الله الأرض ومن عليها". واتخذت الهيئة التأسيسية للإخوان المسلمين قرارًا في 6 مايو سنة 1948 ينص على إعلان الجهاد المقدس ضد اليهودية المعتدية، وأرسل البَنّا كتائب المجاهدين من الإخوان إلى فلسطين في حرب سنة 1948. وكان ذلك من أسباب إقدام الحكومة المصرية آنذاك على حل جماعة الإخوان في ديسمبر سنة 1948؛ الأمر الذي أدى إلى وقوع الصدام بين الإخوان وحكومة النقراشي.
كان للبَنّا آراء سديدة ونظرات ثاقبة في قضية النهضة التي تشغل المسلمين منذ قرنين من الزمان وما زالوا ينشدونها. فقد ربطها بقضية التحرر من الاستعمار والتبعية لأوربا من ناحية، وبالتقدم العلمي الذي يجب أن يحققه المسلمون من ناحية أخرى، وفي ذلك يقول: "لن تنصلح لنا حال، ولن تنفذ لنا خطة إصلاح في الداخل ما لم نتحرر من قيد التدخل الأجنبي"، ويقول: "لا نهضة للأمة بغير العلم وما ساد الكفار إلا بالعلم"، وكان يرى أن تبعية المسلمين لأوروبا في عاداتها وتقاليدها تحول بينهم وبين استقلالهم ونهضتهم، يقول: "أليس من التناقض العجيب أن نرفع عقائرنا (أصواتنا) بالمطالبة بالخلاص من أوروبا، ونحتج أشد الاحتجاج على أعمالها، ثم نحن من ناحية أخرى نقدس تقاليدها، ونتعود عاداتها، ونفضل بضائعها؟!
ويرى كذلك أن قضية المرأة من أهم القضايا الاجتماعية؛ ولذلك فقد اهتم بها منذ بداية تأسيسه لجماعة الإخوان، فأنشأ لها قسمًا خاصًّا باسم "الأخوات المسلمات". وأكد كثيرًا على أن الإسلام أعطى للمرأة كافة الحقوق الشخصية والمدنية والسياسية، وفي الوقت نفسه وضع لها ضوابط تجب مراعاتها عند ممارسة تلك الحقوق.
ولم يَدْعُ البَنّا قط إلى إقامة نظام حكم ديني ثيوقراطي بالمعنى الذي عرفته أوروبا في عصورها الوسطى، بل دعا إلى إقامة حكم إسلامي على أساس الشورى والحرية والعدل والمساواة. وقبل قبولاً صريحًا بصيغة الحكم الدستوري النيابي، واعتبره أقرب نظم الحكم القائمة في العالم كله إلى الإسلام، ورأى أن تلك الصيغة إذا طبقت كما ينبغي فإنها تضمن تحقيق المبادئ الثلاثة التي يقوم عليها الحكم الإسلامي، وهي "مسئولية الحاكم"، و"وحدة الأمة"، و"احترام إرادتها".
مؤلفاتة
ولا تُعرف لحسن البَنّا كتب أو مؤلفات خاصة سوى عدد من الرسائل مجموعة ومطبوعة عدة طبعات بعنوان "رسائل الإمام الشهيد حسن البنا"، وهي تعتبر مرجعًا أساسيًّا للتعرف على فكر ومنهج جماعة الإخوان بصفة عامة. وله مذكرات مطبوعة عدة طبعات أيضًا بعنوان "مذكرات الدعوة والداعية"، ولكنها لا تغطّي كل مراحل حياته وتتوقف عند سنة 1942، وله خلاف ذلك عدد كبير من المقالات والبحوث القصيرة، وجميعها منشورة في صحف ومجالات الإخوان المسلمين التي كانت تصدر في الثلاثينيات والأربعينيات، بالإضافة إلى مجلة الفتح الإسلامية التي نشر بها أول مقالة له بعنوان "الدعوة إلى الله".
المراجع:
- إبراهيم البيومي غانم: الفكر السياسي للإمام حسن البنا (القاهرة : دار التوزيع والنشر الإسلامية، ط – 1992).
- أنور الجندي: حسن البنا الداعية الإمام والمجدد الشهيد (بيروت: 1978).
- روبير جاكسون: حسن البنا الرجل القرآني: ترجمة أنور الجندي (القاهرة: دار الدعوة - ب ت)
- محمد عبد الجواد: تقويم دار العلوم (القاهرة: ب ت)
- محمود عبد الحليم: الإخوان المسلمون، رؤية من الداخل (الإسكندرية: دار الدعوة - ب ت)
- محمد فتحي شعير: وسائل الإعلام المطبوعة في دعوة الإخوان المسلمين (جدة: 1985)
- مجموعة رسائل الإمام الشهيد حسن البنا (الإسكندرية: 1988).
المصدر:http://www.islamonline.net/arabic/famous/2001/02/article3.shtml
زائر- زائر
رد: شخصيات تاريخية...
Nietzsche, juge de la morale
"Maturité de l’homme : retrouver le sérieux qu’il mettait au jeu, étant enfant", écrivait Nietzsche. Découvrez 43 aphorismes
d'un philosophe qui a mis à mal la morale occidentale.
| Les citations
"Maturité de l’homme : retrouver le sérieux qu’il mettait au jeu, étant enfant", écrivait Nietzsche. Découvrez 43 aphorismes
d'un philosophe qui a mis à mal la morale occidentale.
| Les citations
منصور- مشرف (ة)
- عدد الرسائل : 1943
العمر : 44
Localisation : loin du bled
تاريخ التسجيل : 07/05/2007
رد: شخصيات تاريخية...
Benjamin
Franklin, père de l'Amérique
Ecrivain, physicien, homme politique, Benjamin Franklin nourrissait une curiosité
sans borne, qui l'a conduit à défendre l'indépendance des colonies d'Amérique.
Découvrez le destin de ce personnage historique américain. Biographie
Franklin, père de l'Amérique
Ecrivain, physicien, homme politique, Benjamin Franklin nourrissait une curiosité
sans borne, qui l'a conduit à défendre l'indépendance des colonies d'Amérique.
Découvrez le destin de ce personnage historique américain. Biographie
للا رحالة- عدد الرسائل : 305
العمر : 54
تاريخ التسجيل : 01/10/2006
رد: شخصيات تاريخية...
HISTOIRE Kennedy,
le mythe américain
35e Président des Etats-Unis, John F. Kennedy a dirigé le pays pendant
à peine 3 ans. Pourtant, il a profondément marqué les Américains par sa détermination,
son dynamisme et sa gaieté. Un destin tragique.
Biographie
le mythe américain
35e Président des Etats-Unis, John F. Kennedy a dirigé le pays pendant
à peine 3 ans. Pourtant, il a profondément marqué les Américains par sa détermination,
son dynamisme et sa gaieté. Un destin tragique.
Biographie
بنت جبالة- مشرف (ة)
- عدد الرسائل : 1428
العمر : 48
تاريخ التسجيل : 11/07/2006
رد: شخصيات تاريخية...
Henri
VIII ou la véritable histoire de Barbe-BleueAnne Boleyn, Catherine d'Aragon, Anne de Clèves... Suivez les aventures
sentimentales du roi Henri VIII, le Barbe-Bleue d'Angleterre.
Dossier
VIII ou la véritable histoire de Barbe-BleueAnne Boleyn, Catherine d'Aragon, Anne de Clèves... Suivez les aventures
sentimentales du roi Henri VIII, le Barbe-Bleue d'Angleterre.
Dossier
said- مشرف (ة)
- عدد الرسائل : 4523
العمر : 60
Emploi : موظف
تاريخ التسجيل : 01/03/2007
رد: شخصيات تاريخية...
HISTOIRE Cicéron :
" O Tempora ! O Mores !"
"Quelle époque ! Quelles mœurs !", s’offusquait Cicéron face à la décadence de
l’Empire romain. Découvrez l’art oratoire et la philosophie de cet auteur classique
romain en 12 citations.
Les citations
de Cicéron | Chercher
une citation
" O Tempora ! O Mores !"
"Quelle époque ! Quelles mœurs !", s’offusquait Cicéron face à la décadence de
l’Empire romain. Découvrez l’art oratoire et la philosophie de cet auteur classique
romain en 12 citations.
Les citations
de Cicéron | Chercher
une citation
بنت جبالة- مشرف (ة)
- عدد الرسائل : 1428
العمر : 48
تاريخ التسجيل : 11/07/2006
رد: شخصيات تاريخية...
Darwin
sur les traces de l'évolution
Célébrissime naturaliste britannique, Charles Darwin a passé presque toute sa
vie à développer sa théorie sur l'évolution des espèces par la sélection naturelle.
Découvrez le destin de celui qui a bouleversé le monde de la biologie. Biographie
sur les traces de l'évolution
Célébrissime naturaliste britannique, Charles Darwin a passé presque toute sa
vie à développer sa théorie sur l'évolution des espèces par la sélection naturelle.
Découvrez le destin de celui qui a bouleversé le monde de la biologie. Biographie
منصور- مشرف (ة)
- عدد الرسائل : 1943
العمر : 44
Localisation : loin du bled
تاريخ التسجيل : 07/05/2007
said- مشرف (ة)
- عدد الرسائل : 4523
العمر : 60
Emploi : موظف
تاريخ التسجيل : 01/03/2007
رد: شخصيات تاريخية...
Charlemagne,
le nouvel Empereur
En 768, lorsqu’il monte sur le trône, Charlemagne hérite d’un royaume divisé.
En 800, Léon III le couronne Empereur d’un territoire qui s’étend de l’Atlantique
au Danube et qui vit au rythme de la Renaissance carolingienne.
le nouvel Empereur
En 768, lorsqu’il monte sur le trône, Charlemagne hérite d’un royaume divisé.
En 800, Léon III le couronne Empereur d’un territoire qui s’étend de l’Atlantique
au Danube et qui vit au rythme de la Renaissance carolingienne.
said- مشرف (ة)
- عدد الرسائل : 4523
العمر : 60
Emploi : موظف
تاريخ التسجيل : 01/03/2007
رد: شخصيات تاريخية...
ياسر عرفات
[size=24]
2004
11 novembre
Mort de Yasser Arafat à Paris
Hospitalisé depuis plusieurs jours à l’hôpital militaire de Clamart et plongé dans un coma profond, Yasser Arafat
s’éteint le 11 novembre 2004. Dès le lendemain, sa dépouille est
transférée au Caire, où un hommage international lui est rendu.
Quelques heures plus tard il est enterré à Ramallah en Cisjordanie,
accompagné par presque 100 000 personnes. Fondateur du Fatah, puis dirigeant de l’OLP, Yasser Arafat voit sa vie se partager entre la lutte armée contre Israël et le prix Nobel de la paix. D’origine égyptienne, il a été le principal acteur de la lutte pour la reconnaissance de la Palestine, et il en restera le symbole malgré les suspicions de corruption. Premier président de l’Autorité palestinienne à partir de 1996, son décès est suivi d’élections démocratiques et ouvre la voie à des nouveaux rapports israélo-palestiniens.
Voir aussi : Histoire de l'OLP- Arafat- Histoire des DécèsHistoire de la Palestine
Le 11 Novembre-
Année 2004
[size=24]
2004
11 novembre
Mort de Yasser Arafat à Paris
Hospitalisé depuis plusieurs jours à l’hôpital militaire de Clamart et plongé dans un coma profond, Yasser Arafat
s’éteint le 11 novembre 2004. Dès le lendemain, sa dépouille est
transférée au Caire, où un hommage international lui est rendu.
Quelques heures plus tard il est enterré à Ramallah en Cisjordanie,
accompagné par presque 100 000 personnes. Fondateur du Fatah, puis dirigeant de l’OLP, Yasser Arafat voit sa vie se partager entre la lutte armée contre Israël et le prix Nobel de la paix. D’origine égyptienne, il a été le principal acteur de la lutte pour la reconnaissance de la Palestine, et il en restera le symbole malgré les suspicions de corruption. Premier président de l’Autorité palestinienne à partir de 1996, son décès est suivi d’élections démocratiques et ouvre la voie à des nouveaux rapports israélo-palestiniens.
Voir aussi : Histoire de l'OLP- Arafat- Histoire des DécèsHistoire de la Palestine
Le 11 Novembre-
Année 2004
said- مشرف (ة)
- عدد الرسائل : 4523
العمر : 60
Emploi : موظف
تاريخ التسجيل : 01/03/2007
رد: شخصيات تاريخية...
كارل ماركس- لينين الجزء للاول
مقدمة
ان المقال عن كارل ماركس الذي يصدر بشكل كراس كتبته على ما اذكر في عام 1913 لموسوعة "غرانات"Granat. وقد الحقت في نهاية المقال قائمة مفصلة الى حد كاف بالمطبوعات الاجنبية في الاغلب عن ماركس. و هذه القائمة غير واردة في الطبعة الحالية. ثم ان هيئة تحرير الموسوعة قد نبذت لاسباب تتعلق بالرقابة نهاية المقال التي تعرض تاكتيك ماركس الثوري. ومع الاسف لا استطيع ان اورد هنا هذه النهاية لان المسودة بقيت بين اوراقي في مكان ما في كراكوفيا او سويسرا. الا اني اذكر فقط انني اوردت في نهاية المقال فيما اوردت مقطعا من رسالة ماركس الى انجلس بتاريخ 17 نيسان/ابريل 1857 حيث جاءت كلمات ماركس التالية: "سيتوقف كل شيء في المانيا على امكانية دعم الثورة البروليتارية بطبعة ما جديدة لحرب الفلاحين. عندئذ يكون كل شيء على ما يرام." و هذا ما لم يفهمه في سنة 1905 مناشفتنا* الذين بلغ بهم الامر الان حد خيانة الاشتراكية خيانة تامة و الانتقال الى جانب البرجوازية.
ن. لينين
موسكو 14 ايار/ماي 1918
هوامش
*المناشفة: اتجاه انتهازي في الحركة الاشتراكية-الديمقراطية الروسية
عدل سابقا من قبل في الجمعة 23 نوفمبر 2007 - 19:34 عدل 1 مرات
رد: شخصيات تاريخية...
- كارل ماركس
ولد كارل ماركس في الخامس من ايار/ماي سنة 1818 في مدينة ترير بروسيا الرينانية. وكان ابوه محاميا و كان يهوديا ثم اعتنق البروتستانتية في سنة 1824. ولم تكن عائلة ماركس الميسورة و المثقفة عائلة ثورية. و بعد ان اتم دراسته الثانوية في مدينة ترير دخل جامعة بون ثم جامعة برلين فدرس الحقوق وبنوع خاص التاريخ و الفلسفة. وفي سنة 1841 انجز دراسته بتقديم اطروحته الجامعية حول فلسفة ابيقور. اما مفاهيمه فكانت حتى ذلك الوقت ما تزال مفاهيم هيغلية –نسبة الى هيغل-مثالية. و في برلين انضم الى حلقة "الهيغليين اليساريين" 1 (برونو باور و غيره) الذين كانوا يحاولون ان يستخلصوا من فلسفة هيغل استنتاجات الحادية و ثورية.
وعندما تخرج ماركس من الجامعة اقام في مدينة بون حيث كان يامل بالحصول على منصب استاذ في الجامعة. ولكن السياسة الرجعية التي كانت تسلكها الحكومة كانت قد اقصت, عام 1832, لودفيغ فيورباخ عن منصبه كاستاذ, و عادت في سنة 1837, فرفضت من جديد السماح له بدخول الجامعة و منعت في سنة 1841 الاستاذ الشاب برونو باور من القاء محاضرات في بون. هذه السياسة الرجعية اضطرت ماركس الى العدول عن الحياة الجامعية. في ذلك الوقت كانت افكار الهيغلية اليسارية تتقدم سريعا جدا في المانيا. وكان لودفيغ فيورباخ قد اخذ ,منذ 1837 على الخصوص, يوجه النقد الى علم اللاهوت و يتجه نحو المادية التي احرزت الغلبة نهائيا عنده في سنة 1841 (كتاب "جوهر المسيحية") و في سنة 1843 ظهر كتابه "اسس فلسفة المستقبل." لقد كتب انجلس فيما بعد حول هذين المؤلفين لفيورباخ: "كان يجب ان يكون الانسان قد تحسس بنفسه الاثر التحرري لخذين الكتابين...فلقد اصبحنا نحن جميعا" (اي الهيغليين اليساريين بمن فيهم ماركس) "دفعة واحدة من اتباع فيورباخ."2 و في ذلك الوقت اسس البرجوازيون الراديكاليون في رينانيا, الذين كان لهم بعض نقاط تماس مع الهيغليين اليساريين, جريدة معارضة في مدينة كولونيا باسم "الجريدة الرينانية" 3(التي اخذت تصدر ابتداء من اول كانون الثاني/جانفي سنة 1842) و قد دعي ماركس وبرونو باور الى العمل محريين اساسيين فيها. و في تشرين الاول /اوكتوبر سنة 1842 اصبح ماركس رئيس تحريرها فانتقل من مدينة بون الى كولونيا. وتحت ادارة ماركس اخذ اتجاه الجريدة الديمقراطي الثوري يزدند وضوحا. فعمدت الحكومة في اول الامر الى اخضاع الجريدة لرقابة ثنائية بل ثلاثية ثم امرت بتعطيلها تماما ابتداء من اول كانون الثاني/جانفي سنة 1843. فاضطر ماركس حينئذ للتخلي عن مركزه في تحرير الجريدة ولكن ذهاب ماركس لم ينقذ الجريدة اذ انها منعت من الصدور في اذار/ مارس 1843. ومن اهم المقلات التي نشرها ماركس في "الجريدة الرينانية"4 يشير انجلس الى مقال حول اوضاع الفلاحين الكرامين في واد الموزيل5. و قد ادرك ماركس من نشاطه الصحفي ان معلوماته في الاقتصاد السياسي غير كافية فاندفع بحماسة الى دراسته.
في سنة 1843 تزوج ماركس في كريزناخ من جيني فون ويستفالن, صديقة طفولته التي خطبها وهو ما يزال طالبا. كانت نوجته تنحدر من عائلة نبيلة رجعية بروسية. وكان اخو جيني فون ويستفالن الاكبر وزيرا للداخلية في بروسيا في مرحلة كانت من اشد المراحل اغراقا في الرجعية وذلك بين 1850 و 1858.
وفي خريف 1843 انتقل ماركس الى باريس ليصدر في الخارج مجلة راديكالية مع ارنولد روغه (عاش ارنولد روغه من سنة 1802 الى سنة 1880. وكان هيغيليا يساريا. وسجن من 1825 الى 1830 و هاجر بعد سنة 1848. و بعد 1866- 1870 اصبح من انصار بسمارك). ولكن لم يصدر من هذه المجلة المسماة "الحولية الالمانية الفرنسية" سوى العدد الاول اذ اضطرت للتوقف بسبب الخلافات مع روغه6. وفي المقالات التي نشرتها هذه المجلة برز ماركس ثوريا ينادي "بانتقاد لا هوادة فيه لكل ما هو كائن" بما في ذلك "الانتقاد بالسلاح"7 ويتوجه بالنداء الى الجماهير و البروليتاريا.
في ايلول /سبتمبر سنة 1844 جاء فريدريك انجلس الى باريس لقضاء بضعة ايام فيها فاصبح منذ ذلك الحين الصديق الحميم لماركس. وقد اسهم كلاهما باشد الحماسة في الحياة المحمومة للجماعات الثورية التي كانت انذاك في باريس (وكانت تولي هناك اهمية خاصة لمذهب برودون8 وقد صفى ماركس حساب هذا المذهب تصفية قاطعة في كتابه "بؤس الفلسفة" الذي صدر عام 1847) وخاضا نضالا حادا ضد مختلف نظريات الاشتراكية البرجوازية الصغيرة وصاغا نظرية و تاكتيك الاشتراكية البروليتارية الثورية او الشيوعية (الماركسية). راجع مؤلفات ماركس في هذه المرحلة الممتدة من 1844 الى 1848 في قائمة الكتب. و في سنة 1845 طرد ماركس من باريس لكونه ثوريا خطرا بناء على طلب الحكومة البروسية. فجاء الى بروكسال و اقام فيها. و في ربيع 1847 انتمى ماركس و انجلس الى جمعية سرية للدعاية هي "عصبة الشيوعيين"9 وقاما بقسط بارز في المؤتمر الثاني لهذه العصبة المنعقد في لندن. و في تشرين الثاني/نوفمبر 1847 و بناء على تكليف المؤتمر وضع ماركس و انجلس "بيان الحزب الشيوعي" المشهور الذي نشر في شباط/فيفري 1848. ان هذا الكتاب يعرض بوضوح ودقة عبقريين المفهوم الجديد للعالم, يعرض المادية المتماسكة التي تشمل ايضا ميدان الحياة الاجتماعية و الديالكتيك بوصفه العلم الاوسع و الاعمق للتطور ونظرية النضال الطبقي و الدور الثوري الذي تضطلع به البروليتاريا, خالقة المجتمع الجديد, المجتمع الشيوعي, في التاريخ العالمي.
وعندما انفجرت ثورة شباط/فيفري 1848 10 طرد ماركس من بلجيكا فعاد الى باريس ليتركها بعد بعد ثورة اذار/مارس 11 و يعود الى المانيا ليقيم في مدينة كولونيا حيث صدرت من اول حزيران/جوان 1848 الى 19 ايار/ماي سنة 1849 "الجريدة الرينانية الجديدة"12 التي كان ماركس رئيس تحريرها. وقد اثبت مجرى الاحداث الثورية في 1848-1849 كما اثبتت فيما بعد جميع الحركات البروليتارية و الديمقراطية في جميع بلدان العالم صحة النظرية الجديدة على نحو ساطع. في بادئ الامر اقدمت الحركة الظافرة المعادية للثورة على احالة ماركس الى القضاء (لكن تم تبرئته في 9 شباط/فيفري 1849) ثم نفته من المانيا في 16 ايار/ماي 1849. فانتقل اولا الى باريس حيث طرد منها ايضا بعد تظاهرة 13 حزيران/جوان 1849 13. ثم ذهب الى لندن حيث عاش حتى اخر ايامه.
ان ظروف حياة المهاجر هذه كانت مضنية الى اقصى حد كما يتبين بوضوح شديد من مراسلات ماركس و انجلس (المنشورة سنة 1913) فقد عاش ماركس و عائلته تحت وطاة الفقر المدقع و لولا المساعدة المالية الدائمة المخلصة التي كان يقدمها له انجلس لا استحال على ماركس انجاز كتاب "راس المال" و حسب بل لكان هلك حتما من البؤس. و من جهة اخرى كانت المذاهب و التيارات السائدة في الاشتراكية البرجوازية الصغيرة و الاشتراكية غير البروليتارية بوجه عام تضطر ماركس الى خوض نضال دائم لا هوادة فيه كما كانت تضطره احيانا للرد على اكثر التهجمات الشخصية جنونا و غباوة 14. وقد تحاشى ماركس حلقات المهاجرين و صاغ في جملة من المؤلفات التاريخية نظريته المادية باذلا جهده على دراسة الاقتصاد السياسي. وقد نفح ماركس في هذا العلم روحا ثورية (انظر مذهب ماركس لاحقا) في مؤلفيه: "مساهمة في نقد الاقتصاد السياسي"(1859) و "راس المال"(المجلد الاول 1867).
ثم جاءت مرحلة انتعاش النشاط في الحركة الديمقراطية في اواخر العقد السادس و في العقد السابع فدفعت ماركس من جديد الى النشاط العملي. ففي سنة 1864(28 ايلول/سبتمبر) تاسست في لندن الاممية الاولى المشهورة "جمعية الشغيلة العالمية. وكان ماركس روحها كما كان ايضا واضع "رسالتها" الاولى 15 و عدد كبير من المقررات و التصريحات والبيانات. ان ماركس بجمعه شمل الحركة العمالية في مختلف البلدان و سعيه الى توجيه شتى اشكال الاشتراكية غير البروليتارية السابقة للماركسية (مازيني, برودون, باكونين, التريديونية الليبرالية الانجليزية, الانحرافات اللاسالية اليمينية في المانيا, الخ.) في طريق النشاط المشترك وكفاحه نظريات جميع هذه الشيع و المدارس الصغيرة قد صاغ تكتيكا موحدا لنضال الطبقة العاملة البروليتاري في مختلف البلدان. وبعد سقوط كومونة باريس (1871) التي قدرها ماركس تقديرا عميقا, اخاذا, باهرا, فعالا, ثوريا ("الحرب الاهلية في فرنسا" 1871) وبعد الانشقاق الذي احدثه الباكونيون16 في الاممية لم يعد باستطاعة هذه الاممية ان تعيش في اوروبا وعقب مؤتمر 1872 في لاهاي انتقل المجلس العام للاممية الى نيويورك بناء على راي ماركس. وهكذا انجزت الاممية الاولى مهمتها التاريخية مفسحة المجال لمرحلة من النمو في الحركة العمالية في جميع البلدان نموا اقوى و اشد مما مضى الى ما لا حد له, مرحلة تطور هذه الحركة من حيث الاتساع مرحلة تاليف احزاب عمالية اشتراكية جماهيرية على اساس شتى الدول القومية.
وما بذله ماركس من نشاط شديد في الاممية و ما قام به من اعمال نظرية بمزيد من الشدة ايضا قد زلزلا صحته زلزلة نهائية. وقد واصل وضع الاقتصاد السياسي على اسس جديدة و اتمام كتاب "راس المال" جامعا عددا ضخما من المستندات الجديدة و دارسا عدة لغات (اللغة الروسية مثلا) ولكن اقعده المرض عن انجاز كتاب "راس المال".
و في الثاني من كانون الاول/ديسمبر سنة 1881 ماتت زوجته. وفي 14 اذار/مارس سنة 1883 رقد ماركس في كرسيه رقادا اخيرا هادئا و دفن مع زوجته في مقبرة هايغات في لندن. وقد مات لماركس عدة ابناء و ما يزالون اطفالا في لندن حين كانت عائلته تعاني بؤسا مدقعا. وكانت بناته الثلاث متزوجات من اشتراكيين من انجلترا و فرنسا وهن: ايلينوار ايفلينغ و لورا لافارغ و جيني لونغي وابن هذه الاخيرة عضو في الحزب الاشتراكي الفرنسي.
رد: شخصيات تاريخية...
- مذهب ماركس
الماركسية هي منهج افكار ماركس و ذهبه. لقد تابع ماركس و اتم على نحو عبقري التيارات الفكرية الرئيسية الثلاثة في القرن التاسع عشر و التي تعزى الى البلدان الثلاثة الاكثر تقدما في العالم: الفلسفة الكلاسيكية الالمانية و الاقتصاد السياسي الكلاسيكي الانجليزي و الاشتراكية الفرنسية المرتبطة بالتعاليم الثورية الفرنسية بوجه عام. ان ما تتصف به افكار ماركس من منطق رائع و انسجام تام انما يعترف به له حتى خصومه. و تؤلف افكار ماركس بمجموعها المادية الحديثة و الاشتراكية العلمية المعاصرة بوصفها نظرية الحركة العمالية و برنامجها في جميع البلدان المتمدنة في العالم. كل هذا يحملنا على ان نقدم لعرض المضمون الرئيسي للماركسية, مذهب ماركس الاقتصادي, بلمحة موجزة عن مفهموه للعالم بوجه عام.
رد: شخصيات تاريخية...
- المادية الفلسفية
كان ماركس قد اصبح ماديا منذ 1844-1845 اي في الفترة التي تكونت فيها افكاره: لقد كان, بوجه خاص, من اتباع فيورباخ. و لم يقرا ماركس بما عند فيورباخ من نقاط ضعف حتى فيما بعد الا من حيث عدم الكفاية في منطق ماديته و شمولها. لقد كان يرى ان الشان التاريخي العالمي لفيورباخ الذي "شغل دهرا" قائم بالضبط على مقاطعته النهائية لمثالية هيغل و توكيده للمادية, هذه المادية التي " لم تكن في القرن الثامن عشر وخصوصا في فرنسا نضالا ضد المؤسسات السياسية الراهنة و كذلك ضد الدين و اللاهوت و حسب بل ايضا... ضد كل ميتافيزية" (بمعنى "التاملات المخمورة" و بخلاف "الفلسفة المعقولة") (كتاب "العائلة المقدسة" في "التركة الادبية")17. وكتب ماركس ايضا: "يرى هيغل ان حركة الفكر, هذه الحركة التي يشخصها و يطلق عليها اسم الفكرة, هي الاله (الخالق, الصانع)... اما انا فاني ارى العكس : ان حركة الفكر ليست الا انعكاسا لحركة المادة منقولة الى دماغ الانسان و متحولة فيه"("راس المال" المجلد الاول. توضيح في اخر الطبعة الثانية)18. و على نحو تام الانسجام مع فلسفة ماركس المادية هذه كتب فريدريك انجلس عند شرحه لها في كتابه "ضد دوهرنغ" الذي قراه ماركس قبل الطبع يوم كان مخطوطة: "ان وحدة العالم ليست في كيانه...بل في ماديته. و هذه المادية قد اثبتها...تطور طويل و شاق للفلسفة و علوم الطبيعة... الحركة شكل وجود المادة. لم يوجد قط و لا يمكن ان يوجد ابدا في اي مكان مادة بدون حركة و لا حركة بدون مادة...ولكن اذن تساءلنا... عن ماهية الفكر و المعرفة وعن مصدرهما نجد انهما انتاج الدماغ الانساني و ان الانسان نفسه هو نتاج الطبيعة الذي نما و تطرو في محيط طبيعي معين و مع هذا المحيط. و اذ ذاك يغدو من البداهة ان نتاجات دماغ الانسان التي هي ايضا عند اخر تحليل نتاجات للطبيعة ليست في تناقض بل في انسجام مع سائر الطبيعة". " لقد كان كان هيغل مثاليا اي ان الافكار في دماغه لم تكن في نظره الا صور مجردة,(في الاصل: انعكاسات, يستعمل انجلس احيانا كلمة نسخ ) الى هذا الحد او ذاك, عن الاشياء و التطورات الواقعية. بل على العكس من ذلك فالاشياء و تطورها لم تكن في نظر هيغل الا صورا تعكس الفكرة التي كانت موجودة, و لا اعلم اين, قبل وجود العالم"19. وقد كتب انجلس في مؤلفه "لودفيغ فورباخ" الذي عرض افكاره فيه و افكار ماركس حول فلسفة فورباخ و الذي لم يدفعه الى الطبع الا بعد ان اعاد قراءة المخطوطة القديمة حول هيغل و فورباخ و المفهوم المادي للتاريخ الذي وضعها بالتعاون مع ماركس في 1844-1845 يقول: " ان المسالة الاساسية العظمى في كل فلسفة و لا سيما الفلسفة الحديثة هي مسالة علاقة الفكر بالكائن او علاقة العقل بالطبيعة... ايهما يسبق الاخر العقل ام الطبيعة... و كان الفلسفة تبعا لاجباتهم على هذا السؤال قد انقسموا الى معسكرين كبيرين: فاولائك الذين كانوا يؤكدون تقدم العقل على الطبيعة و يقبلون على هذا النحو في اخر تحليل بخلق العالم ايا كان نوع هذا الخلق ...الفوا معسكر المثالية. و الاخرون الذين كانوا يقررون تقدم الطبيعة انتموا الى مختلف مدارس المادية." وكل مفهوم اخر للمثالية والمادية - بالمعنى الفلسفي- ليس من شانه الا خلق البلبلة. وقد نبذ ماركس نبذا قاطعا, ليس فقط المثالية المقرونة ابدا الى الدين, بشكل او باخر, بل نبذ ايضا وجهة نظر هيوم و كانط المنتشرة خصوصا في ايامنا هذه, و العجزية, و الانتقادية, و المذهب الوضعي20 باشكالها المختلفة اذ انه كان يعتبر هذا النوع من الفلسفة بمثابة تنازل "رجعي" امام المثالية و في احسن الاحوال بمثابة "اسلوب جبان يقبل المادية في السر و ينكرها في العلن."21 وبصدد هذا راجعوا رسالة ماركس الى انجلز المؤرخة في 12 كانون الاول/ديسمبر 1868 التي يتحدث فيها عن محاضرة العالم الطبيعي الشهير توماي هكسلي و يلاحظ فيها ان هذا العالم قد ظهر "ماديا اكثر من العادة" و اعترف "باننا ما دمنا نلاحظ فعلا و ما دمنا نفكر فلا نستطيع ان نخرج ابدا من المادية" ثم يتهمه ماركس بانه "فتح بابا سريا " للعجزية ولنظرية هيوم. و من المهم خصوصا ان نسجل راي ماركس حول العلاقة بين الحرية و الضرورة: "ليست الضرورة عمياء الا ما دامت غير مفهومة. الحرية هي فهم الضرورة"( انجلس. "ضد دوهرنغ") و هذا يعني, اذن, الاعتراف بمطابقة الطبيعة للقوانين الموضوعية, و تحول الضرورة الديالكتيكي الى حرية (كتحول "الشيء بذاته" وغير المدرك و لكنه قابل للادراك الى "شيء لنا", تحول "جوهر الاشياء" الى "ظاهرات"). ان العيب الاساسي في المادية القديمة و في جملتها مادية فورباخ (بالاحرى المادية "المبتذلة" عند بوخنر و فوغت و موليشوت) هو في نظر ماركس و انجلس: اولا- ان هذه المادية كانت "في اساسها ميكانيكية" و لم تكن لتاخذ بعين الاعتبار اخر ما توصلت اليه الكيمياء و البيولوجيا (و من المناسب ان نضيف اليها في ايامنا هذه النظرية الكهربائية للمادة). ثانيا – ان المادية القديمة لم تكن تاريخية و لا ديالكتيكية (كانت ميتافيزيقية بمعنى انها ضد الديالكتيكية) ولم تكن تطبق وجهة نظر التطور من جميع نواحيها على نحو منسجم محكم الحلقات الى النهاية. ثالثا – انها تفهم "جوهر الانسان" على نحو تجريدي لا بمثابة "مجموعة العلاقات الاجتماعية كافة" (التي يحددها التاريخ على نحو ملموس). وهكذا لم تقم الا "بتفسير" العالم مع ان المقصود كان "تغييره" و بتعبير اخر ان المادية القديمة لم تكن تدرك شان "النشاط العملي الثوري".
رد: شخصيات تاريخية...
- الديالكتيك
لقد كان ماركس و انجلس يريان في ديالكتيك هيغل اوسع مذهب من مذاهب التطور و اوفرها مضمونا و اشدها عمقا و اثمن اكتسابا حققته الفلسفة الكلاسيكية الالمانية. و كانت كل صيغة اخرى لمبدا التطور تتراءى لهما وحيدة الجانب فقيرة المضمون تشوه و تفسد السير الواقعي للتطور (الذي يتميز احيانا بقفزات و كوارث و ثورات) في الطبيعة و المجتمع. "اننا كلينا, ماركس و انا, كنا وحدنا تقريبا اللذين عملا لانقاذ الديالكتيك الواعي" (من المثالية بما فيها الهيغلية نفسها) "وذلك بادخاله في المفهوم المادي للطبيعة". "ان الطبيعة هي محك الاختبار, و ب ان نضيف ان علم الطبيعة الحديث قد اغنى الى اقصى حدود الغنى (كتب هذا قبل اكتشاف الراديوم و الالكترونات و تحول العناصر الخ.!) و لا يزال يضيف لوازم هذا الاختبار يوميا و بذلك اثبتت هذه العلوم ان الطبيعة تعمل في نهاية المطاف على نحو ديالكتيكي لا على نحو ميتافيزيقي".22
قال انجلس ايضا: "ان الفكرة الاساسية الكبرى التي تقول بان العالم لا يتالف من اشياء تامة الصنع بل هو مجموعة من العمليات يطرا فيها على الاشياء التي تبدو في الظاهر ثابتة و كذلك على انعكاساتها الذهنية في دماغنا,اي الافكار, تغير مستمر من الصيرورة و الفناء, ان هذه الفكرة الاساسية الكبرى قد نفذت على نحو عميق منذ هيغل في الادراك العام حتى انه لا يوجد من يعارضها في شكلها العام هذا. ولكن الاعتراف بهذه الفكرة كلاما شيء و تطبيقا في الواقع في كل حال من الاحوال و في كل ميدان من ميادين البحث شيء اخر". "ليس هناك من امر نهائي مطلق مقدس امام الفلسفة الديالكتيكية فيه ترى كل شيء و في كل شيء خاتم الهلاك المحتوم, و ليس ثمة شيء قادر على الصمود في وجهها غير الحركة التي لا تنقطع, حركة الصيرورة و الفناء, حركة التصاعد ابدا دون توقف من الادنى الى الاعلى. وهذه الفلسفة نفسها ليست الا مجرد انعكاس هذه الحركة في الدماغ المفكر". فالديالكتيك هو اذن في نظر ماركس علم القوانين العامة للحركة سواء في العالم الخارجي ام في الفكر البشري".23
ان هذا المظهر الثوري لفلسفة هيغل هو ما تبناه ماركس و طوره. فالمادية الديالكتيكية "لم تعد بحاجة الى فلسفة توضع فوق العلوم الاخرى" وان ما تبقى من الفلسفة القديمة هو "نظرية الفكر و قوانينه- المنطق الشكلي و الديالكتيك.24 غير ان الديالكتيك حسب مفهوم ماركس كما هو حسب مفهوم هيغل يشمل ما يسمى اليوم بنظرية المعرفة او "العرفانية" التي يجب ان تعالج موضوعها من وجهة نظر تاريخية ايضا و ذلك بان تدرس و تعمم منشا المعرفة وتطورها اي الانتقال من اللامعرفة الى المعرفة.
في ايامنا دخلت فكرة النمو فكرة التطور على نحو كلي تقريبا في الوعي الاجتماعي و لكن عن غير طريق فلسفة هيغل. بيد ان هذه الفكرة كما صاغها ماركس وانجلس بالاستناد الى هيغل هي اوسع جدا و اغنى جدا في محتواها من الفكرة الشائعة عن التطور. تطور يبدو كانه يستنسخ مراحل مقطوعة سابقا و لكن على نحو اخرو على درجة الرفع ("نفي النفي") تطور على نحو لولبي اذا صح التعبير لا على نحو خط مستقيم- تطور بقفزات و كوارث وثورات- "انقطاعات في التدرج" تحول الكمية الى كيفية – اندفاعات داخلية نحو التطور يثيرها التضاد و التصادم في القوى و الاتجاهات المتمايزة التي تعمل في جسم معين او في حدود ظاهرة معينة او في قلب مجتمع معين – تبعية متبادلة و صلة وثيقة لا يمكن فصمها بين جميع جوانب كل ظاهرة (والتاريخ يكشف دائما عن جوانب جديدة), صلة تحدد مجرى الحركة الوحيد المشروع الكلي: هذ هي بعض مميزات الديالكتيك بوصفه مذهبا للتطور اغنى من المذهب الشائع. (راجع رسالة ماركس الى انجلس بتاريخ 8 كانون الثاني/جانفي 1868 حيث يهزا من "سفسطات شتاين "المشدودة" التي من الحماقة خلطها بالديالكتيك المادي.)
رد: شخصيات تاريخية...
- المفهوم المادي للتاريخ
ادرك ماركس خلو المادية القديمة من المنطق و عدم اكتمالها و طابعها الوحيد الجانب. فاقتنع بانه يجب "جعل علم المجتمع منسجما مع الاساس المادي و اعادة بنائه استنادا الى هذا الاساس".25 واذا كانت المادية بوجه عام تفسر الوعي بالكائن و ليس بالعكس فهي تتطلب عند تطبيقها على الحياة الاجتماعية للانسانية تفسير الوعي الاجتماعي بالكائن الاجتماعي. يقول ماركس: "ان التكنولوجيا تبرز اسلوب عمل الانسان تجاه الطبيعة اي العملية المباشرة لانتاج حياته و بالتالي الظروف الاجتماعية لحياته و الافكار او المفاهيم الفكرية التي تنجم عن هذه الظروف" ("راس المال" المجلد الاول).26 وقد اعطى ماركس صيغة كاملة عن الموضوعات الاساسية للمادية في تطبيقها على المجتمع البشري و على تاريخه و ذلك في مقدمة كتابه: "مساهمة في نقد الاقتصاد السياسي" قال:
"ان الناس اثناء الانتاج الاجتماعي لحياتهم يقيمون فيما بينهم علاقات معينة ضرورية مستقلة عن ارادتهم. و تطابق علاقات الانتاج هذه درجة معينة من تطور قواهم المنتجة المادية.
و مجموع علاقات الانتاج هذه يؤلف البناء الاقتصادي للمجتمع اي الاساس الواقعي الذي يقوم عليه بناء فوقي حقوقي و سياسي و تطابقه اشكال معينة من الوعي الاجتماعي. ان اسلوب انتاج الحياة المادية يشترط تفاعل الحياة الاجتماعي و السياسي و الفكري بصورة عامة. فليس ادراك الناس هو الذي يحدد معيشتهم بل على العكس من ذلك معيشتهم الاجتماعية هي التي تحدد ادراكهم. و عندما تبلغ قوى المجتمع المنتجة المادية درجة معينة من تطورها تدخل في تناقض مع علاقات الانتاج الموجودة او مع علاقات الملكية – و ليست هذه سوى التعبير الحقيق لتلك – التي كانت الى ذلك الحين تتطور ضمنها. فبعد ما كانت هذه العلاقات اشكالا لتطور القوى المنتجة تصبح قيودا لهذه القوى. و عندئذ ينفتح عهد الثورة الاجتماعية. و مع تغير الاساس الاقتصادي يحدث انقلاب في كل البناء الفوقي الهائل بهذا الحد او ذاك من السرعة. وعند دراسة هذه الانقلابات ينبغي دائما التمييز بين الانقلاب المادي لشروط الانتاج الاقتصادية – هذا الانقلاب الذي يحدد بدقة العلوم الطبيعية – وبين الاشكال الحقوقية و السياسية و الدينية و الفنية و الفلسفية او بكلمة مختصرة الاشكال الفكرية التي يتصور فيها الناس هذا النزاع ويكافحونه.
فكما انه لا يمكن الحكم على فرد وفقا للفكرة التي لديه عن نفسه كذلك لا يمكن الحكم على عهد انقلاب كهذا وفقا لوعيه. فينبغي تفسير هذا الوعي بتناقضات الحياة المادية و بالنزاع القائم بين قوى المجتمع المنتجة و علاقات الانتاج"..." ان اساليب الانتاج الاسلوب الاسيوي و القديم و الاقطاعي و البرجوازي الحديث مرسومة بخطوطها الكبرى يمكن اعتبارها بمثابة عهود متصاعدة من التكون الاجتماعي الاقتصادي".27(" راجع الصيغة الموجزة التي يعطيها ماركس في رسالته الى انجلس بتاريخ 7 تموز/جويلية 1866: "نظريتنا حول تحديد تنظيم العمل بواسطة وسائل الانتاج").
ان اكتشاف المفهوم المادي عن التاريخ او بتعبير ادق تطبيق و توسيع المادية بداب و انسجام الى النهاية حتى تشمل ميدان الظاهرات الاجتماعية قد قضى على عيبين رئيسيين في النظريات التاريخية السابقة: اولا: لم تكن هذه النظريات تاخذ بعين الاعتبار, في احسن الحالات, غير الدوافع, دون ان تدرك القوانين الموضوعية التي تسير تطور نظام العلاقات الاجتماعية, دون ان ترى جذور هذه العلاقات في درجة تطور الانتاج المادي. ثانيا: كانت النظريات السابقة تهمل على وجه الضبط عمل جماهير السكان بينما مكنت المادية التاريخية لاول مرة من دراسة الظروف الاجتماعية لحياة الجماهير و من دراسة تغيرات هذه الظروف بدقة العلوم الطبيعية. لقد كان "علم الاجتماع" و علم التاريخ قبل ماركس يكدسان في احسن الحالات وقائع خام مجموعة كيفما اتفق و يعرضان بعض الجوانب من حركة تطور التاريخ. لقد شقت الماركسية الطريق امام دراسة واسعة شاملة لعملية نشوء تشكيلات المجتمع الاقتصادية و تطورها و انهيارها و ذلك بتحليلها مجموعة الميول المتناقضة و ردها الى ظروف المعيشة و الانتاج الواضحة المعالم لمختلف طبقات المجتمع و بابعادها اختيار الافكار "القائدة" او تاويلها على نحو ذاتي و اعتباطي و يكشفها عن جذور جميع الافكار و جميع الميول المتباينة في اوضاع القوى المنتجة المادية دون استثناء. ان الناس هم صانعوا تاريخهم و لكن ما الذي يحدد دوافعهم و خصوصا دوافع الجماهير البشرية؟ و ما هو سبب نزاعات الافكار و المطامح المتضادة؟ وماذا يمثل مجموع هذه النزاعات في مجمل المجتمعات البشرية و ما هي الشروط الموضوعية لانتاج الحياة المادية التي يقوم عليها اساس كل نشاط الناس التاريخي؟ و ماهو قانون تطور هذه الشروط؟ ان ماركس قد اعار انتباهه لهذه المسائل و رسم الطريق لدراسة علمية للتاريخ بوصفه حركة تطور واحدة تسير وفق قوانين معينة رغم تنوعها العجيب و رغم جميع تناقضاتها.
رد: شخصيات تاريخية...
- الصراع الطبقي
من المعلوم انه في كل مجتمع تتصادم مطامح البعض مع مطامح البعض الاخر و ان الحياة الاجتماعية مليئة بالتناقضات, و ان التاريخ يكشف لنا عن الصراع الذي بين الشعوب و المجتمعات, كما يقوم داخل الشعوب و المجتمعات نفسها, و انه يبين لنا ايضا مراحل متعاقبة من الثورة و الرجعية, من السلم و الحروب, من الركود و التقدم السريع او الانحطاط. ان الماركسية قد رسمت النهج الموجه الذي يتيح اكتشاف وجود القوانين في هذا التعقيد و التشوش الظاهر و نعني بهذا نظرية الصراع الطبقي. فقط دراسة مجمل المطامح لدى جميع اعضاء مجتمع ما او عدد من المجتمعات تسمح بتحديد نتيجة هذه المطامح تحديدا علميا. هذا مع العلم ان المطامح المتناقضة يولدها تباين الاوضاع و شروط الحياة لدى الطبقات التي ينقسم اليها كل مجتمع. يقول ماركس في "البيان الشيوعي": "ان تاريخ كل مجتمع الى يومنا هذا (ثم يضيف انجلس فيما بعد: ما عدى المشاعية البدائية) لم يكن سوى تاريخ صراع بين الطبقات. فالحر و العبد, و النبيل و العامي, و السيد الاقطاعي و القن, و المعلم و الصانع, اي باختصار, المضطهدون و المضطهدين, كانوا في تعارض دائم و كانت بينهم حرب مستمرة, تارة ظاهرة, و تارة مستترة, حرب كانت تنتهي دائما اما بانقلاب ثوري يشمل المجتمع باسره و اما بانهيار الطبقتين معا...اما المجتمع البرجوازي الحديث الذي خرج من احشاء المجتمع الاقطاعي الهالك فانه لم يقض على التناقضات بين الطبقات بل اقام طبقات جديدة محل القديمة و اوجد ظروفا جديدة للاضطهاد واشكالا جديدة للنضال بدلا من القديمة. الا ان ما يميز عصرنا الحاضر, عصر البرجوازية, هو انه جعل التناحر الطبقي اكثر بساطة. فان المجتمع اخذ بالانقسام, اكثر فاكثر, الى معسكرين فسيحين متعارضين, الى طبقتين كبيرتين العداء بينهما مباشر: هما البرجوازية و البروليتاريا". ومنذ الثورة الفرنسية الكبرى كشف تاريخ اوروبا في عدد من البلدان على نحو بديهي خاص عن السبب الحقيقي للاحداث وهو صراع الطبقات. فمنذ عهد عودة الملكية28 ظهر في فرنسا عدد من المؤرخين (تييري و غيزو و مينيه و تيير) الذين كانوا مجبرين عند تلخيصهم لما كان يحدث ان يعترفوا بان الصراع الطبقي موجود وانه المفتاح الذي يتيح فهم كل تاريخ فرنسا. ولكن المرحلة الحديثة الاخيرة, مرحلة انتصار البرجوازية التام, و المؤسسات التمثيلية و الاقتراع الموسع (ان لم يكن العام), مرحلة الصحافة اليومية الزهيدة الثمن, التي تتغلغل بين الجماهير الخ. هذه المرحلة قد اثبتت بمزيد من الجلاء ايضا (ولو احيانا على نحو وحيد الجانب و "سلمي" و "دستوري") ان الصراع الطبقي هو محرك الاحداث. ان المقتطف التالي من "البيان الشيوعي" يبين لنا ما طلبه ماركس من علم الاجتماع من وجهة نظر التحليل الموضوعي لاوضاع كل طبقة من طبقات المجتمع الحديث بالارتباط مع تحليل تطور هذه الطبقة: "وليس بين جميع الطبقات التي تقف الان امام البرجوازية وجها لوجه الا طبقة واحدة ثورية حقا هي البروليتاريا. ان جميع الطبقات الاخرى تنحط و تنقرض في النهاية مع نمو الصناعة الكبرى اما البروليتاريا فهي – خلافا لذلك – اخص واساس منتجات هذه الصناعة. ان الشريحة السفلى من الطبقة المتوسطة و صغار الصناعيين و الباعة و الحرفيين و الفلاحين تحارب البرجوازية من اجل الحفاظ على وجودها بوصفها فئات متوسطة. فيه ليست اذن ثورية بل محافظة و اكثر من محافظة ايضا انها رجعية. اذ انها تريد ان تدور عجلة التاريخ الى الوراء. وان حدث و ان كانت ثورية فذلك لانها في حالة انتقال الى صفوف البروليتاريا و بذلك لا تدافع عن مصالحها الانية بل عن مصالحها المستقبلية وهي تتخلى عن وجهة نظرها الخاصة لتتخذ لنفسها و جهة نظر البروليتاريا". و في جملة من المؤلفات التاريخية اعطى ماركس امثلة ساطعة و عميقة عن علم التاريخ المادي و عن تحليل ظروف كل طبقة بذاتها و احيانا ظروف مختلف الجماعات و الفئات في الطبقة الواحدة و بين على نحو ساطع لماذا و كيف "ان كل نضال طبقي هو نضال سياسي".29 ان المقطع الذي استشهدنا به انفا يبين بوضوح كم هي معقدة شبكة العلاقات الاجتماعية و الدرجات الانتقالية بين طبقة و اخرى و بين الماضي و المستقبل التي يحللها ماركس ليظهر حاصل كل التطور التاريخي.
ان نظرية ماركس تجد تاكيدها و تطبيقها الاكثر عمقا و شمولا و تفصيلا في مذهبه الاقتصادي.
رد: شخصيات تاريخية...
الجزء الثانيمذهب ماركس الاقتصادي
يقول ماركس في مقدمة كتابه "راس المال": " ان الهدف النهائي لهذا الكتاب هو ان يكشف عن القانوا الاقتصادي لحركة المجتمع الحديث" اي المجتمع الراسمالي البرجوازي. فدراسة علاقات الانتاج في هذا المجتمع المحدد تاريخيا من حيث ولادة هذه العلاقات و تطورها و زوالها ذلك هو مضمون مذهب ماركس الاقتصادي. ان الشيء السائد في المجتمع الراسمالي هو انتاج البضائع. و لهذا يبدا تحليل ماركس بتحليل البضاعة.
رد: شخصيات تاريخية...
- القيمة
البضاعة هي بالدرجة الاولى شيء يسد حاجة من حاجات الانسان. و هي بالدرحة الثانية شيء يمكن مبادلته بشيء اخر. ان منفعة شيء ما تعطيه قيمة استعمالية. اما القيمة التبادلية- او القيمة باختصار- فهي, اولا, العلاقة, النسبة, في مبادلة عدد من القيم الاستعمالية من نوع ما بعدد من القيم الاستعمالية من نوع اخر. ان التجربة اليومية تبين لنا ان الملايين و المليارات من مثل هذه المبادلات تقيم دون انقطاع علاقات من التعادل بين القيم الاستعمالية الاكثر تنوعا و الاكثر تباينا. فما هو العنصر المشترك بين هذه الاشياء المختلفة التي يعادل بعضها ببعض باستمرار في نظام من العلاقات الاجتماعية؟ ان العنصر المشترك بينها هو كونها نتاجات عمل. فعندما يتبادل الناس منتجاتهم يعادلون بين انواع العمل الاكثر تباينا. ان انتاج البضائع هو نظام من العلاقات الاجتماعية يخلق فيه شتى المنتجين منتجات متنوعة (التقسيم الاجتماعي للعمل) ويعادلون بينها عند التبادل. و بالتالي ان العنصر المشترك بين جميع البضائع ليس هو العمل في فرع معين من الانتاج و ليس هو عملا من نوع خاص, بل هو العمل الانساني المجرد, العمل الانساني بوجه عام. ففي مجتمع معين تؤلف كل قوة العمل الممثلة في مجموع قيم كل البضائع قوة عمل انساني واحدة موحدة. و الدليل على ذلك المليارات من امثلة التبادل. وهكذا فكل بضاعة ماخوذة بمفردها لا تمثل سوى جزء ما من وقت العمل الضروري اجتماعيا. ان كمية القيمة تحدد بقيمة العمل الضروري اجتماعيا او بوقت العمل الضروري اجتماعيا لانتاج بضاعة معينة. اي قيمة استعمالية معينة. "ان المنتجين حين يعتبرون منتجاتهم المختلفة متساوية عند تبادلها يقرون بذلك ان ان اعمالهم المختلفة متساوية و هم لا يدركون لا يدركون ذلك و لكنهم يفعلونه". لقد قال اقتصادي قديم: ان القيمة هي العلاقة بين شخصين. وكان عليه ان يضيف بكل بساطة الى قوله هذا: علاقة مغلفة بغلاف مادي. ذلك انه لا يمكن فهم القيمة الا بالاستناد الى مجمل علاقات الانتاج الاجتماعية لتشكيلة تاريخية معينة اي العلاقات التي تظهر عند التبادل هذه الظاهرة الجماهيرية التي تتكرر مليارات المرات. "ان البضائع بوصفها قيما ليست الا كميات محدودة من وقت العمل المتجمد" ("مساهمة في نقد الاقتصاد السياسي"). و بعد تحليل مفصل للصفة المزدوجة للعمل المجسد في البضائع ينتقل ماركس الى تحليل اشكال القيمة و العملة (النقد). و المهمة الرئيسية التي يضعها نصب عينيه اذ ذاك هي ان يبحث عن منشا الشكل النقدي للقيمة و ان يدرس التفاعل التاريخي لتطور التبادل ابتداء من اعمال التبادل الفردية و العرضية ("شكل بسيط منفرد و طارئ للقيمة": كمية معينة من بضاعة ما تبادل مقابل كمية معينة من بضاعة اخرى) حتى الشكل العام للقيمة عندما يبادل عدد من البضائع المختلفة ببضاعة واحدة معينة, حتى الشكل النقدي للقيمة حيث يصبح الذهب بمثابة تلك البضاعة المعينة, بمثابة المعادل العام. ان النقد بوصفه النتاج الاعلى لتطور التبادل و انتاج البضائع يطمس, يخفي, الصفة الاجتماعية للعمل الفردي اي العلاقة الاجتماعية بين المنتجين المنفردين الذين يرتبطون ببعضهم البعض بواسطة السوق. ويخضع ماركس لتحليل مفصل الى اقصى حد شتى وظائف النقد. و من المهم الملاحظة هنا ايضا (كما في جميع الفصول الاولى من كتاب "راس المال") ان الشكل المجرد للعرض الذي يبدو احيانا استدلاليا فقط يعرض في الواقع مصادر وافرة الغنى حول تاريخ تطور التبادل و انتاج البضائع. "ان النقد يفترض مستوى معينا من التبادل البضاعي. ان شتى اشكال النقد, بوصفه معادلا بسيطا, ووسيلة للتداول, ووسيلة للدفع, و كنزا مخزونا, و نقدا عالميا – تدل بالمقارنة بين تفوق وظيفة على اخرى على مراحل مختلفة جدا من الانتاج الاجتماعي" ("راس المال", المجلد الاول).
رد: شخصيات تاريخية...
- القيمة الزائدة
في درجة ما من تطور انتاج البضائع يتحول النقد الى راس مال. لقد كانت صيغة تداول البضائع: ب (بضاعة) - ن (نقد) – ب (بضاعة), اي بيع بضاعة في سبيل شراء غيرها. اما صيغة راس المال العامة فهي بالعكس: ن – ب – ن - اي شراء في سبيل بيع (مع ربح). ان هذه الزيادة في القيمة الاولى للنقد الذي وضع قيد التداول هي ما يسميه ماركس "القيمة الزائدة". و "زيادة" المال هذه في التداول الراسمالي واقع معروف لدى الجميع. ان هذه "الزيادة" بعينها هي التي تحول المال الى راسمال بوصفه علاقة انتاج اجتماعية خاصة محددة تاريخيا. و لا يمكن للقيمة الزائدة ان تنجم عن تداول البضائع لان هذا التداول لا يعرف سوى تبادل اشياء متعادلة, و لا يمكن لها ايضا ان تنجم عن ارتفاع الاسعار لان الخسائر و الارباح لدى كل من الشارين و البائعين تتوازن, و الحال ان الامر يتعلق بظاهرة اجتماعية وسطية و معممة لا بظاهرة افرادية. فمن الاجل الحصول على القيمة الزائدة "يجب ان يتمكن صاحب المال من اكتشاف بضاعة في السوق, لها قيمة استعمالية, تتمتع بميزة خاصة هي ان تكون مصدرا للقيمة", اي بضاعة تكون عملية استهلاكها في الوقت نفسه عملية تخلق قيمة. وبالفعل هذه البضاعة موجودة: انها قوة العمل الانساني. ان استهلاكها هو العمل و العمل يخلق القيمة. ان صاحب المال يشتري قوة العمل بقيمتها التي يحددها, كما يحدد قيمة كل بضاعة اخرى, وقت العمل الضروري اجتماعيا لانتاج البضاعة (اي نفقات اعالة العامل و عائلته). و حين يشتري صاحب المال قوة العمل يصبح من حقه ان يستهلكها اي ان يجعلها تعمل طوال النهار ولنقل 12 ساعة. و لكن العامل حين يشتغل 6 ساعات (اي وقت العمل "الضروري") يعطي انتاجا يغطي نفقات اعالته و في الساعات الست الاخرى (اي وقت العمل "الزائد") يعطي انتاجا "زائدا" لا يدفع الراسمالي اجرة عنه اي يعطي القيمة الزائدة. و بالتالي فمن وجهة نظر عملية الانتاج يجب ان نميز قسمين في الراسمال: الراسمال الثابت الذي ينفق على وسائل الانتاج (الات, و ادوات عمل, و مواد اولية الخ.) وتنتقل قيمته كما هي (دفعة واحدة او دفعات) الى المنتوج التام الصنع, و الراسمال المتغير (المتحرك) الذي ينفق على قوة العمل. و قيمة هذا الراسمال لا تظل ثابتة بل تنمو في عملية الانتاج, اذ تخلق القيمة الزائدة. وعليه فمن اجل التعبير عن درجة استثمار الراسمال لقوة العمل يجب مقارنة القيمة الزائدة لا بالراسمال كله بل بالراسمال المتغير. ان معدل القيمة الزائدة الاسم الذي اطلقه ماركس على هذه العلاقة سيكون في مثلنا 636 او 100 بالمائة.
رد: شخصيات تاريخية...
- ان المقدمة التاريخية لظهور راسمال هي في الدرجة الاولى تراكم كمية معينة من المال في ايدي عدد من الافراد في حين بلغ انتاج البضائع درجة ارتفاع نسبي, و هي, في الدرجة الثانية, وجود عمال "احرار" من وجهتين: من وجهة انهم احرار من كل تضييق و من كل تقيد في بيع قوة عملهم, و احرار لانهم لا يملكون ارضا و لا وسائل انتاج بوجه عام, اي وجود عمال احرار و غير مقيدين, اي وجود عمال "بروليتاريين" لا يستطعيون العيش بغير قوة عملهم.
ان ازدياد القيمة الزائدة امر ممكن بفضل وسيلتين اساسيتين: تمديد يوم العمل ("قيمة زائدة مطلقة") و التقليص في يوم العمل الضروري ("قيمة زائدة نسبية"). وعندما يحلل ماركس الوسيلة الاولى يرسم لوحة رائعة لنضال الطبقة العاملة في سبيل تقليص يوم العمل و لتدخل سلطة الدولة في سبيل تمديده (من القرن الرابع عشر الى القرن السابع عشر) و في سبيل تقليصه (تشريع المصانع في القرن التاسع عشر). و منذ نشر كتاب "راس المال" قدم تاريخ الحركة العمالية في جميع البلدان المتمدنة في العالم عددا لا يحصى من الوقائع الجديدة التي تبرهن على صدق هذه اللوحة.
ان ماركس عند تحليله القيمة الزائدة النسبية يدرس المراحل التاريخية الاساسية الثلاث لزيادة انتاجية العمل من قبل الراسمالية: 1. التعاون البسيط, 2. تقسيم العمل و المانيفاكتورة, 3. الالات و الصناعة الكبرى. ان العمق الذي يكشف به ماركس الخطوط الاساسية النموذجية لتطور الراسمالية يظهر فيما يظهر من كون دراسة الصناعة المسماة الصناعة "الحرفية" في روسيا تقدم ادلة وافرة جدا توضح و تبرز المرحلتين الاولتين من هذه المراحل الثلاث. اما عمل الصناعة الميكانيكية الضخمة الثوري الذي وصفه ماركس في 1867 فقد ظهر خلال نصف القرن المنصرم منذ ذلك الحين في عدة بلدان "جديدة" (روسيا و اليابان و غيرهما).
صفحة 2 من اصل 4 • 1, 2, 3, 4
مواضيع مماثلة
» شخصيات مغربية من الماضي
» شخصيات روائية (تولستوي)
» شخصيات عالمية مشهورة اعتنقت الاسلام
» محاضرة تاريخية
» صور لحقب تاريخية
» شخصيات روائية (تولستوي)
» شخصيات عالمية مشهورة اعتنقت الاسلام
» محاضرة تاريخية
» صور لحقب تاريخية
صفحة 2 من اصل 4
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى