علاج جديد للالتهاب الكبدي «ب»

من طرف بديعة الأحد 1 مارس 2009 - 22:49

أعلن باحثون من شركة بريستول مايرز سكويبن، خلال الاجتماع السنوي للجمعية
الآسيوية الباسيفيكية لدراسة الكبد الذي عقد مؤخرا في هونغ كونغ، عن نتائج
لدراسات طبية جديدة تبين أن العلاج لمدة طويلة بعقار باراكلود

(إنتيكافير) قادر على تحسين صحة أنسجة الكبد، حتى لو وصلت مرحلة التليف
التي تصيب مرضى الالتهاب الكبدي (ب) المزمن.
للتذكير، ينتج مرض
الالتهاب الكبدي (ب) من العدوى بفيروس (ب) ويعد من أكثر الأمراض المعدية
انتشاراً في العالم. وبالإضافة إلى كون مرض الالتهاب الكبدي المزمن مرضا
صامتا، إذ ينتشر الفيروس داخل خلايا الكبد ويدمرها على مدى سنوات، من دون
أن يشعر المصاب أو تظهر عليه أي أعراض، فهو أيضا مرض خطير يؤدي إلى الهلاك
وظهور الأورام السرطانية في الكبد. ويتوفى سنويا أكثر من 350 ألف شخص في
آسيا نتيجة المضاعفات الخطيرة المصاحبة للالتهاب الكبدي (ب) الذي لم يتم
علاجه. وفي الصين، يرتفع عدد الوفيات الناتجة من أمراض الكبد وسرطان الكبد
سنوياً، بحيث تتجاوز تلك مجموع الوفيات الناتجة من الإيدز والسل و
الملاريا مجتمعة.
وللعلم، ينتقل فيروس (ب) في 30-50% من الحالات في
آسيا الباسيفيكية من الأم للطفل أثناء الولادة، في حين ان 80% من الإصابات
بالالتهاب الكبدي (ب) تحدث قبل سن العاشرة.
علاج لمرض كان يعتقد ان لا علاج له
ومنذ
عام 1991 طالبت منظمة الصحة العالمية جميع الدول بإضافة تطعيم فيروس الكبد
(ب) إلى برامج تطعيماتها القومية، بهدف القضاء على هذا المرض تماما. وعلى
الرغم من وضع معظم الدول تطعيم الكبد (ب) في ميزانيتها فإن هنالك مشكلة في
تطبيقه في بعض الدول، مثل استهانة البعض في أخذ التطعيمات، أو عدم القدرة
على وصول التطعيم إلى الأماكن النائية في الدول. وبالاضافة إلى ذلك، لا
تتمكن بعض الدول من وضع هذا التطعيم في ميزانيتها، ما يفسر انتشار العدوى
بفيروس ب، حتى بعد اكتشاف تطعيمه.
وبعكس الاعتقاد الشائع قبل عشر سنين
تقريبا، بعدم وجود علاج لهذا المرض، فقد توصل الطب الحديث إلى علاجات
قادرة على الحد من انتشار الفيروس في الجسم، بما يمنع حدوث مضاعفات
الالتهاب الكبدي (ب) الخطيرة.
فقد تمكن العلماء في مختبرات شركة
بريستول-مايرز سكويب الطبية من التوصل إلى اكتشاف يسمى عقار باراكلود

إنتيكافير، واثبات نجاحه في علاج من يعانون من إصابات مزمنة بفيروس (ب). و
قد اعتمد عقار باراكلود في أكثر من 86 دولة ومنطقة حول العالم. و يعتبر
حاليا من العلاجات المفضلة، لكونه سهلا يؤخذ من خلال حبة واحدة يوميا،
وليست له آثار جانبية تذكر، بالاضافة إلى أنه فعال في درء التلف الكبدي
ومضاعفاته، ما يضمن استمرار حياة الإنسان بشكل طبيعي.
كما تم عرض
دراسات جديدة للأطباء تؤكد ان العلاج لمدة طويلة بعقار باراكلود
(إنتيكافير) يحد من أضرار الالتهاب الكبدي (ب) المزمن. وتعتمد هذه الدراسة
على نتائج عينات كبدية اخذت لمصابين بالالتهاب الفيروسي تناولوا عقار
الباراكلود لمدة ست سنوات. ومن خلال المقارنة بين نتائج العينات الدورية،
ومقارنة ذلك بعينة الكبد المريضة المبدية، تبين وجود تحسن في حالة أنسجة
الكبد عند 96% من المرضى، بالاضافة إلى تراجع في تليف الكبد عند 88% من
المرضى. فيما وجد انخفاض الحمل الفيروسي لمعدلات يصعب اكتشافها (الحمض
النووي لفيروس ب في الدم أقل من 300 نسخة/مل) من خلال تحليل PCR عند 100%
من المشاركين.
وأوضح أ.د. تشانج، الباحث المسؤول عن الدراسة
الإكلينيكية (ETV-901)، قائلاً: "تؤكد هذه النتائج قدرة العلاج طويل المدى
بعقار باراكلود على وقف تدهور حالة الكبد، بل تجديد أنسجته المتليفة
الناتجة من الإصابة بالالتهاب الكبدي (ب) المزمن. وبلا شك فإن توافر عقار
فعال في مكافحة هذا الفيروس على المدى الطويل، مقرون بخطر ظهور مقاومة
فيروسية بسيط، يمثل خطوة إيجابية هائلة في علاج هذا المرض الخطير".