نجلاء فتحي
صفحة 1 من اصل 1
بديعة- مشرف (ة)
- عدد الرسائل : 6241
العمر : 39
Localisation : الدارالبيضاء
Emploi : موظفة
تاريخ التسجيل : 03/04/2008
رد: نجلاء فتحي
نجلاء فتحي.. هي نجلاء فتحي.. صادقة، مرحة، مشعة، رقيقة، زاهية، بعيدة عن
كرنفالات المجتمع الفني، عاشقة لفنها، صنعت في سبعينيات القرن الماضي
نموذجاً لما تطمح إليه الفتاة المصرية، وما يحلم به الشاب في فتاة أحلامه.
في
حياتها الفنية أفلام كثيرة تعتبر علامات في تاريخها الفني. برعت في معظم
أعمالها من خلال أدائها التلقائي البسيط، بالاضافة إلى عملها مع أهم نجوم
مصر. من أدوارها التي تعتز بها دورها في فيلم «الشريدة»، وتعتبر أفلام
«دمي ودموعي وابتسامتي» و«المجهول» و«سنة أولى حب»، و«عفواً أيها القانون»
خطوة أخرى على درب التميز.
احتلت نجلاء فتحي مكانة مرموقة في عالم
التمثيل وأصبحت واحدة من أشهر نجوم الفن العربي، وأثمرت الرحلة عن 79
فيلماً. ورغم قصر العمر الفني للسندريلا نجلاء فتحي على الشاشة
السينمائية، بالنسبة لغيرها، فإنها تميزت عن جيلها، وشقت لنفسها طريقاً
مميزاً في الاداء والصدق، حيث أصبحت الطفلة الصغيرة الشقية ذات تاريخ
فني.. انه مشوار حب وصدق مع النفس والناس. وكانت النتيجة.. تميزا فنيا وحب
الناس.
ولدت نجلاء فتحي، واسمها بالكامل فاطمة الزهراء حسين فتحي،
في الثامن عشر من شهر أبريل عام 1948 في القاهرة في أسرة مكونة من أب تخرج
من كلية الهندسة لكنه لم يمارس المهنة بل تفرغ لإدارة مزرعته في الفيوم،
وأم ربة بيت، وأخوة عددهم سبعة، أربع بنات وثلاثة شبان، كان ترتيبها
الرابع بينهم.
عندما وصلت نجلاء سن الالتحاق بالمدرسة، الحقها والدها
بمدرسة نوتردام، وفي السنة الثانية الابتدائية شطبتها إدارة المدرسة من
سجلاتها بسبب شقاوتها التي لم تكن تتناسب مع النظام الصارم الذي كانت تدار
به المدرسة. ولما وصلت سن الحادية عشرة من عمرها انفصل والداها، وكان من
الصعب أن يجمع والدها بين عمله في الفيوم ورعاية أولاده السبعة، فألحقها
وأخواتها بمدرسة داخلية، لكنهن لم يتحملن نظام هذه المدرسة، فعدن إلى
أبيهن في الفيوم، وعشن معه أربع سنوات كاملة.
وعندما عادت الأسرة إلى
مصر الجديدة مرة ثانية، والتحقت البنات بالمدارس القومية، فرحت نجلاء
كثيراً حيث دنيا الفن الواسعة ومجلات الفن الزاهية بأخبار وصور الفنانين
والفنانات.
وفي صيف عام 1964 سافرت نجلاء إلى الإسكندرية، وهناك شاهدها
المنتج السينمائي عدلي المولد المحامي، وسألها عن حبها للتمثيل فأجابت على
الفور بأنها لا تحب التمثيل فقط، بل تعشقه، فوعدها بأن يتيح لها فرصة
التمثيل إذا وافقت أسرتها على أشتغالها بالفن.
عادت نجلاء إلى البيت
والدنيا لا تسعها من الفرح، وهناك فوجئت بصديق الأسرة عبد الحليم حافظ في
حجرة الاستقبال، فأخبرتهم بما قاله لها المنتج عدلي المولد، فنظر إليها
عبد الحليم كأنه يراها لأول مرة وقال: بالفعل، أنت تصلحين يا زهرة لأن
تكوني نجمة.. إزاي أنا ما أخدتش بالي منك قبل كده؟
كان هذا اللقاء
فاتحة الاختبار الذى أجراه لها عبد الحليم حافظ صوتاً وصورة، إذ قدمها
للمخرج حسين كمال ومدير التصوير الحاج وحيد فريد، وبعد الاختبار صفق
الحاضرون، وهنأها الجميع، وفي مقدمتهم المخرج حسين كمال.
في هذه الفترة
كان عبد الحليم حافظ يعد لفيلمه الجديد «أبي فوق الشجرة»، وأخبرها أنه
سيقدمها في أحلى صورة من خلال انتاجه الكبير، وسعدت نجلاء بهذا الترشيح،
وكتبت الصحف كثيراً عن اهتمام عبد الحليم حافظ بها وتقديمها لتكون نجمة
سينمائية، بل انطلقت اشاعة تؤكد أنه سيتزوجها.. إلا أن هذه الإشاعة لا
علاقة لها بالحقيقة، فقد كان عبد الحليم يراها لا تزال طفلة، كما أن نجلاء
كثيراً ما كانت تناديه «أونكل حليم».
وانتظرت نجلاء طويلا تنفيذ مشروع
«أبي فوق الشجرة» بلا نتيجة، ما جعلها توافق على العمل في فيلم «الأصدقاء
الثلاثة»، وأغضب ذلك عبد الحليم كثيراً، لكنه عاد وأكد أنه لن يقف فى
طريقها، بل انه سيساعدها بكل ما يستطيع.
«أفراح» هو الأول
وبالفعل،
وقعت نجلاء أول عقد لها وهي لا تزال في السابعة عشرة، كان العقد ثلاثة
أفلام دفعة واحدة، ووقعت العقد والدتها السيدة «منيرة» بالنيابة عنها
لأنها تعتبر قاصرا. كان أجرها عن الفيلم الأول «الأصدقاء الثلاثة» مائة
وخمسين جنيهاً، وعن الثاني مائتي جنيه، وعن الثالث ثلاثمائة جنيه مع
اشتراط ألا تعمل في أي فيلم آخر قبل الانتهاء من تصوير الأفلام الثلاثة.
واختار لها عدلي المولد اسم «سالي» في فيلمها الأول بدلاً من فاطمة
الزهراء، لكن هذا الاسم لم يعجب عبد الحليم حافظ، فاختار لها اسم نجلاء
فتحي.
وبحسه الانتاجي الرفيع اهتدى المنتج رمسيس نجيب إلى نجلاء فتحي
بعد أن شاهد صورها في الصحف والمجلات ولاحظ اهتمام عبد الحليم حافظ
بتقديمها للسينما، فاتصل بها وحدد لها مكان اللقاء في مؤسسة السينما التي
كانت تستعد لإنتاج فيلم «أفراح» الذي كان يتولى مهمة الاشراف على انتاجه
ويقوم باخراجه أحمد بدرخان. وبعد أخذ ورد تعاقدت نجلاء مع رمسيس نجيب على
القيام ببطولة فيلم «أفراح»، وهو الفيلم الذي كانت الفنانة سعاد حسني
مرشحة للقيام ببطولته إلا أنها اعتذرت عنه في آخر وقت لمرضها المفاجىء،
وذلك مقابل ألف وخمسمائة جنيه.
وخلال أسبوع من توقيع العقد سافرت نجلاء
إلى لبنان لتصوير المشاهد الخارجية، لتعود بعدها إلى القاهرة لمتابعة
تصوير المشاهد الداخلية. والمثير للدهشة، أنه مع فرحة نجلاء بنجاح فيلم
«أفراح» وصلها انذار من المنتج عدلي المولد المحامي بتوقيع الشرط الجزائي
عليها، لأنها عملت في فيلم من انتاج غيره رغم اتفاقها معه بعقد ألا تعمل
في أي فيلم إلا بعد الانتهاء من تمثيل الأفلام الثلاثة المنصوص عليها في
العقد. وفي مواجهة هذه المشكلة استطاعت والدة نجلاء بذكائها، وكذلك رمسيس
نجيب وعبد الحليم حافظ، إقناع المنتج بأن المستقبل أمامها واسع وعريض،
لذلك يرجونه بأن يتنازل عن دعواه على أن تنفذ له بند تمثيل الفيلمين
الباقيين من دون أن تعمل مع أحد خلال فترة قصيرة، فوافق على ذلك.
أصبحت نجمة
بعد
فيلم «أفراح» تألقت نجلاء فتحي في الفيلم الثاني، وكان «روعة الحب» الذي
قاسمها بطولته يحيى شاهين ورشدي أباظة وعبد المنعم إبراهيم، وأخرجه محمود
ذو الفقار عام 1968. وأصبحت واحدة من ألمع نجمات السينما المصرية.. مثلت
تسعة وسبعين فيلماً سينمائياً من عام 1966 إلى عام 2001، أي 35 عاماً من
العطاء المتجدد. تعاملت مع 37 مخرجاً سينمائياً، كان المخرج أشرف فهمي
صاحب أكبر رصيد من الأفلام التي أخرجها لها، وبلغ عددها ستة وهي:
«الشريدة»، «الأقوياء»، «المجهول»، «سعد اليتيم»، «إمرأة مطلقة»، «لعدم
كفاية الأدلة» عام 1987.
عملت مع مشاهير نجوم السينما ما يقرب من 30
نجماً، كان صاحب أكبر رصيد من الأفلام التي قاسمها البطولة فيها هو الفنان
محمود ياسين إذ مثلت معه عشرين فيلماً، أولها فيلم «أختي» عام 1971، يليه
الفنان حسين فهمي إذ مثلت معه سبعة أفلام أولها «حب وكبرياء» عام 1972،
يليه الفنان أحمد زكي حيث مثلت معه ثلاثة أفلام هي «اسكندرية ليه»، «سعد
اليتيم»، و«أحلام هند وكاميليا» عام 1988، ثم مع عادل إمام في أربعة أفلام
هي: «نصف ساعة جواز»، «المرايا»، «رحلة لذيذة»، و«صابرين» عام 1975.
وخلال
هذه الفترة لعب الفنان رشدي أباظة دوراً مهماً في حياتها حيث نصحها
بالتواضع في تعاملها مع الآخرين، خاصة مع العاملين، وأن تشاركهم المأكل
والحديث لأن العامل يستطيع بضبط الإضاءة أو عدمها أن يؤذي الفنان، كما
نصحها بالخروج من معطف المنتج رمسيس نجيب والتعامل مع غيره من المنتجين
حتى لا يظن المشاهد أنها لا تجيد فن التمثيل.
وتنوعت الأفلام
تقلبت
نجلاء بين الكثير من المدارس الفنية في السينما واكتسبت مقدرة على التعامل
مع مخرجين متعددين، وبذلك أصبحت واحدة من فنانات جيل السبعينيات، جيل
ميرفت أمين وسهير رمزي وبوسي ونيللي وصفية العمري ويسرا، وقدمت أفلاماً
عديدة.
وفي عام 1983 اتجهت نجلاء إلى تأليف أول قصة فيلم سينمائي لها
وهو «غداً سأنتقم» الذي شاركها بطولته فاروق الفيشاوي وماجدة الخطيب،
ونالت عنه جائزة مهرجان القاهرة السينمائي عن أحسن قصة.
وفي عام 1990
احترفت الإنتاج السينمائي إلى جانب التمثيل، فكونت شركة إنتاج سينمائية
باسمها وأنتجت فيلم «سوبر ماركت» الذي نالت عنه جائزتين في الإنتاج
والتمثيل من جهتين مختلفتين، إحداهما من جمعية الفيلم، ومرة أخرى
الجائزتين ذاتهما من المركز الكاثوليكي. كما نالت عن فيلم «أحلام هند
وكاميليا» جائزة أحسن ممثلة في مهرجان طشقند الدولي عام 1988.
وفي عام
1985 كانت تجربة نجلاء فتحي في مجال الشاشة الصغيرة بعد أن اختارها المخرج
عبد العزيز السكري للقيام بدور شهرزاد في مسلسل «ألف ليلة وليلة» أمام
الفنان حسين فهمي في دور «شهريار».
إشاعات... إشاعات
حفلت حياة
السندريلا بأحداث كثيرة، وارتبطت باشاعات كثيرة تدور حول قصص حب متعددة في
حياتها، منها ما أشيع حول حادثتها مع الفنان الراحل أحمد زكي التي وقعت
لهما في طريق مصر – إسكندرية الصحراوي في شهر مايو عام 1990 ونقلا اثرها
إلى مستشفى ابن سينا في الدقي، حيث ظل أحمد زكي في العناية المركزة.
تزوجت
نجلاء فتحى ثلاث مرات، لكنها لم ترتد ثوب الزفاف. كان زواجها الأول بأحمد
عبد القدوس نجل الكاتب الراحل إحسان عبد القدوس، ولم يستمر زواجهما سوى
عام واحد نتيجة تسرعها في الارتباط لحداثة سنها.. وظل هذه الزواج سراً لم
يعلم به أهلهما.
وكانت المرة الثانية عندما تزوجت المهندس سيف الدين
أبو النجا الذي مثل لأول وآخر مرة فيلم «امبراطورية ميم» عام 1972 ورزقت
منه بطفلتهما الوحيدة ياسمين التي ولدت بعيب خلقي في القلب، ذاقت نجلاء
بسببه مرارة الألم على وحيدتها منذ الولادة وحتى سفرها بها لإجراء عملية
جراحية لها في القلب في فرنسا استمرت خمس ساعات، انتهت بشفاء ياسمين
التام، وعودتها إلى القاهرة طبيعية جداً.
وليس خافياً على أحد أنه بسبب
مرض ياسمين انقطعت نجلاء فتحي عن السينما ما يقرب من عشر سنوات عادت بعدها
لتستأنف عملها في السينما، ثم ارتبطت بالإعلامي حمدي قنديل بعد قصة حب
استمرت حوالى سنة ونصف السنة.
أنا في إجازة
كانت أخبار السندريلا
نجلاء فتحي تملأ إلى عهد قريب الصحف والمجلات، ويتردد اسمها على كل لسان..
فجأة اختفت عن الأضواء، وقررت الابتعاد عن أي نشاط فني، وكان آخر أعمالها
الفنية فيلم «بطل من الجنوب» عام 2001.
لكن مفاجأة عام 2009 كانت
خروجها من حالة «العزلة».. أخبار كثيرة تناثرت عن عودتها بعد غياب دام 8
سنوات من خلال فيلم بعنوان «ندل بميت راجل» الذي يشارك في بطولته كريم عبد
العزيز ومنى زكي ويخرجه شريف عرفة. لذلك كان لابد أن نلتق» بها ونعرف
تفاصيل قرار عودتها المفاجىء، واسباب ابتعادها عن أضواء السينما، ورأيها
في حال السينما الآن، وغيرها من القضايا.
قالت نجلاء:
- الفنان لا
يعتزل الفن، حتى إن قال «اعتزلت» فهو لا يعتزل حب الفن وتذوقه، فالفنان
الحقيقي يظل دائماً في شوق ولهفة للوقوف أمام الكاميرا، وعن نفسي أريد
تقديم عمل أفتخر به.
وقالت نجلاء انها تلقت بالفعل عدة عروض سينمائية،
لكنها لم تتخذ قرارها النهائي حتى الآن، خاصة أن قرار عودتها لا بد أن
يتخذ بعناية شديدة وبشكل مدروس ويكون إضافة الى تاريخها الذي تريد أن
تحافظ عليه، فكل ذلك يجعلها خائفة ومترددة حتى لا تمسح تلك الصورة الجميلة
التي تركتها لدى الناس عنها.
وأكدت نجلاء أنها متوقفة عن الفن ولم
تعتزل لأسباب عديدة، لعل من أهمها أنه لم يعد لديها رغبة حقيقية في العمل
الفني، لأنها أدت جميع الأدوار، وبالتالي أي دور ستقدمه الآن لن يضيف إلى
رصيدها شيئاً، بل سيأخذ من رصيدها وحب الجمهور لها. وأيضا لأن حياتها كلها
تغيرت بعد زواجها من الإعلامي حمدي قنديل، وكذلك انشغالها الدائم بابنتها
الوحيدة ياسمين وحفيدتها «زين» أيضاً.
ولكل هذا فضلت التوقف عن الفن
حتى تجد عملاً يستفزها ويجبرها على العودة من جديد، وحتى يحين ذلك سوف
تستمتع بكل لحظة في حياتها فهي مازالت في إجازة فنية.
• هل هناك دور قدمته في الماضي وتندمين عليه الآن؟
-
لا أحب النظر إلى الوراء والماضي، دائماً اتطلع الى ما سيكون في ما بعد،
وكل الأدوار التي قدمتها استفدت منها جداً ولم أندم على شيء رغم اني غيرت
أشياء كثيرة في اختياراتي، لكن ليس معنى ذلك الندم على كل الشخصيات التي
قدمتها.
• هل وجدت نفسك أكثر في السينما أم في التلفزيون؟
- رغم حبي
واحترامي الشديدين للتلفزيون واعترافي بأنه الوسيلة الأكثر رواجاً هذه
الأيام، فإننا جيل السينما، فأنا أعتبر نفسي خريجة مدرسة حسن الإمام،
بركات، أشرف فهمي، وحسين كمال.
• هل تؤمنين بأن النجاح حظ؟
- لا أؤمن بما يسمى بالحظ وإيماني الشديد أن النجاح ثمار تعب وتركيز واجتهاد وإخلاص في العمل، وطبعاً التوفيق من عند الله.
ويبقى أن نقول للسندريلا نجلاء فتحي: كل سنة وهي بخير وصحة وهناء، سواء ظلت مختفية أو ظهرت تحت الأضواء.
كرنفالات المجتمع الفني، عاشقة لفنها، صنعت في سبعينيات القرن الماضي
نموذجاً لما تطمح إليه الفتاة المصرية، وما يحلم به الشاب في فتاة أحلامه.
في
حياتها الفنية أفلام كثيرة تعتبر علامات في تاريخها الفني. برعت في معظم
أعمالها من خلال أدائها التلقائي البسيط، بالاضافة إلى عملها مع أهم نجوم
مصر. من أدوارها التي تعتز بها دورها في فيلم «الشريدة»، وتعتبر أفلام
«دمي ودموعي وابتسامتي» و«المجهول» و«سنة أولى حب»، و«عفواً أيها القانون»
خطوة أخرى على درب التميز.
احتلت نجلاء فتحي مكانة مرموقة في عالم
التمثيل وأصبحت واحدة من أشهر نجوم الفن العربي، وأثمرت الرحلة عن 79
فيلماً. ورغم قصر العمر الفني للسندريلا نجلاء فتحي على الشاشة
السينمائية، بالنسبة لغيرها، فإنها تميزت عن جيلها، وشقت لنفسها طريقاً
مميزاً في الاداء والصدق، حيث أصبحت الطفلة الصغيرة الشقية ذات تاريخ
فني.. انه مشوار حب وصدق مع النفس والناس. وكانت النتيجة.. تميزا فنيا وحب
الناس.
ولدت نجلاء فتحي، واسمها بالكامل فاطمة الزهراء حسين فتحي،
في الثامن عشر من شهر أبريل عام 1948 في القاهرة في أسرة مكونة من أب تخرج
من كلية الهندسة لكنه لم يمارس المهنة بل تفرغ لإدارة مزرعته في الفيوم،
وأم ربة بيت، وأخوة عددهم سبعة، أربع بنات وثلاثة شبان، كان ترتيبها
الرابع بينهم.
عندما وصلت نجلاء سن الالتحاق بالمدرسة، الحقها والدها
بمدرسة نوتردام، وفي السنة الثانية الابتدائية شطبتها إدارة المدرسة من
سجلاتها بسبب شقاوتها التي لم تكن تتناسب مع النظام الصارم الذي كانت تدار
به المدرسة. ولما وصلت سن الحادية عشرة من عمرها انفصل والداها، وكان من
الصعب أن يجمع والدها بين عمله في الفيوم ورعاية أولاده السبعة، فألحقها
وأخواتها بمدرسة داخلية، لكنهن لم يتحملن نظام هذه المدرسة، فعدن إلى
أبيهن في الفيوم، وعشن معه أربع سنوات كاملة.
وعندما عادت الأسرة إلى
مصر الجديدة مرة ثانية، والتحقت البنات بالمدارس القومية، فرحت نجلاء
كثيراً حيث دنيا الفن الواسعة ومجلات الفن الزاهية بأخبار وصور الفنانين
والفنانات.
وفي صيف عام 1964 سافرت نجلاء إلى الإسكندرية، وهناك شاهدها
المنتج السينمائي عدلي المولد المحامي، وسألها عن حبها للتمثيل فأجابت على
الفور بأنها لا تحب التمثيل فقط، بل تعشقه، فوعدها بأن يتيح لها فرصة
التمثيل إذا وافقت أسرتها على أشتغالها بالفن.
عادت نجلاء إلى البيت
والدنيا لا تسعها من الفرح، وهناك فوجئت بصديق الأسرة عبد الحليم حافظ في
حجرة الاستقبال، فأخبرتهم بما قاله لها المنتج عدلي المولد، فنظر إليها
عبد الحليم كأنه يراها لأول مرة وقال: بالفعل، أنت تصلحين يا زهرة لأن
تكوني نجمة.. إزاي أنا ما أخدتش بالي منك قبل كده؟
كان هذا اللقاء
فاتحة الاختبار الذى أجراه لها عبد الحليم حافظ صوتاً وصورة، إذ قدمها
للمخرج حسين كمال ومدير التصوير الحاج وحيد فريد، وبعد الاختبار صفق
الحاضرون، وهنأها الجميع، وفي مقدمتهم المخرج حسين كمال.
في هذه الفترة
كان عبد الحليم حافظ يعد لفيلمه الجديد «أبي فوق الشجرة»، وأخبرها أنه
سيقدمها في أحلى صورة من خلال انتاجه الكبير، وسعدت نجلاء بهذا الترشيح،
وكتبت الصحف كثيراً عن اهتمام عبد الحليم حافظ بها وتقديمها لتكون نجمة
سينمائية، بل انطلقت اشاعة تؤكد أنه سيتزوجها.. إلا أن هذه الإشاعة لا
علاقة لها بالحقيقة، فقد كان عبد الحليم يراها لا تزال طفلة، كما أن نجلاء
كثيراً ما كانت تناديه «أونكل حليم».
وانتظرت نجلاء طويلا تنفيذ مشروع
«أبي فوق الشجرة» بلا نتيجة، ما جعلها توافق على العمل في فيلم «الأصدقاء
الثلاثة»، وأغضب ذلك عبد الحليم كثيراً، لكنه عاد وأكد أنه لن يقف فى
طريقها، بل انه سيساعدها بكل ما يستطيع.
«أفراح» هو الأول
وبالفعل،
وقعت نجلاء أول عقد لها وهي لا تزال في السابعة عشرة، كان العقد ثلاثة
أفلام دفعة واحدة، ووقعت العقد والدتها السيدة «منيرة» بالنيابة عنها
لأنها تعتبر قاصرا. كان أجرها عن الفيلم الأول «الأصدقاء الثلاثة» مائة
وخمسين جنيهاً، وعن الثاني مائتي جنيه، وعن الثالث ثلاثمائة جنيه مع
اشتراط ألا تعمل في أي فيلم آخر قبل الانتهاء من تصوير الأفلام الثلاثة.
واختار لها عدلي المولد اسم «سالي» في فيلمها الأول بدلاً من فاطمة
الزهراء، لكن هذا الاسم لم يعجب عبد الحليم حافظ، فاختار لها اسم نجلاء
فتحي.
وبحسه الانتاجي الرفيع اهتدى المنتج رمسيس نجيب إلى نجلاء فتحي
بعد أن شاهد صورها في الصحف والمجلات ولاحظ اهتمام عبد الحليم حافظ
بتقديمها للسينما، فاتصل بها وحدد لها مكان اللقاء في مؤسسة السينما التي
كانت تستعد لإنتاج فيلم «أفراح» الذي كان يتولى مهمة الاشراف على انتاجه
ويقوم باخراجه أحمد بدرخان. وبعد أخذ ورد تعاقدت نجلاء مع رمسيس نجيب على
القيام ببطولة فيلم «أفراح»، وهو الفيلم الذي كانت الفنانة سعاد حسني
مرشحة للقيام ببطولته إلا أنها اعتذرت عنه في آخر وقت لمرضها المفاجىء،
وذلك مقابل ألف وخمسمائة جنيه.
وخلال أسبوع من توقيع العقد سافرت نجلاء
إلى لبنان لتصوير المشاهد الخارجية، لتعود بعدها إلى القاهرة لمتابعة
تصوير المشاهد الداخلية. والمثير للدهشة، أنه مع فرحة نجلاء بنجاح فيلم
«أفراح» وصلها انذار من المنتج عدلي المولد المحامي بتوقيع الشرط الجزائي
عليها، لأنها عملت في فيلم من انتاج غيره رغم اتفاقها معه بعقد ألا تعمل
في أي فيلم إلا بعد الانتهاء من تمثيل الأفلام الثلاثة المنصوص عليها في
العقد. وفي مواجهة هذه المشكلة استطاعت والدة نجلاء بذكائها، وكذلك رمسيس
نجيب وعبد الحليم حافظ، إقناع المنتج بأن المستقبل أمامها واسع وعريض،
لذلك يرجونه بأن يتنازل عن دعواه على أن تنفذ له بند تمثيل الفيلمين
الباقيين من دون أن تعمل مع أحد خلال فترة قصيرة، فوافق على ذلك.
أصبحت نجمة
بعد
فيلم «أفراح» تألقت نجلاء فتحي في الفيلم الثاني، وكان «روعة الحب» الذي
قاسمها بطولته يحيى شاهين ورشدي أباظة وعبد المنعم إبراهيم، وأخرجه محمود
ذو الفقار عام 1968. وأصبحت واحدة من ألمع نجمات السينما المصرية.. مثلت
تسعة وسبعين فيلماً سينمائياً من عام 1966 إلى عام 2001، أي 35 عاماً من
العطاء المتجدد. تعاملت مع 37 مخرجاً سينمائياً، كان المخرج أشرف فهمي
صاحب أكبر رصيد من الأفلام التي أخرجها لها، وبلغ عددها ستة وهي:
«الشريدة»، «الأقوياء»، «المجهول»، «سعد اليتيم»، «إمرأة مطلقة»، «لعدم
كفاية الأدلة» عام 1987.
