عاقبة الظلم

الظلم يخرب البيوت العامرة ويغري النفوس الفاجرة ويقصف الاعمار الطويلة ويشوه الاعمال الجليلة ويهلك العباد والبلاد ويسيء الي سمعة الانسان ويخفض كرامته ويسود يوم القيامة صحيفته وهو صفة من صفات المجرمين ومن ارذل اخلاق الجبارين.
رؤي ان ملكا من الملوك الجبابرة بني لنفسه قصرا عظيما وشيده تشييدا كبيرا وكانت تقيم إلي جانب القصر امرأة عجوز في كوخ لها صغير فقال له اعوانه من اهل السوء ان هذا القصر لا يحسن موقعه ولا تتم هيئته في نفوس الناس الا اذا ازيل كوخ المرأة العجوز من جوار القصر فأمر الملك بازالته وهجم عليه الاعوان فهدموه وبينما كانت العجوز خارج كوفها تقضي حاجة لها جاءت ورأت الكوخ مهدما فأوجع ذلك قلبها وآلم نفسها فرفعت إلي السماء وجهها شاكية باكية قائلة: إلهي إذا كنت غائبة فأين كنت أنت يامن لاتأخذك سنة ولانوم؟! فأصابت كلماتها ابواب السماء فلم يمض علي ذلك القصر شهر حتي أرسل الله إليه جبريل فزلزل أركانه وهدم بنيانه علي من فيه وتلك عاقبة الظالمين. ولله در القائل:
لاتظلمن إذا ما كنت مقتدرا
فالظلم ترجع عقباه إلي الندم
تنام عيناك والمظلوم منتبه
يدعو عليك وعين الله لم تنم