عادل إمام.. مهرج البلاط المصري/عبد الله الدامون
صفحة 1 من اصل 1
عادل إمام.. مهرج البلاط المصري/عبد الله الدامون
ظل عادل إمام لسنوات طويلة يتربع على عرش الإيرادات في السينما المصرية، وسماه الكثيرون معشوق الجماهير وغيرها من الأسماء الرديئة التي تبللت كلها اليوم حين تحول هذا الممثل إلى مهرج سياسي.
وعندما كان ملايين الناس في مختلف مناطق العالم يخرجون للتنديد بالمحارق الصهيونية ضد الإنسانية، فإن هذا الممثل، وهو اليوم يزحف نحو السبعين من عمره، قرر أن يزاول المراهقة السياسية ويقول إنه لا فائدة من التظاهر للتضامن مع فلسطينيي غزة، وأن المسؤول عما يجري هي حركة حماس.
من سوء حظ العرب أنهم يحتاجون إلى نبذ الكثير من رموزهم بما فيها رموز الفن، وعندما ينحاز أشهر نجم كوميدي عربي إلى المذابح الصهيونية فإن ذلك يشي بأن واقع العرب ليس مهينا فقط، بل واقع مصاب بالجنون.
لكن الذين يعرفون عادل إمام ربما سيفهمون أن الموقف الأخير لهذا «الرجل» لم يكن مفاجئا، إنه في البداية والنهاية عضو نشيط في الحزب الحاكم في مصر، وهو صديق حميم للرئيس مبارك، ويدعو باستمرار إلى تعيين جمال مبارك خليفة لوالده على رأس الجمهورية المصرية من أجل تحويل النظام الجمهوري إلى نظام «ملكي رئاسي»، وهو أيضا مثّل الكثير من الأفلام التي يسخر فيها من كل المبادئ سواء يسارية أو قومية أو دينية أو وطنية، وحتى عندما حاول الظهور بمواقف وطنية أو قومية، مثل دوره في فيلم «السفارة في العمارة»، اقتصر فقط على السخرية من الحركات الوطنية بمختلف تشكيلاتها أكثر مما سخر من إسرائيل وسياستها الهمجية.
ربما لا يعرف عادل إمام أن السينما لا تقل خطورة عن أكثر أنواع الأسلحة فتكا. وهو يعرف بالتأكيد أن الحركة الصهيونية اعتمدت بشكل كبير على السينما من أجل الترويج لأطروحاتها التاريخية الفاسدة، بل إن الكثير من الأكاذيب في التاريخ التي تصب في مصلحة الصهيونية لعبت السينما دورا كبيرا في ترسيخها في أذهان الناس، وأصبح أكثر الناس بعدا في قارات العالم يتعاطفون مع «مآسي اليهود» وينسون كل مآسي الإنسانية، لأن الأفلام السينمائية التي أنتجتها هوليود طحنت عقول الناس بمشاهد خطيرة تقلب التاريخ وتزور الوقائع، بينما تقوم إسرائيل كل يوم بجرائم ضد الإنسانية يتابعها العالم مباشرة، جرائم لا تجرؤ على ارتكابها حتى أكثر الوحوش فتكا وخسّة.
المهرج عادل إمام، الذي يضعه حسني مبارك في جيبه كما يضع القايد العيادي الشيخات في قبوّ، هو واحد من رموز التردي العربي وعلامات الهبوط الأخلاقي غير المسبوق. إن السينمائيين الصهاينة حولوا الأوهام إلى حقائق، وبعض السينمائيين العرب حولوا الحقائق إلى أوهام.
عندما يبتلي الله أمة، فإنه لا يسلط عليها فقط حكاما بلا معنى، بل أيضا فنانين لا فرق بينهم وبين مهرجي البلاط.
المصدر :المساء
وعندما كان ملايين الناس في مختلف مناطق العالم يخرجون للتنديد بالمحارق الصهيونية ضد الإنسانية، فإن هذا الممثل، وهو اليوم يزحف نحو السبعين من عمره، قرر أن يزاول المراهقة السياسية ويقول إنه لا فائدة من التظاهر للتضامن مع فلسطينيي غزة، وأن المسؤول عما يجري هي حركة حماس.
من سوء حظ العرب أنهم يحتاجون إلى نبذ الكثير من رموزهم بما فيها رموز الفن، وعندما ينحاز أشهر نجم كوميدي عربي إلى المذابح الصهيونية فإن ذلك يشي بأن واقع العرب ليس مهينا فقط، بل واقع مصاب بالجنون.
لكن الذين يعرفون عادل إمام ربما سيفهمون أن الموقف الأخير لهذا «الرجل» لم يكن مفاجئا، إنه في البداية والنهاية عضو نشيط في الحزب الحاكم في مصر، وهو صديق حميم للرئيس مبارك، ويدعو باستمرار إلى تعيين جمال مبارك خليفة لوالده على رأس الجمهورية المصرية من أجل تحويل النظام الجمهوري إلى نظام «ملكي رئاسي»، وهو أيضا مثّل الكثير من الأفلام التي يسخر فيها من كل المبادئ سواء يسارية أو قومية أو دينية أو وطنية، وحتى عندما حاول الظهور بمواقف وطنية أو قومية، مثل دوره في فيلم «السفارة في العمارة»، اقتصر فقط على السخرية من الحركات الوطنية بمختلف تشكيلاتها أكثر مما سخر من إسرائيل وسياستها الهمجية.
ربما لا يعرف عادل إمام أن السينما لا تقل خطورة عن أكثر أنواع الأسلحة فتكا. وهو يعرف بالتأكيد أن الحركة الصهيونية اعتمدت بشكل كبير على السينما من أجل الترويج لأطروحاتها التاريخية الفاسدة، بل إن الكثير من الأكاذيب في التاريخ التي تصب في مصلحة الصهيونية لعبت السينما دورا كبيرا في ترسيخها في أذهان الناس، وأصبح أكثر الناس بعدا في قارات العالم يتعاطفون مع «مآسي اليهود» وينسون كل مآسي الإنسانية، لأن الأفلام السينمائية التي أنتجتها هوليود طحنت عقول الناس بمشاهد خطيرة تقلب التاريخ وتزور الوقائع، بينما تقوم إسرائيل كل يوم بجرائم ضد الإنسانية يتابعها العالم مباشرة، جرائم لا تجرؤ على ارتكابها حتى أكثر الوحوش فتكا وخسّة.
المهرج عادل إمام، الذي يضعه حسني مبارك في جيبه كما يضع القايد العيادي الشيخات في قبوّ، هو واحد من رموز التردي العربي وعلامات الهبوط الأخلاقي غير المسبوق. إن السينمائيين الصهاينة حولوا الأوهام إلى حقائق، وبعض السينمائيين العرب حولوا الحقائق إلى أوهام.
عندما يبتلي الله أمة، فإنه لا يسلط عليها فقط حكاما بلا معنى، بل أيضا فنانين لا فرق بينهم وبين مهرجي البلاط.
المصدر :المساء
izarine- عدد الرسائل : 1855
العمر : 65
Localisation : khémissat
Emploi : travail
تاريخ التسجيل : 03/08/2006
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى