أجر الصابرين

جاءت آية البر في القرآن المجيد تجمع أوصاف المتقين الصادقين. فقال الله تعالي: "ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر من ءامن بالله واليوم الآخر والملائكة والكتاب والنبيين وءاتي المال علي حبه ذوي القربي واليتامي والمساكين وابن السبيل والسائلين وفي الرقاب وأقام الصلاة وءاتي الزكاة والموفون بعهدهم إذا عاهدوا والصابرين في البأساء والضراء وحين البأس أولئك الذين صدقوا وأولئك هم المتقون" البقرة .177
فهذه مجموعة صفات تحدد مناهج التربية وأنماط السلوك الإسلامي. وإذا وقفنا مع الصبر الذي هو موضوع السؤال فإن الصبر هو حبس النفس علي ما تكره انتظاراً لحسن العاقبة. والصبر جزاؤه الجنة. وأجر الصابرين بغير حساب. والصبر أنواع: صبر في البأساء. وصبر في الضراء. وصبر حين البأس.
1- صبر في البأساء. أي في حال الفقر. بحيث يعمل الإنسان ويكدح بلا تقصير ثم يرضي بما قسم الله له فلا يسرق ولا يرتشي ولا يختلس ولا يظلم أحداً. لأن هؤلاء المفسدين متمردون علي قدر الله ويريدون تجاوز فقرهم بالظلم والاغتصاب والسحت وليس بالعمل والكسب.
قال رسول الله صلي الله عليه وسلم في حديث رواه الحاكم: "ان روح القدس نفث في روعي: لن تموت نفس حتي تستكمل رزقها. فاتقوا الله وأجملوا في الطلب. ولا يحملنكم استبطاء الرزق علي أن تطلبوه بمعصية الله. فإن ما عند الله لن ينال إلا بطاعته".
2- صبر في الضراء. أي في حال المرض. فلا ييأس المريض من روح الله ولا يقنط فيكفر نعمة الله. وقد يتخلص من الحياة بالانتحار. وليعلم كل مريض أنه ما من داء إلا وله دواء. وأن الفرج مع الكرب. وقد قال رسول الله صلي الله عليه وسلم - في صحيح البخاري -: "ما يصيب المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذي ولا غم حتي الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه".
3- صبر حين البأس. أي في ميدان المعركة وحال قتال الاعداء. قال تعالي: "يا أيها الذين ءامنوا إذا لقيتم فئة فاثبتوا واذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون" الأنفال .45
والصبر يتغلغل في كل جوانب الحياة. فهناك صبر علي الطاعة حتي تؤدي بإخلاص. وصبر عن المعصية حتي تجتنب خوفاً من الله عز وجل.