عملت مع مشاهير نجوم السينما ما يقرب من 30
نجماً، كان صاحب أكبر رصيد من الأفلام التي قاسمها البطولة فيها هو الفنان
محمود ياسين إذ مثلت معه عشرين فيلماً، أولها فيلم «أختي» عام 1971، يليه
الفنان حسين فهمي إذ مثلت معه سبعة أفلام أولها «حب وكبرياء» عام 1972،
يليه الفنان أحمد زكي حيث مثلت معه ثلاثة أفلام هي «اسكندرية ليه»، «سعد
اليتيم»، و«أحلام هند وكاميليا» عام 1988، ثم مع عادل إمام في أربعة أفلام
هي: «نصف ساعة جواز»، «المرايا»، «رحلة لذيذة»، و«صابرين» عام 1975.
وخلال
هذه الفترة لعب الفنان رشدي أباظة دوراً مهماً في حياتها حيث نصحها
بالتواضع في تعاملها مع الآخرين، خاصة مع العاملين، وأن تشاركهم المأكل
والحديث لأن العامل يستطيع بضبط الإضاءة أو عدمها أن يؤذي الفنان، كما
نصحها بالخروج من معطف المنتج رمسيس نجيب والتعامل مع غيره من المنتجين
حتى لا يظن المشاهد أنها لا تجيد فن التمثيل.
وتنوعت الأفلام
تقلبت
نجلاء بين الكثير من المدارس الفنية في السينما واكتسبت مقدرة على التعامل
مع مخرجين متعددين، وبذلك أصبحت واحدة من فنانات جيل السبعينيات، جيل
ميرفت أمين وسهير رمزي وبوسي ونيللي وصفية العمري ويسرا، وقدمت أفلاماً
عديدة.
وفي عام 1983 اتجهت نجلاء إلى تأليف أول قصة فيلم سينمائي لها
وهو «غداً سأنتقم» الذي شاركها بطولته فاروق الفيشاوي وماجدة الخطيب،
ونالت عنه جائزة مهرجان القاهرة السينمائي عن أحسن قصة.
وفي عام 1990
احترفت الإنتاج السينمائي إلى جانب التمثيل، فكونت شركة إنتاج سينمائية
باسمها وأنتجت فيلم «سوبر ماركت» الذي نالت عنه جائزتين في الإنتاج
والتمثيل من جهتين مختلفتين، إحداهما من جمعية الفيلم، ومرة أخرى
الجائزتين ذاتهما من المركز الكاثوليكي. كما نالت عن فيلم «أحلام هند
وكاميليا» جائزة أحسن ممثلة في مهرجان طشقند الدولي عام 1988.
وفي عام
1985 كانت تجربة نجلاء فتحي في مجال الشاشة الصغيرة بعد أن اختارها المخرج
عبد العزيز السكري للقيام بدور شهرزاد في مسلسل «ألف ليلة وليلة» أمام
الفنان حسين فهمي في دور «شهريار».
إشاعات... إشاعات
حفلت حياة
السندريلا بأحداث كثيرة، وارتبطت باشاعات كثيرة تدور حول قصص حب متعددة في
حياتها، منها ما أشيع حول حادثتها مع الفنان الراحل أحمد زكي التي وقعت
لهما في طريق مصر – إسكندرية الصحراوي في شهر مايو عام 1990 ونقلا اثرها
إلى مستشفى ابن سينا في الدقي، حيث ظل أحمد زكي في العناية المركزة.
تزوجت
نجلاء فتحى ثلاث مرات، لكنها لم ترتد ثوب الزفاف. كان زواجها الأول بأحمد
عبد القدوس نجل الكاتب الراحل إحسان عبد القدوس، ولم يستمر زواجهما سوى
عام واحد نتيجة تسرعها في الارتباط لحداثة سنها.. وظل هذه الزواج سراً لم
يعلم به أهلهما.
وكانت المرة الثانية عندما تزوجت المهندس سيف الدين
أبو النجا الذي مثل لأول وآخر مرة فيلم «امبراطورية ميم» عام 1972 ورزقت
منه بطفلتهما الوحيدة ياسمين التي ولدت بعيب خلقي في القلب، ذاقت نجلاء
بسببه مرارة الألم على وحيدتها منذ الولادة وحتى سفرها بها لإجراء عملية
جراحية لها في القلب في فرنسا استمرت خمس ساعات، انتهت بشفاء ياسمين
التام، وعودتها إلى القاهرة طبيعية جداً.
وليس خافياً على أحد أنه بسبب
مرض ياسمين انقطعت نجلاء فتحي عن السينما ما يقرب من عشر سنوات عادت بعدها
لتستأنف عملها في السينما، ثم ارتبطت بالإعلامي حمدي قنديل بعد قصة حب
استمرت حوالى سنة ونصف السنة.
أنا في إجازة
كانت أخبار السندريلا
نجلاء فتحي تملأ إلى عهد قريب الصحف والمجلات، ويتردد اسمها على كل لسان..
فجأة اختفت عن الأضواء، وقررت الابتعاد عن أي نشاط فني، وكان آخر أعمالها
الفنية فيلم «بطل من الجنوب» عام 2001.
لكن مفاجأة عام 2009 كانت
خروجها من حالة «العزلة».. أخبار كثيرة تناثرت عن عودتها بعد غياب دام 8
سنوات من خلال فيلم بعنوان «ندل بميت راجل» الذي يشارك في بطولته كريم عبد
العزيز ومنى زكي ويخرجه شريف عرفة. لذلك كان لابد أن نلتق» بها ونعرف
تفاصيل قرار عودتها المفاجىء، واسباب ابتعادها عن أضواء السينما، ورأيها
في حال السينما الآن، وغيرها من القضايا.
قالت نجلاء:
- الفنان لا
يعتزل الفن، حتى إن قال «اعتزلت» فهو لا يعتزل حب الفن وتذوقه، فالفنان
الحقيقي يظل دائماً في شوق ولهفة للوقوف أمام الكاميرا، وعن نفسي أريد
تقديم عمل أفتخر به.
وقالت نجلاء انها تلقت بالفعل عدة عروض سينمائية،
لكنها لم تتخذ قرارها النهائي حتى الآن، خاصة أن قرار عودتها لا بد أن
يتخذ بعناية شديدة وبشكل مدروس ويكون إضافة الى تاريخها الذي تريد أن
تحافظ عليه، فكل ذلك يجعلها خائفة ومترددة حتى لا تمسح تلك الصورة الجميلة
التي تركتها لدى الناس عنها.
وأكدت نجلاء أنها متوقفة عن الفن ولم
تعتزل لأسباب عديدة، لعل من أهمها أنه لم يعد لديها رغبة حقيقية في العمل
الفني، لأنها أدت جميع الأدوار، وبالتالي أي دور ستقدمه الآن لن يضيف إلى
رصيدها شيئاً، بل سيأخذ من رصيدها وحب الجمهور لها. وأيضا لأن حياتها كلها
تغيرت بعد زواجها من الإعلامي حمدي قنديل، وكذلك انشغالها الدائم بابنتها
الوحيدة ياسمين وحفيدتها «زين» أيضاً.
ولكل هذا فضلت التوقف عن الفن
حتى تجد عملاً يستفزها ويجبرها على العودة من جديد، وحتى يحين ذلك سوف
تستمتع بكل لحظة في حياتها فهي مازالت في إجازة فنية.
• هل هناك دور قدمته في الماضي وتندمين عليه الآن؟
-
لا أحب النظر إلى الوراء والماضي، دائماً اتطلع الى ما سيكون في ما بعد،
وكل الأدوار التي قدمتها استفدت منها جداً ولم أندم على شيء رغم اني غيرت
أشياء كثيرة في اختياراتي، لكن ليس معنى ذلك الندم على كل الشخصيات التي
قدمتها.
• هل وجدت نفسك أكثر في السينما أم في التلفزيون؟
- رغم حبي
واحترامي الشديدين للتلفزيون واعترافي بأنه الوسيلة الأكثر رواجاً هذه
الأيام، فإننا جيل السينما، فأنا أعتبر نفسي خريجة مدرسة حسن الإمام،
بركات، أشرف فهمي، وحسين كمال.
• هل تؤمنين بأن النجاح حظ؟
- لا أؤمن بما يسمى بالحظ وإيماني الشديد أن النجاح ثمار تعب وتركيز واجتهاد وإخلاص في العمل، وطبعاً التوفيق من عند الله.
ويبقى أن نقول للسندريلا نجلاء فتحي: كل سنة وهي بخير وصحة وهناء، سواء ظلت مختفية أو ظهرت تحت الأضواء.
بديعة- مشرف (ة)
- عدد الرسائل : 6241
العمر : 39
Localisation : الدارالبيضاء
Emploi : موظفة
تاريخ التسجيل : 03/04/2008
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى