سناء الشعلان: الكتابة حالة شهوة لا تعرف الإشباع.. ولا حدّ لها!
صفحة 1 من اصل 1
بديعة- مشرف (ة)
- عدد الرسائل : 6241
العمر : 39
Localisation : الدارالبيضاء
Emploi : موظفة
تاريخ التسجيل : 03/04/2008
رد: سناء الشعلان: الكتابة حالة شهوة لا تعرف الإشباع.. ولا حدّ لها!
يحفل المشهد الثقافي الاردني الحديث بالعديد من الاسماء التي تميزت فيه،
ومن بين هذه الاسماء الاستاذة الجامعية سناء الشعلان التي حصدت العديد من
الجوائز في حقول القصة القصيرة والرواية والمسرح، اذ تعتبر الفوز في
الجزائر «محفزاً نفسياً قوياً، وداعماً مادياً محموداً».
«القبس» حاورتها وكان هذا اللقاء:
•
قامت الجامعة الاردنية اخيراً بتكريمك لحصولك على اكثر من جائزة في حقول
المسرح والقصة القصيرة وادب الرسائل، ماذا يعني لك هذا التكريم؟ وهل اثرت
الجوائز على منجزك الابداعي؟
ــ الجائزة، هي محفز نفسي قوي، وداعم مادي
محمود، وهي بكل تأكيد قوة اعلانية جيدة، لا سيما في مشهد اعلامي عربي
مأسور للشللية والتكتلات والتجمعات التي يصعب اختراقها.
وكثيراً ما
تتكفل الجائزة بالتعريف بالمزيد من المواهب، وتفتح الآفاق امامها، وتدعمها
معنويا ومالياً، وكثرة الجوائز وان كانت احيانا تكرس اسماء ليست بالمستوى
المطلوب الا انها في جملة القول تدعم وتبرز من يستحق الدعم من اهل
المواهب، لا سيما اولئك المغمورين او المبتدئين الذين يحتاجون الى الدعم
في اول طريقهم، وكلما كانت كثرة الجهات الراعية للابداع كان المشهد
الثقافي اكثر تعافيا وايجابية، ومن واجبنا ان ندعم تلك الجهات الممثلة في
ادارات الجوائز، ونعير انتباهنا واهتمامنا لمن تقدمهم تلك الجوائز من
مبدعين، لا ان نتجنى عليهم ونرفضهم بحجة انهم دخلاء على المشهد الثقافي
الرتيب.
دفقة شعورية
• يلاحظ من سيرتك الذاتية انك متعددة المواهب:
ناقدة وباحثة ودارسة واستاذة جامعية وتكتبين القصة القصيرة والرواية
والمسرحية ومخرجة وتكتبين للاطفال، فلماذا كل هذا التشتت؟
ــ لا اعتقد
ان تشتت، ولكن استجابة للدفقة الشعورية، والشكل التعبيري والحالة
الانفعالية ومن ثم ملاءمة الشكل للغاية والوظيفة، ولذلك انا مستسلمة
تماماً لنداء الحالة الابداعية عندي، ومنساقة لشكل الدفقة التي تأخذ شكلها
دون ارادة مني، ولكن بادراك لخصوصيتها ومحددات جنسها ولتجليات حالتها،
ولذلك عندما اكتب قصة على سبيل المثال، فهذا يعني ان الدفقة الشعورية عندي
لا يمكن التعبير عنها في لحظتها الا في القصة دون غيرها من الاشكال
الابداعية، وهذا ينطبق على كل الاشكال الادبية والنقدية التي اكتبها وفق
املاءات الحالة.
• يأخذ السرد في قصصك منحى غرائبيا وآخر عجائبيا، لماذا؟
ــ
هذا العالم المجنون الذي نعيش فيه لا يقل غرابة عن اي خيال اسطوري او
فنتازي، اذاً لا غرو ان استطيع ان اعبر عنه، شأن الكثير من الادباء، بكل
ادوات المخيال الانساني عبر عصوره الطويلة، وابداعاي القصصي والنقدي
مشغولان ومشتغلان بالفنتازيا وبالعوالم الغائبة او المفترضة التي تقود
المتلقي دائماً الى الواقع، وتومئ الى الحاضر، وتنقد بأدوات لاذعة فساد
الواقع، وسقوط رموزه، وردة اخلاقياته، وتردي احواله. واكاد ادعي ان ابداعي
مشغول بالانساني ومكابداته وظروفه التي يرسم تتبعها ورصدها صورة عميقة
لأزمات المجتمع، بل قد تخلص احياناً الى حل لأزمات الانسانية جمعاء والى
تحديات حضارتها ومعضلات وجودها واستمرارها.
شهوة الكتابة
• تقولين في احد حواراتك «ان الكتابة حالة شهوة لا تعرف الاشباع، ولا حد لها» فإلى اين سيصل منجزك الابداعي والكتابي؟
ــ
لا اعرف الى اين سيصل، ولكن مشروعي الابداعي ملتزم بصرامة بذم الظلم،
والتنديد بالاستلاب، والبحث عن عالم جديد كله حب وسلام واخاء، بعيداً عن
تردي الانسانية في صراع وحشي لا يعرف هوادة او نهاية.
• لكل كاتب ثيمة تسيطر عليه لحظة الكتابة، ما الثيمة التي تسيطر عليك دائماً؟
ــ
انا معنية للغاية بالحديث عن النساء المسبيات في العصر الذي نعيشه، وحريصة
على ابراز صور حقيقية للمرأة لا على اعطائها ادوارا، انا حريصة على اظهار
المرأة في صورها الحقيقية، في مشاهدها الحياتية اليومية بكل ما فيها من
ارهاصات وهزائم وحروب وانكسارات وآمال مؤجلة. باختصار انا معنية بآلام
المرأة ومآزقها واحلامها في واقع يحاصرها.
كذلك انا معنية جداً بدواخل
الانسان، ومتعاطفة مع ضعفه ومآسيه، وقادرة بالتعبير بلغة شعرية عن خلجات
انكساراته وعن مآل صراعاته دون تحرج او مجاملة او هروب، انا أُعري الواقع،
وافضح عيوبه بكل مصداقية وجرأة. لذا، التوقف عندما اكتب هو تحدي الاكتشاف
والمكاشفة والبوح. وكل ذلك بنص ابداعي يحتفي بالتجريب والشكل، ويخرق
الرتابة والكلاسيكية.
«ثقافة منسف!»
• يقول الدكتور عز الدين المناصرة استاذ الادب المقارن انه يوجد في الاردن «ثقافة منسف»، الى مدى هذه المقولة صحيحة؟
ــ
لا بد ان الدكتور عز الدين مناصرة يعبر بهذا التوصيف الساخر عن رفضه لمشهد
يتوافر على كم كبير من المرتزقة والمفسدين والمتكسبين ومدعي الابداع، وهذا
كله يقود الى مشهد شللي، يقدم المصالح الفردية والمكاسب على المصالح
الجماعية والمواهب المبدعة، والاقلام الحرة في خضم سلطة ابوية متوارية خلف
لافتات ديموقراطية مزعومة، تطارد الاحرار، وتستلب الحريات.
• هل أنصفك النقاد، وهل تعاطوا مع منجزك الإبداعي بعيداً عن النقد الإخواني؟
ــ
يرقى النقد، ويكون عجلة دافعة للإبداع، عندما يستكمل الناقد ادواته
النقدية، ويتحلى بالحيادية والمصداقية والبعد عن الاحكام المسبقة والآراء
المستلبة والعنصرية او التحيز بكل اشكاله، ويخلص لغايته واهدافه، ويتعاظم
على المغريات والمصالح والشللية وخرائط المصالح والمكاسب. انا اؤمن بأهمية
النقد في دفع عجلة الابداع، ولكن من المبكر ان أُقيّ.م صورة النقد لمنجزي،
ولكن استطيع القول ان الكثير من الاقلام النقدية العريقة قد تناولت ابداعي
واشادت به، مثل: د. رشيد برهون، د. نبيل حداد، د. محمد مصطفى علي حسانين،
جعفر العقيلي، عمر ابو الهيجاء، طاهر البربري، وهيب نديم وهبة، د. رحيم
عبدالله فايز، هيا صالح، د. خالد عبدالكريم، د. سفيان العزة، د. ابراهيم
خليل، د. عبدالمالك اشهبون، د. مصطفى الكيلاني، ابراهيم عقرباوي، احمد
طوسون، سليم النجار، د. محمد يونس عبدالرحمن، محسن حسين عناد، سمير
الشريف، عمر شاهين، حكمت النوايسة، عبير سمير، عباس سليمان، محمد اكويندي،
د. عدنان الظاهر وغيرهم.
• ما الذي يجعل الجماعة تفقد ثقتها بالمبدع؟
-
الجماعة فقدت ثقتها بالمبدع الوصولي الزائف المتسلق الذي يتاجر بالمواقف
والافكار والمثل وصولاً الى فائدته، لذلك سهل على الجماعة ان تكتشفه
وتحتقره وتكفر به، وتحفظ تماماً نموذجه الكاذب، وهي في الوقت نفسه قد
انحازت الى المبدع الثابت على مبادئه المخلص لقيمه، الذي يطوع موهبته
ووعيه من اجل مصلحة الجماعة ومن اجل ايمانه بإنسانيته وبإنسانية الاخرين،
وهذه الارضية الاخلاقية الانسانية القائمة على ارض الوعي والابداع هي من
تجعل الجماعة ترفض المبدع الوصولي، شأنها شأن المبدع الحق، وتقبل على
المبدع الملتزم القوي ضد المغريات.
• ما الجهات التي يمكن ان تتدخل لإيقاف هذا النزيف، وترميم الصدع، واعادة الدفء للعلاقة الانسانية بين المبدع ومحيطه؟
القوى
التعليمية والقوى الرافضة المثقفة الواعية هما الاملان الاخيران في سبيل
الانقاذ والاصلاح، فلا بد للقوى التعليمية لاسيما البيتية والمجتمعية
والمدرسية والجامعية من ان تتدخل من اجل خلق جيل جديد يعول عليه في البناء
والتحرير والاحقاق، ولابد للجماعات المثقفة التنويرية المتحررة الواعية ان
تتدخل لقيادة هذه العملية وتنظيمها حتى يصل الجميع الى بر الامان.
ثورة المبدع
• ما الاجراءات السوسيوثقافية التي يجب ان يقوم بها المبدع ذاته لاستعادة ثقة الجماعة (القبيلة)؟
-
على المبدع ابتداء ان يقيم ذاته، ويرصد مزالقه وعيوبه ومثالبه، وذلك كله
في ضوء مقدار الخدمة والاصلاح الذي يقدمه لمجتمعه، ووفق ذلك عليه ان يبدأ
اولا في تربية نفسه، وفي تقويم المعوج منها، ويمكنه ان يستعين بالنماذج
الابداعية الايجابية الحاضرة والموروثة في سبيل ذلك، فان استطاع ان يحقق
المطلوب فسيكون جاهزاً لاستعادة احترامه لنفسه فضلا عن ثقة الجماعة.
• ما اسباب ثورة المبدع على قيم الذات وقيم المؤسسة الثقافية لمجموعته البشرية؟
-
المبدع الحق يسبق عصره بالرؤى وبالطموح، وفي الوقت نفسه عنده حساسية رفض
عالية للظلم والامتهان والفساد، فضلاً عن انه يملك قدرة عجيبة على استشراف
المستقبل في ضوء معطيات الحاضر، لذلك بات الرفض لازمة مرافقة للمبدع في كل
زمان ومكان، فالرفض هو اداته للاصلاح والاعتراض والتقويم والفضح للتهاوي.
• هل انتهى دور المبدع في تخليق الحياة والسمو بقيم الجماعة؟
-
المبدع الحق في الغالب انزوى في الصمت لاسباب كثيرة يضيق المقام بشرحها،
فان بقي على حاله هذا، فالامور ستؤول الى الاسوأ، وسيخفت دوره في الاصلاح
والتغيير. ولكن المشهد العام يلمح الى أن المبدع يراوح بين الاقدام
والصمت، والزمن وحده الكفيل بحسم النتيجة.
ومن بين هذه الاسماء الاستاذة الجامعية سناء الشعلان التي حصدت العديد من
الجوائز في حقول القصة القصيرة والرواية والمسرح، اذ تعتبر الفوز في
الجزائر «محفزاً نفسياً قوياً، وداعماً مادياً محموداً».
«القبس» حاورتها وكان هذا اللقاء:
•
قامت الجامعة الاردنية اخيراً بتكريمك لحصولك على اكثر من جائزة في حقول
المسرح والقصة القصيرة وادب الرسائل، ماذا يعني لك هذا التكريم؟ وهل اثرت
الجوائز على منجزك الابداعي؟
ــ الجائزة، هي محفز نفسي قوي، وداعم مادي
محمود، وهي بكل تأكيد قوة اعلانية جيدة، لا سيما في مشهد اعلامي عربي
مأسور للشللية والتكتلات والتجمعات التي يصعب اختراقها.
وكثيراً ما
تتكفل الجائزة بالتعريف بالمزيد من المواهب، وتفتح الآفاق امامها، وتدعمها
معنويا ومالياً، وكثرة الجوائز وان كانت احيانا تكرس اسماء ليست بالمستوى
المطلوب الا انها في جملة القول تدعم وتبرز من يستحق الدعم من اهل
المواهب، لا سيما اولئك المغمورين او المبتدئين الذين يحتاجون الى الدعم
في اول طريقهم، وكلما كانت كثرة الجهات الراعية للابداع كان المشهد
الثقافي اكثر تعافيا وايجابية، ومن واجبنا ان ندعم تلك الجهات الممثلة في
ادارات الجوائز، ونعير انتباهنا واهتمامنا لمن تقدمهم تلك الجوائز من
مبدعين، لا ان نتجنى عليهم ونرفضهم بحجة انهم دخلاء على المشهد الثقافي
الرتيب.
دفقة شعورية
• يلاحظ من سيرتك الذاتية انك متعددة المواهب:
ناقدة وباحثة ودارسة واستاذة جامعية وتكتبين القصة القصيرة والرواية
والمسرحية ومخرجة وتكتبين للاطفال، فلماذا كل هذا التشتت؟
ــ لا اعتقد
ان تشتت، ولكن استجابة للدفقة الشعورية، والشكل التعبيري والحالة
الانفعالية ومن ثم ملاءمة الشكل للغاية والوظيفة، ولذلك انا مستسلمة
تماماً لنداء الحالة الابداعية عندي، ومنساقة لشكل الدفقة التي تأخذ شكلها
دون ارادة مني، ولكن بادراك لخصوصيتها ومحددات جنسها ولتجليات حالتها،
ولذلك عندما اكتب قصة على سبيل المثال، فهذا يعني ان الدفقة الشعورية عندي
لا يمكن التعبير عنها في لحظتها الا في القصة دون غيرها من الاشكال
الابداعية، وهذا ينطبق على كل الاشكال الادبية والنقدية التي اكتبها وفق
املاءات الحالة.
• يأخذ السرد في قصصك منحى غرائبيا وآخر عجائبيا، لماذا؟
ــ
هذا العالم المجنون الذي نعيش فيه لا يقل غرابة عن اي خيال اسطوري او
فنتازي، اذاً لا غرو ان استطيع ان اعبر عنه، شأن الكثير من الادباء، بكل
ادوات المخيال الانساني عبر عصوره الطويلة، وابداعاي القصصي والنقدي
مشغولان ومشتغلان بالفنتازيا وبالعوالم الغائبة او المفترضة التي تقود
المتلقي دائماً الى الواقع، وتومئ الى الحاضر، وتنقد بأدوات لاذعة فساد
الواقع، وسقوط رموزه، وردة اخلاقياته، وتردي احواله. واكاد ادعي ان ابداعي
مشغول بالانساني ومكابداته وظروفه التي يرسم تتبعها ورصدها صورة عميقة
لأزمات المجتمع، بل قد تخلص احياناً الى حل لأزمات الانسانية جمعاء والى
تحديات حضارتها ومعضلات وجودها واستمرارها.
شهوة الكتابة
• تقولين في احد حواراتك «ان الكتابة حالة شهوة لا تعرف الاشباع، ولا حد لها» فإلى اين سيصل منجزك الابداعي والكتابي؟
ــ
لا اعرف الى اين سيصل، ولكن مشروعي الابداعي ملتزم بصرامة بذم الظلم،
والتنديد بالاستلاب، والبحث عن عالم جديد كله حب وسلام واخاء، بعيداً عن
تردي الانسانية في صراع وحشي لا يعرف هوادة او نهاية.
• لكل كاتب ثيمة تسيطر عليه لحظة الكتابة، ما الثيمة التي تسيطر عليك دائماً؟
ــ
انا معنية للغاية بالحديث عن النساء المسبيات في العصر الذي نعيشه، وحريصة
على ابراز صور حقيقية للمرأة لا على اعطائها ادوارا، انا حريصة على اظهار
المرأة في صورها الحقيقية، في مشاهدها الحياتية اليومية بكل ما فيها من
ارهاصات وهزائم وحروب وانكسارات وآمال مؤجلة. باختصار انا معنية بآلام
المرأة ومآزقها واحلامها في واقع يحاصرها.
كذلك انا معنية جداً بدواخل
الانسان، ومتعاطفة مع ضعفه ومآسيه، وقادرة بالتعبير بلغة شعرية عن خلجات
انكساراته وعن مآل صراعاته دون تحرج او مجاملة او هروب، انا أُعري الواقع،
وافضح عيوبه بكل مصداقية وجرأة. لذا، التوقف عندما اكتب هو تحدي الاكتشاف
والمكاشفة والبوح. وكل ذلك بنص ابداعي يحتفي بالتجريب والشكل، ويخرق
الرتابة والكلاسيكية.
«ثقافة منسف!»
• يقول الدكتور عز الدين المناصرة استاذ الادب المقارن انه يوجد في الاردن «ثقافة منسف»، الى مدى هذه المقولة صحيحة؟
ــ
لا بد ان الدكتور عز الدين مناصرة يعبر بهذا التوصيف الساخر عن رفضه لمشهد
يتوافر على كم كبير من المرتزقة والمفسدين والمتكسبين ومدعي الابداع، وهذا
كله يقود الى مشهد شللي، يقدم المصالح الفردية والمكاسب على المصالح
الجماعية والمواهب المبدعة، والاقلام الحرة في خضم سلطة ابوية متوارية خلف
لافتات ديموقراطية مزعومة، تطارد الاحرار، وتستلب الحريات.
• هل أنصفك النقاد، وهل تعاطوا مع منجزك الإبداعي بعيداً عن النقد الإخواني؟
ــ
يرقى النقد، ويكون عجلة دافعة للإبداع، عندما يستكمل الناقد ادواته
النقدية، ويتحلى بالحيادية والمصداقية والبعد عن الاحكام المسبقة والآراء
المستلبة والعنصرية او التحيز بكل اشكاله، ويخلص لغايته واهدافه، ويتعاظم
على المغريات والمصالح والشللية وخرائط المصالح والمكاسب. انا اؤمن بأهمية
النقد في دفع عجلة الابداع، ولكن من المبكر ان أُقيّ.م صورة النقد لمنجزي،
ولكن استطيع القول ان الكثير من الاقلام النقدية العريقة قد تناولت ابداعي
واشادت به، مثل: د. رشيد برهون، د. نبيل حداد، د. محمد مصطفى علي حسانين،
جعفر العقيلي، عمر ابو الهيجاء، طاهر البربري، وهيب نديم وهبة، د. رحيم
عبدالله فايز، هيا صالح، د. خالد عبدالكريم، د. سفيان العزة، د. ابراهيم
خليل، د. عبدالمالك اشهبون، د. مصطفى الكيلاني، ابراهيم عقرباوي، احمد
طوسون، سليم النجار، د. محمد يونس عبدالرحمن، محسن حسين عناد، سمير
الشريف، عمر شاهين، حكمت النوايسة، عبير سمير، عباس سليمان، محمد اكويندي،
د. عدنان الظاهر وغيرهم.
• ما الذي يجعل الجماعة تفقد ثقتها بالمبدع؟
-
الجماعة فقدت ثقتها بالمبدع الوصولي الزائف المتسلق الذي يتاجر بالمواقف
والافكار والمثل وصولاً الى فائدته، لذلك سهل على الجماعة ان تكتشفه
وتحتقره وتكفر به، وتحفظ تماماً نموذجه الكاذب، وهي في الوقت نفسه قد
انحازت الى المبدع الثابت على مبادئه المخلص لقيمه، الذي يطوع موهبته
ووعيه من اجل مصلحة الجماعة ومن اجل ايمانه بإنسانيته وبإنسانية الاخرين،
وهذه الارضية الاخلاقية الانسانية القائمة على ارض الوعي والابداع هي من
تجعل الجماعة ترفض المبدع الوصولي، شأنها شأن المبدع الحق، وتقبل على
المبدع الملتزم القوي ضد المغريات.
• ما الجهات التي يمكن ان تتدخل لإيقاف هذا النزيف، وترميم الصدع، واعادة الدفء للعلاقة الانسانية بين المبدع ومحيطه؟
القوى
التعليمية والقوى الرافضة المثقفة الواعية هما الاملان الاخيران في سبيل
الانقاذ والاصلاح، فلا بد للقوى التعليمية لاسيما البيتية والمجتمعية
والمدرسية والجامعية من ان تتدخل من اجل خلق جيل جديد يعول عليه في البناء
والتحرير والاحقاق، ولابد للجماعات المثقفة التنويرية المتحررة الواعية ان
تتدخل لقيادة هذه العملية وتنظيمها حتى يصل الجميع الى بر الامان.
ثورة المبدع
• ما الاجراءات السوسيوثقافية التي يجب ان يقوم بها المبدع ذاته لاستعادة ثقة الجماعة (القبيلة)؟
-
على المبدع ابتداء ان يقيم ذاته، ويرصد مزالقه وعيوبه ومثالبه، وذلك كله
في ضوء مقدار الخدمة والاصلاح الذي يقدمه لمجتمعه، ووفق ذلك عليه ان يبدأ
اولا في تربية نفسه، وفي تقويم المعوج منها، ويمكنه ان يستعين بالنماذج
الابداعية الايجابية الحاضرة والموروثة في سبيل ذلك، فان استطاع ان يحقق
المطلوب فسيكون جاهزاً لاستعادة احترامه لنفسه فضلا عن ثقة الجماعة.
• ما اسباب ثورة المبدع على قيم الذات وقيم المؤسسة الثقافية لمجموعته البشرية؟
-
المبدع الحق يسبق عصره بالرؤى وبالطموح، وفي الوقت نفسه عنده حساسية رفض
عالية للظلم والامتهان والفساد، فضلاً عن انه يملك قدرة عجيبة على استشراف
المستقبل في ضوء معطيات الحاضر، لذلك بات الرفض لازمة مرافقة للمبدع في كل
زمان ومكان، فالرفض هو اداته للاصلاح والاعتراض والتقويم والفضح للتهاوي.
• هل انتهى دور المبدع في تخليق الحياة والسمو بقيم الجماعة؟
-
المبدع الحق في الغالب انزوى في الصمت لاسباب كثيرة يضيق المقام بشرحها،
فان بقي على حاله هذا، فالامور ستؤول الى الاسوأ، وسيخفت دوره في الاصلاح
والتغيير. ولكن المشهد العام يلمح الى أن المبدع يراوح بين الاقدام
والصمت، والزمن وحده الكفيل بحسم النتيجة.
بديعة- مشرف (ة)
- عدد الرسائل : 6241
العمر : 39
Localisation : الدارالبيضاء
Emploi : موظفة
تاريخ التسجيل : 03/04/2008
مواضيع مماثلة
» الأديبة سناء الشعلان تستلم جائزة معبر المضيق في القصة القصيرة في إسبانيا
» تعرف الكتابة على الملابس قبل شرائها !
» "الأسطورة في روايات نجيب محفوظ "لسناء الشعلان
» سفر في الكتابة، كتابة في السفر
» سناء مرحاتي
» تعرف الكتابة على الملابس قبل شرائها !
» "الأسطورة في روايات نجيب محفوظ "لسناء الشعلان
» سفر في الكتابة، كتابة في السفر
» سناء مرحاتي
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى