صدى الزواقين Echo de Zouakine
مرحبا بك عزيزي الزائر. المرجو منك أن تعرّف بنفسك و تدخل المنتدى معنا ...اذا لم تكن قد تسجلت بعد نتشرف بدعوتك للتسجيل في المنتدى.

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

صدى الزواقين Echo de Zouakine
مرحبا بك عزيزي الزائر. المرجو منك أن تعرّف بنفسك و تدخل المنتدى معنا ...اذا لم تكن قد تسجلت بعد نتشرف بدعوتك للتسجيل في المنتدى.
صدى الزواقين Echo de Zouakine
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

معْنَى الهَـزيمَة /محمد بنيس

اذهب الى الأسفل

معْنَى الهَـزيمَة /محمد بنيس Empty معْنَى الهَـزيمَة /محمد بنيس

مُساهمة من طرف izarine الثلاثاء 17 فبراير 2009 - 20:49

معْنَى الهَـزيمَة /محمد بنيس 32961516qpt84

لدينا في تاريخنا الحديث مَا يكفي للتدليل على الهزيمة. فهذا التاريخُ العربيّ المشترك هو تاريخُ الهزائم المشتركة، في مواجهة العدو المشترك. خلاصةٌ كان المؤرخون أسبقَ في استخلاصها، كما كانت الشعوب شاهدةً عليها، متألمةً وحزينةً وغاضبة. هزائمُ كلما أقبل العرب على عدوّ يهاجمهم ويسلبُ منهم حقاً من حقوقهم. هي الأرضُ أولاً، ثم هي السيادة ثانياً، ثم هي كل ما تخفيه لائحة الحرية والكرامة. ولا ينقصنا شيء من ذلك في تاريخ عربي حديث، أصبح فيه العرب يلعنون تاريخهم مثلما يلعنون حاضرهم.
هذه الهزيمة المشتركة نعاني منها، لا في العثور على ما نتكئ عليه، بل في الأساسي، أي في البحث عن الكلمات الملائمة لتسمية المصير. هناك ما يشبه الشجونَ في كلمات كل واحد منّا، مهما كان موقعه من البنية الاجتماعية أو كان موقعه من السلطة. الأكابرُ أنفسهم يحسّون بإهانة في مكان مَا من نفوسهم. إهانةٌ وأكثر. ذلٌّ. إحساس كهذا لا يترك مجتمعاً قادراً على مواجهة نتائج الهزيمة. ولنا في حياتنا العامة ما يؤدي إلى ملاحظة العجز المشترك عن ردّ ما يتعارض مع الحرية. والعجز هو أن حياتنا تفتقد تلك البُوصَلة التي كان العرب مخترعيها. بوصلةٌ هي اليوم في ملكية سوانا. كانت لنا ذات يوم ثم ضاعت. ولا أكمّل الأغنية.
على أننا، من ناحية أخرى، عشنا انتصارَ شعوب على الاستعمار. شعوب عربية في بلدانها. ويبقى نموذجُ الشعب الجزائري يتردد على ألسنة جميع أحرار العالم. بنفس قوة تذكّر انتصار الشعب الفييتنامي. وهو، اليوم، انتصار فلسطينيي غزة أيضاً. انتصار. كلمة مفردة، لا تحتاج للإعلان هل مبتدأ أو خبر. كلمة تكتفي بنفسها كلما أطل علينا ما انتهت إليه حرب إسرائيل على فلسطينيي غزة.
وأسمع صديقا لي من بعيد يسخر من قولي بانتصار فلسطينيي غزة. إنها سذاجة. يقول لي. ويقول أكثر. إنني أتبع رأي السذّج من أبناء العالم العربي. إنهم يثقون بالكلمات السهلة. فيما الواقع العيني يكذّب ما يقول الرأيُ العام. يكذّب لأن صديقي يسترجع عددَ القتلى وعددَ الجرحى، حجمَ التدمير في المباني وفظاعةَ الخسارات في الحياة اليومية. بهذا ينتقد سذاجتي. وأنا أتابع ما يقول. لا أعترض عليه في شيء. ما يقول لا خلاف فيه. كلّ واحد منا شاهدٌ عليه. صديقي على صواب في إحصاء الضحايا والخسارات. هوْلُ ما حدث يؤكد أن إسرائيل خاضت حرباً بأسلحة متطورة تكنولوجيا، مُستعمَلة من السماء ومن الأرض والبحر. أسلحة طوقت غزة وأخذت ترسل النيران للقتل والتدمير. إسرائيل استعملت حتى ما أصبح الموالون لهَا أنفسُهم يشهدون بأنه من الأسلحة المحرمة في الحروب. قتل وتدمير كان يعني بالنسبة لإسرائيل إبادةَ فلسطينيي غزة.
لكن صديقي انتهى من كلامه. كأن الحرب ابتدأت بإطلاق النيران وانتهت بإيقافها. ابتدأت في الساعة المعلومة وانتهت في الساعة المقررة. هذا ما اختلفتُ معه فيه. كنت أنظر إليه وهو يستعرض تحليله لما جرى. أتركه يأخذ النفَس تلو النفَس. يتكلم. يعود للتنبه على الأرقام. وعلى النتائج في الحياة العامة. انتهى من كلامه. والحرب بالنسبة لي لم تنته كما يتخيل. وهي لم تبدأ مع إطلاق القذائف الأولى من الطائرات.
ما نختلف فيه هو ما تقوله الخطابات لا ما تقوله الأسلحة. وتلك هي الحرب الكبرى برأيي. أتجاوز الحديث عن دلالة انسحاب القوات الإسرائيلية من غزة، وعن صمود المقاومة. وعن دلالة اتفاقيات إسرائيل مع دول غربية لتجريد المقاومة من السلاح. سلمت بذلك أيها الصديق أم لم تسلم، فما يعنيني أبعد. هذه حرب تأتي في سياق سلسلة من الحروب. وهي لا تنفصل عن الحروب السابقة أو عن الحروب اللاحقة. إسرائيل ليست دولة بشعبها المعلوم وأرضها المعلومة. إسرائيل مشروع شعب ومشروع أرض. مشروع بمعنى أنه مفتوح على الإضافة. مشروع إسرائيل هو ما أعلن عنه مؤسسوها. إسرائيل الكبرى. إسرائيل دولة شعب الله المختار على هذه الأرض المختارة. حدودها الحقيقية هي المرسومة في الوعد الإلهي أو في الوعد الاستعماري الحديث.
هزيمة فلسطينيي غزة، من هذا المنظور، هي القبول بأنهم لم يعودوا معترضين على إسرائيل الكبرى. هزيمتهم هي أنهم منذ الآن سينصاعون لما تمليه عليهم إسرائيل، قوة جبارة، حاكمة. أمرها أن ترسم خارطتها في منطقة الشرق الوسط ولها مطمئنة أن تنفذها. اطمئنانها هو معنى انتصارها في حرب غزة. وذلك لم يتحقق لها. تلك الأهداف المعلن عنها أو غير المعلن من السلطة إلى الأسلحة والصواريخ كلها مقدمات فقط. والسر هو القبول بأمر إسرائيل. قبول لا يمكن أن يحصل إلا بشرط الهزيمة النفسية للفلسطينيين. استسلام للقدر الإسرائيلي.
ذلك لم يتحقق لإسرائيل في حربها على غزة. ولنا، بعد الحرب، ألا نقف فقط عند عدد الضحايا وحجم الدمار وحده، كما تريد إسرائيل، في حربها النفسية المصاحبة للعسكرية. لنا أيضاً أن ننظر إلى أهداف تعلنها الخطابات، التي هي الكلام الموثوق لإسرائيل في حربها على غزة. من هنا لن تقبل إسرائيل بأي سلام لا تحدد شروطه بيدها. حسب ما وعدت به خطاباتُها شعبَ إسرائيل في السيادة الإلهية على الأرض الإلهية.
عدم استسلام فلسطينيي غزة للقتل والدمار، للتفوق العسكري، وجه مقاومة أبعد. فلسطينيو غزة قاوموا خطابات إسرائيل الكبرى بنفوس وهبَت نفسَها للأرض، ونفسَها للحياة على هذه الأرض فلمْ ينهَزموا. ولنا بدورنا أن نراهم هناك. يقاومون.

القدس العربي-27/2/2009


******
وعليه رد مساري
محمد بن عميار المساري طنجة-المغرب- - انهزام الصهيونية ؟؟
اجل كان انهزمهم هناك في غزة الباسلة ضد الالة الصهيونية ومشروع الامبريالية ومعها الرجعية العربية التي كانت تفكر في اقامة مشروع اقتصادي استعماري يمتد قرون اخرى جاءت الهزيمة مرتبطة بانهيار المالي الكبير الذي يمكن ان يكون اندحار لامريكاوحلافائها.لكن بشرط توفر الظروف الموضعية لا نهاء حالة الاحتقان والتدمر وبناء عالم آخر اكثر عدلا اقتصاديا وديمقراطيا ..نتمنى ذالك ؟

izarine
izarine

ذكر عدد الرسائل : 1855
العمر : 65
Localisation : khémissat
Emploi : travail
تاريخ التسجيل : 03/08/2006

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى