أوروبا غير محصنة من الزلازل وإيطاليا تعرضت لـ 25 في 40 عاماً

استمرار عمليات الإنقاذ والقتلى 250 شخصاً وانتشال فتاة حية

أوروبا غير محصنة من الزلازل وإيطاليا تعرضت لـ 25 في 40 عاماً

أكدت
الاستراتيجية الدولية للأمم المتحدة للحد من الكوارث، ان أكثر من 100
مليون شخص حول العالم معرضون لزلازل، وان 35 مليون شخص في الدول الأوروبية
خصوصاً إيطاليا ورومانيا واليونان معرضون لهذه الكوارث، بينما هناك حوالي
مليوني شخص في تركيا ـ أكثر الدول في القارة الأوروبية معرضة للزلازل ـ
معرضون أيضاً لهزات أرضية. وذكر بيان مكتب الاستراتيجية في القاهرة ان
الزلزال الذي ضرب إيطاليا بقوة 6.3 درجات، أثبت ان أوروبا ليست محصنة من
الزلازل القوية، وان إيطاليا تعرضت لخمسة وعشرين زلزالاً في الـ40 عاماً
الماضية، بعضها بلغت قوته 6.9 درجات بمقياس ريختر ونتج عنها مقتل 5 آلاف
شخص وإصابة عشرات آلاف آخرين. وأضاف انه من المعروف خلال وقوع زلازل
مسبقة، ان المباني هي السبب الرئيسي الكامن وراء سقوط أعداد كبيرة من
الضحايا، حيث دمر حوالي 10 آلاف مبنى في زلزال إيطاليا لأن هذه المباني
القديمة، لم تطبق المعايير الحديثة المقاومة للهزات الأرضية. ونقل البيان
عن هيليان مولين فالديز نائب مدير الاستراتيجية في جنيف قولها «إن تحديث
المباني القديمة يعد عملية مُكلفة للغاية، ولكن كل المباني الجديدة خصوصاً
المدارس والمستشفيات والمصانع التي تشكل بنية أساسية مهمة، لا بد من
تشييدها طبقاً للمعايير الحديثة لمقاومة الزلازل في كل المناطق التي يتوقع
وقوع الهزات الأرضية فيها». وأكدت فالديز ان تطبيق مقاييس المقاومة
للزلزال في المباني الحديثة يمكن أن تزيد تكلفة البناء بنحو 5%، بينما
تبلغ تكلفة إعادة تحديث المباني القديمة ثلاثة أضعاف، مشيرة إلى أن
الخسائر الاقتصادية في إيطاليا بسبب الزلازل بلغت 21 مليار يورو في الـ40
عاماً الماضية، وهذا يعني 500 مليون يورو كل عام في المتوسط.

ميدانيًا،
واصل عمال الانقاذ العمل تحت الاضواء الكاشفة ووسط درجات حرارة تقترب من
الصفر لليلة الثانية بحثا عن ناجين من زلزال ضرب وسط ايطاليا وأودى بحياة
250 شخصاً. وأعلنت إدارة الدفاع المدني أمس ان عدد القتلى في الزلزال الذي
وقع الاثنين الماضي ارتفع إلى 250 قتيلاً أثناء الليل بعد انتشال 15 جثة
أخرى من تحت الانقاض. وقضى آلاف الناجين من أسوأ زلزال تشهده ايطاليا منذ
ثلاثة عقود ليلة حزينة اخرى في قرى من الخيام، بينما تعرضت منطقة ابروزو
الجبلية لسلسلة هزات من توابع الزلزال اعاقت جهود الانقاذ وتسببت بوفاة
شخص آخر على الأقل ووترت اعصاب السكان. واستخدم مئات من عمال الانقاذ ومن
بينهم عدد كبير من المتطوعين الحفارات الميكانيكية وأيديهم للتنقيب بين
انقاض لاكويلا والقرى المدمرة المحيطة بها، وأخذوا يهللون ويصفقون الليلة
قبل الماضية لدى العثور على فتاة عمرها 20 عاماً حية وسط انقاض مبنى مدمر
من أربعة طوابق بعد مرور أكثر من 24 ساعة على وقوع الزلزال. وأفادت تقارير
لوسائل إعلام محلية بأن 250 جثة على الأقل وضعت في مشرحة مؤقتة خارج
لاكويلا.