وفاء موصللي

من طرف بديعة السبت 10 يناير 2009 - 7:01

وفاء موصللي: إجماع عربي حول «باب الحارة»

سعت الفنانة وفاء موصللي خلال مشوارها الفني إلى التأني فيما تختار من
شخصيات فخاضت غمار الأدوار الصعبة المركبة وحلقت بها، ورغم المحاذير من
تقديم شخصية فريال في «باب الحارة» فإنها جسدتها باقتدار وحرفية معتمدة
على حب واحترام الجمهور لها فأقنعت وأثارت الإعجاب فيما قدمت، إنها فنانة
لا تستكين للواقع المفروض وإنما تسعى لبلورة آليات تحقق عبرها هاجسها
الإبداعي.. معها كان لنا هذا اللقاء:
• بأي عين تنظرين إلى النقد الذي طال مسلسل «باب الحارة»؟
ـــ
المفروض أن يكون النقد بناء وليس فيه أي مصلحة أو مشاعر شخصية ولكن
المفارقة أن هناك أعمالاً هابطة جداً لم يتناولها أحد بالنقد بينما قالوا
عن «باب الحارة» إنه عمل يدعو إلى العصور البائدة ولم يحاولوا تفهم سبب
الإجماع العربي حوله، فهو يتناول قيماً أخلاقية ولت يشتاق إليها الناس،
إنه مسلسل بسيط ولكن تم تقديمه بصدق وأمانه فوصل إلى قلوب المشاهدين، لا
بل حتى في المغتربات أحبوه جداً.
إعلانات
• هناك من قال إن جهة
إنتاجية عرضت أموالاً على الفنانين المشاركين في «باب الحارة» كي لا
يشاركوا في الجزء الثالث.. هل حصل هذا الأمر معك؟
ـــ لم يعرض علي أحد
أموالاً كي لا أشارك في العمل، ولكن هناك جهات إنتاجية عرضت أن نشارك في
تقديم إعلانات بحيث يعرضون المُنتج المُعلن عنه في فترة عرض مسلسل «باب
الحارة» ولكن المخرج لم يوافق على الأمر لأنه من غير المنطقي أن تكون هناك
مشاحنات بين فريال وأم عصام في المسلسل وتظهران متحابتين في إعلان يُبث
خلال المسلسل.. فبذلك إساءة إلى العمل وكان المسلسل بالنسبة إلينا أهم من
المشاركة في الإعلان.
• كيف شاركت في الوقت ذاته في عملين عن البيئة
الشامية رغم أن المخرج بسام الملا اشترط على ممثلي «باب الحارة» عدم
المشاركة في أعمال شامية أخرى؟
ـــ إنه لم يفرض هذا الأمر على أحد
والدليل أنني شاركت في «بيت جدي» وفي مسلسل آخر أجواؤه قريبة من الأجواء
الشامية هو مسلسل «الحوت»، كما أن السيدة هدى شعراوي شاركت في عدة أعمال
شامية رغم أن مساحة دورها في «باب الحارة» أكبر من مساحة دوري، وبالتالي
هذا الأمر غير صحيح. ولكن بعد نجاح «باب الحارة» بات منتجو ومخرجو الأعمال
الشامية يطلبون فريق العمل نفسه وحدوث هذا الأمر من شأنه أن يوقع المشاهد
في متاهة حقيقية من جراء الخلط بين عمل وآخر خاصة أن الملابس والبيئة هي
ذاتها في الأعمال الشامية. وبشكل عام تظهر أحياناً موضة الأعمال ذات
اللوحات وأحياناً أخرى موضة الأعمال الشامية أو الكوميدية أو التاريخية
أو...
• الموضات التي تحدثت عنها إلى أي مدى هي خاضعة لشروط جهة
إنتاجية غير سورية؟ وبالتالي إلى أي مدى نحن ننفذ سياسات إنتاجية ليست
سورية؟
ـــ مادامت رؤوس الأموال هي التي تحدد الجو الإنتاجي فهي التي
تنتقي ما ترغب به من الأعمال حتى أنها قد تحدد أيضاً المشاركين فيها، ولكن
مشروع المخرج بسام الملا هو التصدي لأعمال البيئة الشامية وبالتالي هو لم
يعمل من منطلق «الموضة» والأمر نفسه بالنسبة للمخرج علاء الدين كوكش. ولكن
هناك آخرون قدموا أعمالاً كان دافعها طلب رأس المال لمسلسلات البيئة
الشامية بسبب نجاح عمل أو موضة.. عموماً إنني لا أؤيد هذا الأمر فعوضاً من
التقليد لماذا لا يبتكرون أعمالاً جديدة؟.
إنتاج عربي
• ما أهمية الإنتاج العربي في الدراما السورية؟ وهل يمكن الاستغناء عنه؟
ـــ
لا نستطيع الاستغناء عنه، وإن فعلنا فنصف المخرجين والممثلين لن يعملوا،
ولكن في الوقت ذاته فإن المنتج السورية يتناول قضايا مهمة قد لا يجد لها
سبيلاً للتسويق فالعديد من المنتجين السوريين لديهم قضية ومبدأ حتى أنه في
إحدى السنوات تم إنجاز أربعة مسلسلات عن القضية الفلسطينية.
• ما الذي يحكم الوسط الفني قوانين الإبداع أو السوق؟
ـــ
للأسف هناك مخرجون ساروا مع التيار ولكن هناك آخرون تشعر أنهم لا يتنازلون
مثل حاتم علي وبسام الملا، ففي «أيام شامية» من أجل مكواة عمرها 200 سنة
وهي تفصيل صغير طلبه المخرج لم تتم تلبيته أجّل المخرج بسام الملا التصوير
يوماً كاملاً. أما في مسلسل «بيت جدي» فكنا نأخذ اللقطات الشخصية مع من
نتحاور معهم دون وجودهم في موقع التصوير أصلاً!!.
• إلى أي مدى تلامس الدراما السورية عمق مشكلات الواقع العربي؟
ـــ
ليس من المفترض أن تقدم الدراما الحلول وإنما أن تقدم المشكلات، فقد لا
تجد اهتماماً بقضايا المرأة وإنما تُقَدم شأنها شأن بقية الشخصيات في
العمل وبالتالي يتم عكس الواقع كما هو، فليس من أعمال تتناول مشكلات
المرأة تحديداً كأن يتم الحديث عن قانون الأحوال الشخصية خاصة أن هناك
الكثير من القوانين القديمة التي تحتاج إلى تطوير وتعديل، أضف إلى ذلك
وجود العديد من المحظورات الرقابية التي لا يمكن الدخول فيها وتندرج ضمن
إطار «الجنس، السياسة، الدين».. عموماً أحب رؤية المرأة في أعمال
الكاتبتين دلع الرحبي وريم حنا لأنهما تعكسان المرأة بشكل صحيح وبمختلف
حالاتها.
تفوق المرأة
• هل يمكن القول إن المرأة في الدراما السورية تقوقعت ضمن إطار الدور الثاني السنّيد لدور الرجل؟
ـــ
لا.. فمنذ زمن كان الرجل البطل الأوحد في المسلسلات ولكن اليوم تسير
الدراما السورية في إطار البطولة المشتركة، ولكن المشكلة التي نعاني منها
أن أكثر المسلسلات تتناول شريحة عمرية محددة هي الثلاثينات، مما ألغى دور
الكبار في العمر وكأنهم جعلوهم يتقاعدون دون أن يتقاعدوا في الحقيقة!..
فباتوا يأخذون أدوار ضيوف شرف رغم أن الجدة على سبيل المثال لها دور مهم
في حياتنا، وبالتالي هي شريحة يتم تهميشها والممثل عندما يكبر يُهمش وتبدأ
روحه بالموت فأغلب الممثلين النجوم بعد أن كبروا باتوا ضيوف شرف في
الأعمال.
• ما جديدك؟
ـــ أشارك حالياً في تصوير العمل المعاصر
الجديد «حلاوة الروح» إخراج ليلى عوض وتأليف محمد مرعي حيث أجسد دور أم
شاكر وهي شخصية عفوية تنفعل حسب الحال، فقيرة وزوجها مريض وليس من معين
لها سوى ابنها، وقد شعرت بالسعادة لخوض هذه التجربة لأنني أحب أن تكون
المرأة مخرجة وهو نوع من التعاطف مع الأنثى في سعيها لتكون في مواقع
يحتكرها الرجال

وفاء موصللي

وفاء موصللي

رد: وفاء موصللي