صدى الزواقين Echo de Zouakine
مرحبا بك عزيزي الزائر. المرجو منك أن تعرّف بنفسك و تدخل المنتدى معنا ...اذا لم تكن قد تسجلت بعد نتشرف بدعوتك للتسجيل في المنتدى.

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

صدى الزواقين Echo de Zouakine
مرحبا بك عزيزي الزائر. المرجو منك أن تعرّف بنفسك و تدخل المنتدى معنا ...اذا لم تكن قد تسجلت بعد نتشرف بدعوتك للتسجيل في المنتدى.
صدى الزواقين Echo de Zouakine
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

لماذا شارك الفلاحون فى ثورة 1919؟

اذهب الى الأسفل

لماذا شارك الفلاحون فى ثورة 1919؟ Empty لماذا شارك الفلاحون فى ثورة 1919؟

مُساهمة من طرف izarine الثلاثاء 10 مارس 2009 - 10:21


قد يكون لخروج شريحة
المتعلمين والمثقفين فى ثورة 1919 مبرراته ، لكن أن تخرج العامة أو
الأغلبية الصامته الأمية والفقيرة فهذا ما يحتاج لوقفة ، لماذا خرج
الفلاحون والباعة والعمال ليشاركوا الأفندية والنخبة فى المطالبة بالجلاء
والإستقلال ؟ ، ما الذى جعل مواطن لا يقرأ ولا يكتب ، وبالكاد يوفر قوت
يومه ، ينتفض ويهتف مطالبا بسفر مجموعة من النخبة للتفاوض على جلاء المحتل
؟ ، لماذ قدم هؤلاء البسطاء حياتهم وقودا لمعركة تبتعد كثيرا عن زمام
قريتهم ؟ ، ما الذى يعود على جائع وجاهل ومعدم ومقهور من الهتاف "
الإستقلا التام أو الموت الزؤام " وهو لا يعرف معنى ما يقول ؟ ، ما الذى
يعود عليه من الإستقلال إذا كان هو من العبيد والرعاع فى نظر الحكومة
والإحتلال ؟ .
بعد
انتهاء الحرب العالمية الاولى، وعلى وجه التحديد فى سنة 1918 ، دعا
الرئيس الأمريكى ولسون إلى مبدأ حق الأمم فى تقرير مصيرها ، وطالب _ حسب
صياغة الرافعى _ بإنشاء جمعية أمم لوضع الكفالات لضمان الاستقلال السياسى
، وسلامة الأملاك لجميع البلدان صغيرها وكبيرها ، وقد لاقت هذه الأفكار
تأثيرها فى نفوس بعض السياسين فى مصر ، خاصة وقد أصدرت فرنسا وبريطانيا
تصريحا مشتركا ، عبرتا فيه عن رغبتهما فى تحرير الشعوب التى كانت خاضعة
للاحتلال التركى .
وفى
حفل شاى اقامه السير ريجنلد ونجت المندوب السامى البريطانى ، اتفق بعض
الساسة على الإشتراك فى مؤتمر الصلح العالمى من خلال وفدين ، الأول حكومى
رسمى يمثله رشدى باشا وعدلى باشا ، والثانى _ على حد ذكر محمود أبو الفتح
فى المسألة المصرية _ أهلى يمثل الأمة المصرية ، برئاسة سعد زغلول بصفته
وكيل الجمعية التشريعية المنتخب ، وألتقى سعد وعلى شعراوى باشا وعبدالعزيز
فهمى بك بالمندوب السامى وطلبوا منه التصريح لهم بالسفر إلى انجلترا لحل
القضية المصرية ، وفى نهاية الأمر رفض طلبهم ، وتم تشكيل الوفد ، بالإضافة
للسابقين تم ضم : محمد محمود باشا ، واحمد لطفى السيد ، وعبد اللطيف
المكباتى بك ، ومحمد على بك ، وهم جميعا من اعضاء الجمعية التشريعية ، ثم
تقرر صياغة توكيل لأعضاء الوفد ، يفوضهم فيه الشعب بجميع طوائفه للمطالبة
بحقوق مصر فى تقرير مصيرها ، وقد سجل عبدالرحمن فهمى بك نص البيان فى
مذكراته كالتالى : نحن الموقعين على هذا الأعضاء بالجمعية التشريعية ، قد
أنبنا عنا حضرات ( اسماء الأعضاء ) ولهم ان يضموا إليه من يختارون ، فى ان
يسعوا بالطرق السلمية المشروعة حيثما وجدوا للسعى سبيلا ، فى استقلال مصر
تطبيقا لمبادىء الحرية والعدل التى تنشر رايتها دولة بريطانيا العظمى
وحلفاؤها ، ويؤيدون بموجبها تحرير الشعوب " ، وقاموا بتوزيع التوكيل على
المدن والقرى والنجوع للتوقيع عليه ، وجمعت ألاف التوقيعات بمعرفة وموافقة
الحكومة برئاسة حسين رشدى والسلطان فؤاد ، وبعد فترةوصدر قرار الحكومة
البريطانية برفض سفرهم ، وخاطب سعد أغلب الدول الأوروبية ، وأوضح فى
برقياته ورسائله مطلبهم وتعنت الحكومة البريطانية معهم ، ولكثرة تحركات
سعد ورفاقه بين الجماهير ، اتفق نائب المندوب السامى مع حكومته على اعتقال
المجموعة ونفيهم خارج البلاد خوفا على هيبة بريطانيا العظمى ، فى عصر يوم
8 مارس 1919 ، ألقت السلطات البريطانية القبض على سعد زغلول باشا ، ومحمد
محمود باشا ، وإسماعيل صدقى باشا ، وحمد الباسل باشا ، وتم احتجازهم فى
ثكنة الجنود فى قصر النيل ، فى الساعة الحادية عشرة من صبيحة اليوم التالى
تم نقلهم عبر القطار إلى مدينة بورسعيد ، ومن هناك أقلتهم الباخرة المتجهة
إلى مالطة لتنفيذ قرار بالنفى ، فى نفس اليوم 9 مارس ، بدأت الثورة فى
شكلها السلمى ، حيث قام طلبة كلية الحقوق بالاضراب عن الدراسة ، وسرعان ما
انتشر الخبر ، وعمت المظاهرات المدارس العليا والثانوية وجميع فئات وطبقات
المجتمع ، فى القاهرة والمحافظات بالمدن والقرى ، فى وجه بحرى ووجه قبلى ،
وكان وقود هذه الثورة عامة الناس من الفلاحين والعمال ، حيث كانوا يمثلون
الأغلبية ، خرجوا إلى الطرق والشوارع والميادين ، يحملون الشوم والفؤس
والحجارة فى مواجهة بنادق جنود الإحتلال ، الذين اعتقدوا انها مجرد فتنة
أو هوجة سرعان ما تنتهى ، لكن عندما تطورت الأحداث والمواجهات ، وعندما
قام المهمشون والمستعبدون بقطع الطرق ، والسكك الحديدية ، ووسائل الاتصال
من تليفونات وتليغراف ، ادركت قوات الإحتلا انها الثورة .
المؤرخون
العرب والأجانب أختلفوا فى دوافع هذه الثورة ، وكل منهم حاول ان يتلمس
الأسباب ، الرافعى وبعض من اعتمد عليه من الباحثين ، صنف أسباب الثورة إلى
سياسية واجتماعية واقتصادية وتاريخية ، فى السياسية ترجع إلى تذمر الشعب
من الإحتلال الأجنبى ، وإخلافه وعوده فى الجلاء ، وتغلغله فى شئون البلاد
كبيرها وصغيرها ، وإلغائه دستورها ومحاولة فصل السودان عنها ، ثم اعلانه
الحماية الباطلة عليها فى ديسمبر 1914 ، اضافة إلى ظلم السلطة العسكريو
وبطشها ، واهدارها كرامة المصريين فى السخرة وفى التجنيد ، واعاد الثورة
أيضا إلى مصادرة مواشيهم ومحاصيلهم ، خاصة القطن الذى بيع بأبخس الأثمان ،
وبأسعار أقل كثيرا عن أسعارها فى الأسواق ، اضافة إلى سنوات الجهاد
السابقة للزعيمين مصطفى كامل ومحمد فريد ، وتمهيدهما للثورة على الاحتلال
، كما اعاد الرافعى أبضا قيام الثورة إلى دعوة الرئيس الأمريكى ولسن .
أما
الجماعات التبشيرية والجالية البريطانية فقد كانت لها رؤيتها فى هذه
الثورة ، التى أطلقت عليها مسمى الفتنة ، حيث حملت هذه التقارير بعض
الأوروبيين مسئولية تأجيج الثورة ، وقد حصرت التقارير هؤلاء الأجانب _ على
ذكر د.عاصم السوقى فى ثورة 19 فى الأقاليم _ فى كل من الإيطاليين
والفرنسيين والألمان ثم الأسبان ، وقد تلخصت دوافع وقوفهم مع المصريين فى
التالى : أن فرض الحماية على مصر يؤثر بالضرورة على الإستثمارات الأوروبية
، وأن السياسة البريطانية خلال سنى الحرب العالمية الأولى أساءت
للإوروبيين ، فقد طالت املاكهم المصادرات والإستيلاء ، وأشارت التقارير
أيضا إلى تميز الموظف البريطانى عن نظيره الأوروبى ادبيا وماديا ، ونفس
الشىء ينطبق على المحامين ، وتناولت تقارير الجالية البريطانية أسباب
كراهية المثقفين المصريين ، الأفندية والموظفين للبريطانيين ، حيث أوضحت
ان سلطة الاحتلال قامت بتعيين البريطانيين فى الوظائف التى كان من الممكن
للمصريين القيام بها ، وهذا جعل الموظف المصرى يشعر بالقهر ، اضافة إلى
شعوره بالإحباط فى الفوز بالمناصب العليا ، يضاف إلى ذلك ضعف مرتباتهم
بالقياس لمرتبات الأجانب ، أما اشتراك المحامين فى الثورة فيعود إلى
اقتراح وليم برونييت بجعل اللغة الإنجليزية اللغة الرسمية المعتمدة فى
المحاكم ، وكان عدد المحامين آنذاك 200 ألف محام ) ، ورصد هذه التقارير
اندماج المثقفين والعامة واتحادهم فى موقف واحد ، هذا مع ان المثقفين
المصريين كانوا ـ على حد زعم التقارير ـ يحتقرون العامة ويعاملونهم
بإزدراء ، وتذكر التقارير ان عدد سكان مصر آنذاك كان حوالى 12 مليونا ،
بينهم على الأقل 11 مليونا من الفلاحين ، اضف إلى هذا ان التقارير حملت
الجاليات الأجنبية والعمد والمشايخ وكبار الموظفين مسئولية قهر واستعباد
العامة ، وهو ما جعل الأهالى يحملون الكراهية لقوات الإحتلال ، واكدت غياب
السياسة المحددة تجاه مصر ، وعجز ادارة الشئون المصرية بواسطة وزارة
الخارجية ، وقصور الإدارة البريطانية فى معالجة العديد من الأمور ، وضعف
مستوى الموظفين البريطانيين .
ومع
وجاهة هذه المبررات التى دونتها تقارير الجالية البريطانية ، والتى ساقها
المؤرخون المصريون ، فهى فى النهاية اهتمت بالنخبة المتعلمة والمثقفة ،
حتى ان معظم ما جاء من أسباب هنا وهناك ، يعود للضيم الذى يقع على فئة
الموظفين والمحامين وأصحاب الأملاك من تجار ومزارعين ، لكن أصحاب الجلاليب
الزرق ما الذى دفعهم لهذه المعركة النخبوية ؟ ، هم فى النهاية لن يتحصلوا
على شىء ، الأجانب يعاملونهم كعبيد ، يضربون بالكرباج ويجبرونهم على
التجنيد والسخرة ، ويستولون على الفتات الذى يطعمون اولادهم منه ، وكذلك
حكومة بلادهم ، البشاوات والبكوات والأفندية يتعاملون معهم بإزدراء
واحتقار وبمعاملة تكاد تكون أسوء من الأجنبى ، كما انهم فى غياب الإحتلال
او وجوده سيظلوا عبيد الأرض ، يقتاتون بمشقة والديانة تطاردهم أينما ذهبوا
، فلماذا وافقوا على الخروج خلف الأفندية ؟ ، ما الذى شجعهم على الثورة ؟ .
ارجع
العديد خروج العامة والفلاحين إلى زيادة الوعى السياسى والتقدم الذى شهده
المجتمع ، وتأثر الفلاحين خلال السنوات التى تفصلهم عن ثورة عرابى بالعديد
من الأفكار التى اكتسبها الأفندية ، او حسب صياغة الرافعى : فلم يكن احد
يتوقع أن الفلاح الساذج البعيد بفطرته عن غمار السياسة وعواصفها ، يندمج
فيها إلى درجة الثورة وخلع قضبان السكك الحديدية وقطع المواصلات ، وبذل
الروح فداء للوطن ، كل هذا يدلك ، على حد زعم الرافعى ، على تقدم الأفكار
فى طبقات الموظفين والأعيان والفلاحين ، وبذلك تقدم المجتمع فى شتى نواحيه
، فى حين أرجع البعض ، خاصة الأجانب منهم خروج الرعاع حسب تسميتهم خلف
الأفندية ، بسبب الديانة ، حيث ان الساسة استخدموا الدين فى السياسة ،
وشحنوا البسطاء ضد المحتل غير المسلم الذى يقهر المسلم وحكومته المسلمه .
أغلب
الظن أن العامل الرئيس لخروج هؤلاء خلف الأفندية موافقة الحكومة والسلطان
ومساندتهما للوفد ، وقد تأكد هذا للفلاحين والعامة من خلال التوكيلات التى
كانوا يوقعون ويختمون ويبصمون عليها ، حيث كانت تتم بعرفة مراكز الشرطة ،
ويشجع عليها العمد والمشايخ والخفر ، حتى ان الحكومة برئاسة حسين رشدى قد
تقدمت بإستقالتها للسلطان فؤاد عدة مرات ، احتجاجا على رفض الحكومة
البريطانية سفر الوفد للتحدث فى قضية الجلاء والإستقلال ، واشترط رشدى
وعدلى سفر الوفد معهما ، هما يمثلان الجانب الرسمى والوفد يمثل الجانب
الأهلى ، وهو ما يعنى أن صاحب الكرباج يساند ويدعم بقوة فكرة التوقيع على
التوكيلات ، ويطالب بالوقوف خلف الفريق المسافر للتحدث عن الجلاء ، واغلب
الظن ان الفلاحين خرجوا فى بداية الثورة خوفا من صاحب الكرباج يسيرون خلف
الأفندية يرددون هتفاتهم ، ثم اكتشفوا بعد ذلك قوة فى اتحادهم وصياحهم ،
واتضح لهم لأول مرة أنهم قادرون على الغضب والرفض ورد الصاع صاعين ، وكانت
فرصة للثأر من سنوات قهر وفقر وعبودية ومهانة ومزلة ، فرصة حتى لو كانت
وقتية لكى يعيد كل منهم بعض من المهانة والمزلة التى لحقت به أمام زوجته
وأولاده وجيرانه فى القرية ، بسبب الديون أو السخرة أو لأتفه الأسباب ،
وما يقوى هذا الظن فرضية معاداة الحومة والسلطان للوفد وفكرة جمع توقيعات
على التوكيلات ، لو كانت الحكومة قد رفضت هذه التوكيلات ، ما سمعنا عنها ،
وما احتشد الصغير والكبير للتوقيع والبصم عليها ، وما شهدت القرة والنجوع
والمدن هذا الحراك الثورى ، كما بقوى هذا أيضا أن سعدا ورفاقة عند علمهم
برفض الحكومة والسلطان لفكرة تشكيل الوفد ، ما فكروا فى تكوينه ، ولا
خاطبوا المندوب السامى ، لكن واقع الأحداث يشير إلى ان الفكرة كانت وليدة
الحكومة وبعض أعضاء الوفد ، حيث تم الإتفاق على سفر وفد حكومى وآخر أهلى ،
وهو ما شجع النخب والعامة على المشاركة كل حسب تفسيره وقنعاته .
الكاتب والباحث المصرى : علاء عريبى
izarine
izarine

ذكر عدد الرسائل : 1855
العمر : 64
Localisation : khémissat
Emploi : travail
تاريخ التسجيل : 03/08/2006

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى