الباقيات الصالحات

قال الله سبحانه وتعالى: ""الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا"" الكهف 46

وقال عز من قائل: ""وَيَزِيدُ اللَّهُ الَّذِينَ اهْتَدَوْا هُدًى وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ مَّرَدًّا"" مريم 76

الباقيات والصالحات هي ما يتبقى لنا في الأخرة من الأعمال الصالحه. فكل أعمال الأنسان تذهب وتزول حتى إن كانت تبقى مئات أو ألاف السنين مثل الأثار الفرعونه والأغريقيه والرومانيه وغيرها فإنها كلها الى زوال. كما أنها لا تنفع صاحبها بعد مماته إذ ينتهى أستفادته منها.

كل شيء فعلناه من أكل وشرب ومتعه ولباس وغيره لا يبقى له أثر عدا العمل الصالح الذي كان لوجه الله عز وجل أو العمل الذي أغضبنا به الله عز وجل فهذان الصنفان من العمل يبقيان ولا يذهبان بذهاب الأنسان فهي تبقى في صحيفه أعمال الأنسان التي سيحاسب عليها عندما يلقى الله عز وجل.

كل الأعمال في حياة الأنسان يجد الأنسان مردودها في الدنيا إلا ما كان من طاعة الله عز وجل أو معصيته فأن كامل مردودها يكون في الأخره عند الله عز وجل.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يتبع الميت ثلاثه فيرجع أثنان ويبقى واحد , يتبعه أهله وماله وعمله , يرجع أهله وماله ويبقى عمله". مسلم – زهد- 5

وقال عليه الصلاة والسلام: "يقول العبد: مالي مالي." إنما له من ماله ثلاث: ما أكل فأفنى أو لبس فأبلى أو أعطى فأقتنى. وما سوى ذلك فهو ذاهب وتاركه للناس"". مسلم – زهد – 4

أما ما فعل أبن أدم من سيئات , فإنه يرجوا ألا يراها يوم القيامه كما قال رب العزه سبحانه وتعالى: ""يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُّحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِن سُوَءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا وَيُحَذِّرُكُمُ اللّهُ نَفْسَهُ وَاللّهُ رَؤُوفُ بِالْعِبَادِ"". آل عمران 30

أما الأعمال الصالحه فتبقي وتزيد عند الله تبارك وتعالى ولا يرجوا الأنسان زوالها فهي باقية لا تزول وإن نسيها أبن أدم. أنها ما يعطيه الأمل في النجاة ودخول الجنه. هي تعطيه الأمل في رحمة الله التي لا يدخل أحد بغيرها الجنه.

اللهم أجعلنا من أهل رحمتك وأهل جنتك. آمين.

د. أحمد سعفان