إلى 5 حالات تولد مصابة بتشوهات خلقية في المسالك البولية أو التناسلية أسبوعيا

أشار الدكتور عادل الحنيان، استشاري المناظير وأمراض المسالك البولية
والتناسلية ومتخصص في الأطفال، والأستاذ المشارك في كلية الطب، إلى ان
نسبة حدوث التشوهات الخلقية في المواليد بشكل عام تتراوح ما بين 2% و 5 %.
وتحتل التشوهات الخلقية في الجهاز العظمي المرتبة الأولى مثل حالة عدم
التحام فقرات الظهر السفلية والمسماة Spina Pifida، فيما تأتي التشوهات
الخلقية في الجهاز البولي والتناسلي بالمرتبة الثانية من حيث نسبة الحدوث.
فتتراوح نسبة حدوث التشوهات في الجهاز البولي والتناسلي بين 2و 5 حالات في
كل ألف. وقال الاستشاري موضحا:«حتى نبين حجم المشكلة، فإذا نظرنا للأرقام
الواقعية، نجد انه تحدث من 150 إلى 200 ولادة طبيعية يوميا في الكويت ولذا
فيمكن الجزم بأنه في كل أسبوع يولد طفل أو أكثر يشكون من تشوه في هذا
الجهاز الحيوي، لذا فهي ليست حالة نادرة».

أكثرها شيوعا
ومن حيث أكثر التشوهات الخلقية شيوعا في الجهاز البولي والتناسلي بعد الولادة. فتشمل:
1ـ في الكلى وبخاصة استسقاء الكلى (أي تريب البول في الكلى بما يسبب تضخم حجمها)
2 ـ تشوه في الخصيتين وبخاصة الخصية المهاجرة
3ــ
في العضو الذكري وبخاصة حالةHydrocphysis أو ما يسمى طهور الملائكة، وفيها
تتواجد فتحة البول في غير مكانها الطبيعي، وفي مكان أسفل من العضو الذكري.

كيفية الاكتشاف
وحول كيفية اكتشاف إصابة الطفل باستسقاء
الكلى، قال الاستشاري عادل:«عادة ما تخضع الحامل لفحص السونار لمرتين أو
لأكثر أحيانا، وذلك نتيجة لانتشار وتوافر وشعبية فحص السونار للعامة، حيث
يتم خلال هذا الفحص تحديد حجم الطفل وجنسه واخذ قياسات متعددة للتأكد من
صحة أعضائه الداخلية، ومنها اخذ قياسات للكلى وهنا يتم عادة اكتشاف
الإصابة بوجود استسقاء وتضخم في حجمها».

الخطوة التالية
بعد
اكتشاف تضخم كلى الجنين يجب على الطبيب المعالج ان يقرر طريقة التعامل
المثلى مع ذلك، فإذا اظهر فحص السونار دلالات على أن حالة الطفل الصحية في
خطر فقد يقرر الطبيب توليد الأم مبكرا وذلك حرصا على صحة الجنين. أما إذا
لوحظ ان الاستسقاء موجود في كلية واحدة وبخاصة لو كانت لا تزال تعمل، فهنا
يمكن الانتظار إلى حين ولادة الحامل بشكل طبيعي مع مراقبة حالة الطفل
الصحية من خلال فحص السونار الدوري.

دلالات الخطر في السونار
- وجود درجة حادة من استسقاء الكليتين وتضخم حجمها الى درجة كبيرة
- وجود كمية قليلة من السائل الامنيوسي المحيط بالطفل
- صغر حجم الرحم الذي يحيط بالطفل بما قد يدل على ان الطفل يعاني انسدادا في المسالك البولية ولا يتمكن من التبول.

من الضروري تبليغ الحامل
عند
اكتشاف أو حتى الشك في حالة الجنين قبل الولادة، من الضروري تبليغ الأم،
ليتسنى لها إعلام طبيب الولادة، فيتخذ الاحتياطات اللازمة، ويعرض المولود
على طبيب الأطفال سريعا للتقييم واتخاذ الترتيبات الأولى لرعايته، إلى ان
يتم عرضه على استشاري مسالك بولية في أسرع وقت ليتعامل مع حالته.

السبب:
وللتوضيح،
فاستسقاء وتضخم الكلى ليس مرضا بل هو عرض يدل على وجود خلل في مكان ما.
ولذا يبحث الطبيب المختص عن السبب الذي يعود عادة إلى حالتين، إما لوجود
انسداد أو ضيق في مكان ما في الحالب أو لوجود ارتجاع بولي.

التشخيص:
لتحديد سبب الاستسقاء يستعان ببعض الفحوصات بحسب التسلسل التالي:
1ــ
إعادة فحص السونار للمولود، للتأكد من وجود الاستسقاء ولقياس مدى التضخم،
كما قد يعطي السونار دلالات على سبب الاستسقاء. وعلق الاستشاري قائلا: «لا
يغفل هنا الذكر ان فحص السونار قبل الولادة أو التقرير الناتج عنه يكون
أحيانا غير دقيق في تحديد حجم تضخم الكلى أو حالتها. وبعد التأكد من وجود
استسقاء وتضخم في الكلى، فالخطوة الثانية هي فحص الحالب ومجرى البول، فقد
يلحظ وجود التواء أو انسداد مما يدل على سبب الاستسقاء».

دلالات فحص السونار المفيدة
وبشكل عام فمن الدلالات المفيدة لفحص السونار في التشخيص، والمشيرة إلى سبب الاستسقاء:
1ــ عادة ما يرافق الانسداد وجود درجة شديدة من الاستسقاء وتضخم لدرجة اكبر من الملحوظ في حالة الارتجاع البولي.
2ــ وجود ضعف أو انكماش في سمك قشرة الكلي وذلك يعود إلى تراكم البول في حوض الكلية مما يضغط على قشرة الكلى ويسبب انكماشها وسمكها.
2
ـ فحص التصوير بالأشعة للمسالك البولية أثناء التبول (MCUG) من خلال حقن
المثانة بالصبغة. ويتم خلال هذا الفحص إدخال قسطرة من خلال فتحة البول
الخارجية لتدخل إلى المثانة، ومن ثم حقن صبغة خاصة وتصوير امتلاء المثانة
بها. ثم يلاحظ المعالج ما يحدث أثناء عملية تبول الطفل (بالتصوير
بالأشعة)، يتم هنا التأكد من خروج البول بشكل طبيعي أو وجود أي ارتجاع
للبول إلى الحالب. وعند امتلاء الحالب بالصبغة فذلك يدل أيضا على عدم وجود
انسداد فيه.
3 ــ الفحص بالطب النووي، ويسمى هذا الفحص«الرينوغرام
renogram. ويتم فيه حقن مادة إشعاعية في الوريد ومن ثم ملاحظة كيفية
توجهها في الكلى وطريقة خروجها من الجسم. وبذلك نتمكن من تقييم وظيفة
الكلى ومن اخراج البول والوقت الذي استغرقه ذلك. ويكشف هذا الفحص عن وجود
أي انسداد أو ضيق في الحالب. ولكن لا يتم إخضاع الطفل لهذا الفحص قبل شهر
من الولادة. وذلك ليس خوفا عليه من الأشعة او لخطورة الفحص، بل لان الكلى
بعد الولادة تحتاج إلى شهر على الأقل حتى يكتمل نموها وتنضج وظائفها،
وعليه فان إجراء الفحص مبكرا سيعطي نتيجة مزيفة وغير واقعية.

درجات الارتجاع البولي
يمكن
تقسيم حالة الارتجاع البولي إلى عدة درجات، من 1 إلى 5 وهي الأكثر حدة
وخطرا على الكلى. فعندما يلحظ في الأشعة رجوع البول أثناء التبول إلى
الجزء السفلي من الحالب فقط فذلك يعد من الدرجة الأولى أو الثانية. بينما
في حالات متقدمة من الدرجة الخامسة، تلحظ عودة البول إلى الحالب ليصل
ويملأ الكلى.

إذا لم تكتشف الحالة
ومن جانب آخر، أفاد
الدكتور: «طبعا السيناريو المعتاد هو ان يكتشف تضخم كلى الجنين من خلال
فحص السونار، ولكن، يحدث ان يولد الطفل ولم تكتشف اصابته لسبب ما، مثل عدم
دراية الأم أو استيعابها لذلك بعد فحص السونار أو لأنها لم تراجع طبيب
النساء والولادة أو لم تخضع لفحص السونار أثناء الحمل، كما قد لا تلد بعض
الحوامل في المستشفيات. وبالتالي يظل الطفل مع الأم، ولكنها ستلاحظ انه
غير طبيعي من خلال عدة أعراض تدل على وجود التهاب في جهازه البولي».

أعراض إصابة الطفل بالتهاب في المسالك البولية
تشمل اصابة الطفل بالتهاب في المسالك البولية الأعراض التالية:
- رضاعة ضعيفة وقوة امتصاص ضعيفة لثدي الأم
- انزعاج الطفل وعدم ارتياحه
- إعياء وتعب
- كثرة النوم
- لا يبكي بصوت مرتفع بل يشبه بكاؤه الأنين
- حركة اضعف من أقرانه
قد تلحظ الأم أحيانا ان لون البول يكون غامقا أو قد يظهر اثر للدم فيه، كما ان رائحته قد تكون زفرة أو نتنة.
إذا
كان يعاني من انسداد تام في مجرى البول، فستلحظ قلة كمية بول الطفل. بيد
ان إصابة كلية واحدة لن تغير من كمية البول، فيمكن لكلية واحدة ان توفر
كمية البول المناسبة والطبيعية. ولذا فلا تعد كمية البول مقياسا على
الاعتلال. وأما أعراض إصابة البالغين بالتهاب في المسالك البولية مثل
الحرقة وكثرة التبول والحمى فلا تبان على الطفل، حيث لا يعتمد هنا على
ارتفاع الحرارة لان الجهاز المناعي والدفاعي للطفل خلال المرحلة الأولى،
لا يزال في طور النمو ولم يصل إلى النضج بعد، وبالتالي فقد لا يصحب إصابته
بالالتهاب ارتفاع في حرارة الجسم كما هو متوقع لدى البالغين.

ماذا تفعل الأم؟
إذا
لاحظت الأم وجود أي من هذه الأعراض على الطفل فيجب عليها الذهاب فورا الى
الطبيب ليقوم بإجراء فحص للبول ويتحرى إصابة الطفل بالتهاب. وإذا ثبتت
إصابته بالتهاب فسيطلب له عدة فحوصات للتأكد من عدم وجود تشوهات خلقية أو
اعتلال في الكلى.

عوامل الخطر
ليس هناك من عامل معروف يسبب
زيادة في خطر إصابة الطفل بالارتجاع البولي أو انسداد الحالب، بيد انه
معروف ان الذكور أكثر عرضة من الإناث بنسبة 3% إلى 1%.

تأثير الوراثة والأدوية
أكد
الاستشاري عدم ارتباط الإصابة هنا بالوراثة فقد يحدث ان يظهر استسقاء في
كلى الطفل دونما وجود أي إصابة سابقة في العائلة. ولكن هناك تشوهات خلقية
أخرى لها علاقة بالوراثة مثل الكلية الأسفنجية والكلية المتعددة
الأكياسPolycyctic kidney،
فيما ان تناول الحامل لبعض أنواع الأدوية
مثل تلك المحتوية على هرمون الاستروجين قد يؤثر على الأعضاء التناسلية
للطفل الذكر فيزيد من فرصة حدوث تشوه خلقي في عضو الذكر (طهور الملائكة)
أو حدوث الخصية المهاجرة.

اعتقادات خاطئة حول فحص المسالك البولية أثناء التبول بالصبغة

يوجد
العديد من الاعتقادات الخاطئة والأمور التي يغفلها الآباء حول هذا الفحص،
وقد أجاب الاستشاري على كل منها وأعطى توضيحا مفصلا حتى يبطل التكهنات
والإشاعات التي تدور حول هذا الفحص، وتتضمن المعتقدات التالية:

- المعتقد الخاطىء: يعتبر فحص المسالك البولية بالصبغة مضرا للمواليد.
-
التوضيح الصحيح: يمكن إجراء هذا الفحص بعد الولادة مباشرة، فلا يوجد مانع
أو ضرر مباشر له. كما تتخذ جميع الإجراءات لتقليل جرعته الإشعاعية وتقليل
وقت الفحص وكمية الصبغة. كما ان الصبغة هنا تحقن في المثانة وليس في
الكلى، أي أنها لا تجهد الكلى. بيد انه يفضل الانتظار لعدة أيام وذلك
للاطمئنان على المولود واستقرار حالته والاطمئنان الى انه لا يعاني
اعتلالات أخرى. وعادة ما يتم عمله بعد أسبوع من الولادة.
- الاعتقاد الخاطئ: قد يؤدي إدخال القسطرة في فتحة التبول الصغيرة جدا إلى توسعتها أو تمزقها.
-
التوضيح الصحيح: لا يوجد أبدا خوف من القسطرة، فانا اطمئن الوالدين الى ان
هنالك قياسات صغيرة جدا للقسطرة وبما يتناسب مع عمر الطفل وبنيته.
وللتفسير، فغالبا ما يكون قطر فتحة المثانة للطفل بقطر 3 ملم، لذا تستعمل
له قسطرة قطرها 2 ملم و3 ملم وبما يتناسب معه.
- الاعتقاد الخاطئ: قد يعرض هذا الفحص الطفل للالتهابات
-
التوضيح الصحيح: لتفادي حدوث الالتهابات على اثر هذا الفحص، يقوم المعالج
بوصف مضادات للالتهاب للطفل ليأخذها قبل الفحص ويستمر عليها بعده حتى يزيد
من مناعته ويتفادى أي مضاعفات.
- الاعتقاد الخاطئ: قد يسبب استعمال القسطرة فتح بكارة البنت أو الضرر بقناة المهبل،
-
التوضيح الصحيح، أؤكد للأهل ان وضع القسطرة في فتحة البول للطفلة لن يؤثر
بتاتا على جهازها التناسلي أو بكارتها أبدا، وذلك لان فتحة البول تختلف عن
فتحة المهبل. فالجهاز التناسلي عند البنت هو جهاز ثان غير الجهاز البولي.
لذا فان جريان الصبغة في المثانة لن يعرض غشاء البكارة للخطر أبدا. كما ان
احتمال الخطأ بين الفتحتين يكاد يكون معدوما لان الاختصاصي هو من يضع
القسطرة في مكانها بالضبط وهو فتحة البول.

- الاعتقاد الخاطئ: يفضل استعمال التخدير الكامل حتى لا يحس الطفل بالألم.
-
التوضيح الصحيح: كثيرا ما يطلب من الوالدين ان يتم إجراء هذا الفحص للطفل
تحت تأثير التخدير العام، ويعزون ذلك إلى ان الطفل سيعاني ويتألم من دخول
هذه القسطرة، ولكني اجزم لهم انه لا يوجد أي مستشفى في العالم أو أي توصية
تبيح تعريض الطفل للبنج العام حتى يتم إدخال القسطرة ولذا فيتم إجراؤها
تحت تأثير البنج النصفي. وللعلم، فألم القسطرة ليس أكثر حدة من ألم وخز
الإبرة. وعادة ما يعطى الطفل مهدئا حتى نقلل من بكائه ونهدئ من روعه من
المكان والأشخاص الغرباء ونزيد من تعاونه معنا. حيث يتطلب هذا الفحص وعي
وتعاونالطفل حتى يمكنه التبول.